دائرة تنمية المجتمع بأبوظبي تؤكد أهمية ترخيص الجمعيات والمؤسسات الأهلية ذات النفع العام
تاريخ النشر: 26th, December 2023 GMT
أكدت دائرة تنمية المجتمع – أبوظبي، الجهة المنظمة للقطاع الاجتماعي في الإمارة، حرصها على تقديم خدمات الترخيص للجمعيات والمؤسسات الأهلية ذات النفع العام في الإمارة، والإعلان عن الجمعيات المرخّصة بهدف ترسيخ أهمية الترخيص لمزاولة الأنشطة الاجتماعية في إطار القوانين والتشريعات المعمول بها في الدولة ووفقاً للقانون الاتحادي رقم (2) لسنة 2008 في شأن الجمعيات والمؤسسات الأهلية ذات النفع العام، والمعدل بالمرسوم بقانون اتحادي رقم 35 لسنة 2020.
وتضُمّ أبوظبي أكثر من 143 مؤسسة قطاع ثالث، منها 91 جمعية ومؤسسة أهلية ذات نفع عام مرخصة في إمارة أبوظبي، والتي تشمل المؤسسات الأهلية والأندية الاجتماعية وصناديق التكافل والمؤسسات العامة والثقافية ومؤسسات الفنون الشعبية والمسرح والجهات المهنية، إضافة إلى الشركات ذات الهدف الاجتماعي.
وأكّد مبارك العامري، المدير التنفيذي لقطاع الترخيص والرقابة الاجتماعية في دائرة تنمية المجتمع، على أهمية الترخيص في حفظ حقوق الجمعيات والمؤسسات الأهلية ذات النفع العام، وتنظيم عملها في إطار التشريعات والسياسات والقوانين المعمول بها، مؤكداً حرص دائرة تنمية المجتمع على تطوير خدماتها وتوفيرها وفقاً لأفضل المعايير العالمية بما يعكس قيم ومفاهيم مجتمع أبوظبي ويسهم في تعزيز جودة الحياة لدى جميع فئات المجتمع.
وأضاف: “في إطار السعي نحو تنظيم العمل الاجتماعي والإشراف على الفعاليات والأنشطة التي تنفّذ في هذا الإطار، تعمل الدائرة على تشجيع الجمعيات والمؤسسات الأهلية ذات النفع العام على الحصول على ترخيص نظامي من الدائرة لمزاولة أعمالها في ظلّ التشريعات والقوانين المعمول بها ، وذلك بهدف تسهيل عمل هذه الجمعيات ودعمها في تحقيق أهدافها وتوفير كلّ ما يلزمها من خدمات ومتطلّبات”.
وأشار إلى أنه تم ترخيص 91 جمعية ومؤسسة أهلية ذات نفع عام في إمارة أبوظبي منذ إطلاق الخدمة، فيما تم خلال العام الجاري إصدار تراخيص شملت 9 جمعيات ذات النفع عام و3 تراخيص للمؤسسات الأهلية، وذلك في مجالات الفن والثقافة والعمل التطوعي وتمكين الشباب ورعاية أصحاب الهمم ودمجهم في المجتمع”.
وأكد على الدور الحيوي الذي تؤدّيه هذه الجمعيات والمؤسسات في رفع التوعية بالقضايا الاجتماعية وتعزيز المشاركة في الفعاليات والأنشطة المجتمعية، علاوة على ترسيخ مفاهيم التطوّع والعمل الخيري والعطاء.
وأضاف، “كما تم خلال العام الجاري تنظيم 52 زيارة تفتيشية للجمعيات والمؤسسات الأهلية ذات النفع العام، إلى جانب حضور وإدارة 55 جمعية عمومية في أبوظبي”.
جدير بالذكر أن قطاع الترخيص والرقابة الاجتماعية في دائرة تنمية المجتمع يتولّى إعداد الخطط الاستراتيجية والتشغيلية المتعلقة بأنشطة التراخيص والرقابة في القطاع الاجتماعي.
كما يهتم القطاع بمراقبة المنشآت المرخّصة وإعداد وتنفيذ نظام ترخيص مؤسسات القطاع الثالث ودور العبادة لغير المسلمين وأنشطة المساهمات المجتمعية في الإمارة بالتنسيق مع الأطراف المعنية.وام
المصدر: جريدة الوطن
إقرأ أيضاً:
مخيمات حجاج الجمعيات الأهلية.. لا صوت يعلو فوق صوت التلبية والدعاء
في قلب عرفات، تبلغ الروحانية ذروتها وتتشوق القلوب إلى المغفرة، بدت مخيمات حجاج الجمعيات الأهلية وكأنها واحة من السكينة وسط الزحام، يغمرها هدوء خاص وتعلو فيها نداءات التلبية والدعاء دون انقطاع.
منذ الساعات الأولى من اليوم، تتردد في الأرجاء أصوات التلبية كأنها لحن سماوي متواصل:
لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك.. .
وما بين ترديد التلبية ورفع الأكف بالدعاء، تغمر الخشوع الوجوه، وتنساب الدموع بهدوء، لتشكل مشهدًا قلّما يتكرر في العمر.
رغم وجود الآلاف في المخيمات، إلا أن كل حاج بدا وكأنه في عالمه الخاص، يناجي ربه بقلبه قبل لسانه، وكأن لا شيء يحيط به سوى رحمات السماء. حالة روحانية خالصة، تعزل الحاج عن ضجيج الأرض، وتوصله بمناجاة السماء.
لا صوت يعلو فوق صوت التضرع، ولا حركة تتقدم على لحظة الرجاء. الدعوات تتنوع، لكن الهدف واحد: القبول والرضا والمغفرة. وتتشابه النظرات المرتفعة إلى السماء، مهما اختلفت المحافظات والانتماءات.
بين دعوات فردية وجماعية، تسود في المخيمات حالة من الصفاء، حيث لا مجال للجدال أو الانشغال بشيء سوى التقرّب إلى الله، تتردد الأدعية بخشوع، بعضها للآخرة، وبعضها للأهل والوطن، وأخرى تكشف عن أمنيات إنسانية بسيطة لكنها عميقة.
ورغم الطابع الروحي الطاغي، لم تغب الجوانب التنظيمية التي وفرتها وزارة التضامن الاجتماعي، بدءًا من الإعاشة والرعاية الصحية، مرورًا بمشرفين يرافقون الحجاج على مدار الساعة، وحتى تنظيم الدخول والخروج من عرفات بانتظام وهدوء.
المشاهد الإنسانية كانت حاضرة بقوة، من حاجٍ يرفع يديه باكيًا، إلى أخرى تتأمل السماء بصمت طويل، وكأنها تبوح بسرٍ لا يُقال. الكل في خلوته القلبية، والكل يحمل ما بين قلبه ولسانه أمنية يأمل أن تلامس أبواب السماء المفتوحة في هذا اليوم العظيم.
كلما اقترب الغروب، ازدادت الخشوعات عمقًا، وازدادت الدعوات حرارة. اللحظات الأخيرة من يوم عرفة بدت كما لو أنها توقفت فيها عقارب الزمن، فالكل ينتظر رحمة، أو مغفرة، أو لحظة قبول.
في مخيمات حجاج الجمعيات، يغيب صوت الدنيا، وتعلو نداءات القلوب، وتذوب المسافات بين الأرض والسماء.