نشرت صحيفة لوموند الفرنسية تقريرا يفيد بأن المسيّرات أصبحت تشكل تهديدا لاحتمال انتشار استخدامها في الحروب الأفريقية، مبرزة أن الجماعات المسلحة لم تستخدم حتى الآن سوى مسيرات ذات وظائف استطلاعية.

وكشف التقرير أن اقتحام أفراد حركة الشباب الصومالية للقاعدة العسكرية الأميركية الكينية عام 2020 في خليج ماندا -بالقرب من الحدود الكينية الصومالية- خطط له بفضل الصور التي تم جمعها باستخدام مسيّرة استطلاعية.

وزاد بأن تنظيم الدولة غرب أفريقيا بدأ يستخدمها بانتظام في نيجيريا لمراقبة المواقع الأمامية لجيش هذه البلاد.

ونقل التقرير عن روبن داس، الباحث بالمركز الدولي لأبحاث الصراع السياسي والإرهاب في سنغافورة، قوله إن المنظمات المسلحة تستخدم هذه الطائرات المسيّرة للقيام بعمليات استطلاعية أو لتصوير مقاطع فيديو دعائية، مضيفا "لم نلاحظ بعد استخداما هجوميا مماثلا لما رأيناه في سوريا والعراق منذ عام 2016".

خطر محدق

وأشار تقرير لوموند إلى أن "المسيّرات القاتلة" -التي استخدمها تنظيم الدولة بكثافة ضد التحالف الدولي- تتّخذ أشكالا متعددة.

فقد تكون طائرات ترفيهية حوّلت إلى مسيّرات انتحارية بعد ربطها بعبوة ناسفة. كما يحتمل أن تكون مسيّرات رباعية تجارية تستخدم عادة في تصوير الفيديو المدني، لكنها قادرة على إسقاط المتفجرات عموديا.

ونقل التقرير عن أحد الضباط الأوروبيين الذين تم نشرهم مؤخرا في منطقة الساحل قوله "إنها مسألة وقت فقط قبل أن يتم استخدام هذه التقنيات في الأراضي الأفريقية".

وأضاف روبن داس "إذا أرادوا استخدام طريقة العمل هذه، فيجب عليهم استيفاء 3 شروط: السيطرة على مساحة كافية، الحصول على المهارات التقنية اللازمة لتسليح طائرة مسيّرة، الاستفادة من دعم خارجي".

وبحسب داس، يمكن لحركة الشباب الصومالية أن تطور هذا السلاح بسرعة بفضل ارتباطها بتنظيم القاعدة وطرق التهريب.

وتحدث الكاتب عن الشراء عبر الإنترنت وتحويل طائرات مسيرة تجارية قادرة على حمل عبوات ناسفة من قبل المهندسين المحليين، قائلا إنه سيكلف حوالي 3 آلاف يورو.

تهديد مستمر

وعبّر رئيس أركان القوات الجوية السنغالية بابا سليمان سار عن مخاوفه من استخدام مسيّرات عادية في عمليات مسلحة، واعتبر أن "الاستخدام المكثف للمركبات التي يتم التحكم فيها عن بعد، والذي أصبح ممكنا بفضل إمكانية الوصول إلى التكنولوجيا والتكاليف الباهظة لتطبيقها، أصبح يشكل تهديدا حقيقيا لأي جيش مهما كان حديثا".

وبحسب ويم زويننبرغ، الباحث في شؤون الصراع والبيئة بمنظمة باكس الهولندية، فإن المسيّرات صغيرة وسريعة لدرجة أن الرادار لا يرصدها ويصعب تحييدها، لذلك تستثمر البلدان الأفريقية بالفعل في أنظمة الوقاية.

وتحدث التقريرعن ساحل العاج التي ستستخدم أنظمة لحماية بنيتها التحتية قبل بطولة كأس الأمم الأفريقية التي ستنطلق في 13 يناير/كانون الثاني المقبل، فضلا عن مراقبة حدودها الشمالية.

ولكن للحد من انتشار هذا التهديد، لا تستطيع الدول الأفريقية الاعتماد على أي قرار دولي.

ونصح المنتدى العالمي لمكافحة الإرهاب الدول ببساطة "بتطوير تدابير مضادة تكتيكية وحلول تقنية" في مواجهة المسيّرات.

ووفقا لروبن داس فإن "أي هجوم إرهابي بالمسيّرات في أفريقيا سيكون له تأثير نفسي مدمر على السكان المدنيين لأنه سيظهر التطور التكنولوجي لمجموعة ما ويزيد من التهديد الذي تشكله على بلد ما".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: المسی رات مسی رات

إقرأ أيضاً:

كفى بالعالم حروبًا .. شيخ الأزهر يدعو الهند وباكستان إلى الحوار وضبط النفس

قال فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، أدعو الجارتين الهند وباكستان للتحلِّي بالحكمة، وتغليب لغة الحوار، وممارسة أقصى درجات ضبط النفس، ووقف التَّصعيد، وعدم استخدام الموارد الطبيعيَّة المشتركة بين الدول أداةً لتأجيج الصراعات والتعصب، ونهيب بسرعة العودة إلى طاولة المفاوضات، فعالمنا اليوم لا يحتمل مزيدًا من الحروب والصراعات.

شيخ الأزهر يدعو الهند وباكستان للتحلِّي بالحكمة.. ويؤكد: العالم لا يحتمل مزيدًا من الحروبدعاء زيادة الرزق .. احرص عليه في الثلث الأخير من الليلدعاء لعلاج الهم والحزن.. ردده قبل الفجر بيقين واستشعر التغييردعاء القلق والتوتر ..كلمات بسيطة رددها عند الشعور بالخوف

واستقبل فضيلة د. أحمد الطيب، شيخ الأزهر، الأربعاء، وفد الكلية الملكية لدراسات الدفاع بالمملكة المتحدة، برئاسة "فيليب بارهام"، أقدم مدير توجيه بالكلية الملكية لدراسات الدفاع بالمملكة المتحدة.

ورحَّب فضيلة الإمام الأكبر بوفد الكلية في مشيخة الأزهر الشريف، موضحًا أن الأزهر الشريف يتولَّى مسئولية تعليم الإسلام الصحيح لطلابه من جميع أنحاء العالم، منذ تأسيسه من أكثر من 1080 عامًا، مشيرًا إلى أن رسالة الأزهر تقوم على تحقيق السلام والتفاهم والإخاء، وهي الرسالة التي نعمل على غرسها في نفوس طلابنا، عبر ما نقدِّمه لهم من مناهج معتدلة، تعلمهم صحيح الدين وتحصنهم من الأفكار المتطرفة.

وأوضح فضيلته أن الأزهر منفتح على الجميع، وقد عقد تعاون مع جميع المؤسسات الدينية في الداخل والخارج، وكانت البداية بالتعاون مع الكنيسة المصرية عبر إنشاء "بيت العائلة المصرية"، الذي يجمع تحت مظلته جميع الكنائس المصرية مع الأزهر الشريف، وقد نجحنا من خلاله في مواجهة واحتواء جميع أشكال التوتر الطائفي في محافظات مصر قبل وقوعها، كما كان من ثمار تعاوننا البنَّاء مع الكنيسة المصرية والكنائس الشرقية إلغاء مصطلح "أقليات"، وإقرار مصطلح "المواطنة" بديلًا عنه، كواحدة من أهم مخرجات مؤتمر الأزهر العالمي "الحرية والمواطنة.. التنوع والتكامل".

وأضاف "الطيب"، أن الأزهر انفتح أيضًا على التعاون مع الكنائس الغربية، وقمت بزيارة كنيسة كانتربري والفاتيكان ومجلس الكنائس العالمي، وعقدنا معهم الكثير من اتفاقيات التعاون البناء، التي كانت "وثيقة الأخوة الإنسانية" والتي وقعناها مع البابا الراحل فرنسيس في العام 2019، واحدة من أهم مخرجاتها لما فيها من حلول ناجعة لكل ما يُعانيه عالمنا اليوم من مشكلات، حال تطبيق ما نصت عليه من مبادئ بالشكل الصحيح.

وبيَّن شيخ الأزهر أن الأزهر ينشر منهجه الوسطي المعتدل في العالم أجمع، حيث يدرس به 60 ألف طالب من 110 دول حول العالم، يعودون إلى بلدانهم محملين بالفقه الصحيح والعلوم الشرعية السليمة، التي تساعدهم على تحقيق السلام في مجتمعاتهم ومجابهة الفكر المتطرفة، لافتًا إلى أن ما نراه من جماعات تمارس العنف بناء على فهم خاطئ للدين، لا يمثلون الإسلام، وهم أشبه "بالبندقية الإيجار" التي تعمل مع هذا تارة ومع ذلك تارة أخرى.

وأعرب فضيلة الإمام الأكبر لأعضاء الوفد عن أسفه الشَّديد لما يشهده العالم حاليًا من فوضى غير مسبوقة وحروب وعنف وقتل، لافتًا إلى أنَّ سبب ذلك كله هو التخلي عن القيم الإنسانية فأصبح العالم كالغابة، يأكل فيها القوي الضعيف، ودليل ذلك ما نراه من جرائم وحشية في غزة على مدار أكثر من عام ونصف، جرائم لم نكن نتخيل وقوعها حتى في القرون الوسطى، فأصبحت تحدث يوميًّا في عالمنا على مرأى ومسمع من العالم أجمع، بل وفي عصر التقدم العلمي والتكنولوجي وانتشار شعارات حقوق الإنسان وغيرها من الشعارات الرنانة التي أثبتت هذه الحرب أنه لا طائل منها ولا جدوى من ورائها.

من جانبهم، أعرب أعضاء الوفد عن سعادتهم البالغة لوجودهم في الأزهر الشريف، مقدرين الدور المهم الذي يقوم به فضيلة الإمام الأكبر في تعزيز العلاقات بين الشرق والغرب وإرساء دعائم الحوار ونشر قيم السلام والتعايش بين جميع البشر على اختلاف أديانهم وثقافاتهم.

طباعة شارك شيخ الأزهر الهند وباكستان الحروب والصراعات

مقالات مشابهة

  • خطاب الكراهية يُذكي نيران حروب مُقبلة في السودان؟
  • سقوط مسبار فضائي معطّل على الأرض غداً السبت
  • 10 لاعبين يمثلون مصر في البطولة الأفريقية للشطرنج بالقاهرة
  • كفى بالعالم حروبًا .. شيخ الأزهر يدعو الهند وباكستان إلى الحوار وضبط النفس
  • حاصرتها مرتين.. تصاعد المخاوف من عودة هجمات الدعم السريع إلى مدينة الأبيض
  • قوات الدعم السريع تكثّف استخدام المسيّرات ضد مناطق سيطرة الجيش في السودان
  • خبير يرجح احتمال انخفاض أسعار الذهب
  • البشر عاشوا في الغابات المطيرة الأفريقية قبل 150 ألف سنة
  • لوموند الفرنسية: الهجمات اليمنية على إسرائيل ستستمر
  • طبيب كلى زار غزة: تتم إعادة استخدام المستهلكات الطبية التي من المفترض استعمالها مرة واحدة