دعاء الركوع في الصلاة.. كلمات تتسابق الملائكة على كتابتها
تاريخ النشر: 6th, January 2024 GMT
قالت دار الإفتاء المصرية، إن الدعاء في الركوع مستحبٌّ، فعَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا أَنَّهَا قَالَتْ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآله وسَلَّمَ يُكْثِرُ أَنْ يَقُولَ فِي رُكُوعِهِ وَسُجُودِهِ: «سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا وَبِحَمْدِكَ، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي» أخرجه البخاري في "صحيحه".
واستشهدت دار الإفتاء، بقول الخطيب الشربيني في "مغني المحتاج إلى معرفة معاني ألفاظ المنهاج" (1/ 366): [وَيُسْتَحَبُّ الدُّعَاءُ فِي الرُّكُوعِ؛ لِأَنَّهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآله وسَلَّمَ كَانَ يُكْثِرُ أَنْ يَقُولَ فِي رُكُوعِهِ وَسُجُودِهِ: «سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا وَبِحَمْدِكَ اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي»] اهـ.
وعن رفاعة بن رافع رضي الله عنه أنه قال: "كنا يوما نصلي وراء رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما رفع رسول الله صلى الله عليه وسلم من الركعة وقال: سمع الله لمن حمده.. قال رجل وراءه: ربنا ولك الحمد حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه، فلما انصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من المتكلم آنفا. فقال الرجل: أنا يا رسول الله.. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لقد رأيت بضعة وثلاثين ملكا يبتدرونها أيهم يكتبها أول" رواه البخارى.
دعاء الرفع من الركوعقال الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية السابق، عن رفاعة بن رافع الزُّرَقِيِّ رضي الله عنه قال: كُنَّا يَوْمًا نُصَلِّي وَرَاءَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم، فَلَمَّا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ الرَّكْعَةِ قَالَ: "سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ"، قَالَ رَجُلٌ وَرَاءَهُ: رَبَّنَا وَلَكَ الحَمْدُ حَمْدًا كَثِيرًا طَيِّبًا مُبَارَكًا فِيهِ، فَلَمَّا انْصَرَفَ، قَالَ: "مَنِ المُتَكَلِّمُ آنِفًا؟" قَالَ: أَنَا، قَالَ: "رَأَيْتُ بِضْعَةً وَثَلاَثِينَ مَلَكًا يَبْتَدِرُونَهَا أَيُّهُمْ يَكْتُبُهَا أَوَّلُ".
وأضاف جمعة قائلا: هذا الدعاء لم يرد أن النبي قاله في الصلاة ولكنه عندما سمعه صلى الله عليه وسلم وعرف فضله أثنى عليه كثيرا، ومن هنا هناك بعض الزيادة في الذكر والدعاء لا يشترط أن يفعلها النبي صلى الله عليه وسلم ولكن لها فضل عظيم عند الله.
وتابع: عن ابن أبي أوفى قال: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، إِذَا رَفَعَ ظَهْرَهُ مِنَ الرُّكُوعِ قَالَ: "سَمِعَ اللهُ لِمَنْ حَمِدَهُ، اللهُمَّ رَبَّنَا لَكَ الْحَمْدُ، مِلْءُ السَّمَاوَاتِ، وَمِلْءُ الْأَرْضِ وَمِلْءُ مَا شِئْتَ مِنْ شَيْءٍ بَعْدُ".
القنوت بعد الرفع من الركوعوورد إلى دار الإفتاء المصرية، سؤال يقول صاحبه "هل من يواظب على القنوت في صلاة الصبح يُعدُّ مخالفًا لسنة النبي صلى الله عليه وآله وسلم؟
وأجابت دار الإفتاء، بأن القُنُوتُ في صلاة الفجر سُنَّةٌ نبويةٌ ماضيةٌ قال بها أكثرُ السلف الصالح مِن الصحابة والتابعين فَمَن بعدهم مِن علماء الأمصار؛ وجاء فيه حديثُ أنس بن مالك رضي الله عنه: "أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وآله وسلم قَنَتَ شَهْرًا يَدْعُو عَلَيْهِمْ ثُمَّ تَرَكَهُ، وَأَمَّا فِي الصُّبْحِ فَلَمْ يَزَلْ يَقْنُتُ حَتَّى فَارَقَ الدُّنْيَا"، وهو حديثٌ صحيحٌ رواه جماعةٌ مِن الحُفَّاظ وصَحَّحُوه كما قال الإمام النووي وغيره، وبه أخذ الشافعية، والمالكية في المشهور عنهم؛ فيُستَحَبُّ عندهم القنوتُ في الفجر مُطلَقًا، وحَمَلُوا ما رُويَ في نَسْخِ القنوت أو النهي عنه على أنَّ المتروكَ منه هو الدعاء على أقوامٍ بأعيانهم لا مطلق القنوت.
قال الإمام الحافظ أبو بكر الحازمي في كتابه "الاعتبار في الناسخ والمنسوخ مِن الآثار" (3/ 90- 91، ط. دائرة المعارف العثمانية): [وقد اختلف الناسُ في القنوت في صلاة الصبح؛ فذهب أكثر الناس مِن الصحابة والتابعين فَمَن بعدهم مِن علماء الأمصار إلى إثبات القنوت: فَمِمَّن رُوينَا ذلك عنه مِن الصحابة الخلفاء الراشدون: أبو بكرٍ، وعمر، وعثمان، وعلي رضوان الله تعالى عليهم أجمعين، ومِن الصحابة أيضًا: عمَّار بن ياسر، وأبي بن كعب، وأبو موسى الأشعري، وعبد الرحمن بن أبي بكرٍ الصديق، وعبد الله بن عباس، وأبو هريرة، والبراء بن عازب، وأنس بن مالك، وأبو حليمة معاذ بن الحارث الأنصاري، وخفاف بن إيماء بن رحضة، وأهبان بن صيفي، وسهل بن سعد الساعدي، وعرفجة بن شريح الأشجعي، ومعاوية بن أبي سفيان، رضي الله عنهم وعائشة الصدِّيقة رضي الله عنها.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: دار الإفتاء الركوع الدعاء رسول الله صلى الله علیه وسلم رضی الله عنه دار الإفتاء م ن الصحابة ى الله ع
إقرأ أيضاً:
هل يجوز ترك الاستيقاظ لصلاة الفجر بسبب الإرهاق؟.. الإفتاء تجيب
أوضحت دار الإفتاء المصرية أن أداء الصلاة في وقتها يُعد من أحب الأعمال إلى الله تعالى، مستشهدة بحديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه حين سأل النبي صلى الله عليه وسلم: «أي العمل أحب إلى الله؟» فقال: «الصلاة على وقتها».
وأكدت أن صلاة الفجر على وجه الخصوص لها مكانة عظيمة، وعلى المسلم أن يسعى قدر استطاعته إلى المحافظة عليها وعدم التفريط فيها.
وفي هذا السياق، أوضح الدكتور مجدي عاشور، المستشار السابق لمفتي الجمهورية، أن المسلم ينبغي أن يجتهد في الانتظام في الصلوات الخمس، وخاصة صلاة الفجر، لأنها مقياس حقيقي لقوة الإيمان والتعلق بالله.
وأشار إلى أن من يعود من عمله متعبًا جدًا ولا يستطيع السهر حتى موعد الفجر أو الاستيقاظ لأدائها، فعليه أن يعقد النية الصادقة والعزم القوي على الاستيقاظ، فإن صدق في نيته أعانه الله تعالى على القيام لها.
وبيّن عاشور خلال بث مباشر عبر صفحة دار الإفتاء أن من غلبه النوم دون قصد، ولم يجد من يوقظه، فلا إثم عليه في هذه الحالة، ويُشرع له أن يؤدي الصلاة فور استيقاظه، إذ لا حرج على من نام عن الصلاة بغير تعمد. فالله سبحانه وتعالى لا يُكلف نفسًا إلا وسعها، والنية الصادقة تُكتب لصاحبها حتى وإن لم يتحقق الفعل لعذر قهري.
وأضاف أن النبي صلى الله عليه وسلم أوضح الحكم في مثل هذه الحالات بقوله: «من نسي صلاة أو نام عنها، فكفارتها أن يصليها إذا ذكرها»، أي أنه يجب على المسلم أن يؤدي الصلاة فور تذكّره أو استيقاظه دون تأخير.
وأكد عاشور أن هذا الفعل يُعد قضاءً وليس أداءً، لكنه مقبول شرعًا ولا ذنب فيه ما دام الغياب عن الصلاة كان بعذر النوم أو النسيان وليس بتهاون أو تفريط متعمد.
كما استشهد بما ورد عن الصحابي صفوان بن المعطل رضي الله عنه الذي قال: "لا نكاد نستيقظ حتى تطلع الشمس"، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: «فإذا استيقظت فصل». وهو دليل واضح على أن من فاته وقت الصلاة بسبب النوم غير المتعمد يصليها متى استيقظ دون حرج.
وختمت دار الإفتاء بالتنبيه على أهمية مجاهدة النفس وتنظيم الوقت والنوم، حتى يتمكن المسلم من الاستيقاظ لصلاة الفجر، مع الدعاء الدائم لله أن يعينه على الطاعة ويُحبب إليه القيام للصلاة في وقتها.