نشرت صحيفة "التايمز" البريطانية، تقريرًا أفادت فيه إن "استخدام العلاج بالهرمونات البديلة قد يزيد من خطر الإصابة بالتهاب المفاصل الروماتويدي بنسبة 50%، حسب ما كشفت دراسة حديثة، أشارت إلى عوامل أخرى مثل انقطاع الطمث المبكر، وعدد الأطفال، وبعض الإجراءات الطبية، التي قد تساهم في جعل النساء أكثر عرضة للإصابة بهذه الحالة المرضية".

ووفقا للصحيفة، فإن هناك نحو 400 ألف شخص في المملكة المتحدة يعانون من التهاب المفاصل الروماتويدي، فيما يصل عدد النساء المصابات بالمرض إلى 3 أضعاف عدد الرجال.

وسلطت "التايمز" الضوء على "نتائج الدراسة التي أجراها أكاديميون صينيون باستخدام بيانات من البنك الحيوي في المملكة المتحدة، وقاموا من خلالها بتتبع الحالة الصحية لما يقارب 223.526 امرأة على مدار 12 عامًا، أصيب من بينهن 3313 بالتهاب المفاصل الروماتويدي الذي يعتبر من أمراض المناعة الذاتية المزمنة، ويتميز بقدرته على مهاجمة الجهاز المناعي للمفاصل، ما يؤدي إلى ظهور أعراض مثل الالتهاب والتورم والألم، وينتشر أعلى عند النساء".

ورأى الدكتور بنجامين اليس، استشاري أمراض الروماتيزم وكبير مستشاري السياسات السريرية في منظمة "Versus Arthritis"، المعنية بدعم الأفراد المصابين بالتهاب المفاصل والحالات العضلية الهيكلية، أن "الأسباب التي تجعل النساء أكثر عرضة للإصابة بالمرض ليست مفهومة بالكامل، لكنه يرجح أن يكون للعوامل الوراثية الموجودة على الكروموسوم X الذي يساعد في تنظيم جهاز المناعة، والهرمونات الأنثوية، خاصة هرمون الاستروجين، دور فعال في زيادة تعرض المرأة لأمراض الجهاز المناعي".

من هم الأكثر عرضة للإصابة بالتهاب المفاصل؟

وخلصت الدراسة إلى أن "النساء اللاتي تعرضن لانقطاع الطمث في سن مبكرة قبل الـ 45 هن أكثر عرضة للإصابة بالتهاب المفاصل الروماتويدي بمعدل 46%، من النساء اللواتي انقطع الطمث لديهن في بداية الخمسينيات من أعمارهن، بالإضافة إلى ذلك، يرتبط استخدام العلاج الهرموني التعويضي بزيادة خطر الإصابة بالتهاب المفاصل، بنسبة 46%".

وأوضحت أن "النساء اللاتي لديهن أربعة أطفال أو أكثر يمتلكن فرصة أكبر بنسبة 18% للإصابة بالتهاب المفاصل الروماتويدي مقارنة بالنساء اللاتي لديهن طفلان فقط. كما أن استئصال الرحم أو المبايض يرفع خطر الإصابة إلى ما نسبته 40%، و21% على التوالي، فيما يلعب العمر الذي تبدأ فيه الدورة الشهرية للمرأة دورًا، إذ يرتبط بدء الدورة بعد سن 14 عامًا بزيادة خطر الإصابة بنسبة 17% مقارنة ببدء الدورة الشهرية في سن 13 عامًا"، غير أن الدراسة لم تجد علاقة واضحة بين استخدام حبوب منع العمل والإصابة بالتهاب المفاصل الروماتويدي.

وأفاد الباحثون القائمون على الدراسة بأن "النتائج التي توصلوا إليها يمكن أن تؤدي إلى تدخلات جديدة لتقليل خطر إصابة النساء بالتهاب المفاصل الروماتويدي، ونوهوا إلى الحاجة لإجراء المزيد من البحث العلمي لفهم دور الهرمونات بشكل أفضل في تطور التهاب المفاصل الذي يعتبر من الأمراض المناعية الذاتية".

 

في السياق، نوهت الطبيبة العامة وأخصائية انقطاع الطمث، لويز نيوسون، إلى أن "النساء اللاتي يتناولن هرمونات مماثلة لتلك التي يفرزها الجسم لا ينبغي أن يشعرن بالقلق المفرط، لا سيما أن الهرمونات الجنسية الطبيعية لها خصائص مضادة للالتهابات، وأن النساء اللاتي يعانين من انقطاع الطمث المبكر يقضين فترة طويلة من دون هرمونات طبيعية، وهذا ما يزيد من خطر إصابتهن بالالتهابات وأمراض المناعة الذاتية".

وقالت نيوسون إن "الدراسة قائمة على الملاحظة ولا يمكنها تحديد السبب والنتيجة بشكل قاطع"، داعية إلى "الأخذ بعين الاعتبار أن الدراسة ربما اشتملت على نساء وُصفت لهن أنواع اصطناعية وقديمة من العلاج التعويضي بالهرمونات، وذلك بدلًا من الهرمونات الطبيعية المشابهة لهرمونات الجسم، التي يتم وصفها على نحو شائع في يومنا هذا".

 

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: التهاب المفاصل النساء أمراض الروماتيزم انقطاع الطمث التهابات بالتهاب المفاصل الروماتویدی أکثر عرضة للإصابة النساء اللاتی خطر الإصابة

إقرأ أيضاً:

مختصون يجيبون عن سؤال الساعة: متى يحق الزواج للمعاق ذهنيا؟ وما هي الشروط؟

يعد الزواج المبكر، ظاهرة من أخطر الظواهر، التي شغلت الرأي العام على مدار السنوات الماضية، حيث يعتبرها البعض جريمة يجب أن يعاقب عليها القانون.

ويحاول العديد من الحقوقيين والمهتمين إيجاد حلول لهذه القضية شديدة التعقيد للحد من انتشارها وتشكيل الوعي وتوجيه أنظار المجتمع إلى خطورتها، الأمر الذي أثار جدلا واسعا خلال الآونة الأخيرة.

ولم تقتصر مشكلة لزواج المبكر على حداثة سن الزوجين، بل تعدتها إلى متغير جديد تمثل في مسألة زواج ذوي الهمم (أصحاب الاعاقات المختلفة) من قاصرات، الأمر الذي دفع الكثيرين إلى التساؤل حول صحة عقد الزواج من الناحية الشرعية.

زواج ذوي الهمم من القاصرات

يقول إبراهيم عيسى (مأذون شرعي) لـ «الأسبوع» إن زواج من لديه إعاقة ذهنية بأي شكل من الأشكال، من فتاة وافقت على الزواج منه في حضور الأهل والأقارب، وولي أمره أو القيم عليه الذي يدير شؤون حياته، يعد زواجا صحيحا من الناحية الشرعية والقانونية، مشيرا إلى أن دار الإفتاء المصرية في الفتوى رقم 441 لسنة 2005، نصت على أن من حق المعاق عقلياً أن يتزوج، والشرط لعقد الزواج هو وجود ولي وشهود فقط.

شروط عقد زواج ذوي الهمم

ويوضح عيسى، أن من شروط عقد زواج ذوي الهمم، هو موافقة الفتاة دون إجبار على الزواج طبقا للمذهب الحنفي، ولكن إذا أجبرت البنت على الزواج في العقد باطل لا يصح، وبالنسبة للولد يجوز شرعاً أن يتزوج، ولكن دون أن يسبب ضرر أو إيذاء نفسي أو جسدي للطرف الآخر.

ويطالب عيسى بضرورة إجراء تقييم نفسي لأصحاب الإعاقات، حتى يتمكن المأذونون الشرعيون من عقد زواج صحيح، لا تشوبه شائبة.

ويشير عيسى إلى أن هناك شروطا واستثناءات لذوي الهمم لإتمام الزواج، تتمثل في تصريح من محكمة الأسرة بتعيين قيم أو ولي يتولى عقد الزواج نيابة عن المعاق.

خطورة زواج القاصرات والزواج العرفي

ويلفت عيسى، إلى أنه ليس من حق المأذون أن يمتنع عن عقد الزواج، حتى لو كان الشخص طبيعيا ولكنه يحمل مرضا خطيرا، إذ ليس هذا من تخصصه، بما أن جميع الأطراف موافقة على هذا الزواج.

وفيما يخص ظاهرة الزواج العرفي، يؤكد عيسى أن عقد الزواج من هذا النوع يثبت النسب فقط، ولكنه لا يترتب عليه أي حقوق قانونية للفتاة، مطالبا بتشريع قوانين بتجريم واضح وصريح لزواج القاصرات أو للزواج العرفي، لأن كل أبوابه خلفية لأشياء غير قانونية، مشيرا إلى أن الزواج المبكر، كان منتشرا بكثرة قبل 10 سنوات، ولكن قل بنسبة 90%، مع تشديد الدولة، والتوعية الإعلامية من خطورة ذلك.

دار الإفتاء: يجوز للمعاق ذهنيًّا أن يتزوج

تجدر الإشارة إلى أن دار الإفتاء المصرية أفتت بأن من حق المعاق ذهنيًّا أن يتزوج، باعتبار أن الزواج حق من حقوقه، «فهو إنسان مُرَكَّبٌ فيه العاطفةُ والشهوةُ، ويحتاج إلى سَكَنٍ ونَفَقَة ورعاية وعناية، ولكن لا يجوز له أن يباشر عقد الزواج بنفسه، بل وليُّ أمره هو من يُزوِّجه».

وأكدت دار الإفتاء في بيان، أن هذا الحق ثابت للمعاق ذهنيا شرعًا، فإذا كانت الشريعة قد أجازت للمجنون جنونًا مُطبقًا أن يتزوج، فإن من كان في مرتبةٍ دون هذه المرتبة -كالمعاق إعاقة ذهنية يسيرة- يكون زواجه جائزًا من باب أولى، ولا حرج في ذلك، ما دام المعاق مَحُوطًا بالعنايةِ وَالرعايةِ اللازمتين.

واقعة عروس الشرقية وعريس متلازمة داون

وكان مقطع فيديو مدته 27 ثانية، قد انتشر على نطاق واسع خلال الأيام الماضية، أظهر شاباً من المصابين بمتلازمة داون، يحتفل بزفافه على فتاة ظهرت وهي تبكي أثناء مراسم الفرح، مما أثار حالة من الجدل بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي، الذين انقسمت آراؤهم بين التعاطف والرفض، فيما شكك البعض في مدى أهلية العريس العقلية لعقد هذا الزواج.

اقرأ أيضاًعريس متلازمة داون.. هل يجوز شرعًا وقانونًا زواج ذوي الهمم؟

بعد واقعة عروس الشرقية وعريس متلازمة داون.. خبير نفسي يوضح شروط زواج ذوي الهمم «فيديو»

سفاجا تشهد مبادرة خيرية لدعم المقبلين على الزواج وذوي الهمم

مقالات مشابهة

  • مخاطر الحمل بعد سن الـ 45
  • فئات معينة أكثر عُرضة للإصابة بالبهاق .. هل أنت منهم؟
  • هل يصمد وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران؟ محللون يجيبون
  • استئصال ورم ليفي ضخم يزن أكثر من 3 كجم من رحم سيدة بمستشفى قنا العام
  • استئصال ورم ليفي ضخم يزن أكثر من 3 كيلو من رحم سيدة بمستشفى قنا العام
  • ما حدود الرد الإيراني بعد الضربة الأميركية؟ الخبراء يجيبون
  • تحذير.. هؤلاء الأكثر عرضة للإصابة بفرط الغدة الدرقية
  • ما كمية الطاقة التي يستهلكها الذكاء الاصطناعي لتقديم إجابة واحدة؟
  • مختصون يجيبون عن سؤال الساعة: متى يحق الزواج للمعاق ذهنيا؟ وما هي الشروط؟
  • البحوث الإسلامية يتفق مع القومي للبحوث الجنائية على تفكيك الموروثات التي تغذي العنف