بحجة توسعة الشارع.. غضب بين العراقيين عقب هدم مسجد السراجي الأثري
تاريخ النشر: 14th, July 2023 GMT
شرعت محافظة البصرة العراقية في هدم وإزالة جامع السراجي بدعوى توسعة طريق "أبي الخصيب" جنوبي المحافظة، مما أثار موجة من الغضب والانتقادات عبر المنصات.
وقال محافظ البصرة أسعد العيداني -في تصريح نقلته وسائل إعلام محلية- إن "الهدف من هدم جامع السراجي هو إكمال توسعة الشارع، تلبية لمطالب المواطنين وأصحاب المركبات، بسبب الزحام الشديد كونه في منتصف الشارع".
#شاهد عملية هدم #جامع_السراجي في قضاء #ابي_الخصيب باشراف مباشر من #محافظ_البصرة #اسعد_العيداني وبالتنسيق مع #الوقف_السني#بصرة_مونيتر #بصرة #basra pic.twitter.com/osbwumYNVY
— ???????????????????? ???????????????????????????? بصرة مونيتر (@basramonitor) July 14, 2023
#شاهد || حكومة #البصرة تهدم #جامع_السراجي ومنارته الأثرية التي يبلغ عمرها 300 عام بحجة توسيع طريق أبي الخصيب في المحافظة.#مركز_أخبار_العراق#العراق pic.twitter.com/FGWsQCig4m
— مركز أخبار العراق (@Newsofiraq) July 14, 2023
وبيّن العيداني أن الحكومة المحلية ستبني المنارة من جديد وتوسع الجامع بما يليق بتاريخه ويتناسب مع الحركة العمرانية التي تشهدها المحافظة، مبينا أنه ستتم تسوية الأرض وبناء الجامع من جديد.
وأوضح أن "عملية الإزالة والهدم تمت بالتنسيق مع مدير الوقف السني في زيارته الأخيرة للمحافظة".
بالاتفاق بين ديوان الوقف السني في البصرة وحكومة البصرة، سيتم هدم جامع السراجي ومنارته الاثرية من اجل توسعه الطريق السياحي، على ان تقوم حكومة البصرة ببناء المسجد في مكان اخر قريب من موقعه الاصلي .. pic.twitter.com/gNMnxoWZnD
— Basra Today (@basratoday__1) May 28, 2022
وغرد نشطاء عبر وسم #جامع_السراجي ووسم #اسعد_العيدان، معتبرين أن ما حدث "جريمة" وسط مطالبات باتخاذ الإجراءات القانونية لحماية الإرث الديني والتاريخي بالعراق.
من جهتها، انتقدت وزارة الثقافة والسياحة والآثار -في بيان- حادثة هدم المنارة، مؤكدة عزمها على اتخاذ الإجراءات القانونية لحماية الإرث الحضاري الكبير ضد أي تجاوز إداري أو شخصي.
وقال وزير الثقافة والسياحة والآثار أحمد البدراني، في بيان اليوم الجمعة، "نرفض ونمنع ونحول دون المساس بأي بناء يحمل سمة تراثية أو آثارية، سواء كانت دينية أو مدنية، إذ إنها لا تُعد ملكا لديوان أوقاف أو وزارة أو هيئة أو محافظة، إنما ملك التاريخ الحضاري والتراثي للعراق".
وأضاف البدراني "سنتخذ الإجراءات القانونية لحماية الإرث الحضاري الكبير ضد أي تجاوز إداري أو شخصي يشجّع ويعمل على إلحاق الضرر بشكل مقصود أو عفوي، خصوصا حادثة هدم منارة جامع السراجي التي وقعت فجر هذا اليوم، رغم تقديم الهيئة العامة للآثار والتراث عدة مقترحات للحفاظ عليها وتجزئتها ونقلها إلى داخل باحة المسجد".
وطالب البدراني كلا من الوقف السني والشيعي بـ"التدخل والوقوف بحزم ومعاقبة منتسبيهما في حالة السماح لهم بالتجاوز أو تزوير الحقائق التاريخية".
جامع السراجي.. منارة تاريخيةوكان جامع السراجي بُني من الطين اللبني عام 1140هـ/ 1727م في مدينة البصرة، ويعد من مساجد العراق التاريخية القديمة، ويتميز بعمارته الأثرية والتراثية.
تبلغ مساحة الجامع نحو 1900 متر مربع، ويقع في محلة السراجي في قضاء أبي الخصيب، وجُدد بناؤه من قبل متبرعين خلال ثمانينيات القرن العشرين.
وكان آخر تعمير وتجديد للمسجد عام 1421هـ/ 2002م، وفي الجامع منارة أثرية فخمة البناء، وفيه مصلى واسع يبلغ عرضه 18 مترا وبطول 11 مترا، ويعتبر من أوسع مساجد البصرة مساحة.
قديما كان يسمى المسجد الكبير في البصرة قبل بناء المساجد الحديثة وجامع البصرة الكبير، وأيضا كان من مسمياته القديمة اسم جامع مناوي لجم الكبير، لأن المنطقة كان اسمها قرية مناوي لجم ثم توسعت.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: جامع السراجی الوقف السنی
إقرأ أيضاً:
”تسقيف” موقع سجلماسة الأثري بـ12 مليار يثير الجدل
زنقة 20 | الرباط
مازال مشروع حماية وتثمين الموقع الأثري سجلماسة عبر إحداث هيكل معدني في المنطقة المحمية، يثير الجدل بالريصاني بسبب الكلفة المالية المرتفعة و جدوى تسقيف هذا التراث الحضاري الشهير.
و تم مؤخرا نصب لوحة تعريفية للمشروع عند مدخل مدينة الريصاني، والذي بلغت كلفته الباهظة 12 مليار سنتيم.
و بحسب فعاليات محلية ، فإن تسقيف موقع سجلماسة العريق لا يمت بصلة حقيقية إلى روح سجلماسة وتراثها العريق.
و اعتبرت أن الهيكل الذي تم اختياره، والذي يشبه الكثبان الرملية، أقرب في مظهره إلى متحف للطبيعة الصحراوية منه إلى معلم يعكس الحضارة المزدهرة لسجلماسة، المدينة التاريخية التي كانت مركزًا تجاريًا وسياسيًا وسط واحة خضراء محاطة بالنخيل والمياه والأشجار.
وتسائلت : “كيف يُعقل أن يُجسد هذا المجد الحضاري بسقف قصديري وجنبات صحراوية خالية من مظاهر الواحة، دون نخيل، دون ماء، دون حياة؟”.
الأدهى من ذلك وفق ذات الفعاليات ، أن المشروع أغفل بالكامل ترميم الأسوار والأبراج والبوابات التاريخية للقصبة، والتي كان يمكن أن تكون رمزًا بصريًا خالدًا للمدينة، يرسخ في ذاكرة الزوار، ويجسّد فعلاً هوية سجلماسة. كما أن غياب بوابة معمارية متميزة تخلّد المدينة يزيد من ضياع فرصة إبراز شخصيتها المتميزة.
و أكدوا أنه بدل أن يعيد المشروع الحياة إلى سجلماسة، حولها إلى “متحف رمال مفتوح”، قد يطمس صورتها الحضارية في أذهان الأجيال القادمة، ويكرّس انطباعًا زائفًا عنها، لا يمت لواقعها التاريخي والثقافي بأي صلة.
و من حيث الجدوى الاقتصادية، اعتبرت فعاليات محلية تعنى بالتراث ، أن صرف 12 مليار سنتيم على سقف قصديري واحد، دون الإهتمام بالبنية الأثرية للمدينة ككل، يُعد تبذيرًا للمال العام وفرصة ضائعة لترميم وتأهيل الأسوار والأبراج والمعالم التي كانت تشكّل العمود الفقري لسجلماسة التاريخية.
وأكدت أن سجلماسة تستحق مشروعًا يليق بمكانتها في تاريخ المغرب والمنطقة المغاربية، لا تصميماً سطحياً يُسهم في محو هويتها.