سودانايل:
2025-12-12@18:44:25 GMT

فوضى السلاح ..الخيار الأخير!!

تاريخ النشر: 28th, December 2023 GMT

الصباح الجديد -
لا أحد ينكر أو يغالط أن قوات الدعم السريع ارتكبت جرائم وانتهاكات في مواجهة المواطنين العزل لا حصر لها، فلا تحتاج حالات النهب والسرقة لسبر أغوار لاكتشافها فهي مبذولة ويوثق لها حتى أفراد من هذه القوات.
في المقابل مهما كانت المبررات والدوافع التي يسوقها كثير من المروجين لفكرة المقاومة الشعبية وتسليح المواطنين للتصدي لقوات الدعم السريع مستشهدين بتجارب ناجحة كتلك التي كانت في الصومال وعجلت بخروج الأمريكان وأشياء من هذا القبيل، الحالة السودانية تختلف كثيراً ولا تشابه أي ظاهرة أخرى حدثت في العالم.


لقد بلغت التعبئة ذروتها في السودان وظلالها لم تتمدد بين طرفي النزاع بل وصلت قاع المجتمع، فالاستقطاب القبلي بات هو المحور الأول للنزاع، وشاهد العدل على حالة التفسخ التي يسير نحوها السودان بمتوالية هندسية.
امتدادات الحرب لا تقف عند الجيش والدعم السريع بل الحديث عن الصراع بين (أولاد البحر – أولاد الغرب) ودولة (البحر والنهر) أو تهشيم دولة (56) فضلاً عن محاولات تخوين القوى السياسية والاعتقالات على أساس جهوي وغيرها، تؤكد أن انتشار السلاح وسط القبائل لن تنتج عنه مقاومة شعبية مقصدها حماية الأعراض والممتلكات بل فرصة للانتقام لثارات قديمة لاعلاقة لها بالقضية المعنية أو المستهدفة.
في إطار سياسة (فرق تسد) وزعت حكومة البشير (الإنقاذ) السلاح في دارفور لاستئصال شأفة مكونات عرقية ولكنها فشلت في ذلك وانفرط العقد وإنتشر السلاح في دارفور (4 مليون قطعة سلاح) وحتى الهدف الرئيس من نشره لم يتحقق فقد سالت الدماء بين أبناء العمومة، ومن ثم كانت المعركة الثانية في الخرطوم عاصمة السودان، وهنا أحس جميع المواطنين بحقيقة المآسي التي حدثت في دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق.
ويبقى السؤال هل يحد الزج بالمواطنين في المعركة من عدم توغل الدعم السريع؟ وإذا كانت المؤسسة العسكرية لا تتوفر لها الذخائر حتى في الفرقة الأولى بود مدني، وهذا ليس حديثي وإنما حديث أمير كتيبة البراء بن مالك الذي ذكر في تسجيل صوتي أنه آثر الإنسحاب من مدني لأن بندقيته بها طلقة واحدة، فمن الذي سيوفر الذخيرة للقبائل؟ فصاحب الجلد والرأس لم يجد من الذخيرة ما يكفيه للدفاع عن منطقة استراتيجية.. فكيف يكون الحال إذا تكررت التجربة وحاصر الدعم السريع أي منطقة وهم مدججون بالدبابات والدوشكا والرباعي والهاون ومنصات الصواريخ، والمقاومة التي ستتصدى لهم لديها بنادق كلاشنكوف بها خزنة واحدة (30 طلقة).
لم يبلع الناس حتى فكرة المستنفرين الذين تم الزج بها في معارك وهم لا يمتلكون الخبرة لخوضها وكانت النتائج والمحصلات واضحة ..صحيح أن الجيش يريد الاستفادة من هذه الحملات لكسب الوقت لترتيب صفوفه وإعادة الأمور إلى نصابها لكن ضاع الوقت و إزدادت الخسائر وكثر الدمار وعم أرجاء كل السودان.
الطريق الوحيد لحل هذه الحرب العبثية هو التفاوض لوقفها لأن استمرارها يعني مزيد من التعقيدات والخيارات العدمية التي ستحول السودان إلى نقطة النهاية والمحو من الوجود.
الجريدة
////////////////////  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: الدعم السریع

إقرأ أيضاً:

بريطانيا: عقوبات على 4 من قادة الدعم السريع بينهم عبد الرحيم دقلو

فرضت بريطانيا عقوبات على 4 من قادة الدعم السريع بينهم عبد الرحيم دقلو، حسبما أفادت قناة "القاهرة الإخبارية"، في خبر عاجل.

الخارجية الأمريكية: فرض عقوبات تستهدف الدعم السريع في السودان الخارجية الأمريكية تفرض عقوبات تستهدف الدعم السريع في السودان فرض عقوبات على أبو لولو 

وأعلنت بريطانيا، أنها فرضت عقوبات على أبو لولو المتهم بارتكاب جرائم في الفاشر.

على صعيد متصل، قال محمد إبراهيم، مراسل قناة القاهرة الإخبارية من أم درمان، إن سيطرة جنوب السودان على حقل النفط في منطقة هجليج تعني أن النفط التابع لدولة جنوب السودان يمر عبر الموانئ السودانية، وفق اتفاق لتأمينه بين الخرطوم وجوبا، مضيفا أن قوات جنوب السودان انتشرت في الحقل بالتنسيق مع قائد الدعم السريع السودانية، في تطور جديد يعكس تغيرات في المشهد السياسي أو اتفاقات بين الأطراف الثلاثة.

الدعم السريع في ولاية جنوب كردفان

وأشار إبراهيم، خلال مداخلة مع الإعلامية آية لطفي، على قناة القاهرة الإخبارية، إلى تحشيد مضاد من الدعم السريع في ولاية جنوب كردفان بهدف الهجوم على منطقتي كادوقلي والدلنج، اللتين لا تزالان تحت سيطرة الجيش السوداني رغم الحصار المستمر منذ اندلاع الحرب، موضحا أن ولاية جنوب كردفان تشهد تواجدًا كبيرًا لقوات الحركة الشعبية التابعة لعبد العزيز الحلو، فيما استعاد الجيش السوداني بعض البلدات خلال الأيام الماضية.

كما أشار المراسل إلى استمرار حرب المسيرات، حيث استهدفت مسيرتان منطقة كوستي المجاورة لجنوب السودان، ما أسفر عن مقتل أربعة جنود وعدد من الضحايا المدنيين، وتضمنت الهجمات السابقة مناطق بين كوستي والأبيض، بما في ذلك منطقة أم روابة، ما أسفر عن سقوط قتلى بين المدنيين.

مقالات مشابهة

  • بريطانيا: عقوبات على 4 من قادة الدعم السريع بينهم عبد الرحيم دقلو
  • الأمم المتحدة: المدنيين في دارفور وكردفان ما زالوا يواجهون عنفا متصاعدا وعشوائيا
  • جنوب السودان يتولى أمن حقل هجليج النفطي بعد سيطرة الدعم السريع
  • التآمر الناعم
  • هل قتلت قوات الدعم السريع الصحفي السوداني معمر إبراهيم؟
  • حرب السودان تخرج عن السيطرة
  • WP: الفاشر تعيش كارثة إنسانية وصمت العالم يفتح الباب لأسوأ مأساة في السودان
  • شبكة أطباء السودان: 19 ألف محتجز بسجون الدعم السريع بجنوب دارفور
  • شبكة أطباء السودان: ميليشيات الدعم السريع تحتجز أكثر من 19 ألف شخص في دارفور
  • السودان بعد حرب أبريل: من مخاطر التقسيم إلى تفكك الدولة!