لجريدة عمان:
2025-12-01@06:26:13 GMT

عودة الجيش الأمريكي إلى حروب الشرق الأوسط

تاريخ النشر: 22nd, June 2025 GMT

تمثل الضربات الأمريكية للمواقع النووية في إيران منعطفا استثنائيا بالنسبة لجيش كان يفترض أن يتجاوز عقدين من الحروب الطويلة في الشرق الأوسط، فجاءت هذه الضربات لتعيد الولايات المتحدة إلى حالة التأهب للحرب.

في جميع أنحاء المنطقة -التي يتمركز فيها أكثر من أربعين ألف جندي أمريكي في قواعد وسفن حربية- جاءت الضربات نذيرا بفترة تأهب قصوى؛ حيث استعد البنتاجون لرد شبه مؤكد من إيران.

كان الرئيس ترامب قد أعلن عبر مواقع التواصل الاجتماعي عن ضرب ثلاثة مواقع إيرانية من بينها منشأة فوردو الجبلية. ومن المعتقد أن القنابل المستعملة في الضربات تتضمن «قنابل خارقة للتحصينات» مصممة لتحطيم المخابئ العميقة في جوف الأرض، أو الأسلحة المدفونة بحرص في منشآت عالية الحماية.

وقد صرح مسؤول أمريكي مشترطا عدم الإفصاح عن هويته لتعلق تصريحاته بمعلومات مخابراتية سرية أنه تم إسقاط عدة قنابل خارقة للتحصينات زنة الواحدة منها ثلاثون ألف طن على فوردو، وأن تقديرات الأضرار المبدئية أشارت إلى أن المنشأة «باتت في ذمة الماضي».

ومن المرجح أن تثير هذه الضربات -سواء أنجحت أم لم تنجح- ردا ضاريا. فقد تعهدت طهران بضرب قواعد أمريكية في الشرق الأوسط. وأكدت وكالات المخابرات الأمريكية قبل وقوع الضربة أن إيران سوف تتخذ خطوات لتوسيع الحرب، وضرب قوات أمريكية في المنطقة.

وقال مسؤولون أمريكيون ـ مشترطين عدم الإفصاح عن هويتهم لتعلق تصريحاتهم بمعلومات مخابراتية ـ: إن ضربات المواقع الثلاثة اكتملت. وقال المسؤول: إنه ليس من المتوقع القيام بضربات تالية، وإن كان القادة مستعدين للرد على أي انتقام إيراني.

وقال مسؤول أمريكي: إن ستا من قاذفات بي تو أسقطت اثنتي عشرة قنبلة خارقة للتحصينات على فوردو، وإن غواصات تابعة للبحرية أطلقت ثلاثين من صواريخ كروز على نطنز وأصفهان. وقال المسؤول: إن طائرة من طراز بي تو أسقطت قنبلتين خارقتين للتحصينات على نطنز. وتمثل الضربات ذروة سنين من التخطيط من جانب القيادة المركزية الأمريكية المسؤولة عن العمليات في المنطقة، وذلك على الرغم من أنه لم يتوقع غير القليلين تنفيذ هذه الخطط على هذا النحو المباغت، بعد أكثر من أسبوع على بدء إسرائيل هجماتها على إيران.

وقد جاء الرد الإيراني على الضربات الإسرائيلية متمثلا في وابل من صواريخها، وكذلك بعروض لاستئناف المفاوضات المتعلقة ببرنامجها النووي.

وقد أقامت إيران منشأة طرد مركزي في فوردو للحيلولة دون تعرضها للهجوم. وفي عام 1981 قامت إسرائيل باستعمال طائرات إف 15 وإف 16 في قصف منشأة نووية على مقربة من بغداد في سياق سعيها لإيقاف العراق عن حيازة أسلحة نووية. وقد أوقفت تلك الضربة عمليا برنامج التسلح العراقي. وكانت تلك المنشأة مقامة على سطح الأرض.

في ضرباتها لإيران؛ ضربت إسرائيل المواقع النووية المقامة على سطح الأرض، لكنها لم تضرب فوردو. فالولايات المتحدة هي وحدها التي تمتلك قنبلة GBU-57 الهائلة الخارقة، وهذا هو الاسم الرسمي للقنبلة اللازمة للوصول إلى الموقع. وقد رفضت إدارات أمريكية سابقة إعطاء تلك القنبلة لإسرائيل. فضلا عن أن القوات الجوية الإسرائيلية لا تمتلك الطائرات الحربية اللازمة لحملها.

تتكون هذه القنابل من عبوات حديدية سميكة، وتحتوي على كمية من المتفجرات أقل مما تحتويه القنابل المماثلة لها في الحجم والتي تستعمل لأغراض عامة. غير أن العبوة الثقيلة للقنبلة تتيح للذخيرة أن تبقى سالمة وهي تندفع عبر الأرض أو الصخر أو الخرسانة قبل أن تنفجر.

تمتلك إيران سبلا عديدة للرد، منها الأصول البحرية، وغيرها من القدرات التي قد تلزمها لإغلاق مضيق هرمز، وهذه خطوة قد تعوق أي سفن تابعة للبحرية الأمريكية في الخليج العربي؛ وفق ما قاله مسؤولون أمريكيون. وقد هدد مسؤولون إيرانيون بتلغيم المضيق في حال انضمام الولايات المتحدة إلى إسرائيل في هجومها على إيران.

ويربط مضيق هرمز ـ وهو ممر مائي يبلغ طوله تسعون ميلا ـ بين الخليج العربي والمحيط، ويمثل مسارا مهما للشحن؛ إذ يمر فيه ربع نفط العالم، و20% من الغاز الطبيعي المسال. ومن شأن تلغيم هذا المسار أن يؤدي إلى ارتفاع كبير في أسعار الوقود.

وفي الأيام القليلة الماضية بدأت كاسحات ألغام أمريكية، وسفن أخرى تابعة للبحرية في التفرق؛ تجنبا لأي هجوم.

كان ترامب في ولايته الأولى قد أذن بضربة بالمسيرات أدت إلى مقتل جنرال إيراني رفيع المستوى في بغداد. وردت إيران بوابل من الصواريخ أطلقته على القوات الأمريكية في العراق، ما أدى إلى تعرض نحو مائة وعشرة من الجنود لإصابات دماغية، فضلا عن إصابة غير مقصودة لطائرة ركاب أوكرانية ما أدى إلى مقتل جميع من كانوا على متنها بلغ عددهم مائة وستة وسبعين شخصا.

لن تحتاج إيران إلى الكثير من الاستعداد لمهاجمة قواعد الولايات المتحدة الجوية والبحرية في المنطقة. فالجيش الإيراني لديه قواعد صواريخ في نطاق يسهل منه ضرب دول مجاورة.

وواقع الأمر أن إيران ـ مثلما قال مسؤولون أمريكيون في الأيام السابقة ـ قد أعدت صواريخ ومعدات عسكرية أخرى؛ لضرب القواعد الأمريكية في المنطقة.

واستباقا لهذه الضربة قامت القوات الأمريكية خلال الأيام الأخيرة بتحصين الدفاعات الجوية. ففي يوم السبت صرح مسؤولون أمريكيون أن طائرات مقاتلة إضافية من طراز إف 22 وإف 16 وإف 35 تابعة للقوات الجوية الأمريكية قد خرجت من الولايات المتحدة، وتجاوزت قواعد في أوروبا، وتمركزت في الشرق الأوسط، وسوف يتبعها المزيد.

وقد بعثت الولايات المتحدة فعليا قرابة ثلاثين طائرة تزويد بالوقود إلى أوروبا يمكن استعمالها في مساعدة مقاتلات حماية القواعد الأمريكية.

فضلا عن ذلك تبحر في بحر العرب الآن حاملة الطائرات الأمريكية كارل فينسون وعلى متنها ستون طائرة منها مقاتلات من طراز إف 35. وألغت حاملة طائرات أخرى هي نيميتز رحلة إلى ميناء في فيتنام في الأيام القليلة الماضية لتسارع إلى المنطقة، ومن المتوقع وصولها خلال الأيام القادمة؛ حسبما قال مسؤولون أمريكيون.

هيلين كوبر مراسلة في البنتاجون

إريك شميت مراسل الأمن الوطني

جوليان إي بارنز يكتب في شؤون وكالات المخابرات الأمريكية والأمن الدولي

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الولایات المتحدة مسؤولون أمریکیون الشرق الأوسط أمریکیة فی فی المنطقة

إقرأ أيضاً:

تفاهم بين شرطة دبي و«إدارة المشاريع في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا»

دبي (الاتحاد) 

وقعت القيادة العامة لشرطة دبي مذكرة تفاهم مع معهد إدارة المشاريع PMI، في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا؛ بهدف توطيد أواصر التعاون المشترك، وتبادل المعرفة والخبرات، وتطوير القدرات المؤسسية في مجال إدارة المشاريع، وتعزيز تبنِّي أفضل الممارسات والمعايير العالمية في إدارة المشاريع، بما يدعم تحقيق الأهداف الاستراتيجية لشرطة دبي.
ووقع المذكرة عن طرف القيادة العامة لشرطة دبي، اللواء الشيخ محمد عبدالله المعلا، مدير الإدارة العامة للتميز والريادة، وعن طرف معهد إدارة المشاريع، محمد هاني الشاذلي، المدير التنفيذي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في معهد إدارة المشاريع، بحضور موظفي الجانبين.
وأكد اللواء الشيخ محمد عبدالله المعلا أن توقيع المذكرة يأتي انطلاقاً من حرص القيادة العامة لشرطة دبي ومعهد إدارة المشاريع على تعزيز أواصر التعاون بينهما في مجال إدارة المشاريع، إلى جانب تبادل أفضل الخبرات والممارسات، بما ينعكس على دعم التوجهات الاستراتيجية لشرطة دبي في إسعاد المجتمع، وتعزيز الأمن والأمان والابتكار في القدرات، إضافة إلى تطوير القدرات البشرية والوطنية في إدارة المشاريع عبر ورش العمل والندوات التخصصية الهادفة إلى تبادل المعرفة والخبرات. 

شراكة استراتيجية

أخبار ذات صلة شرطة دبي تُتوّج الفائزين في سباق «الروح الإيجابية» للدراجات قيادات البحث الجنائي على مستوى الدولة يبحثون المستجدات والحلول

قال محمد هاني الشاذلي: «يشرفنا أن نتشارك مع شرطة دبي، إحدى أبرز المؤسسات الأمنية وأكثرها تطلعاً للمستقبل في دولة الإمارات العربية المتحدة، حيث تجسد هذه الشراكة الاستراتيجية قوة دمج منهجيات إدارة المشاريع المعترف بها عالمياً مع المتطلبات الحيوية للعمل المؤسسي، مما يعزز كفاءة أكبر ويحقق تأثيراً مستداماً للمجتمع».
ووفقاً لتفاصيل المذكرة، فقد اتفق الطرفان على التنسيق لتحديد المجالات ذات الأولوية في التدريب والتطوير، والتعاون بجميع الوسائل الممكنة، ودعم الشراكة بينهما.

مقالات مشابهة

  • تفاهم بين شرطة دبي و«إدارة المشاريع في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا»
  • الجيش الأمريكي: دمرنا 15 موقع لمخابئ أسلحة تنظيم داعش في سوريا
  • نتنياهو في طلب العفو عنه: أمامي مسئولية لتغيير الشرق الأوسط جذريًا
  • نتنياهو: في الأشهر المقبلة سيشهد الشرق الأوسط أحداثا غير عادية
  • الأنظمة الذكية للتدفئة والتهوية وتكييف الهواء تكتسب زخماً مع سعي منطقة الشرق الأوسط نحو مستقبل مستدام
  • تقارير أمريكية تحذر من حرب أبدية فى الشرق الأوسط
  • ماذا سيحدث إذا خرجت واشنطن من الشرق الأوسط؟
  • CNN: السعودية أصبحت عاصمة المخدرات الأولى في الشرق الأوسط (شاهد الصورة)
  • إسبانيا تدعو لتطبيق حل الدولتين من أجل سلام دائم في الشرق الأوسط
  • عقب “حادث الحرس الوطني”.. ساسة أمريكيون يشنون حملة شرسة على المهاجرين المسلمين: “رحِّلوا كل إسلامي يعيش بيننا”