أخبارنا:
2024-06-16@19:13:52 GMT

دراسة: ندرة الماء تجعل البشر يفكرون بشكل أفضل

تاريخ النشر: 24th, December 2023 GMT

دراسة: ندرة الماء تجعل البشر يفكرون بشكل أفضل



يستشعر عقل الانسان بشكل فطري ندرة الموارد في بيئته، وتتغير طريقة تفكيره وسلوكياته، عند ندرة موارد حيوية مثل الغذاء أو الوقت.

وأثبتت دراسة حديثة أن البشر يتفاعلون مع ندرة المياه بشكل مختلف، مقارنة مع ندرة الموارد الأخرى، حيث اتضح أنهم يفكرون في الأماكن التي تندر فيها المياه، بشكل أعمق ويتدبرون شؤونهم على المدى الطويل، بعكس الذين يعيشون في بيئات تتوفر فيها المياه.



ويقول الباحث توماس تالهيلم المتخصص في العلوم السلوكية بجامعة شيكاغو بوث الأمريكية، إن الإنسان  يدرك أن استمرار حياته مرهون بتوفر المياه، وبالتالي فإن ندرتها تضعه في حالة ذهنية من التركيز والتفكير طويل المدى، وإن هذا الاكتشاف ينطوي على تداعيات مهمة لاستجابة البشر لمشاكل بيئية مثل تغير المناخ.
الحفاظ على الموارد

وأوضح تالهيلم في مقال أورده الموقع الإلكتروني Scientific American المتخصص في الأبحاث العلمية أنه في إطار الدراسة، قسم 211 طالباً جامعياً إلى مجموعتين، ثم استطلع رأي كل مجموعة بشكل منفصل عن موقفين افتراضيين من خلال مقالين بحثيين، يتضمن الأول ندرة المياه في 1200 عام، والثاني يفترض وفرة المياه بغزارة من خلال أمطار، وفيضانات، بسبب التغيرات المناخية، التي يتعرض لها العالم.

وكان القائمون على التجربة يسألون المتطوعين عن مدى أهمية الحفاظ على الموارد والتفكير طويل المدى.
وتبين من التجربة أن المتطوعين الذين قرأوا المقال الذي يتناول ندرة المياه كانوا أكثر ميلاً للتفكير في المستقبل وإيجاد حلول طويلة المدى، كما تجاوبوا مع "ضرورة أن يعيش الإنسان من أجل المستقبل" وأهمية الادخار والحفاظ على الموارد.

وفي المقابل كان المتطوعون الذين قرأوا المقال عن وفرة المياه من الأمطار والفيضانات أكثر ميلاً للاستفادة من حياتهم الراهنة دون التفكير في أعباء الادخار أو الحفاظ على الموارد.

وأشار تالهيلم  إلى إجراء تجربة أخرى أكثر عمقاً على سكان مدينتين متقاربتين جغرافياً في إيران، هما شيراز ويازد.

ورغم تشابه الوضع الاقتصادي، واللغة، والثقافة، في المدينتين، فقد كان وجه الاختلاف بينهما يكمن في أن يازد تعاني من طقس جاف تندر فيه الأمطار، في حين تنعم شيراز بكميات وفيرة من الأمطار، وتنتشر فيها الحدائق وأشجار الفواكه.

وفي إطار التجربة، أجري اختبار نفسي لـ331 من سكان المدينتين لقياس استجابتهم لفكرة "التأقلم طويل المدى" مع معطيات البيئة ، والأولويات التي يضعها سكان المدينتين للمستقبل.

وأثبتت الدراسة أن سكان مدينة يازد التي تعاني الجفاف وندرة المياه، كانوا أفضل في التخطيط للمستقبل، في حين كان سكان مدينة شيراز أكثر تجاوباً مع فكرة عيش اللحظة دون اهتمام كبير بالمستقبل.
القيم في العالم

وللحصول على رؤية أشمل لتغير تفكير البشر في حالات ندرة المياه، اتجه الباحثون إلى "دراسة القيم في العالم"، وهي مشروع بحثي عالمي، على مدار سنوات في مختلف دول العالم، لجمع  معلومات عن المعتقدات والقيم التي يؤمن بها الانسان.

ويقول تالهيلم إن مجموعته ركزت على استطلاع تناول رأي المشاركين من 87 دولة حول أهمية الادخار من أجل المستقبل مقابل الاسراف في الإنفاق.

ووجد الباحثون أن المتطوعين من الدول التي تعاني الجفاف بشكل تاريخي، كانوا أكثر ميلاً لفكرة الادخار من أجل المستقبل، في حين أن نظراءهم من الدول الغنية بالمياه مثل بعض دول أوروبا على سبيل المثال كانوا أقل اهتماماً بالتخطيط للمستقبل.
تطورات فسيولوجية

ويقول تالهيلم إن هناك دلائل علمية على أن الاهتمام بمشكلة ندرة المياه، خلف تطورات فسيولوجية على المستوى الجيني لدى الإنسان، وأوضح أن الفئران لديها قرابة ألف جين لمستشعرات الشم، في حين أن عددها لدى البشر لا يتجاوز 400، ورغم ذلك فإن الانسان أقدر على استنشاق رائحة مياه الأمطار العذبة مقارنة مع قدرة أسماك القرش على رصد رائحة الدماء في البحر.

ويرى أن هذا الملمح العلمي يؤكد أن الماء عند الإنسان بلغ درجة من الأهمية أحدثت لديه تغيرات فسيولوجية تجعله أكثر قدرة على البحث عنه واستشعار رائحته.
فرصة ذهبية للبشرية

وبالنظر إلى مشكلة تغير المناخ التي تواجه العالم حالياً، وتجعل موجات الجفاف أكثر شيوعاً، يرى تالهيلم أن هذه الدراسة تؤكد أن الاحترار العالمي والجفاف سيعيد صياغة طريقة تفكير الانسان في المستقبل، وسيجعل مجتمعات بأسرها أكثر حرصاً على حماية الموارد والحفاظ عليها، ويعتقد أن هذا التغير في النمط السلوكي، قد  يكون فرصة ذهبية لمواجهة خطر داهم مثل تغير المناخ.

المصدر: أخبارنا

كلمات دلالية: ندرة المیاه على الموارد فی حین

إقرأ أيضاً:

الخليج يعتمد بالكامل على الذكاء الاصطناعي.. لكن ماذا عن الماء

تعتبر منطقة الخليج مناصرة عالمية للذكاء الاصطناعي، وتستخدم دول المنطقة هذه التكنولوجيا لدعم تدابير الاستدامة.

فماذا إذن عن حقيقة أن مراكز بيانات الذكاء الاصطناعي يمكنها في حد ذاتها استخدام كميات هائلة من الماء للتبريد، فضلاً عن زيادة استخدام الطاقة؟

وفي المناطق الصحراوية على وجه الخصوص، تتطلب هذه الأنظمة كميات هائلة من المياه للتبريد.

استهلكت مراكز بيانات Google في الولايات المتحدة ما يقدر بنحو 12.7 مليار لتر من المياه العذبة في عام 2021 للحفاظ على برودة الخوادم. ومن الممكن أن يرتفع الطلب العالمي الإضافي على المياه التي تستخدمها مراكز بيانات الذكاء الاصطناعي إلى 4.2 إلى 6.4 مليار متر مكعب بحلول عام 2027 - وهو ما يعادل إجمالي المياه المتوفرة في الدنمارك.

 

ومع ذلك، هناك فرق بين سحب المياه واستهلاك المياه.

فمجرد استخدام المياه لتبريد مراكز البيانات، لا يعني أنها مستهلكة. ويتم استهلاك جزء صغير فقط من هذه المياه، أو بعبارة أخرى، يتم تبخرها.

يعتبر القطاع الزراعي مسؤولاً عن معظم استهلاك المياه، بسبب العطش الهائل للنباتات والكتلة الحيوية.

وتسحب الزراعة نحو 70 في المائة من موارد المياه العالمية، وتسحب الصناعة 20 في المائة أخرى، والمستخدمون المنزليون 10 في المائة.


توفر منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة بيانات عن المياه في جميع أنحاء العالم تقريبًا. قد يكون لدى بعض البلدان قاعدة صناعية أقوى؛ وقد يعتمد آخرون على الزراعة لتحقيق الإنتاج الاقتصادي. ومع ذلك، يمكن معالجة المياه المسحوبة من قبل الصناعة والمستخدمين المنزليين وإعادتها إلى المصدر.

فكر في الماء الذي تستخدمه للاستحمام. ويمكن معالجة هذه المياه القذرة بالتكنولوجيا لزيادة عمرها الافتراضي. ومن خلال هذه المعالجات، يمكن تخفيض الاستخدام الاستهلاكي الفعلي للمياه إلى 3 في المائة فقط للمستخدمين المنزليين و4 في المائة للصناعة.

ومع ذلك، لا يزال القطاع الزراعي يستهلك نسبة هائلة تبلغ 93 في المائة من المياه.

وينطبق الشيء نفسه على مراكز بيانات الذكاء الاصطناعي. ويمكن - بل ينبغي - معالجة مياه التبريد الخاصة بها لإعادة استخدامها. وينبغي لصناعة التكنولوجيا الإقليمية أن تتطلع إلى تنفيذ أنظمة متكاملة يمكنها تحلية المياه، وضخها إلى مراكز بيانات الذكاء الاصطناعي للتبريد، ثم معالجة المياه قبل إرسالها إلى المزارع للري.

الوعد بمعالجة المياه
إن دول مجلس التعاون الخليجي ليست غريبة على تكنولوجيا تحلية المياه. تم الإعلان عن مبادرات بقيمة حوالي 40 مليار دولار كجزء من منتدى مشاريع تحلية المياه في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في عام 2023. وتعتزم المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة استثمار 14 مليار دولار و10 مليارات دولار في مشاريع تحلية المياه، على التوالي.

وفي عام 2020، قامت دول مجلس التعاون الخليجي بتحلية حوالي 6.4 مليار متر مكعب من مياه البحر سنويا. ومن ناحية أخرى، قامت المنطقة بمعالجة نحو 9.3 مليون متر مكعب من المياه العادمة في نفس العام.

ومن الأفضل لدول الخليج أن تتعلم من سنغافورة، التي تُعَد واحدة من أكثر الدول أمناً في مجال المياه. وفي هذه الدولة المدينة الآسيوية، يتم خلط المياه المحلاة بالمياه الجوفية والمياه المعالجة (نعم، وهذا يشمل مياه المراحيض) ويتم ضخها عبر أنابيبها الحضرية.

ويفتخر صناع القرار في سنغافورة بمياههم لدرجة أنهم يملأون الزجاجات بها ويقدمونها للمقيمين والزوار على حد سواء. وقد أصبح هذا ممكنا بفضل التقدم التكنولوجي في العقود الماضية. في العصر الحديث، يمكن إعادة تدوير كل المياه تقريبًا وإعادة استخدامها ما لم تكن ملوثة بشدة بسبب الصناعة.

وفي هذا السياق، يمكن لقطاع الذكاء الاصطناعي المتطور أن يكون بمثابة محفز لتوسيع سوق معالجة مياه الصرف الصحي في دول مجلس التعاون الخليجي.

هناك شيء واحد مؤكد: في السنوات المقبلة، ستكون هناك حاجة إلى إمدادات مياه إضافية كبيرة لتحقيق أهداف الذكاء الاصطناعي المنشودة في المنطقة.

ولكي يكون هذا النمو التكنولوجي مستداما، ستحتاج المنطقة إلى الالتزام بمعالجة مياهها.

مقالات مشابهة

  • دراسة جديدة تكتشف سبب تناقص أعداد الحيوانات المنوية في العالم
  • الفضيل: الحل الذي يمكن أن تجعل الوضع الاقتصادي أفضل نسبياً وبشكل سريع هو الغاء ضريبة بيع النقد الأجنبي
  • المكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب يدعو إلى ترشيد استهلاك الماء واستعماله بشكل مسؤول ومعقلن
  • هل تندلع حرب مياه بين المغرب والجزائر؟
  • أبحاث: أدمغة الرجال تتغير عندما يصبحون آباء
  • وزارة الموارد المائية بحكومة الدبيبة تنفي نقل مصر للمياه الجوفية الليبية
  • “موارد عجمان” تحصل على شهادة “أفضل بيئة عمل”
  • مؤتمر دولي بمراكش يناقش العلاقة الوثيقة بين الطاقة وتدبير الماء
  • مثل البشر.. دراسة تقترح أن الفيلة الإفريقية تستخدم الأسماء لمناداة بعضها البعض
  • الخليج يعتمد بالكامل على الذكاء الاصطناعي.. لكن ماذا عن الماء