أحمد مراد (أنقرة، القاهرة)

أخبار ذات صلة موافقة لجنة برلمانية تركية على طلب السويد الانضمام لـ «الناتو» البرلمان التركي يحدد موعد استئناف نقاش انضمام السويد للناتو

شكل عام 2023 علامة فارقة في تاريخ تركيا بعدما شهدت خلاله عدة أحداث بارزة ومؤثرة، أهمها الانتخابات الرئاسية التي جاءت متزامنة مع ذكرى المئوية الأولى لتأسيس الجمهورية التركية في 30 أكتوبر 1923.


وتنافس على المقعد الرئاسي في «المارثون الانتخابي» الذي جرى في 14 مايو 2023، ثلاثة مرشحين، الأول مرشح «تحالف الشعب»، الرئيس رجب طيب أردوغان، والثاني مرشح «تحالف الأمة»، كمال كليتشدار أوغلو، والثالث، مرشح «تحالف العمل والحرية»، سنان أوغان.
ولأول مرة، تشهد الانتخابات الرئاسية التركية ميلاد عصر التحالفات الحزبية، وانتهاء عصر الحزب الواحد، وهو المشهد الانتخابي الذي من المتوقع أن تظهر عليه الاستحقاقات الرئاسية والتشريعية والبلدية في المرحلة المقبلة.
وكانت نتائج السباق الرئاسي قد أسفرت عن حصول الرئيس أردوغان على نسبة 49.5 % من إجمالي أصوات الناخبين، وحصول أوغلو على نسبة 44.9 %، بينما حصل سنان أوغان على نسبة 5.5 %، وهو ما جعل السباق الرئاسي يذهب إلى جولة إعادة بين أردوغان وأوغلو في سابقة هي الأولى من نوعها في التاريخ التركي.
وشهدت تركيا خلال جولة الإعادة التي جرت في 28 مايو 2023 أقوى منافسة انتخابية في تاريخها، وخلالها فاز الرئيس رجب طيب أردوغان بولاية رئاسية ثالثة بنسبة 52.12 % من إجمالي أصوات الناخبين مقابل 47.88 % لمنافسه كمال كليتشدار أوغلو.
وتستمر الولاية الثالثة للرئيس أردوغان حتى عام 2028، وتُعد الولاية الأخيرة له حسب التعديلات الدستورية التي جرت في عام 2017 التي أدت إلى تغيير نظام الحكم في تركيا من برلماني إلى رئاسي.
وكان الرئيس أردوغان قد صعد إلى حكم تركيا منذ عام 2004 عندما تولى رئاسة الوزراء للمرة الأولى، ثم أصبح فيما بعد رئيساً للبلاد لديه العديد من الصلاحيات التنفيذية مع تعديل النظام السياسي خلال عام 2017.
وحقق الرئيس التركي خلال العقدين الماضيين نقلة هائلة في الاقتصاد التركي ليصبح الاقتصاد رقم 11 على مستوى العالم، إضافة إلى نجاحه في بناء نفوذ سياسي ودبلوماسي قوي لبلاده إقليمياً وعالمياً.
وجاء فوز أردوغان بالولاية الرئاسية الثالثة قبل أشهر قليلة من الاحتفال الكبير الذي أقيم في أكتوبر 2023 بمناسبة ذكرى مرور 100 عام على تأسيس وإعلان الجمهورية التركية، مدشناً مرحلة جديدة بطموحات المئوية الثانية، وهو ما تجسد في طرح رؤية «مئوية تركيا في القرن الثاني».
وتعتزم تركيا من خلال رؤية المئوية الثانية تنفيذ عدة مشاريع عملاقة، أبرزها قناة إسطنبول المائية، ومحطة أكويو النووية، إضافة إلى تنفيذ مخطط طموح يستهدف وضع تركيا في قائمة أقوى 10 اقتصادات في العالم.
كما تعتزم تركيا خلال الفترة المقبلة إعداد دستور جديد يصلح للمائة عام القادمة، وحتى يكون بديلاً عن دستور عام 1982 الذي سبق أن أُجريت عليه 5 تعديلات، ويأتي ذلك في ظل تمتع الرئيس التركي بأغلبية برلمانية تمكنه من تمرير القوانين وتشكيل الحكومة.
وأعلن الرئيس التركي في 3 يونيو 2023 عن تشكيل حكومته الجديدة المؤلفة من 17 وزيراً، من بينهم 15 وزيراً جديداً، وهو ما وصف بأنها أكبر حملة تجديد للمناصب الوزارية، وقد شمل التغيير وزراء الحقائب السيادية، مثل الدفاع والداخلية والخارجية.
وفيما يتعلق بالانتخابات البرلمانية الـ28 التي جرت في 15 مايو 2023، فقد أسفرت عن حصول حزب «العدالة والتنمية» الحاكم على 268 مقعداً، بينما حصل حزب «الشعب الجمهوري» على 169 مقعداً، إضافة إلى 61 مقعداً لـ«اليسار الأخضر»، و50 مقعداً لـ«الحركة القومية»، و43 مقعداً لحزب «إيي»، و5 مقاعد لـ«الرفاه الجديد»، و4 مقاعد لـ«العمال».
المشهد السياسي
أوضح الباحث المتخصص في الشؤون التركية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية كرم سعيد، أن انتخابات الرئاسة التركية التي جرت في مايو 2023، شكلت واحدة من أهم الدورات الانتخابية التي شهدتها تركيا خلال مئويتها الأولى، ومن المتوقع أن تستمر انعكاساتها المختلفة على المشهد السياسي التركي لسنوات عديدة مقبلة، سواء على المستوى الداخلي أو الخارجي.
وقال سعيد في تصريح لـ«الاتحاد»: إن انعكاسات الانتخابات الرئاسية تدفع تركيا إلى الاستمرار في سياسة «تصفير الأزمات والخلافات»، وهو ما ظهر جلياً في تعزيز التقارب بين تركيا وبعض الدول الأخرى، إضافة لتعزيز الاتجاه نحو تفكيك القضايا الخلافية مع القوى الغربية، ومحاولة حل الاشكاليات العالقة مع القوى الأوروبية.

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: تركيا الانتخابات التركية رجب طيب أردوغان اسطنبول التی جرت فی مایو 2023 وهو ما

إقرأ أيضاً:

معاريف: إسرائيل ترفض مشاركة تركيا بـالقوة الإقليمية التي ستدخل غزة

قالت صحيفة معاريف العبرية، إنه بالتزامن مع مباحثات الحفاظ على وقف إطلاق النار في غزة، تجري نقاشات أخرى مكثفة خلف الكواليس بشأن المرحلة التالية من خطة ترامب، وتحديدا تلك المتعلقة بإنشاء قوة أمنية إقليمية ودولية ستدخل القطاع بعد انسحاب الجيش الإسرائيلي.


وقالت الصحفية آنا بارسكي، في تقرير لها نشرته الصحيفة، إن هذا الملف يعد أحد أكثر المكونات حساسية وتعقيدًا في الخطة الشاملة لإعادة إعمار غزة، ومن المتوقع أن يكون محور المناقشات في قمة شرم الشيخ المنعقدة في مصر ، حيث أن الهدف من هذه القوة، هو منع حماس من العودة إلى السلطة، وتمكين الاستقرار الأمني في المنطقة، وتهيئة الأرضية لتشكيل حكومة فلسطينية جديدة بعد فترة انتقالية تشرف عليها هيئة دولية.

وأضافت بارسكي، في المناقشات التي جرت خلال الأيام الأخيرة، تتضح إحدى أهم نقاط الخلاف وهي: هوية الدول التي ستشارك في القوة العربية والدولية في غزة، ووفقًا لمصادر مطلعة على المناقشات، أعربت إسرائيل عن استعدادها لضم دول خليجية وصفتها بالمعتدلة - بما في ذلك الإمارات العربية المتحدة وقطر والبحرين - رغم أنها لا تمتلك قوة عسكرية كبيرة لنشرها على الأرض، إضافة لمصر والأردن، حيث يُفترض أن تقودا العملية وتجندا قوة شرطة فلسطينية محلية.

من وجهة نظر إسرائيل، فإن مجرد وجود هذه الدول في غزة قد يضفي شرعية إقليمية على هذه الخطوة، ويقول مصدر إسرائيلي مطلع على هذه المناقشات: "ستكون مساهمتهم سياسية واقتصادية بالأساس، لكن وجودهم قادر على تحقيق الاستقرار".

في المقابل والكلام للصحفية آنا بارسكي، أعلنت حكومة نتنياهو، معارضتها القاطعة لمشاركة تركيا في القوة، وتنبع هذه المعارضة من مواقف أنقرة المتشددة تجاه إسرائيل، ودعمها العلني لحماس، والروابط الأيديولوجية الوثيقة بين إدارة أردوغان وجماعة الإخوان المسلمين، يقول مصدر إسرائيلي: "لا يمكن لتركيا أن تكون جزءًا من كيان يهدف إلى نزع سلاح حماس، فالوجود التركي سيقوض العملية برمتها"، كما أن مصر لديها تحفظات على الفكرة، خوفًا من محاولة تركية لإعادة ترسيخ نفوذها في منطقة تعتبرها القاهرة جزءًا من مسؤوليتها الأمنية المباشرة.

وتضيف، لا تزال الأسئلة الأكثر صعوبة مطروحة، تطالب إسرائيل بنزع سلاح حماس بالكامل كشرط للانسحاب الكامل، بينما تطالب حماس بوعد صريح بانسحاب جميع القوات الإسرائيلية من قطاع غزة حتى قبل بدء هذه العملية، في هذه المرحلة، ما يبدو ظاهريًا مجرد مخطط أمني إداري تقني، هو في الواقع صراعٌ على إعادة تعريف المنطقة بأسرها، حيث تسعى إسرائيل إلى الحفاظ على السيطرة الأمنية لتحقيق أقصى استفادة ممكنة في المفاوضات حول استمرار تنفيذ خطة ترامب، فيما تسعى حماس إلى البقاء سياسيًا، ولكن بالأساس عسكريًا وأيديولوجيًا، وتحاول الولايات المتحدة والدول العربية بناء جسرٍ مستقر بين مطالب الأطراف والواقع الذي يتبلور أمام أعيننا.


لا يعتمد نجاح المبادرة على تشكيل القوة وهوية المشاركين فيها فحسب، بل يعتمد أيضًا على قدرة كل طرف، وخاصة إسرائيل، على الاعتقاد بأن من يدخل غزة هذه المرة سيكون قادرًا على البقاء فيها أيضًا، مشيرة إلى أن قمة شرم الشيخ قد تحدد طبيعة غزة في السنوات القادمة فيما إذا ستصبح منطقةً مُدارةً ومُشرفةً دوليًا، أم أنها ستعود إلى نقطة البداية.

مقالات مشابهة

  • رئيس الوزراء: شهادة الرئيس الأمريكي بمعدلات الأمان في مصر دعاية كبيرة جدا
  • “العدالة والتنمية” التركي: لا حل سوى بدولة فلسطينية مستقلة وذات سيادة
  • أردوغان: تركيا ستتولى مهمات كبرى في غزة
  • إسرائيل تشكك في هوية إحدى الجثث التي سلمتها "حماس" أمس
  • نائب الرئيس: أردوغان يقود جهود السلام وإعادة إعمار غزة
  • تقرير بريطاني يتناول تأثير نيجيرفان بارزاني على أردوغان ورفع الحظر التركي
  • الرئيس التركي: حل الدولتين السبيل الوحيد لتحقيق سلام دائم في غزة
  • على هامش قمة شرم الشيخ للسلام.. الرئيس التركي: حل الدولتين السبيل الوحيد لتحقيق سلام دائم في غزة
  • معاريف: إسرائيل ترفض مشاركة تركيا بـالقوة الإقليمية التي ستدخل غزة
  • طائرة الرئيس التركي أردوغان تصل شرم الشيخ