وسط حزن وصمت.. صلوات ودعوات للسلام في غزة وبيت لحم
تاريخ النشر: 25th, December 2023 GMT
أحيت مدينة بيت لحم، ليل الأحد، عيد ميلاد السيد المسيح بحزن وصمت في ظل استمرار الحرب في غزة، حيث كثفت إسرائيل عملياتها العسكرية في وسط القطاع وجنوبه مع إقرار رئيس وزرائها بنيامين نتانياهو بـ"الثمن الباهظ" الذي تتكبده.
وغابت مظاهر العيد في كنيسة المهد حيث تمت الاستعاضة عنها بالصلوات والدعوات لحلول السلام بعد أكثر من شهرين على اندلاع الحرب الأكثر حصدا للأرواح في تاريخ الحروب بين إسرائيل والفلسطينيين.
وألغت بلدية بيت لحم الاحتفالات على خلفية الحرب في غزة. وغابت شجرة الميلاد ومظاهر الفرح في المدينة التي كان العيد يجذب إليها الآلاف سنويا.
وفي قطاع غزة، أحصت حركة حماس 50 غارة استهدفت المناطق الوسطى في وقت مبكر الاثنين، بما في ذلك مخيم النصيرات للاجئين.
وكغيره من المسيحيين، يمضي الفلسطيني، فادي صايغ (20 عاما)، عيد الميلاد هذا العام في مدينة خان يونس عوضا عن زيارة الأراضي المقدسة.
وقال أثناء خضوعه لجلسة غسيل كلى في مستشفى في خان يونس التي كانت مسرحا للمعارك الأخيرة "في هذه الأوقات من كل عام نكون في القدس، بيت لحم ورام الله نحتفل مع عائلاتنا وأقاربنا"، مضيفا "كان يجب أن نكون نصلي الآن ونزور الأماكن المقدسة لكننا تحت القصف والحرب، لا يوجد فرحة للعيد، لا شجرة ميلاد، لا زينة، لا عشاء عائلي ولا احتفالات".
وتابع "أصلي أن تنتهي الحرب بأسرع وقت".
وقالت الراهبة، نبيلة صالح (47 عاما)، الموجودة في كنيسة العائلة المقدسة بدير اللاتين بالبلدة القديمة وسط مدينة غزة، لفرانس برس "تم إلغاء كافة الاحتفالات بأعياد الميلاد المجيدة واقتصارها على الصلوات".
وأضافت "كيف نعيد وبلدي مجروح؟ كيف نعيد وبلدي مدمر وأهلي مشردين وإخوتي في الوطن حزانى، وشهداؤنا لم تدفن في الشوارع وآخرين منهم تحت الأنقاض؟".
واندلعت الحرب إثر هجوم غير مسبوق من ناحية النطاق والشدة نفذه مقاتلون من حماس بعد اقتحامهم الحدود بين غزة وجنوب إسرائيل، وأدى إلى مقتل نحو 1140 إسرائيلي، معظمهم مدنيون، وخطف 250 شخصا لا يزال 129 منهم محتجزين في القطاع وفق السلطات الإسرائيلية.
وتعهدت إسرائيل بالقضاء على حماس ردا على ذلك، وأدت حملتها العسكرية التي شملت قصفا جويا مكثفا إلى مقتل 20424 شخصا، معظمهم من النساء والأطفال، وجرح عشرات الآلاف، بالإضافة إلى آلاف المفقودين تحت الأنقاض، وفقا لوزارة الصحة في غزة.
وقال البابا فرنسيس خلال قداس الميلاد في الفاتيكان "قلبنا الليلة في بيت لحم، حيث ما زال أمير السلام يرفضه منطق الحرب الخاسر، مع زئير الأسلحة الذي يمنعه حتى اليوم من أن يجد له موضعا في العالم".
من جهته، وصل بطريرك القدس للاتين، الكاردينال بيرباتيستا بيتسابالا، إلى باحة كنيسة المهد واضعا الكوفية الفلسطينية حول عنقه.
وقال البطريرك "قلوبنا مع غزة، إلى كل الناس في غزة، لكن على وجه الخصوص إلى رعيتنا المسيحية في غزة التي تعاني، لكننا نعرف أننا لسنا الوحيدين الذين نعاني".
وتابع "نحنا هنا لنصلي ونطلب ليس فقط وقفا لإطلاق النار، وقف إطلاق النار ليس كافيا، علينا أن نوقف هذه الأعمال العدائية وأن نطوي الصفحة لأن العنف لا يولّد إلا العنف".
وكانت بطريركية اللاتين أعلنت في وقت سابق هذا الشهر، أن امرأة وابنتها من المسيحيين قتلتا برصاص إسرائيلي في باحة كنيسة العائلة المقدسة.
غارات ليلة الميلادوأدت غارات جوية إسرائيلية على منازل في مخيم المغازي للاجئين وسط قطاع غزة إلى مقتل ما لا يقل عن 70 شخصا، وفق ما أعلنت وزارة الصحة في القطاع الذي تحكمه حماس.
وقال المتحدث باسم وزارة الصحة، أشرف القدرة، إن "الحصيلة مرشحة للارتفاع"، حيث يعتقد أن العديد من العائلات كانت في المنطقة وقت الغارة.
وفي حادث منفصل، قالت الوزارة إن 10 أفراد من عائلة واحدة قتلوا في غارة إسرائيلية على منزلهم في مخيم جباليا شمال غزة.
ولم تتمكن وكالة فرانس برس من التحقق من الحصيلتين بشكل مستقل.
وإلى جانب الدمار الهائل الذي سوّى عددا ضخما من الأبنية والأحياء السكنية بالأرض، فإن الأوضاع الإنسانية كارثية في قطاع غزة حيث باتت غالبية المستشفيات خارج الخدمة، فيما تتخوف الأمم المتحدة من مجاعة تهدد مجمل السكان.
وقد تم تهجير 80% من سكان غزة، وفقا للأمم المتحدة، وفر الكثير منهم إلى الجنوب وهم يحتمون الآن من الشتاء في خيام مؤقتة.
وحض رئيس المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، فيليبو غراندي، على وضع حد للمعاناة في الشهر الثالث من الحرب.
وكتب على منصة أكس "إن وقف إطلاق النار الإنساني في غزة هو السبيل الوحيد للمضي قدما"، مضيفا "الحرب تتحدى المنطق والإنسانية، وتهيئ لمستقبل مليء بالكراهية وقليل من السلام".
وجدد مدير عام منظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبرييسوس، الدعوة لوقف إطلاق النار، قائلا "القضاء على النظام الصحي في غزة هو مأساة".
وعلى صعيد متصل، أعلن الجيش الأردني، الأحد، أنه أنزل جوا مساعدات إنسانية لنحو 800 شخص محاصر في كنيسة القديس برفيريوس بشمال قطاع غزة.
"لا خيار"وقال نتانياهو خلال الاجتماع الأسبوعي لحكومته، الأحد، "ندفع ثمنا باهظا للغاية في الحرب، لكن ليس أمامنا خيار سوى مواصلة القتال"، مضيفا "نحن مستمرون بكل قوتنا، حتى النصر، حتى نحقق جميع أهدافنا: تدمير حماس واستعادة الرهائن وضمان أن غزة لن تشكل أي تهديد مستقبلي لإسرائيل".
وتابع "لنكن واضحين، هذه حرب طويلة وسنقاتل حتى النهاية، حتى يعود المختطفون ويتم القضاء على حماس ونستعيد الأمن في الشمال والجنوب".
وفي بيان منفصل، الأحد، قال نتانياهو "سنقوم بكل ما يمكن لحماية حياة جنودنا. لكن... لن نتوقف حتى تحقيق النصر".
وأقر الجيش الإسرائيلي بتكبد مزيد من الخسائر البشرية، وأعلن، الاثنين، عن مقتل جنديين شمال غزة، لتبلغ حصيلة قتلاه منذ 7 أكتوبر 489 ضابطا وجنديا.
وقال المتحدث باسم الجيش، جوناثان كونريكوس، لقناة "فوكس نيوز" الأميركية "نركز عملياتنا الرئيسية على معقل آخر لحماس وهو خان يونس"، مضيفا أن المعارك في الشمال "ستتواصل، ربما بحدة أقل".
وقال معتقلان أطلق سراحهما ومسعف، الأحد، إن الفلسطينيين الذين اعتقلهم الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة تعرضوا للتعذيب، وهو ما نفاه الجيش.
وكان الرجلان من بين المئات الذين اعتقلتهم القوات الإسرائيلية بسبب صلاتهم المزعومة بحماس خلال الهجوم البري الإسرائيلي.
وقال مدير مستشفى في جنوب رفح، مروان الهمص، لوكالة فرانس برس إن نحو 20 رجلا أفرج عنهم من السجون الإسرائيلية "تظهر على أجسادهم كدمات وآثار ضرب".
إلى ذلك، تستمر المخاوف من اتساع نطاق النزاع وتمدده إقليميا.
ويهدد الحوثيون في اليمن الملاحة التجارية باستهدافهم منذ أسابيع سفنا في البحر الأحمر يقولون إنها على صلة بإسرائيل، وذلك "نصرة للشعب الفلسطيني".
كما يستمر تبادل إطلاق النار بين حزب الله والجيش الإسرائيلي يوميا على الحدود مع لبنان.
وسجل مقتل وإصابة أكثر من 200 شخص في لبنان، غالبيتهم مقاتلون من حزب الله، بغارات إسرائيلية وقصف مدفعي، فيما سقط وأصيب جنود ومدنيون إسرائيليون بعمليات قصف بالصواريخ والمسيرات.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: إطلاق النار قطاع غزة بیت لحم فی غزة
إقرأ أيضاً:
حماس تحكم قبضتها في غزة
عواصم - رويترز
أحكم مقاتلو حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) قبضتهم في غزة اليوم الثلاثاء بعدما نفذوا علنا عمليات إعدام، في تحد لإسرائيل التي أكدت أن الحرب لا يمكن أن تنتهي بموجب خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قبل تخلي حماس عن سلاحها.
وفي تأكيد صارخ على عودة الحركة الفلسطينية، أعدم المقاتلون رجالا اتهموهم بالتعاون مع القوات الإسرائيلية.
وظهر مقاتلو حماس، في أحد مقاطع الفيديو التي تم تداولها في وقت متأخر من يوم أمس الاثنين، وهم يسحبون سبعة رجال إلى داخل دائرة من الناس في مدينة غزة ويجبرونهم على الركوع ثم أطلقوا النار عليهم من الخلف. وأكد مصدر من حماس صحة الفيديو.
وقال سكان في غزة إنهم لاحظوا اليوم الثلاثاء زيادة أعداد المقاتلين وانتشارهم على الطرق التي يستلزم السير عليها لتوصيل المساعدات.
وتقول مصادر أمنية فلسطينية إن عشرات الأشخاص قُتلوا في اشتباكات بين مقاتلي حماس وخصومهم في الأيام القليلة الماضية.
ورغم انسحاب القوات الإسرائيلية من المناطق الحضرية في القطاع بموجب وقف إطلاق النار الذي بدأ الأسبوع الماضي، قالت السلطات الصحية في القطاع إن خمسة أشخاص قُتلوا في قصف بطائرات مسيرة أثناء توجههم لتفقد منازلهم في أحد الأحياء بشرق مدينة غزة، وقُتل شخص وأصيب آخر أيضا في غارة جوية قرب خان يونس.
واتهمت حماس إسرائيل بانتهاك وقف إطلاق النار. وقال الجيش الإسرائيلي إنه أطلق النار على أشخاص اجتازوا خطوط الهدنة واقتربوا من قواته متجاهلين نداءات بأن يعودوا أدراجهم.
* ترامب يعلن عن "فجر تاريخي" لكن العقبات لا تزال قائمة
تسلط ممارسة حماس لسلطتها من جديد في غزة واستمرار موجات العنف الضوء على وجود عقبات ضخمة أمام الجهود الرامية إلى تحويل خطة ترامب لوقف إطلاق النار إلى حل طويل الأمد للصراع.
ورغم حديث ترامب عن "فجر تاريخي لشرق أوسط جديد" أمام الكنيست الإسرائيلي أمس الاثنين، لم يتم التفاوض حتى الآن على بعض من أصعب بنود خطته لحل المشاكل التي أفسدت الجهود السابقة لإنهاء الحرب.
ولا تزال القوات الإسرائيلية موجودة في معظم أنحاء قطاع غزة بعد انسحابها جزئيا منه. ولم تتحقق وعود زيادة المساعدات وتسليمها لسكان القطاع البالغ عددهم 2.2 مليون نسمة، ويواجه الكثير منهم المجاعة.
وانتهت قمة شارك ترامب في استضافتها بمصر أمس الاثنين دون الإعلان عن أي تقدم يذكر باتجاه تشكيل قوة عسكرية دولية أو حكومة جديدة في غزة. ولا تزال رفات 23 رهينة على الأقل موجودة في غزة.
* حماس تؤكد سيطرتها
أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو طوال الوقت أن الحرب لن تنتهي إلا بتخلي حماس عن سلاحها وعن إدارة غزة، وهو مطلب رفضته الحركة، مما أدى إلى نسف كل مساعي وقف الحرب السابقة.
وعندما ظهر مقاتلو حماس في الشوارع خلال وقف إطلاق النار الذي استمر لفترة بدأت في يناير كانون الثاني وانتهت في مارس آذار، تخلت إسرائيل عن الهدنة وألغت المفاوضات بشأن إنهاء الحرب. لكن ترامب الذي أعلن انتهاء الحرب قال أمس الاثنين إن حماس حصلت على ضوء أخضر مؤقت للحفاظ على الأمن والنظام.
وقال ترامب "يريدون بالفعل وقف المشاكل، وكانوا منفتحين في هذا الشأن، وأعطيناهم الموافقة لفترة من الوقت".
وقالت مصادر في حماس لرويترز اليوم إن الحركة لن تتسامح مجددا مع الإخلال بالنظام في غزة وستستهدف المتواطئين واللصوص المسلحين وتجار المخدرات.
وضعفت قوة الحركة إلى حد كبير بعد عامين من القصف الإسرائيلي العنيف والتوغلات البرية، إلا أنها بدأت تستعيد حضورها تدريجيا مع عودة المقاتلين المتبقين إلى الشوارع منذ سريان وقف إطلاق النار قبل أيام.
ونشرت الحركة، التي تدير غزة منذ عام 2007، مئات العمال للبدء في إزالة الأنقاض من الطرق الرئيسية اللازمة للوصول إلى المساكن المتضررة أو المدمرة وإصلاح أنابيب المياه المكسورة.
وستكون هناك حاجة أيضا إلى تهيئة الطرق وتوفير الأمن من أجل زيادة إيصال المساعدات. وتقول حماس إن المئات من رجال الشرطة قُتلوا على يد إسرائيل أثناء حماية طرق المساعدات خلال الحرب. وقالت إسرائيل إنها كانت تستهدف مقاتلي حماس.
*المساعدات والرهائن
أنهى وقف إطلاق النار حربا مدمرة استمرت لعامين في غزة والتي اندلعت بعد هجوم قادته حماس في السابع من أكتوبر تشرين الأول 2023 وتقول إسرائيل إنه أسفر عن مقتل حوالي 1200 شخص واحتجاز 251 رهينة.
ووفقا للسلطات الصحية المحلية في غزة، أدت الحرب الإسرائيلية على القطاع إلى مقتل نحو 68000 شخص، ويُخشى أن يكون هناك آلاف آخرون لقوا حتفهم تحت الأنقاض. وقال الدفاع المدني الفلسطيني في غزة إنه تم انتشال 250 جثة منذ بدء وقف إطلاق النار.
وتحولت مساحات شاسعة من غزة إلى أنقاض، وقال مرصد عالمي للجوع في أغسطس آب أن المجاعة تحدث في القطاع. وأظهر مقطع فيديو نشرته رويترز اليوم أشخاصا يزيلون الحطام من الشوارع وشاحنة مساعدات تتحرك في سوق يحميها رجال مسلحون يجلسون فوقها.
وقالت المتحدثة باسم منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) تيس إنجرام إن مساعدات تصل إلى غزة تضم الخيام والأغطية المشمعة والملابس الشتوية ومستلزمات النظافة الصحية للأسر وغيرها من المواد الضرورية لكنها تأمل في زيادة كبيرة في تدفق المساعدات في وقت لاحق من هذا الأسبوع.
وفي إسرائيل، وبعد الابتهاج الذي ساد الأجواء أمس الاثنين بعودة آخر 20 رهينة على قيد الحياة، انتظرت عائلات الرهائن الذين أعلن عن وفاتهم كلمة من السلطات الإسرائيلية حول مصير ذويهم.
وقال الجيش الإسرائيلي اليوم الثلاثاء إنه تم تحديد هوية الرهائن الأربعة الذين سلمت حماس رفاتهم أمس. وذكر الجيش أن أحدهم كان طالبا من نيبال. وبذلك يصبح عدد الرهائن الذين تم الإعلان رسميا عن وفاتهم 23، بالإضافة إلى رهينة لم يتحدد مصيره بعد.
وتخشى بعض العائلات أن تضيع رفات ذويهم إلى الأبد تحت أنقاض غزة. ومن المفترض أن يساعد فريق عمل دولي خاص في العثور على الرفات التي لم تتمكن حماس من العثور عليها.