الأسبوع:
2025-05-16@06:08:43 GMT

"حارس الازدهار".. الاتجاه نحو الفشل!

تاريخ النشر: 24th, December 2023 GMT

'حارس الازدهار'.. الاتجاه نحو الفشل!

يوم الثلاثاء المنقضي (19 ديسمبر)، أعلن وزير الدفاع الأمريكي "لويد أوستن" عن تشكيل تحالف متعدد الجنسيات لحماية الملاحة البحرية في البحر الأحمر تحت مسمى "عملية حارس الازدهار"، ويضم عشر دول بما فيها الولايات المتحدة، وهي (بريطانيا- البحرين- كندا- فرنسا- إيطاليا- هولندا- النرويج - سيشل- إسبانيا)، وذلك- حسبما أعلن-، لمواجهة تهديدات وهجمات جماعة الحوثي اليمنية لحركة السفن والملاحة بمضيق باب المندب، وهي الهجمات التي يشنها الحوثيون ضد السفن الإسرائيلية أو تلك المتجهة لموانئها بهدف إيقاف العدوان الصهيوني الوحشي على غزة منذ 7 أكتوبر الماضي.

ويثور التساؤل المهم: هل ينجح هذا "التحالف الأمريكي" في مهمته، ولا سيما وأن رائحة "المصلحة الإسرائيلية" المباشرة هي ما تُحرك هذا التحالف؟

في ظني أن هذا التحالف محكوم عليه بالفشل لعدة أسباب موضوعية يمكن إجمالها فيما يلي: أولًا.. كيف لتحالف يختص بحرية الملاحة بالبحر الأحمر ولا يضم أهم الدول المطلة عليه، وأعني تحديدًا مصر والسعودية (السودان مشغول بحربه الأهلية)؟!

ثانيًا.. ارتفاع فاتورة المواجهة مع الحوثي، إذ أن تكلفة الصاروخ البحري الواحد الذي تُطلقه البوارج الأمريكية وغير الأمريكية تبلغ (2) مليون و(100) ألف دولار، في الوقت الذي تبلغ تكلفة الطائرة المسيّرة التي يطلقها الحوثيون فقط ألفي دولار"!

ثالثًا.. وهو ما يمثل مفاجأة من العيار الثقيل مفادها أن بعض الدول التي أعلنت أمريكا عن وجودها بهذا التحالف لم تتحمس له من الأساس، وهذا ما كشفه تقرير لوكالة "رويترز" للأنباء مؤخرًا، إذ أعلنت فرنسا أن لها سفنًا بالفعل بالبحر الحمر، ولكنها ستبقى تحت القيادة الفرنسية ولم تذكر ما إذا كانت ستنشر قوات بحرية أخرى!

بينما أعلنت إيطاليا إنها سترسل الفرقاطة البحرية "فيرجينيو فاسان" إلى البحر الأحمر لحماية مصالحها وفقًا لطلبات محددة قدمها أصحاب سفن إيطاليون!، فيما أعلنت إسبانيا إنها لن تشارك إلا في مهام يقودها حلف شمال الأطلنطي أو عمليات ينسقها الاتحاد الأوروبي، مضيفًة "لن نشارك من جانب واحد في عملية البحر الأحمر".

أما هولندا، فأعلنت أنها سترسل "ضابطين"، فيما أعلنت النرويج أنها سترسل "10 ضباط بحرية" إلى البحرين التي تستضيف مقر قيادة القوات البحرية المشتركة.. أما لماذا غابت ألمانيا أساسًا عن هذا التحالف، فتتلخص الإجابة في استنزافها عسكريًا - بأوامر أمريكية- لصالح دعم أوكرانيا بالأسلحة والذخائر في حربها ضد روسيا، وهو ما أفضى في النهاية إلى أنها لم تعد تملك إلا عددًا من الذخائر يكفيها ليومين فقط إذا دخلت في حرب مع أي طرف!!

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: هذا التحالف

إقرأ أيضاً:

فيما أهل غزة يتضورون جوعاً

صلاح المقداد

من المُقرر أن يبدأ الرئيس الأمريكي المهووس دونالد ترامب الثلاثاء الثالث عشر من مايو الجاري زيارة رسمية للمنطقة هي الأهم لرئيس أمريكي منذ عقود طويلة، وتشمل زيارة ترامب بقرته الحلوب ( السعودية) وإمارة قطر ودويلة الإمارات .

وتنتظر ترامب المتلهف كثيراً للحصول على أموال مشيخات النفط الخليجية مُفاجآت عدة سارة يسيل لها لعابه، قد تعوض أمريكا بعض ما خسرته بسبب قراراته المثيرة للجدل المتعلقة بفرض الرسوم الجمركية على عدد من الدول والتي استهل بها فترة رئاسته الثانية.

حيث من المنتظر أن يوقع ترامب خلال زيارته للرياض اتفاقيات وصفقات مع ابن سلمان تحصل بموجبها أمريكا على ترليون دولار، غير الهدايا الثمينة والنفيسة التي سيحصل عليها من بني سعود، في الوقت الذي يتضور فيه ملايين الفلسطينيين بغزة جوعًا بسبب استمرار العدوان الصهيوني عليهم ومحاصرتهم من قبل سلطات الإحتلال والدول العربية المحيطة والمجاورة لقطاع غزة.

فيما أشارت وسائل اعلام غربية ومنها شبكة “إيه بي سي” الأمريكية إلى أن إمارة قطر بدورها قدمت طائرة بوينغ 747-8 الفاخرة للغاية، كهدية للرئيس ترامب بقيمة 400 مليون دولار، والتي قد تكون الهدية الأكثر قيمة على الإطلاق التي تُقدم للولايات المتحدة من حكومة أجنبية .

وتأتي هدية قطر هذه لسيد الأعراب ومولاهم ترامب تعبيراً عن الولاء للعم سام وتأكيداً لتبعية هؤلاء الأعراب لسيد البيت الأبيض .

كذلك من المتوقع أن يحصل ترامب من دويلة الأمارات أثناء زيارته لأبو ظبي على مليارات الدولارات نظير اتفاقيات وصفقات متعددة يبرمها مع بن زايد، وستذهب هذه الأموال إلى الخزينة الأمريكية التي تمول جريمة إبادة الشعب الفلسطيني بغزة وتقتل اليمنيين في بلادهم بلا ذنب سوى تحركهم لإسناد اخوتهم بالقطاع في معركة طوفان الأقصى .

وبهذا يبلغ السفه العربي مُنتهاه ومبلغه الذي لا يُطاق ولا يمكن تبريره والسكوت عليه ، لا سيما وقد تجاوز هذه المرة حدود المعقول والممكن والمقبول والمحظور، على أن الأدهى والأنكى من ذلك أن هذا السفه العربي الغير مسبوق يأتي في ظل استمرار أمريكا في دعمها اللامحدود للصهاينة ليستمروا في إبادة ملايين الفلسطينيين المحاصرين في غزة ، ومع استمرار آلة الحرب الصهيونية الفتاكة الأمريكية الصنع في حصد أرواحهم بشكل يومي وإرسالهم إلى ثلاجات الموتى بالمشافي ثم إلى المقابر، والبعض منهم قد قطعت ومزقت أعضائه وصاروا أشلاء في مشهد دامي وقاسي لم يهز ضمير العالم والإنسانية أو يحرك ساكنًا في عالم منافق صامت وفي الصدارة من يسمون أنفسهم عربًا ومسلمين ! .

وفي المحصل فإن ما ستكسبه أمريكا خلال زيارة رئيسها ترامب المرتقبة للمنطقة من أموال تقدر بمليارات الدولارات من أعراب الخليج تكفي لتحقيق نقلة نوعية لشعوب ودول عربية فقيرة وحل الكثير من مشاكلها الإجتماعية والإقتصادية.

كما يؤكد ذلك السفه لحكام المشيخات النفطية الخليجية حقيقة انعدام عدالة توزيع الثروة التي تعاني منها الأمة كمعضلة تاريخية مزمنة وجزء من اشكالية العالم العربي المستمرة، حيث تحتكر الثروة أقلية مترفة مرتهنة للخارج وتقوم بتبديدها بكل صفاقة وسفه وهي حق عام لكل أبناء الأمة جمعاء.

فضلاً عن ذلك فإن بقاء هذه الثروة بأيدي سفهاء هذه الأمة ومترفيها يجعل من تلك الثروة نقمة لا نعمة، إذ أن التصرف بها واهدارها على ذلك النحو جعلها كذلك وحولها لأن تكون أخطر معاول الهدم والتدمير لهذه الأمة ، وجرى تسخيرها لتدمير بلدان وشعوب كما حدث ويحدث في أكثر من بلد عربي والنماذج والأمثلة كثيرة .
وآن لأنظمة الخليج التي تُمارس العهر السياسي بإحترافية عالية أن تنتهي وتتوقف عن تبديد الثروة التي هي ملك للأمة العربية قاطبة ويعود حكامها إلى رشدهم ويرعوون عن ذلك السفه والواجب أن تسخر تلك الثروة لما فيه مصلحة الأمة وتنمية دولها وشعوبها لا أن تذهب عائداتها وريعها للأعداء وعلى رأسهم أمريكا، وعلى مثل حكام الخليج ينطبق قوله تعالى : “إن الملوك إذا دخلوا قريةً أفسدوها وجعلوا أعزة أهلها أذلة” .

مقالات مشابهة

  • قمة "خليجية- أمريكية" بلا "يمن".. حين يصبح الغياب دليلاً على الفشل
  • زيارة ترسيخ الفشل والخيبات والانبطاح العربي
  • حميد الأحمر على أبواب صنعاء؟: مفاوضات سرية ووساطات لعودة "رجل الإصلاح"
  • هذه الحرب مختلفة عن كل الحروبات التي عرفها السودان والسودانيون
  • هل يمكن للأجانب دخول السوق المصري بحرية؟ إليك التفاصيل
  • موانئ اليمن.. من عصور الازدهار التجاري إلى ساحات المواجهة
  • فيما أهل غزة يتضورون جوعاً
  • "آن الأوان أن تلمع".. ترامب يقرر منح سوريا "فرصة الازدهار"
  • "آن الأوان أن تلمع".. ترامب يقرر منح سوريا "فرصة الازدهار"
  • منظمة بحرية خليجية تلفظ انفاسها