في مناسبة واحدة على الأقل، أطلق الحوثيون صاروخا باليستيًا مضادا للسفن (ASBM) ضد سفينة شحن في البحر الأحمر، وهو صاروخ لا يمتلكه ظاهريا سوى الجيش الصيني، وفقا لجيمس هولمز في تحليل بمجلة "ناشونال إنترست" الأمريكية (National Interest).

وتضامنا مع قطاع غزة الذي يتعرض لحرب إسرائيلية مدمرة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، يستهدف الحوثيون من اليمن، بصواريخ وطائرات بدون طيار، سفن شحن في البحر الأحمر تملكها و/ أو تشغلها شركات إسرائيلية و/ أو تنقل بضائع من وإلى إسرائيل.

وفي 3 ديسمبر/كانون الأول الجاري، قالت القيادة المركزية الأمريكية إن الحوثيين أطلقوا صاروخا باليستيا مضادا للسفن باتجاه سفينة الشحن "يونيتي إكسبلورر"، وهي مملوكة للمملكة المتحدة وترفع علم جزر البهاما.

وقال هولمز، في التحليل الذي ترجمه "الخليج الجديد"، إنه "من السذاجة الاعتقاد بأن مجموعة فرعية (الحوثيون)، وهي بالمصادفة مدعومة من إيران العميل غير الرسمي للصين، أتقنت تكنولوجيا صواريخ تفوق الجميع باستثناء المهندسين الصينيين".

وتساءل: "هل تعمل بكين على نشر تكنولوجيا الصواريخ؟.. يبدو الأمر كذلك سواء عن غير قصد أو عن عمد.. والصين ليست طرفا في نظام التحكم في تكنولوجيا الصواريخ (MTCR)، وهي هيئة غير رسمية لمنع انتشار الصواريخ الموجهة".

و"الانتشار غير المقصود هو احتمال وارد. وخلال العقود التأسيسية لجمهورية الصين الشعبية، كانت ضرورة انتشار الأسلحة محفورة في الثقافة المؤسسية للجيش الصيني"، كما أضاف هولمز.

وتابع: "وكان لدى الجيش الصيني الحوافز لتسليح الآخرين مقابل المال. كان عليهم أن يجمعوا الكثير من ميزانيتهم الخاصة وسط ضائقة مالية. واستمر ذلك في سنوات ما بعد الحرب الباردة (1947-1991). ومن الممكن إجراء معاملات غير مشروعة دون علم الحزب الشيوعي الصيني (الحاكم)".

اقرأ أيضاً

وزير خارجية إيران: أمريكا طلبت منا وقف عمليات المقاومة.. والحوثيون يتصرفون بمعزل عنا

قلب الأرض

"لكن من المشكوك فيه أن يمتد الأمر إلى تصدير أسلحة الخطوط الأمامية خلسة، مثل الصواريخ الباليستية المضادة للسفن"، كما استدرك هولمز.

وزاد بأن "قيام المشرفين على الجيش الصيني، من تلقاء أنفسهم، بنقل نظام أسلحة بهذه الفعالية إلى إيران، حيث قد يجد طريقه إلى ترسانات الحوثيين أو حماس (فلسطين) أو حزب الله (لبنان)، يبدو أمرا مبالغا فيه، وسيرفض المسؤولون العسكريون خطوة بهذا الحجم السياسي. أو هكذا كنت أعتقد، مما يترك خيار أن قادة الحزب على علم بالأمر".

وأردف: "هناك منطق استراتيجي وراء انتشار الصواريخ البالستية المضادة للقذائف التسيارية حول المحيط الأوراسي، على الرغم من أن رد الفعل السلبي الناجم عن وضع هذه التكنولوجيا الجديدة في أيدي لا يمكن التنبؤ بها قد يكون شديدا".

والقذائف التسيارية ذات ارتفاع فائق وسرعة فائقة، وهي ذاتية الحركة وموجهة في المرحلة الأولى فقط من الطيران، ويصبح بعدها المسار طبيعيا وغير مسيطر عليه.

هولمرز قال إنه "خلال الحرب العالمية الثانية (1945-1949)، قام خبير الجغرافيا السياسية نيكولاس سبيكمان بتصوير "قلب الأرض" الأوراسية على أنها مفتاح السياسة العالمية و"الأراضي الحدودية". وفصل قلب الأرض عن البحر كبوابة للهيمنة العابرة للمحيطات لبسط النفوذ على القارة الأوراسية العملاقة".

وأضاف أنه "يمكن لبريطانيا العظمى في أوج مجدها الإمبراطوري أو للولايات المتحدة في مرحلة ما بعد الحرب، أن تناور حول المحيط الأوراسي وتحدد الأجندة السياسية والاستراتيجية من البحر".

واستدرك: "ولكن كما أشار سبيكمان، فإن هذا لا يمكن أن يحدث إلا إذا تمكنت البحرية الملكية أو الأمريكية من الوصول إلى المناطق الحدودية. ولن تتمكن البحرية المهيمنة من السيطرة ما لم تتمكن من انتزاع السيطرة على "البحار الهامشية" المحيطة بالمحيط الأوراسي من المدافعين المحليين".

اقرأ أيضاً

لماذا يضع الحوثيون بايدن ومحمد بن سلمان في مأزق؟.. خبراء يجيبون

ثورة الصواريخ

و"في بكين وطهران وموسكو يوجد اهتمام كبير بالاستراتيجيات الهادفة إلى درء القوات البحرية الغربية المهيمنة"، كما زاد هولمز.

وتابع: "وعلى مدار القرن الماضي، ساعد التقدم في تكنولوجيا الأسلحة البحرية القوات البحرية الأصغر حجما وكذلك المدافعين الساحليين الذين يقاتلون من الشاطئ".

وأوضح أنه "في البداية جاء الطوربيد واللغم البحري، الذي أعطى السفن الصغيرة القدرة على توجيه ضربات قوية ضد البوارج والطرادات".

و"ثم جاء الطيران العسكري، الذي مكن الطائرات الحربية من ضرب السفن من مسافة بعيدة. ولاحقا، جاءت ثورة الصواريخ الموجهة، التي أدت إلى انحراف التوازن نحو القوة البحرية المتمركزة على الشاطئ"، وفقا لهولمز.

وقال إن "دمج هذه التقنيات المتطورة يمكن أن يسمح للقوى الآسيوية أن تعكس قرونا من التفوق البحري الغربي، وبالتالي إنهاء الهيمنة الغربية على النظام الدولي. ومثل هذا المشروع يتوافق مع الأهداف المعلنة للصين والقوى المشابهة لها، ناهيك عن الخصوم الفرعيين مثل الحوثيين".

واستدرك هولمز: "مع ذلك، يظل من الصعب أن نفهم لماذا يتعمد أي منافس عاقل تصدير تكنولوجيا يمكن أن تنقلب ضده؛ فالتحالفات والشراكات قابلة للفناء، بينما  الأسلحة باقية.. إن نشر الصواريخ الباليستية المضادة للسفن سيكون مسعى محفوفا بالمخاطر بالنسبة للصين".

وتابع: "يأمل المرء أن يبحث سكان العالم الغامض للاستخبارات في هذه المسألة، في محاولة لتحليل ليس فقط ما حدث، بل أيضا ما قد تكون عليه دوافع الصين وما قد يحمله المستقبل في محيط أوراسيا، بما يشكل الخطوة الأولى نحو استراتيجية مضادة حكيمة".

اقرأ أيضاً

حرب إقليمية محتملة.. ماذا ستفعل إيران؟ وكيف يساعد الحوثيون؟

المصدر | جيمس هولمز/ ناشونال إنترست- ترجمة وتحرير الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

إقرأ أيضاً:

من هو أمنحتب الثالث الذي افتتحت مصر مقبرته لأول مرة ولماذا وجدت فارغة؟

افتتحت الحكومة المصرية ، أبواب مقبرة ملكية فرعونية أمام الجمهور لأول مرة منذ اكتشافها قبل أكثر من قرنين، لتتاح الفرصة لاكتشاف أسرار أحد أهم ملوك مصر القديمة. وذلك الأحد.

وقررت وزارة السياحة والآثار إتاحة مقبرة الملك أمنحتب الثالث بمنطقة وادي الملوك بمحافظة الأقصر جنوبي البلاد، للزيارة لأول مرة منذ اكتشافها عام 1799، ويعد أحد أبرز ملوك مصر القديمة اهتماما بالجانب العمراني، كما حكم امبراطورية مترامية الأطراف هي الأوسع في التاريخ المصري امتدت من نهر الفرات شرقا إلى السودان جنوبا.

وعاش الملك أمنحتب الثالث في الفترة من 1405 إلى 1370 قبل الميلاد، عندما كانت المملكة المصرية أكبر امبراطورية في الشرق القديم. وورث هذه الإمبراطورية عن أسلافه، حيث تقلد حكم البلاد في سن صغير وهو بعمر الـ12 تقريبا بعد وفاة والده الملك تحتمس الرابع ليتواصل حكمه نحو 36 عاما.

وخلافا لأسلفه الذين اهتموا بالجانب العسكري، اتجه أمنحتب الثالث إلى الاهتمام بالجانب العمراني ليترك إرثا هو الأضخم بين ملوك الأسرة الثامنة عشر، ومن بين أهم آثار معبد الأقصر.

وتقع مقبرة أمنحتب الثالث في الفرع الغربي من وادي الملوك حيث وارى قدماء المصريين جثامين ملوكهم ونبلائهم على البر الغربي لنهر النيل، ويعتقد أنها شيدت في البداية على الأرجح لتحتمس الرابع، لكنه دفن في النهاية في مقبرة أخرى.

مقبرة فريدة لكن فارغة.. لماذا؟

وعلى الرغم من العثور على المقبرة فارغة إلا أنها تعد من أهم اكتشافات وادي الملوك الغربي، كما تعد نموذجا فريدا في تطور طراز الدفن الملكي، إذ اختار الملك أمنحتب الثالث دفنه في مضيق جبلي بعيدا عن الأنظار، خلافا للتقاليد السابقة التي كانت تضع المقابر قرب ضفاف النيل.

ويُعتقد أن محتويات المقبرة نُقلت أو تعرضت للنهب بعد تعرض المقبرة لفيضانات تسببت في أضرار جسيمة لمحتوياتها خاصة بعد عهد الملك أمنحتب الثالث وفترة العمارنة.

واكتشفت المقبرة رسميا على يد اثنين من أعضاء الحملة الفرنسية بقيادة نابليون، ونقلت آنذاك مقتنيات جنائزية إلى أوروبا وعرض العديد منها في متحف اللوفر، لكن عالم المصريات الإنجليزي الشهير هوارد كارتر بدأ عام 1915 أولى الحفائر العلمية وحاليا تعرض آثار حفرياته في قلعة هايكلير في بريطانيا ومتحف المتروبوليتان في نيويورك.

وتعد هذه المقبرة الفارغة واحدة من أجمل المقابر الفرعونية وتضم مقبرة الملك وحجرتين مخصصتين لدفن زوجتيه، وهما الملكة تي والملكة سات آمون، وهما من أشهر ملكات مصر القديمة وبناته.

من جهتها، أوضحت وزارة الآثار، أن أعمال الترميم لمقبرة الملك أمنحتب الثالث استغرقت 20 عاما، حيث انطلقت عام 2004 وتواصلت حتى عام 2024 لمدة عقدين من الزمان بالتعاون بين مصر واليابان ومنظمة اليونسكو.

وتضمنت المرحلة الأولى صيانة وترميم نقوش المقبرة والسقف الخاص بها وصولا لحجرة التابوت والأعمدة الموجودة داخلها، كما تم العمل على ترميم غطاء التابوت الجرانيت الأحمر والذي كان محطما لأكثر من 200 قطعة، أما المرحلة الثالثة فتركزت الأعمال في حفظ وصيانة حجرة الدفن “حجرة التابوت”.
المصدر: وسائل إعلام مصرية

روسيا اليوم

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • سلاح الجو الأوكراني يعترف بعدم فعالية باتريوت في مواجهة الصواريخ الروسية
  • قضية الجزر إلى الواجهة.. نتنياهو: الصواريخ الإيرانية يمكن أن تصل إلى أمريكا
  • البنك الدولي يرفع توقعاته لنمو الاقتصاد الصيني
  • نتنياهو: إيران طورت صواريخ باليستية قادرة على ضرب أمريكا
  • نتنياهو: إيران تطور صواريخ باليستية عابرة للقارات بمدى يصل إلى 8000 كم
  • من هو أمنحتب الثالث الذي افتتحت مصر مقبرته لأول مرة ولماذا وجدت فارغة؟
  • “مسام” ينزع (1.319) لغمًا من الأراضي اليمنية خلال أسبوع
  • التعليم تتعاون مع الجانب الألماني لإطلاق مدارس تكنولوجيا تطبيقية جديدة
  • 22 شركة تكنولوجيا مصرية تفتح آفاق التعاون الرقمي مع العراق خلال ITEX 2025
  • 10 أطعمة شائعة ذات قوة مضادة للالتهابات