في ظل توتر الأوضاع.. ماذا وراء زيارة بلينكن للمنطقة؟
تاريخ النشر: 6th, January 2024 GMT
أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية أن وزير الخارجية أنتوني بلينكن سينطلق في جولة جديدة في الشرق الأوسط، تشمل دولًا كتركيا واليونان والأردن وقطر والإمارات والسعودية وإسرائيل والضفة الغربية ومصر، وتركز هذه الجولة على "منع اتساع رقعة الصراع"، خاصة بعد تصريح حسن نصر الله من حزب الله حول الرد على أي حرب إسرائيلية محتملة في لبنان.
بلينكن يزور دول العالم
أوضح المتحدث باسم الخارجية، ماثيو ميلر، أن بلينكن سيناقش إجراءات فورية لزيادة المساعدات الإنسانية إلى غزة بشكل كبير، وسيتناول قضايا "منع اتساع رقعة النزاع"، ويأتي هذا في السياق الذي يشهد استمرار التوتر، خاصة بعد مقتل القيادي في حماس صالح العاروري بضربة إسرائيلية في لبنان وتصعيد المتمردين الحوثيين في اليمن.
ومن المقرر أن تستمر الجولة من 4 إلى 11 يناير، حيث سيشدد بلينكن على ضرورة خفض التوتر في الضفة الغربية ويؤكد على تعزيز جهود المساعدة الإنسانية إلى غزة.
واكدت الولايات المتحدة ان الزيارة تشمل مصر وتركيا واليونان والأردن وقطر والإمارات والسعودية وإسرائيل والضفة الغربية.
لماذا يزور بلينكن هذه الدول؟قال محمود عبدالسلام الباحث بالمركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، تأتي هذه الجولة في سياق التوترات في المنطقة بعد الحرب بين إسرائيل وحماس، من المقرر أن يعقد بلينكن محادثات في إسطنبول مع نظيره التركي ورئيس تركيا، يتوقع أن تكون المحادثات تحتوي على قضايا صعبة وخيارات صعبة.
وأضاف عبدالسلام في تصريحات خاصة لـ "الفجر"، ولكن الولايات المتحدة تلتزم بقيادة الجهود الدبلوماسية لمواجهة التحديات في المنطقة، يتابع بلينكن جهود وقف اتساع رقعة الصراع، وتأتي هذه الزيارة في وقت شهدت فيه المنطقة هجمات في لبنان والعراق واليمن وسوريا وإيران، مع تصاعد التوترات وحدوث هجمات دامية في إيران ولبنان".
وأوضح الباحث بالمركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، تتزايد حدة المواجهات والتوترات في المنطقة مع تصاعد المناوشات على الحدود اللبنانية الإسرائيلية بين حزب الله المدعوم إيرانيًا والقوات الإسرائيلية، في الوقت نفسه، تتعاظم الهجمات التي تشنها جماعة الحوثيين اليمنية، الموالية لإيران، على السفن التجارية في البحر الأحمر.
أشار محسن رؤوف، الخبير في الشؤون الدولية والاستراتيجية إلى أن زيارة وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إلى المنطقة تأتي لحل الحرب القائمة في غزة والتى تسببت في مقتل الآلاف المدنيين من الطرفين.
وأوضح رؤوف في تصريحات خاصة لـ "الفجر"، تتعلق الزيارة بتعزيز أمن إسرائيل القومي من خلال شن حملة واسعة النطاق ضد الفصائل الفلسطينية، وتحديدًا حركة حماس وذراعها العسكري، والقضاء على تهديدات حماس والفصائل الأخرى وتفكيك شبكاتهم وقدراتهم العسكرية، أو على الأقل تقليصها إلى أدنى حد ممكن، وإعادة تشكيل الوضع السياسي والأمني في قطاع غزة بأقل تكلفة ممكنة. أما الهدف الثاني فهو تحقيق تحرير الأسرى.
بلينكن في طريقه لمصركشف وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، الخميس، عن زيارة مرتقبة إلى مصر لبحث تطورات الراهنة في الأراضي الفلسطينية ومعالجة التصعيد بين الإسرائيليين والفلسطينيين، مشيرا إلى إنه يقوم بجولة ستشمل الأردن والسعودية والإمارات وقطر، موضحا أن المشاورات تهدف لمنع استمرار الصراع وملف المحتجزين لدى الفصائل الفلسطينية في غزة.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: الباحث بالمركز المصري زيادة المساعدات الإنسانية المساعدات الإنسانية إلى غزة وزير الخارجية أنتوني بلينكن حرب اسرائيل لبنان والعراق حرب اسرائيلية مصر تركيا غزة
إقرأ أيضاً:
مصر على القائمة.. استراتيجية صهيونية -أمريكية تستهدف إضعاف الجيوش العربية المحيطة
وقال صباغ خلال تحليله للأوضاع الإقليمية ونشرتها عددا من الوكالات: "الاستراتيجية الإسرائيلية التي تنفذها الولايات المتحدة في الشرق الأوسط تقوم على عدم السماح بوجود جيوش قوية حول إسرائيل"، موضحا أن المبعوث الأمريكي في سوريا ولبنان يعمل وفق برنامج يهدف إلى "تفكيك البنى العسكرية للدول المجاورة".
وأضاف: "الهدف هو تحويل الدول إلى كيانات شكلية ضعيفة، مقسمة عرقيا ومذهبيا، بدون جيش قوي، على غرار نموذج الضفة الغربية".
وأشار صباغ إلى أن هذه الاستراتيجية ليست جديدة، بل تم التعبير عنها من قبل مسؤولين إسرائيليين بارزين مثل عاموس جلعاد، مؤكدا أن "الهيمنة الإسرائيلية في المنطقة تتطلب إضعاف الجيوش المحيطة".
وتابع: "هذا المخطط طويل الأمد، والجيش المصري سيكون مستهدفا في الفترة المقبلة، لأنه يمثل أحد آخر الجيوش النظامية القوية في المنطقة".
يأتي تحذير صباغ في وقت تشهد فيه المنطقة تصاعدا في التحركات السياسية والعسكرية، خاصة في لبنان وسوريا، حيث تتعالى الدعوات لنزع سلاح "حزب الله" وإعادة هيكلة الجيش اللبناني.
ويبدو أن التعاون الأمريكي-الإسرائيلي في هذا الملف قد يتوسع ليشمل دولا أخرى، مما يفتح الباب أمام مواجهات جديدة في منطقة تعاني بالفعل من عدم الاستقرار.
رغم المحاولات الإسرائيلية والأمريكية، يبقى السؤال حول مدى قابلية هذه الاستراتيجية للنجاح، خاصة في ظل وجود قوى إقليمية مثل مصر التي تمتلك جيشا نظاميا قويا وتاريخا طويلا في الحفاظ على موازين القوى.
يُتوقع أن تثير هذه التحليلات ردود فعل واسعة في الأوساط السياسية والعسكرية العربية، خاصة مع اقتراب المنطقة من مرحلة جديدة قد تحمل تغييرات جيوسياسية كبرى.
وكالات