إعلان حالة الطوارئ بالإسكندرية استعدادا لنوة الشتاء
تاريخ النشر: 10th, January 2024 GMT
أعلن اللواء محمود نافع، رئيس مجلس ادارة شركة الصرف الصحي بالإسكندرية، اليوم الأربعاء، البدء برفع حالة الاستعدادات القصوى داخل الشركة، وذلك لاستقبال نوة الشتاء القادمة وتوقعات الأرصاد الجوية بسقوط أمطار.
من المتوقع أن تشهد الإسكندرية اليوم سقوط أمطار متوسطة إلى شديدة في فترة الظهيرة وحتى مساء اليوم على فترات متباعدة، يصاحب هذه الأمطار رياح تصل سرعتها إلى 70كم/ ساعة، وهذا ما سوف يسبب الشعور بالبرودة طوال الوقت، مع وجود اضطراب في حركة الملاحة البحرية على شواطئ البحر الأبيض المتوسط وارتفاع أمواجه لتصل إلى 3.
وأوضح “نافع”: انه بناء على ذلك تم نشر سيارات رفع المياه والبدلات وتطهير الشنايش، والعمل على تقليل مناسيب بيارات داخل محطات المياه، وتم وقف بدل الراحات والإجازات لكافة العاملين في الشركة، وأيضا تواجد الرؤساء على مدار اليوم في مناطق عملهم المختلفة، ومتابعة سير عنل السيارات في شوارع الإسكندرية وميادينها، والتأكد من عدم وجوي أي شكاوى أو مشاكل قد تواجه الشبكات أو العمال، واتخاذ اللازم فورًا حيال وجود أي شكاوى.
وعن سيارات رفع مياه قد تمركزت ما يقارب من ١٨٢ سيارة، في عدة مناطق مختلفة داخل المحافظة، من احل جمع المياه بشكل سريع قبل تراكمها والتسبب في ازدحام مروري، والتنبيه على كافة العاملين بالالتزام بإجراءات السلامة والصحة المهنية حفاظا على سلامة العاملين والمواطنين.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: الصرف الصحي بالإسكندرية اللواء محمود نافع حالة الطوارئ حركة الملاحة البحرية سقوط أمطار متوسطة محطات المياه شواطئ البحر الأبيض المتوسط الارصاد الجوية
إقرأ أيضاً:
محمد مندور يكتب: الشتاء النووي .. ماذا لو اندلعت الحرب الكبرى؟
ماذا لو حدثت حرب نووية؟
لطالما كان مفهوم الحرب النووية مرادفًا للدمار الشامل والموت الفوري. لكن وراء وميض الانفجار الهائل وموجة الحرارة المدمرة والإشعاع القاتل، يكمن تهديدٌ أعمق وأكثر شمولاً، هذا التهديد قادر على تحويل كوكبنا المزدهر، الذي نبني ونعمر فيه لقرون ونتصارع من أجل حصد خيراته، إلى صحراء قاحلة ومُتجمدة، وهو ما يعرف اصطلاحا بالشتاء النووي.
هذا السيناريو الكابوسي ليس مجرد خيال علمي، بل هو نتيجة محتملة علميًا لأي تبادل نووي واسع النطاق. يمكن أن نسميه ولادة الظلام على الأرض. يبدأ الشتاء النووي بسلسلة من الأحداث المروعة المرعبة. ولك أن تتخيل أنه عند انفجار الأسلحة النووية، خاصة فوق المدن والمناطق الصناعية المكتظة، لا تقتصر الأضرار على تدمير المباني والمنشآت، فالحرارة الشديدة الناتجة عن الانفجارات ستؤدي إلى اشتعال حرائق هائلة، تعرف بـ "عواصف النار". هذه الحرائق ستنتج كميات هائلة من الدخان والسخام والرماد، الذي سيصعد إلى الطبقات العليا من الغلاف الجوي، وتحديداً إلى طبقة الستراتوسفير.
تهديد هذه الطبقة من الغلاف الجوي يهدد بدمار كبير، فبخلاف الغبار البركاني الذي يميل إلى السقوط بعد فترة، فإن جسيمات السخام الدقيقة الناتجة عن الحرائق النووية، خاصة الكربون الأسود، خفيفة بما يكفي لتبقى عالقة في الستراتوسفير لسنوات. وبالتالي ستعمل هذه الجسيمات كغطاء أسود عملاق، يحجب أشعة الشمس بشكل فعال عن الوصول إلى سطح الأرض. وهنا لك أن تتخيل ماذا سيحدث حال غياب الشمس عن الأرض!
يمكن أن نسمي ما سيحدث بالموت البطيء، وهو ما ينتج عنه تداعيات كارثية. مع حجب ضوء الشمس ستشهد درجات الحرارة العالمية انخفاضًا كارثيًا ومفاجئًا. تُشير النماذج المناخية للتوقعات بتلك الكوارث، أنه حال قيام هذه الحرب النووية واسعة النطاق، يمكن أن تخفض متوسط درجات الحرارة العالمية بمقدار يتراوح بين 10 إلى 20 درجة مئوية، وفي بعض المناطق، قد يصل الانخفاض إلى أكثر من ذلك بكثير. هذا التحول الجذري سيؤدي إلى موت النباتات والمحاصيل، مما يؤدي إلى مجاعة عالمية غير مسبوقة. ليس هذا فقط، فالمسطحات المائية ستتجمد، مما يدمر النظم البيئية المائية ويقطع مصادر المياه العذبة.
يتوقع علماء البيئة أيضا انهيار النظم البيئية، ستموت أعداد هائلة من الحيوانات والنباتات التي لا تستطيع التكيف مع الظروف القاسية الجديدة. والكارثة الأكبر ستكون تدمير طبقة الأوزون الواقية. هذا يعني أن أي قدر ضئيل من ضوء الشمس الذي يتمكن من اختراق الدخان سيحمل معه مستويات مميتة من الأشعة فوق البنفسجية الضارة، مما يزيد من خطر الإصابة بالسرطان والأمراض الأخرى، ويضر بالكائنات الحية حال نجاتها من البرد والجوع.
لكن ماذا بعد الشتاء النووي، إذا قدر لكائن أن نيجو من الموت؟ فحتى لو انتهى "الشتاء النووي" ببطء بعد سنوات، فإن الكوكب الذي سيكشف عنه ستار الدخان الأسود سيكون مختلفًا جذريًا عن كوكبنا الحالي. ستكون البيئة قد تغيرت بشكل لا رجعة فيه، مع تدهور التربة، وتلوث المياه، واضطراب كبير في أنماط الطقس. قد يؤدي ذلك إلى موجات جفاف طويلة، وفيضانات غير متوقعة، وعواصف شديدة، مما يجعل إعادة بناء الحضارة أمرًا شبه مستحيل.
هذا ليس قدر من الخيال، بل حقائق علمية. فالقوة العسكرية النووية ليست مجرد تهديد بالدمار المباشر، بل هي وعد بكارثة بيئية عالمية تدمر أسس الحياة على الأرض. إنها لعنة من السخام والدخان الأسود قادرة على تحويل كوكبنا الأزرق والأخضر إلى صحراء جليدية سوداء بدون ماء للعيش والحياة.
سيناريو الشتاء النووي يجب أن يكن بمثابة تذكير صارخ بالمسؤولية الأخلاقية التي تقع على عاتق البشر لتجنب استخدام هذه الأسلحة المدمرة بأي ثمن. فهذه حرب نهاية لا رجعة فيها!
في الحرب النووية لن يكون هناك منتصرون، بل منتحرون!