جزيرة دهلك الساحلية
تاريخ النشر: 9th, January 2024 GMT
حمد الناصري
دهلك جزيرة تقع في البحر الأحمر وتتبع دولة إرتيريا، ولطالما عرفت أنها المكان الآمن، وكانت مثار سباق للفوز بحق الاستغلال بين الدول الواقعة على ضفاف البحر الأحمر، دول الاحتلال الإسرائيلي، والسعودية، وإريتريا، واليمن، ومصر.
وفي الآونة الأخيرة أثيرت حولها بعض المخاوف عربية وإقليمية، حول احتوائها على قاعدة إسرائيلية حينًا وقواعد إيرانية حينًا آخر، والجزيرة واقعة قبالة ساحل إريتريا وأيضًا ساحل اليمن، وتتميز بتاريخ قديم، فقد تمّ استخدامها كمعسكر للتعذيب أيام الاحتلال الإيطالي والأثيوبي.
يذكر بعض المؤرخين أنّ بني أمية هم أوّل من استخدم الجزيرة كمنفى لمعارضيهم، ثم ما لبثت أنْ تحوّلت إلى معتقل كبير يمارس فيه مختلف أنواع التعذيب للمناوئين والمخالفين سياسيًا، لكل من تعاقب على حكم المنطقة، نظرًا لطبيعتها الجغرافية والمناخية القاسية ولعزلتها عن اليابسة. ولم تزل آثارها التاريخية شاهدة على تعاقب الممالك وسيطرة الدول المختلفة إلى اليوم.
ومن ناحية عسكرية واستراتيجية، تعد القاعدة الإسرائيلية فيها أقرب وأهم المناطق التي يفترض أنْ تكون مستهدفة من قبل جماعة أنصار الله في اليمن، لكنهم كما يبدو قد تغافلوا عنها وحاولوا إصابة أهداف تبعد مسافة عشرة أضعاف المسافة إلى القاعدة الإسرائيلية في دهلك! وهي بكل تأكيد أقرب من "إيلات" على الأقل بألفي كيلومتر. وتمتاز الجزيرة بموقع استراتيجي كبير لوقوعها في مضيق باب المندب الذي تسيطر عليه اليمن وقريب من خطوط الملاحة البحرية الرئيسية في البحر الأحمر.
اتخذت إسرائيل من الجزيرة مركزًا للرصد بحجة المراقبة في البحر الأحمر ومراقبة دول إقليمية وتأمين حركة الملاحة وعبور ناقلات النفط بسلام، وبذلك انتزعت إسرائيل الجزيرة من إريتريا بالمكر والخبث والدهاء، والجزيرة لا تبعد عن ساحل إريتريا سوى 43 كم، كما إنها ليست ببعيد عن جزر حنيش اليمينة.
وأقامت بها إسرائيل محطة لتشغيل الغواصات الإسرائيلية المزودة بالصواريخ النووية التي تقوم بمراقبة حركة الملاحة عند مضيق باب المندب جنوب البحر الأحمر.. كما إنه كان لدى روسيا أيضًا قاعدة بحرية في الجزيرة كانت تستخدم للسيطرة على المنفذ الاهم للبحر الأحمر، قبل خروجها منها في بداية التسعينيات من القرن الماضي.
ومن الحقائق المؤسفة أنّ في جزيرة دهلك قاعدة إسرائيلية بموجب اتفاقية مع إريتيريا، طالما استخدمتها إسرائيل لتأمين الدعم اللوجستي والإمدادات للدولة العِبْرية، وذلك مِما مكنها أيضًا من احتلال جزيرة "حنيش" اليمينة، عام 1996م، وقد ازداد نشاط واهتمام الصهاينة الإسرائيليين بمنطقة البحر الأحمر، بعد اتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل، وقامت مصر خلال حرب أكتوبر 1973 بغلق قناة السويس في وجه السفن الإسرائيلية، مِما أقلق الجانب الإسرائيلي على مستقبل الإمدادات التجارية؛ إذ طبّقت مصر آنذاك الحصار الاقتصادي على إسرائيل. لذلك سَعت إسرائيل لإيجاد بدائل بحرية أخرى، فقامت بالتغلغل في منطقة البحر الأحمر، ووجدت ضالتها في جزيرة دهلك الإريتيرية، وكانت أهم المنافذ البحرية لإقامة قواعدها العسكرية خارج حدودها، وتحقيقاً لأطْماعها في مَوطئ قدم على البحر الأحمر، فكانت اتفاقية استئجار جزيرتي "حالب وفاطمة" من الرئيس الإريتيري إسياس أفورقي؛ لتكون إسرائيل القوة المسيطرة على منفذي البحر الأحمر، حين حصلت أيضًا على جزيرتي سنتيان وديميرا، الواقعتين على مضيق باب المندب الاستراتيجي.
خلاصة القول.. لإسرائيل قاعدة في مضيق باب المندب وهي لا تبعد عن السواحل اليمنية كثيرًا وتهدّد دول المنطقة واليمن من ضِمْنها. لذا فإنّ توجيه الصواريخ والمسَيّرات إلى القاعدة الإسرائيلية في دهلك يحرر المنطقة من النفوذ الإسرائيلي، ويقلل المجازفة بقصف مناطق بعيدة وفي نفس الوقت يدعم القضية الفلسطينية بشكل فعّال.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
«الموريتانية للطيران» تكشف حقيقة سقوط طائرة حجاج في البحر الأحمر
ردت الشركة الموريتانية للطيران، اليوم الثلاثاء، على تداول نبأ سقوط طائرة تابعة لأسطولها تقل حجاجًا موريتانيين في البحر الأحمر.
وأوضحت الموريتانية للطيران، في بيان لها، أن الحديث عن سقوط طائرة تابعة لأسطولها في البحر الأحمر شائعات لا أساس لها من الصحة.
وأشارت إلى أن بعض صفحات التواصل الاجتماعي الأجنبية، تداولت شائعات مغرضة تتحدث عن سقوط طائرة تقل حجاجًا موريتانيين، قبالة البحر الأحمر، وهي أخبار لا أساس لها من الصحة.
وأكدت الموريتانية للطيران أن جميع الحجاج الموريتانيين قد وصلوا بسلام وأمان إلى الأراضي المقدسة. ولم يتم تسجيل أي حادث يخص الرحلات المنظمة في هذا الإطار.
وأشارت إلى أن الشركة قامت بتنظيم ثلاث رحلات جوية في مرحلة الذهاب، وذلك أيام 23 و24 و25 مايو 2025، في إطار خطة نقل الحجاج الموريتانيين إلى المملكة العربية السعودية.
أما رحلات العودة، فمقررة بإذن أيام 12 و13 و14 يونيو 2025، وفقًا للجدول المعتمد بالتنسيق مع الجهات المعنية، يضيف البيان.
ودعت الموريتانية للطيران الجميع إلى تحري الدقة وعدم الانسياق وراء الأخبار الزائفة، وتحتفظ بحقها في اتخاذ الإجراءات القانونية ضد مروّجي الشائعات التي تمس أمن وسلامة المسافرين وسمعة الشركة.
اقرأ أيضاًنبش قبر يُثير جدلا في موريتانيا.. وحملة إقالات موسعة بتوجيهات رئاسية
رئيسة تليفزيون موريتانيا تشيد بالتطور الكبير في مصر وبناء العاصمة الإدارية
ممنوع الدخول.. لأول مرة موريتانيا تفرض تأشيرة إلكترونية قبل السفر