غوغل تلغي ملفات تعريف الارتباط لـ1% من المستخدمين.. هل أنت منهم؟
تاريخ النشر: 9th, January 2024 GMT
بدأت شركة غوغل الخميس في تقييد ملفات تعريف الارتباط أو كما تعرف بالكوكيز التابعة لجهات خارجية لدى بعض مستخدمي متصفح "كروم" الخاص بها، وذلك من أجل البدء بالانتقال نحو التخلي عن أدوات التتبع التي تواجه انتقادات بسبب طبيعتها التطفلية بشكل كامل، وهو قرار جرى الإعلان عنه منذ عام 2020، بحسب تقرير لصحيفة ديلي ميل.
وقالت الشركة الأميركية العملاقة في رسالة على مدونة: "كما أُعلن سابقا، فإن متصفح كروم سوف يحد من نشاط ملفات تعريف الارتباط الخارجية لـ1% من مستخدميه من أجل تسهيل الاختبارات، قبل زيادة السعة إلى 100% من المستخدمين اعتباراً من الربع الثالث من عام 2024".
واختار عملاق التكنولوجيا المستخدمين الذين يمثلون نسبة 1% على مستوى العالم بشكل عشوائي (حوالي 30 مليون شخص) ليكونوا أول من يستخدم ميزة تسمى "الحماية من التتبع".
وتعد هذه الخطوة جزءا من برنامج برايفاسي ساند بوكس (Privacy Sandbox) من غوغل، حيث تمنع الشركة الأميركية المواقع من استخدام ملفات تعريف الارتباط التابعة لجهات خارجية لتتبع المستخدمين أثناء تصفحهم للويب لعرض إعلاناتهم.
ويأتي ذلك بعد عدة سنوات من حظر متصفحات الويب المنافسة -مثل سفاري من آبل وفاير فوكس من موزيلا- ملفات تعريف الارتباط الخاصة بالطرف الثالث بشكل افتراضي.
وأوضحت غوغل أن التخلي التام عن ملفات تعريف الارتباط الخاصة بالأطراف الثالثة، لا يمكن أن يكون فعالاً إلا بعد استشارة هيئة المنافسة والأسواق البريطانية بشأن "مشكلات المنافسة المحتملة".
وتخضع ملفات تعريف الارتباط -وهي ملفات حاسوب مستخدمة بشكل خاص لتتبع تنقل مستخدمي الإنترنت وتقديم إعلانات بصورة موجهة لهم- لقيود تنظيمية أكبر منذ تطبيق العديد من المعايير، ولا سيما بموجب النظام العام لحماية البيانات (GDPR) الذي وضعه الاتحاد الأوروبي عام 2016، بالإضافة إلى تشريع صادر في كاليفورنيا.
ويُستخدم مصطلح "ملفات تعريف الارتباط التابعة لجهات خارجية"، لتعيين ملفات تعريف الارتباط التي تنشأ من المواقع التي تمت زيارتها وليس من المتصفح نفسه.
لمعرفة ما إذا كنت أحد المتأثرين بالتغيير الجديد في كروم فسوف ترى إشعارا في مربع منبثق على كروم لسطح المكتب أو الهاتف المحمول. وسيكون نصه على النحو التالي: "أنت من أوائل الأشخاص الذين جربوا ميزة الحماية من التتبع والتي تمنع المواقع من استخدام ملفات تعريف الارتباط التابعة لجهات خارجية لتتبعك أثناء التصفح".
وتقول الشركة إنه سيتم هذا التغيير تلقائيا، لذلك أثناء تصفحك للويب سيتم تقييد ملفات تعريف الارتباط الخاصة بالطرف الثالث، مما يحد من القدرة على تتبعك عبر مواقع الويب المختلفة.
وإذا كنت تريد لسبب ما استمرار ملفات تعريف الارتباط التابعة لجهات خارجية في كروم، فيمكنك النقر على أيقونة العين في شريط البحث، والذي سيكون به خط قطري يدل على إلغاء الخاصية.
وبعد النقر، سيتمكن المستخدمون من تفعيل خيار تلقي ملفات تعريف الارتباط، مما سيؤدي إلى إزالة الخط القطري وإظهار رسالة في شريط البحث نصها: "مسموح بملفات تعريف الارتباط للجهات الخارجية".
ومع ذلك، إذا قمت بتشغيل ملفات تعريف الارتباط، تخبرك غوغل بأنها ستقوم بإيقاف تشغيلها تلقائيا مرة أخرى بعد 90 يوما.
وحتى لو لم تكن من بين الأشخاص المتأثرين بنسبة 1%، فإن أيام ملفات تعريف الارتباط التابعة لجهات خارجية على كروم أصبحت معدودة. وتخطط غوغل للتخلص التدريجي التام من استخدام ملفات تعريف الارتباط التابعة لجهات خارجية عند وصول ميزة "الحماية من التتبع" لجميع المستخدمين في النصف الثاني من عام 2024 رغم أن هذا يخضع لموافقة الجهات التنظيمية.
ووفقا لموقع ستاتستا، يستخدم كروم من قبل أكثر من 3.22 مليارات مستخدم للإنترنت، لكن الكثير منهم غير متأكدين حتى من ماهية ملفات تعريف الارتباط أو ما يفعلونه. ويتم إنشاء ملفات تعريف ارتباط الطرف الثالث عندما يزور المستخدم موقع ويب يتضمن عناصر من مواقع أخرى، مثل صور أو إعلانات الطرف الثالث.
وهي تتناقض مع ملفات تعريف الارتباط للطرف الأول، والتي يتم تعيينها بواسطة الموقع الذي يزوره المستخدم وغالبا ما تكون مفيدة، لأنها تتيح للمتصفح تذكر معلومات المستخدم المهمة.
وفي منشور مدونة الشهر الماضي، وصفت غوغل ملفات تعريف الارتباط الخاصة بالجهات الخارجية بأنها "جزء أساسي من الويب لما يقرب من ثلاثة عقود"، لكنها مثيرة للجدل لتتبعها نشاط المستخدم عبر مواقع الويب.
وقالت رئيسة مكافحة الاحتكار في الاتحاد الأوروبي مارغريت فيستاجر في يونيو/حزيران الماضي، إن التحقيقات التي تجريها الوكالة في تقديم غوغل لأدوات لمنع ملفات تعريف الارتباط الخاصة بأطراف ثالثة.
وكانت غوغل أعلنت في يناير/كانون الثاني 2020 أنها ملتزمة بالتخلي عن ملفات تعريف الارتباط التابعة لجهات خارجية في غضون عامين. وكان قد تأجل تنفيذ هذا الإصلاح مرات عدة، قبل أن يدخل حيز التنفيذ في بداية يناير/كانون الثاني الجاري.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
حمدان بن محمد يزور مكاتب «غوغل» في دبي
دبي - وام
أكد سموّ الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، أن دولة الإمارات تولي عملية التحوّل الرقمي اهتماماً كبيراً كخيار استراتيجي يدعم بطموحاتها نحو ترسيخ مكانتها كمركز لصُنع المستقبل وكشريك فاعل في دفع جهود تطوير كل ما يرتبط به من تقنيات وفي مقدمتها الذكاء الاصطناعي، حيث تواصل مسيرتها في ترسيخ قدراتها التقنية بشراكات نموذجية تجمعها بكبرى مطوري التكنولوجيا في العالم.
جاء ذلك خلال الزيارة التي قام بها سموّه إلى مكاتب «غوغل - Google»، الرائدة عالمياً في مجال التكنولوجيا، في دبي، حيث كانت في استقبال سموّه لدى وصوله إلى مقر الشركة، روث بورات، الرئيس والمدير التنفيذي للاستثمار والشؤون المالية في ألفابت وغوغل، وأنتوني نقاش، المدير العام لجوجل في مِنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وعدد من قيادات الشركة، والذين أعربوا عن بالغ ترحيبهم بزيارة سموّه، واعتزازهم بالشراكة المتنامية مع دولة الإمارات وتقديرهم لما تقدمه من نموذج مُلهِم في تبنّي التقنيات المتطورة وحلول الذكاء الاصطناعي.
وتأتي الزيارة في ضوء علاقات التعاون القائمة بين دولة الإمارات والشركة العالمية المتخصصة في مجالات الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا المتطورة، والتي تعود إلى العام 2008، مع افتتاح الشركة مكتبها في دبي، وهو الأكبر لها في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وبما يمثله هذا التعاون من دعم يخدم في تحقيق رؤية القيادة الرشيدة لمستقبل مسيرة تحوّل دولة الإمارات نحو البيئة الرقمية.
واستمع سموّ الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم خلال الزيارة إلى شرح حول جهود الشركة في مجال الذكاء الاصطناعي، وما تقدمه Google من إسهامات في هذ المجال لاسيما المساعد الشخصي Gemini، وتطبيق NotebookLM، لعمليات البحث والكتابة وكلاهما مدعوم بالذكاء الاصطناعي، كما استمع سموه إلى شرح حول «مركز غوغل لاكتشاف تقنيات الوصول» التابع للشركة في دبي، والذي تم افتتاحه في سبتمبر 2024، وهو أحد سبعة مراكز تابعة للشركة حول العالم، والمركز الأول والوحيد لها في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
واطّلع سموّه على أهم النتائج التي أوردها «تقرير غوغل للأثر الاقتصادي لعام 2024»، والذي أظهر إسهام منتجات الشركة، مثل: محرك البحث الخاص بها وموقع يوتيوب وخرائط غوغل، إضافة إلى الخدمات السحابية والإعلانات الرقمية، في اقتصاد دولة الإمارات خلال العام 2024، كما يتناول التقرير الأثر العام لمنتجات وخدمات غوغل والقيمة المضافة التي تقدمها الشركة للمستخدمين والشركات في دولة الإمارات، وهي المرة الأولى التي تكشف خلالها الشركة عن نتائج التقرير.
وأكد القائمون على Google التزام الشركة بدعم توجهات التحول الرقمي في دولة الإمارات وهو ما يتضح من خلال مشاركتها في جهود التدريب والتأهيل في مجال التقنيات الرقمية، حيث قامت بتدريب نحو 420 ألف شخص في مجال الذكاء الاصطناعي وكيفية توظيف تقنياته في تنمية الأعمال، من خلال برنامج «مهارات من غوغل».
وفي ختام الزيارة، أعرب سموّ الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم خلال الزيارة عن تقديره للدور الكبير الذي تضطلع به شركة غوغل سواء على مستوى دولة الإمارات أو على صعيد المنطقة بشكل عام، مؤكداً التزام دبي بتسخير التطور التكنولوجي في تسريع جهود التنمية المستدامة، وبناء مستقبل مدفوع بالتقنيات الرقمية المتقدمة، مع سعيها لتكون مركزاً رئيساً للابتكار التكنولوجي بشراكات استراتيجية مع جهات ذات حضور مؤثر في عالم التكنولوجيا مثل «غوغل»، تسهم من خلالها الإمارة في إرساء معايير جديدة تخدم في تشكيل المشهد التكنولوجي العالمي.
رافق سموّه خلال الزيارة، عمر بن سلطان العلماء، وزير دولة للذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي وتطبيقات العمل عن بعد، وهلال سعيد المري، المدير العام لدائرة الاقتصاد والسياحة بدبي.
يُذكر أن دبي تضع امتلاك والمشاركة في تطوير التقنيات المستقبلية، وفي مقدمتها الذكاء الاصطناعي، ضمن أولوياتها الاستراتيجية، كونها من الركائز الرئيسية لتحقيق أهداف أجندتها الاقتصادية D33، ومن أبرزها توليد قيمة اقتصادية من التحوّل الرقمي نحو الاقتصاد الجديد بمتوسط يقدر بنحو 100 مليار درهم سنوياً، وترسيخ مكانة دبي عاصمةً عالميةً للاقتصاد الرقمي، ولاعباً مهماً في المنظومة الرقمية العالمية.