الأمم المتحدة: قطاع غزة أصبح مكاناً غير صالح للسكن
تاريخ النشر: 7th, January 2024 GMT
غزة (الاتحاد)
أخبار ذات صلةأعلنت الأمم المتحدة أن قطاع غزة أصبح مكاناً غير صالح للسكن، وأن وضع المدنيين الذين يعيشون أوضاعاً إنسانية وصحية وبيئية كارثية جراء غرق الشوارع ومراكز الإيواء والمنازل بمياه الأمطار والصرف الصحي أصبح مأساوياً بشكل متزايد، جاء ذلك فيما أكدت وزارة الصحة الفلسطينية أن مستشفيات القطاع أصبحت عاجزة عن علاج آلاف المصابين بجروح خطيرة.
وبعد ثلاثة أشهر من بدء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، قالت الأمم المتحدة إن وضع المدنيين في القطاع أصبح مأساوياً بشكل متزايد.
وقال مارتن جريفيث، مدير مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية «أوتشا»، إنه «بعد مرور ثلاثة أشهر على الهجمات المروعة في 7 أكتوبر الماضي، أصبحت غزة مكان موت ويأس، حتى الأماكن التي انتقل إليها المدنيون بناء على طلب إسرائيل تعرضت للقصف، كما تعرضت المرافق الطبية أيضاً لهجمات مستمرة».
وأوضح جريفيث أن المستشفيات القليلة التي لا تزال تعمل جزئياً، مكتظة بأشخاص يائسين يبحثون عن الحماية.
وقال إن «مأساة صحة عامة تتكشف، الأمراض المعدية تنتشر في الملاجئ المزدحمة مع تسرب مياه الصرف الصحي، وتضع نحو 180 سيدة فلسطينية أطفالاً بشكل يومي في هذه الفوضى، ويواجه الناس أعلى مستويات على الإطلاق من انعدام الأمن الغذائي، إن المجاعة تقترب».
وحذر مدير مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية: «بالنسبة للأطفال بشكل خاص، كانت الأسابيع الـ12 الماضية صادمة».
وتابع «لا يوجد طعام، ولا توجد مياه، ولا توجد مدرسة، لا شيء سوى الأصوات المرعبة للحرب، في كل يوم».
وأكد جريفيث أن «قطاع غزة أصبح ببساطة غير صالح للسكن»
إلى ذلك، يعيش نازحون وسكان القطاع أوضاعاً إنسانية وصحية وبيئية وصفها مسؤولون محليون بـ«الكارثية»، جراء غرق الشوارع ومراكز الإيواء بمياه الأمطار والصرف الصحي.
وفاقمت هذه الكارثة معاناة سكان القطاع الذين تعرضوا منذ بداية الحرب لقصف مكثف وعنيف أفقدهم مقومات الحياة.
وخلال اليومين السابقين، شهدت بركة «أبو راشد» الواقعة وسط مخيم جباليا، تدفقاً شديداً للمياه المتجمعة بداخلها، سواء من الصرف الصحي أو الأمطار التي تساقطت على القطاع، ما تسبب بمكاره صحية في المنطقة المحيطة، وأفضى أيضاً لخسائر فادحة في ممتلكات السكان والنازحين.
وفي سياق متصل، أكدت وزارة الصحة الفلسطينية، أمس، أن أكثر من 6 آلاف جريح وصف الأطباء جروحهم بالخطيرة في قطاع غزة، لا يتوافر لهم علاج في مستشفيات القطاع التي انهارت المنظومة الصحية فيها، خاصة في مدينة غزة وشمال القطاع، بعد أن خرجت تلك المستشفيات عن الخدمة إثر تدمير المعدات الطبية فيها، خاصة مستشفيات الشفاء أكبر مستشفيات القطاع، ومستشفى الأطفال بمدينة غزة، ومستشفى كمال عدوان والإندونيسي في شمال القطاع، مؤكدةً أن عدم توافر العلاج والأجهزة الطبية تسبب في وفاة المئات من الجرحى. ولفتت وزارة الصحة إلى أن الجرحى بحاجة لممرات إنسانية لعلاجهم خارج قطاع غزة.
وأشارت وزارة الصحة الفلسطينية، إلى أن 800 ألف فلسطيني يوجدون حالياً في مدينة غزة وشمالها يفتقدون بالكامل للرعاية الصحية، بعد أن تم تدمير واستهداف المستشفيات في تلك المناطق، مشيرة إلى أن 88 مستشفى ومركزاً صحياً في قطاع غزة خرجت عن الخدمة بشكل كامل.
وقالت وزارة الصحة الفلسطينية: «إن 1.9 مليون نازح في قطاع غزة يتعرضون للمجاعة وانتشار الأمراض المعدية»، لافتة النظر إلى أن «نحو نصف مليون فلسطيني تحاصرهم الأمراض المعدية، بعد أن تفشت الأمراض فيهم، ومنها التهاب الوباء الكبدي، وأمراض الجهاز الهضمي والتنفسي، إضافة إلى ذلك فإن 900 ألف طفل يعانون سوء التغذية بسبب عدم تلقيهم الغذاء المناسب في مراكز الإيواء المكتظة بالنازحين، والتي لجأ إليها نحو مليوني فلسطيني، ما تسبب في فقر الدم وأمراض خطيرة يصعب حصرها لهؤلاء الأطفال الذين يستهدفهم الاحتلال بالقتل».
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: الأمم المتحدة غزة فلسطين إسرائيل وزارة الصحة الفلسطینیة الأمم المتحدة قطاع غزة إلى أن
إقرأ أيضاً:
جرّاحة بريطانية: مجزرة حقيقية وقعت بمركز توزيع المساعدات برفح
وصفت الجراحة البريطانية فيكتوريا روز اليوم الأحد، الوضع في مجمع ناصر الطبي بمدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة بأنه ناجم عن "مجزرة حقيقية" عقب استقباله عشرات المصابين إثر استهداف إسرائيل لفلسطينيين بموقع توزيع مساعدات في رفح.
جاء ذلك في فيديو قصير نشرته وزارة الصحة الفلسطينية على حسابها بمنصة فيسبوك.
وقالت الجراحة البريطانية من قسم الطوارئ بالمجمع الطبي، إن صباح اليوم الأحد شهد إطلاق نار في مركز لتوزيع المساعدات تابع لمؤسسة غزة الإنسانية في رفح جنوبي قطاع غزة، وأشارت إلى نقل عدد كبير من الجرحى إلى المستشفيات الميدانية المحلية.
وأوضحت الجراحة أن مجمع ناصر الطبي استقبل عددا كبيرا من الضحايا قائلة إن المصادر المحلية تتحدث عن نحو 200 مصاب برصاص حي، وأضافت: "الوضع هنا مجزرة حقيقية".
وقبل ذلك، أعلن المكتب الإعلامي الحكومي بغزة في بيان استشهاد 32 فلسطينيا وإصابة أكثر من 250 آخرين، منذ فجر الأحد، بينهم عشرات الحالات الخطيرة، في مدينة رفح جنوب القطاع.
وفي وقت سابق الأحد، قالت وزارة الصحة بالقطاع، "إن كل شهيد وصل إلى المستشفيات كان مصابا بطلقة نارية واحدة في الرأس أو الصدر، مما يؤكد إصرار الاحتلال على القتل المباشر والبشع بحق المواطنين".
إعلان
وبتجويع متعمد يمهد لتهجير قسري، وفق الأمم المتحدة، دفعت إسرائيل 2.4 مليون فلسطيني في غزة إلى المجاعة، بإغلاقها المعابر لأكثر من 90 يوما بوجه المساعدات الإنسانية ولاسيما الغذاء، حسب المكتب الإعلامي الحكومي بالقطاع.
وبعيدا عن إشراف الأمم المتحدة والمنظمات الإغاثية الدولية، بدأت إسرائيل منذ 27 مايو/أيار الماضي، تنفيذ خطة توزيع مساعدات عبر ما يُعرف باسم "مؤسسة غزة للإغاثة الإنسانية" وهي جهة مدعومة إسرائيليا وأميركيا، لكنها مرفوضة من قبل الأمم المتحدة.
ويجري توزيع المساعدات في ما تسمى المناطق العازلة جنوبي غزة، وسط مؤشرات متزايدة على فشل هذا المخطط؛ إذ توقفت عمليات التوزيع بشكل متكرر بسبب تدفق أعداد كبيرة من الجائعين، فضلا عن إطلاق القوات الإسرائيلية النار على الحشود، مما خلف شهداء وجرحى في صفوف المدنيين، كما أن الكميات الموزعة توصف بأنها شحيحة ولا تفي بمتطلبات مئات الآلاف من الجائعين في القطاع.
وأقرت إذاعة الجيش الإسرائيلي بأن هذا المخطط يهدف إلى تسريع إخلاء سكان شمال القطاع، من خلال حصر توزيع المساعدات في 4 نقاط فقط تقع جنوبي غزة.
وقد حذرت حكومة غزة ومنظمات حقوقية مثل المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان من أن ذلك يأتي تمهيدا لتهجير الفلسطينيين وفق خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، التي يصرح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو(المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية) بأنها باتت ضمن أهداف الحرب.