سودانايل:
2025-05-24@21:28:09 GMT

مآلات الصراع وتحولاته من النخب إلي الشعب

تاريخ النشر: 25th, December 2023 GMT

عندما نشرت سكرتارية الإيغاد بيان قمة جيبوتي، أصدرت وزارة الخارجية السودانية بيانا تستنكر فيه صدور بيان سكرتارية الإيغاد، و تقول أن هناك فقرات اقحمت في المسودة دون مسوغ، و أخذ فقرة واحدة فقط من رد وزارة الخارجية " الفقرة ت" تصحيح ما ورد بشأن موافقة السيد رئيس مجلس السيادة الانتقالي على لقاء قائد التمرد.

إذ أن السيد الرئيس اشترط لعقد مثل هذا اللقاء إقرار وقف دائم لإطلاق النار، و خروج قوات التمرد من العاصمة و تجميعها في مناطق خارجها. أن بيان وزارة الخارجية يشرط لقاء رئيس مجلس السيادة بقائد الميليشيا بعد خروج عناصر الميليشيا من منازل الناس، و أيضا المرافق العامة للدولة، لكن رئيس مجلس السيادة و القائد العام في كلمته الأخيرة في منطقة البحر الأحمر العسكرية قال (أنه سوف يذهب للتفاوض لأنه قبل التفاوض مع قائد الميليشيا و لكنه سوف لن يوقع على أي اتفاق يضر السودان أو الجيش) الغريب أن رئيس مجلس السيادة ذاهب للقاء دون استيفاء الشروط التي كان قد ذكرها بيان وزارة الخارجية ردا على بيان سكرتارية الإيغاد. السؤال أن الخطابات و البيانات الصادرة تؤكد ليس هناك أي تنسيق بين المؤسسات و دلالة أن البرهان ذاهب إلي التفاوض دون مراعاة للشروط التي كانت قد أشار إليها بيان وزارة الخارجية؟
أن خطاب رئيس مجلس السيادة في منطقة البحر الأحمر العسكرية؛ جاء لكي يجيب على العديد من الأسئلة التي كانت تدور عند قطاع واسع من الشعب بالدخول السهل دون مقاومة للميليشيا لمنطقة الجزيرة و عاصمتها " ود مدني" في الوقت الذي يستعد فيه رئيس مجلس السيادة للقاء قائد الميليشيا.. و معلوم بعيدا عن أي تبريرات، أن دخول الميليشيا عسكريا للجزيرة سوف تقوي كروت ضغط الميليشيا.. في الوقت الذي كان يجب أن تقلص فيه كروت ضغطها.. و هذه مسألة محيرة جدا، فكيف تتسق مع عدم توقيع أي اتفاق يضر بالسودان و بالجيش.. تصبح الأسئلة: من الذي يحدد أن الاتفاق يضر أو لا يضر في ظل المتغيرات غير المبررة التي تحدث على الأرض؟ ألا يعتقد القائد العام للجيش أن حالة الإرباك في الشارع التي أحدثتها دخول الميليشيا للجزيرة أن معالجتها تتطلب الأولوية؟ أن حالة الاستنفار الشعبي التي بدأت تنتظم في أغلبية الولايات تتطلب التأييد من قبل القائد؟ أن الإجابة على الأسئلة هي التي تخلق الطمأنينة عند الشعب الذي أعلن تأييده للجيش. و كان المتوقع من قيادة الجيش أن تؤجل اللقاء لما بعد طرد الميليشيا من مناطق الجزيرة حتى لا يصبح هناك رابطا بين اللقاء و الدخول السهل للميليشيا في الجزيرة. أن إعادة العلاقة و اللحمة التي تربط بين الشعب و الجيش، أن لا تقف قيادة الجيش في وجه عملية الاستنفار الشعبي للتلسيح ضد هجمات الميليشيا على قراهم و مدنهم و تسرع بتسليحهم. لكي يبدأ تخلق وعيا جديدا في المجتمع.
أن المتغيرات المستمرة التي تحدثها الحركة العسكرية للميليشيا بدخولها عدد من المدن و القرى، سوف تحدث تغييرا كبيرا في قناعات الشارع على مجريات الحرب. أن سكان العاصمة المثلثة عندما خرجوا من منازلهم كان الهدف إعطاء فرصة للجيش كي يحسم الحرب و يهزم الميليشيا، و لكن دخولها الجزيرة يعني أن هؤلاء سوف يكونوا في حالة مستمرة من النزوح من منطقة إلي أخرى، الأمر الذي فرض تفكيرا مغايرا في الشارع. هذا التفكير المغاير مؤسس على أن يحمل الشارع السلاح دفاعا عن مناطقه، و عن عرضه و ممتلكاته، هذا التغيير سوف يخلق واقعا سياسيا جديدا، لأنه يستدعي قيادات شبابية جديدة تفرزها عملية المواجهة ضد المخططات الخارجية الهادفة إلي توطين عرب الشتات في السودان، و احداث تغييرا ديمغرافية في العاصمة و كل الولايات الأخرى و عواصمها، و هي عملية استعمارية جديدة تواجه البلاد، أن استنفار الشباب ليكونوا جزءا من عملية التصدي بالسلاح لمخططات الميليشيا و الدول الداعمة لها، سوف تتخلق حالة من الوعي الوطني الجديد تتقدم فيه التضحيات و الوطن على المصالح الحزبية و الشخصية الضيقة، و يستدعي تغييرا ثقافيا مصاحبا.
أن عمق الأزمة السياسية التي أفضت إلي الحرب، لابد أن تخلق أهدافا أجتماعية جديدة مسنودة بقطاع واسع من الشباب الذين حملوا السلاح في وجه المخططات المتأمرة على البلاد. هناك من يقول أن حالة الحشد الشعبي سوف تكون بداية لحرب أهلية، و هذا يعد قصورا مفاهيميا عند النخب التي تقول ذلك، حيث درجت النخب تلوي عنق الحقائق بهدف خدمة مصالحها الضيقة. أن حركات التحرر من الاستعمار في القرن العشرين كانت قد طرحت الكفاح المسلح، و اعتبرته أرقى أنواع النضال، لأنه يرتبط بالوعي السياسي و الاجتماعي، و الآن عودة الشباب في ولايات السودان لفكرة الكفاح المسلح للوقوف ضد مخططات التأمر الخارجي، و غزو عرب الشتات للبلاد و اتباعهم من مرتادي الإجرام و السرقة و الاغتصابات أصبح ضرورة. لآن الكفاح المسلح ليس موجها ضد أي مكون أثني في السودان، بل يجب أن يشارك فيه كل أبناء الوطن في كل الأقاليم المختلفة، بهدف إحداث تغييرا جوهريا في البلاد.
أن استنفار الشباب سيكون محكوما بإمرة الجيش و داعما له، و مهمتهم حفظ قراهم و نجوعهم و مدنهم من هؤلاء المرتزق الذين ليس لهم قيم و اخلاقية، أو حتى وازعا دينيا، أن الاستنفار سوف يعجل بعودة الناس إلي منازلهم و مناطقهم في الخرطوم و مدني و كردفان و كل أقليم درافور، هي دعوة لعودة الحياة مرة أخرى إلي السودان، و لكن برؤى و معايير جديدة و مغايرة للتي افضت للأزمة و الحرب في البلاد. و يصبح الحوار الوطني هو الأداة للتفاهم و الاتفاق و ليس فرض الرأى على الآخرين، و الحوار هو الطريق لصناعة الدستور و تأسيس مؤسسات الدولة الديمقراطية و قيام الانتخابات. ان بروز الشباب مرة أخرى على المسرح السياسي عبر الكفاح المسلح ضد مخططات التأمر على الدولة و المرتزقة و مرتكبي الجرائم و السرقات سوف يغطى على النخب، لأن القرار سوف يتحول من ضيق النخب إلي اتساع الشارع الواعي لدوره و مستوعب مطالب و أمال الجماهير. أن حمل السلاح من قبل الشباب بداية لوعي جديد و سودان أمنا مستقرا.. نسأل الله حسن البصيرة

zainsalih@hotmail.com
/////////////////////  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: رئیس مجلس السیادة وزارة الخارجیة الکفاح المسلح

إقرأ أيضاً:

علاقة ما فعله ترامب مع رئيس جنوب أفريقيا بالقضية التي رفعتها الأخيرة ضد إسرائيل حول غزة تثير تفاعلا

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)— أشعلت صورة استلام الرئيس الجنوب أفريقي، سيريل رامافوزا، لأوراق طبعت عليها مزاعم "الإبادة الجماعية" من الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، وتوزيعها على الوفد المرافق له، ضجة وتفاعلا واسعا بين نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، وسط ربط البعض بين أسلوب ترامب الصادم بالتعامل مع الوفد الجنوب إفريقي مع القضية التي سبق ورفعتها الأخيرة ضد إسرائيل حول غزة.

وفي تعليق لـCNN عقب انتهاء اللقاء مع ترامب، قال رامافوزا إن إعادة ضبط العلاقات كانت ضرورية بعد أن "لوثت" الدبلوماسية بين الولايات المتحدة وجنوب إفريقيا بالخلافات حول اتهام جنوب إفريقيا لإسرائيل بالإبادة الجماعية في غزة أمام المحكمة الدولية.

والتقى الرجلان على انفراد في المكتب البيضاوي بعد أن تحدثا إلى الصحفيين مسبقا، وخلال الجزء العلني من اللقاء الذي شهد مواجهة محتدمة بعدما كرر ترامب نظريات المؤامرة حول "الإبادة الجماعية البيضاء" في جنوب إفريقيا، وفي المقابل، رد رامافوزا على هذه المزاعم، وأقر بوجود "جرائم"، لكنه أصرّ على أن "الأشخاص الذين يقتلون، للأسف نتيجة أنشطة إجرامية، ليسوا فقط من البيض، بل غالبيتهم من السود".

ورد رامافوزا أثناء مغادرته البيت الأبيض على سؤال لشبكة CNNعما إذا كان يعتقد أن ترامب سمعه، أجاب "نعم، لقد سمعني".

وكانت جنوب إفريقيا قد اتهمت إسرائيل العام الماضي بانتهاك القوانين الدولية المتعلقة بالإبادة الجماعية خلال حربها في غزة وطلبت من المحكمة أن تأمر إسرائيل بوقف الحرب، وقالت الرئاسة الجنوب إفريقية إن الأدلة "تظهر كيف انتهكت حكومة إسرائيل اتفاقية الإبادة الجماعية من خلال تعزيز تدمير الفلسطينيين الذين يعيشون في غزة، وقتلهم جسديا بمجموعة متنوعة من الأسلحة المدمرة، وحرمانهم من الوصول إلى المساعدات الإنسانية".

وقد دحضت إسرائيل بشدة ادعاءات جنوب إفريقيا، وقالت إن هذا "استغلال فاحش" لاتفاقية الإبادة الجماعية "المقدسة"، وقالت إنها منخرطة في صراع مسلح "صعب ومأساوي"، وهو أمر ضروري "لفهم الوضع".

وكانت مارغو مارتن، المساعدة الخاصة ومستشارة الاتصالات للرئيس الأمريكي قد نشرت مقطع فيديو لهذه اللحظة بتدوينة على صفحتها الرسمية بمنصة إكس (تويتر سابقا) بتعليق كتبت فيه: " الرئيس (دونالد ترامب) يعرض على رئيس جنوب أفريقيا مقالاتٍ عن قتل المزارعين البيض.. ’الموت، الموت، الموت‘".

مقالات مشابهة

  • رئيس مجلس السيادة الانتقالي يهنئ رئيس إرتريا بمناسبة ذكرى استقلال بلاده
  • وزير الدولة للشؤون الخارجية يستقبل وفدًا من مجلس النواب الأمريكي
  • نخب متأسرلة… وطنيون بالتقسيط
  • وزارة الخارجية السودانية: ننفي المزاعم غير المؤسسة التي تضمنها بيان وزارة الخارجية الأمريكية
  • اليمنيون ينددون بالمجازر الوحشية التي يرتكبها الكيان الصهيوني المجرم في غزة
  • من يقود العراق؟ تقرير عالمي يكشف انهيار النخبة في العراق
  • رئيس مجلس النواب يستقبل وزراء الخارجية والدفاع السلوفاكيين
  • محمد صبيح يكتب: من الحقل إلى السيادة.. القمح الرقمي في مواجهة هيمنة الدولار
  • وزير الخارجية يلتقى مع مجلس حلف الشمال الأطلسى "الناتو"
  • علاقة ما فعله ترامب مع رئيس جنوب أفريقيا بالقضية التي رفعتها الأخيرة ضد إسرائيل حول غزة تثير تفاعلا