جريدة الوطن:
2025-07-05@03:37:57 GMT

خطوة متواضعة.. ولكن

تاريخ النشر: 27th, December 2023 GMT

خطوة متواضعة.. ولكن

جاء اعتماد القرار الرقم ٢٧٢٢ تاريخ ٢٢ كانون الأول/ديسمبر ٢٠٢٣ الصادر عن أعمال مجلس الأمن الدولي، خطوة متواضعة… ولكنَّها بالاتِّجاه الصحيح لوقف العدوان الفاشي الهمجي «الإسرائيلي الصهيوني» على قِطاع غزَّة. فضلًا عن كونه يأتي في سياق التأكيد على تَحمُّل مجلس الأمن الدولي لمسؤوليَّاته في حماية المَدنيِّين الفلسطينيِّين، ورفض التهجير القسري لأبناء شَعبنا في القِطاع، والتأكيد بأنَّ القِطاع بأرضه وسكَّانه جزءٌ لا يتجزَّأ من الأرض الفلسطينيَّة.

القرار الأُممي 2722 ما زال متواضعًا، ولَمْ يرقَ إلى مستوى التطلعات والتحدِّيات والمسؤوليَّات الَّتي ينبغي الوصول إليها مع المستويات غير المسبوقة من العدوان الَّذي وصل إلى كونه عمليَّة إبادة بكُلِّ ما للكلمة من معنى. عمليَّة إبادة للبَشَر بالصوت والصورة المنقولة لحظةً بلحظةٍ أمام العالَم بأسْره. القرار يدعو إلى «توسيع دخول المساعدات الإنسانيَّة إلى قِطاع غزَّة ومراقبتها»، ويلبِّي بحدود معيَّنة وليس بالشكل المطلوب متطلبات الحالة الكارثيَّة الَّتي صنعتها آلة الحرب والدَّمار العسكريَّة «الإسرائيليَّة» في قِطاع غزَّة، خصوصًا أنَّه لَمْ يتضمَّن نصًّا واضحًا بوقف حرب الإبادة الجماعيَّة الَّتي يشنُّها كيان الاحتلال على شَعبنا الفلسطيني في قِطاع غزَّة، نتيجة الفيتو الَّذي سبق استصدار القرار الأخير 2722 والتصويت عَلَيْه، حين اتَّخذت واشنطن حقَّ النقض مطالبةً بشطب الفقرة الَّتي تدعو للوقف الفوري للحرب كما كان يطالب المندوب الروسي. وظهر من خلال المداولات الَّتي سبقت التصويت على القرار 2722، وجود مناخ دولي أفضل نسبيًّا من الاجتماعات الَّتي سَبَقَت الأعمال الأخيرة لمجلس الأمن، رغم استخدام الولايات المُتَّحدة حقَّ النقض (الفيتو) قَبل ساعة من اعتماد القرار الأخير، لرفضها نصًّا يتضمن في جانبٍ مِنْه الدَّعوة لـ»الوقف المستدام للحرب» على قِطاع غزَّة. وعَلَيْه امتنعت واشنطن عن التصويت على القرار الأخير الَّذي تمَّ اعتماده، كما امتنعت روسيا عن التصويت. ونال القرار موافقة 13 دَولة وامتناع دولتَيْنِ عن التصويت. مندوب الصين في مجلس الأمن، وبعد التصويت على القرار وصدوره، دعا «إسرائيل» على وقف هجماتها والعقاب الجماعي لأهالي غزَّة واحترام القانون الدولي والتوجُّه للحلِّ السياسي. بَيْنَما أعلن مندوب روسيا فاسيلي نبيينزيا: «الولايات المُتَّحدة لجأت إلى أدوات تخريب شتَّى لمنع صدور قرار أفضل وحاسم لجهة وقف الحرب على قِطاع غزَّة». مُضيفًا أنَّ واشنطن «أفرغت نصَّ مشروع القرار في نسخته الأولى بشأن المساعدات لغزَّة من جوهره وتحديدًا ما يتعلق بآليَّة إدخالها، والوقف المستدام للحرب». إنَّ الموقف الدولي باتَ يضيق ذرعًا من استمرار العدوان وسياسة الصَّلف والعنجهيَّة من قِبل دَولة الاحتلال، وإصرارها على الاستمرار بحرب الإبادة ضدَّ الشَّعب والأرض في قِطاع غزَّة، وقَدْ دفعت رئاسة مجلس الأمن في جلسته قُبَيل صدور القرار الأخير، لطرد المندوب «الإسرائيلي» وإخراجه من قاعة الاجتماعات نتيجة تطاوله على أعلى الهيئات الدوليَّة ونعني جلسة مجلس الأمن الأخيرة. من هنا تأتي أهمِّية الإسراع في تنفيذ هذا القرار رغم كُلِّ الملاحظات عَلَيْه بـ»اعتباره لَمْ يرتقِ لمستوى الحدث»، والتنفيذ بإشراف الأمين العامِّ لهيئة الأُمم المُتَّحدة أنطونيو جوتيريش، وفق الآليَّة الَّتي اعتمدها. فالقرار يطالب من جملة أمور، الالتزام بالقانون الدولي، بما في ذلك القانون الإنساني الدولي والقانون الدولي لحقوق الإنسان، وحماية المَدنيِّين والأحياء المَدَنيَّة وفتح المعابر لوصول المساعدات الإنسانيَّة، وحماية العاملين في المجال الإنساني وحُريَّة حركتهم.

علي بدوان
كاتب فلسطيني
عضو اتحاد الكتاب العرب
دمشق ـ اليرموك
ali.badwan60@gmail.com

المصدر: جريدة الوطن

كلمات دلالية: القرار الأخیر مجلس الأمن

إقرأ أيضاً:

الأولويات بحاجة للترتيب

إن قيمة أي مشروع رياضي تقاس بقدرته على تحقيق أهدافه وقياس أثره بوضوح.. حاولت أن أُجمل الحكاية منذ أن تسلّم مجلس الإدارة الجديد مهامه لقيادة كرة القدم العُمانية نحو مستقبل أفضل وأن نرى تغيّرا جذريا ينصب لصالح الكرة العُمانية، لكن صُدمت بواقع مختلف تماما من أول اجتماع لمجلس إدارة الاتحاد المُنتخب والذي خرج بقرار (صادم) لم أستطع أن أستوعبه حتى الآن، ليتأكد لي أن كرة القدم العُمانية (تختنق) ويكاد يهجرها أهلها كما هو الحال في الأندية الـ27 التي اعتذرت عن المشاركة في الدوري العام بجميع مسمياته.

لا أملك الحل.. لكن أستطيع أن أتحدّث عن تراكمات يُفترض أن نعمل على إزالتها فورا وأن تكون هناك دعوة صادقة من أجل الالتفاف حول إنقاذ ما يمكن إنقاذه؛ خاصة وأن الشغف بكرة القدم يمكن أن تشاهده في كل مكان في سلطنة عُمان الحبيبة من مسندم إلى ظفار.

حتى الآن لم أجد تفسيرا لقرار مجلس إدارة الاتحاد العُماني برفع عدد أندية النخبة إلى 14 ناديا وبعد أكثر من شهر ونصف الشهر من انتهاء المسابقات الكروية التي أقيمت وفق أنظمة وقوانين وشروط وقواعد التزم بها الجميع وكانت سارية خلال الموسم الكروي المنصرم! ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن يأتي قرار عدم الهبوط بأثر رجعي.

كنت أتمنى أن تتم مراجعة الأمور بشكل أفضل وبمشاركة اللجان المعنية بالمسابقات والمنتخبات والحكام والقانونيين قبل اتخاذ مثل هذا القرار الذي كان الهدف المعلن عنه زيادة حدة التنافس وزيادة عدد المباريات.

ما ذنب الثالث والرابع في دوري الدرجة الأولى؟! ألم يكن من الأجدر والأحق صعودهما أو حتى إقامة دورة رباعية لاختيار الناديين المكمّلين لدوري النخبة بدلا من إعادة الهابطَين الموسم الماضي وإبقائهما في الدوري؟

لماذا العجلة في اتخاذ مثل هذا القرار الذي أرى أنه كان بالإمكان تطبيقه في الموسم القادم وإضافته ضمن الشروط والقواعد المنظمة للدوري؟

وبما أن الموسم الكروي 2025/ 2026 مزدحم بمعسكرات ومشاركات خارجية للمنتخبات الوطنية والأندية إضافة إلى إقامة دوري قوات السلطان المسلحة في شهر ديسمبر المقبل، كان من الأفضل أن يتم دمج أندية الدرجتين النخبة والأولى وتوزيعها على مجموعتين أو إقامة الدوري من دون هبوط.

كل هذه التساؤلات حاولت أن أجد لها تفسيرا خاصة وأن مجلس إدارة الاتحاد لم يعلن عن توقيت بدء روزنامة الموسم المقبل، مع التأكيد بأن الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) خاطب جميع الاتحادات بضرورة انتهاء الموسم الكروي بحد أقصى يوم 25 مايو 2026.

أتمنى أن أكون مخطئا في طرحي وأن يثبت مجلس إدارة الاتحاد الجديد بأنه على حق.. ولكن كيف يمكن أن يقنع أندية الدرجة الأولى التي بات عددها لا يتجاوز أصابع اليد الواحدة؟

أرى أن القرار كان متسرعا وأن هناك أولويات بحاجة إلى ترتيب، ولهذا فإنه من المهم أن يُعيد مجلس إدارة الاتحاد النظر في القرار بعد التشاور مع الأندية حتى لو كان القرار حقا أصيلا لمجلس الإدارة.

مقالات مشابهة

  • بن ناصر خارج مخططات ميلان؟ خطوة مفاجئة تشعل الجدل في إيطاليا
  • لقاءات إنمائية في مجلس الإنماء والإعمار: بحث حاجات وادي خالد وإقليم الخروب
  • القرار 1483 بلا لياقة قانونية.. والأموال العراقية ما زالت تحت الحصار المالي الأميركي
  • معارضة النواب الجمهوريين تؤخر التصويت على موازنة ترامب "الكبرى"
  • الحكومة تتراجع عن انتخاب ممثلي الناشرين في مجلس الصحافة وتعتمد إلزامية التصويت للصحافيين
  • السودان يسحب سفيرته لدى الجزائر بشكل مفاجئ
  • الأولويات بحاجة للترتيب
  • انتخابات مجلس الشيوخ.. 5 مرشحين فردي لحزب المؤتمر بالقاهرة بينهم سيدة
  • اللجنة التنفيذية تناقش إطار التعاون الدولي لدول الخليج في مجال الأمن السيبراني
  • باكستان تتولى رئاسة مجلس الأمن الدولي