قال عبدالناصر قنديل، الأمين العام المساعد لحزب التجمع، الخبير السياسي، إنّ إحالة إسرائيل للمحاكمة أمام الآليات الدولية خاصة العدل الدولية بناء على طلب من جنوب إفريقيا التي اتهمت إسرائيل بارتكاب جرائم إبادة جماعية ضد الشعب الفلسطيني هو تتويج لنضال طويل وتأكيد على تغير واضح في رؤية المجتمع الدولي لما يرتكب من مذابح ضد شعب أعزل وقفز على العديد من خطوات وعراقيل استخدمها البعض تتقدمهم الولايات المتحدة الأمريكية لمنع محاسبة إسرائيل أو اجبارها على وقف عدوانها ومحاسبتها عليه.

محكمة العدل الدولية

وأضاف «قنديل»، في تصريحات خاصة لـ«الوطن»، أنّ هذا الطلب المقدم من دولة تمتلك ميراث من العمل على تجاوز أشكال من الجرائم العرقية يعطي مصداقية وقوة كبيرة للطلب فضلا عن ثقلها الدبلوماسي المدعوم من كتلة عربية ودولية تتقدمها مصر التي كانت قوة هائلة للتخفيف من آثار الحرب على الأشقاء.

وأوضح، أنّه من المهم للغاية متابعة مسارات المحاكمة التي يجري بثها على القنوات الخاصة بالأمم المتحدة ويمكن نقلها تلفزيونيًا عنها خاصة وانها ستجري على جلستين الأولى يوم الخميس الذي تتقدم فيه دولة الادعاء «جنوب إفريقيا» بادعائها وأسانيدها للمحكمة والتي تثبت إدانة الكيان الصهيوني.

إدانة الكيان الصهيوني

وتابع بأنّ الجلسة الثانية تعقد الجمعة للاستماع لردود ودفاع إسرائيل قبل أن تصدر المحكمة المكونة من 15 قاض يمثلون «4» من الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن وهي «الولايات المتحدة وروسيا وفرنسا والصين» وعدد «3» قضاة من الدول العربية «المغرب والصومال ولبنان».

واستكمل أن باقي القضاة يأتوا من «سلوفاكيا وأوغندا والهند وجاميكا واليابان وألمانيا وأستراليا والبرازيل» لقرارها في الدعوى التي تفتح الباب أمام العديد من المسارات والبرامج والتحركات أمام المجموعة العربية ومن خلفها منظمات المجتمع المدني ذات الصلة لتقديم المعلومات والأدلة على الجرائم التي ارتكبتها إسرائيل موثقة ومتفقة مع الأكواد المعتمدة لدي المنظمات الدولية.

مجلس الأمن

وأكد أنّ هذه الخطوة المهمة من قبل جنوب إفريقيا تأتي ردا على فشل مجلس الأمن صاحب الاختصاص الالزامي في المنظمة الدولية باتخاذ قرارات واجبة النفاذ لوقف العدوان على الشعب الفلسطيني وإجبار إسرائيل على الالتزام بالقرارات الدولية خاصة مع تكرار استخدام الولايات المتحدة الأمريكية للفيتو أمام أي قرار يتحدث عن وقف العدوان أو تفريغها لكل القرارات التي تتحدث عن دخول المساعدات خلف مناطق آمنة من مضمونها الفعلي بما أصبح مجلس الأمن معه هيئة منزوعة الصلاحية ومصابة بالشلل في التعامل مع تلك الجرائم رغم الإدانات الواسعة من الأمين العام للأمم المتحدة ومن المقررين الخواص لما يحدث في فلسطين.

وتابع: «لذا تفتح الخطوة الحالية الباب للسعي نحو الاستفادة من العديد من الأدوات الدولية في استصدار قرارات فاضحة للعدوان وتتيح ملاحقة مجرمي الحرب من المسؤولين الإسرائيليين أمام الجنائية الدولية بقدر ما تكشف عن ضرورات لإصلاح آلية اتخاذ القرار داخل الأمم المتحدة خاصة ما يتعلق باستخدام آلية الفيتو».

وأكد أنه بث الجلسات تلفزيونيا يثمل عنصرا بالغ الأهمية في الكشف عن المواقف المختلفة للدول وإجبارها على التعامل الفاعل مع تلك الجرائم فضلا عن كسر القيود والتعتيم على أخبار جرائم ومذابح الكيان المحتل والتي لا تسمح العديد من الشبكات والمحطات الإعلامية ببثها أمام الرأي العام العالمي.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: العدل الدولية جنوب إفريقيا غزة الاحتلال الجنائية الدولية القضية الفلسطينية مجلس الأمن العدید من

إقرأ أيضاً:

خبير: زيارة عراقجي لمصر تفتح بابًا للتشاور والتقارب في ظل المتغيرات الدولية

في ظل التحولات الجيوسياسية المتسارعة وتبدّل موازين القوى على الساحة الدولية، جاءت زيارة وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي إلى القاهرة كخطوة دبلوماسية تعكس رغبة متبادلة في إعادة تقييم العلاقات الثنائية بين مصر وإيران، والتشاور حول قضايا إقليمية ملحّة، أبرزها تطورات غزة وسوريا ولبنان وأمن البحر الأحمر، حيث استقبله وزير الخارجية والهجرة المصري الدكتور بدر عبد العاطي في إطار جولة تشمل أيضًا لبنان.

الدكتور عمرو حسينالعلاقات المصرية الإيرانية

ومن جانبه، علّق الدكتور عمرو حسين، الباحث في العلاقات الدولية، على أبعاد الزيارة وسياقها الدولي، قائلًا إن العالم يمرّ بمرحلة دقيقة تشهد تحولات جذرية في بنية النظام الدولي، تتجلى في إعادة ترتيب موازين القوى وتبدل أولويات الفاعلين الدوليين، واتساع رقعة التحديات العابرة للحدود، سواء من حيث التأثير أو درجة التشابك.

وشدد الدكتور حسين على أن ما يجري ليس مجرد تغيّر في العلاقات، بل إعادة تعريف لمفاهيم السيادة، والأمن، والنفوذ، ما يفرض على الدول، خصوصًا النامية منها، ضرورة مراجعة تموضعها الاستراتيجي، واتخاذ مواقف أكثر اتزانًا في محيط دولي معقد.

وأضاف أن النظام الدولي لم يعد يُدار من خلال قطب واحد أو عبر صراع ثنائي، بل أصبح أكثر تشابكًا، مع تصاعد نفوذ القوى الإقليمية، والفاعلين غير الحكوميين، والاعتماد المتزايد على أدوات الحرب غير التقليدية، مثل الهجمات السيبرانية، والعقوبات الاقتصادية، والدبلوماسية الإعلامية.

وأشار إلى أن المنطقة العربية تواجه تحديات مركّبة، حيث تتقاطع فيها الصراعات الإقليمية مع التحولات الدولية، مما يستوجب بناء رؤى استراتيجية جماعية توازن بين الحفاظ على الأمن الوطني والانفتاح الإقليمي، وبين تعزيز السيادة وتفعيل الشراكات مع القوى الكبرى.

كما دعا الدكتور حسين إلى الاستثمار في أدوات القوة الناعمة والدبلوماسية العامة والتأثير الثقافي، باعتبارها مكونات أساسية لتعزيز مكانة الدول على الساحة الدولية، مؤكدًا أن المرحلة القادمة ستكافئ من يمتلك الفهم العميق والتحرك الذكي، في عالم لا ينتظر المتأخرين ولا يرحم المترددين.

طباعة شارك إيران وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي القاهرة مصر وإيران غزة سوريا لبنان

مقالات مشابهة

  • خبير: زيارة عراقجي لمصر تفتح بابًا للتشاور والتقارب في ظل المتغيرات الدولية
  • خبير قانوني:من حق العراق إقامة دعوى ضد مجلس التعاون الخليجي لتدخله السافر بالشأن العراقي
  • خبير قانوني:من حق العراق إقامة دعوى ضد مجلس التعاون الخليجي لتدخله السافر بشأن العراقي
  • خبير عسكري يكشف : لهذا السبب الصواريخ اليمنية الجديدة تمثل تحولاً نوعياً وتهديداً جدياً لـ”إسرائيل” (تفاصيل)
  • وكيل الجمهورية يكشف تفاصيل حادثة إضرام شخص النار في جسده أمام مقر وزارة العدل
  • وزير العدل يشارك في توقيع اتفاقية الوساطة الدولية لحل المنازعات بالصين
  • محاكمة الشيخة حسينة غيابيا في بنغلادش بتهمة استهداف المتظاهرين
  • بدء محاكمة الشيخة حسينة غيابيا في بنغلادش بتهمة استهداف المتظاهرين
  • مدبولي: مدينة جريان في الشيخ زايد توفر العديد من فرص العمل
  • شاهد صامت يكشف الجرائم.. دور مهم تلعبه كاميرات المراقبة