منها التجارة ورعي الغنم.. مهن وحرف عمل بها الأنبياء
تاريخ النشر: 12th, January 2024 GMT
لم يقتصر عمل الأنبياء والرسل على الدعوة إلى عبادة الله، بل عملوا في مهن دنيوية كسائر البشر للإنفاق على أنفسهم وذويهم، باعتبار العمل والاجتهاد جزء من تعمير الأرض الذي أمرنا به الله عز وجل.
وهذا العمل لم يكن مجرد وسيلة لكسب الرزق، بل كان أيضًا وسيلة لترسيخ القيم والأخلاق في المجتمع، ونشر رسالة الدين بين الناس.
وتستعرض «الوطن» في التقرير التالي، المهن والوظائف التي عمل بها أنبياء الله، بحسب ما ورد في الكتب السماوية وكتب التراث الإسلامي، في مقدمتها كتاب التصوير القرآني للقيم الخلقية والتشريعية، للكاتب علي صبح، كالتالي:
أنبياء عملوا في رعي الغنم- النبي محمد عليه الصلاة والسلام
عمل رسول الله، صلى الله عليه وسلم، في بداية حياته في رعي الغنم مع عمه أبي طالب، وكانت الحكمة من رعي الغنم قبل النبوة التدرب على الشفقة والرحمة والصبر استعدادًا بما كلفه الله فيما يخص الدعوة.
- موسى عليه السلام
عمل موسى في رعي الغنم كذلك، وقد ذكر القرآن الكريم رعيه للغنم عدةَ سنوات عند العبد الصالح مقابل أن يزوجه ابنته.
- شعيب عليه السلام
عمل شعيب أيضًا في مهنة رعاية الأغنام بحسب ما جاء عن ابن عباس -رضي الله عنه- أن شُعيب -عليه السلام- كان راعياً.
الأنبياء الذين عملوا بالتجارة- موسى عليه السلام
عمل موسى في التجارة بجانب رعيه للأغنام، كما عمل في الكتابة، فكما ورد في كتب التراث كان يكتب التوراة بيده.
- محمد عليه الصلاة والسلام
عمل النبي محمد صلى الله عليه وسلم في مهنة التجارة بعد رعي الغنم، بعدما طلب من عمه أبي طالب وهو في سن 12 من عمره أن يصحبه معه في تجارته إلى بلاد الشام.
الأنبياء الذين عملوا في الحرف والصناعات- آدم عليه السلام
عمل آدم عليه السلام في مهنة الزراعة، كما نُقل عن أنس -رضي الله عنه- أنه كان أول من يعمل بالحياكة.
- زكريا عليه السلام
كان يعمل زكريا بالنِجارة، بدليل ما جاء عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم: (كان زكريَّا نجارًا).
- إدريس عليه السلام
ذكرت العديد من كتب التراث الإسلامي منها كتاب كسب الأنبياء للشيباني أن إدريس عليه السلام كان يعمل بالخياطة.
- إبراهيم ولوط عليهما السلام
عمل كلًا من سيدنا إبراهيم ولوط عليهما السلام في مهنة الزراعة، إذ جاء عن ابن عباس -رضي الله عنه- أنّهم اشتغلا بالزِّراعة، كما عمل إبراهيم عليه السلام بناءً، إذ بنى الكعبة مع ابنه إسماعيل، لِقولهِ تعالى (وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ).
- نوح عليه السلام
عمل نوح في مهنة النجارة، والدليل كان صناعته للسفينة، فقد ورد في كتابه العزيز (وَاصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا وَلَا تُخَاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُوا إِنَّهُمْ مُغْرَقُونَ وَيَصْنَعُ الْفُلْكَ).
- سليمان عليه السلام
جاء عن الإمام الثعالبي أن سُليمان عليه السلام كان أول من عمل في صناعة الصابون.
- داود عليه السلام
عمل داود في مهنة الحدادة كما جاء في كتاب الله العزيز (وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُودَ مِنَّا فَضْلًا يَا جِبَالُ أَوِّبِي مَعَهُ وَالطَّيْرَ وَأَلَنَّا لَهُ الْحَدِيدَ أَنِ اعْمَلْ سَابِغَاتٍ وَقَدِّرْ فِي السَّرْدِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ)، إذ كان يصنع الدروع التي تستخدم في الحرب، وينفق منها على نفسه وأهله.
- عيسى عليه السلام
كان يعمل عيسى عليه السلام بمهنة الطب، كما ورد في القرآن الكريم كان يُبرئ الأكمة والأبرص.
الأنبياء الذين اشتغلوا بالحكم- يوسف عليه السلام
عمل وزيرًا للمالية أو التموين، وهو منصب يتعلق بالأموال، والتخزين والتوزيع، لقوله تعالى: (قَالَ اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ).
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: الكتب السماوية سيدنا إبراهيم أنبياء الله علیه السلام کان علیه السلام عمل فی مهنة ورد فی جاء عن
إقرأ أيضاً:
الوساطة العُمانية.. نهاية استراتيجية الردع وهندسة السلام الممكن
في ظل الانهيار التدريجي للنظام العالمي وتراجع دور مؤسسات المجتمع الدولي، يعيش الشرق الأوسط حالة سيولة متزايدة تحوّلت من مرحلة الترقب إلى طور المواجهات المفتوحة في لحظة «ما بعد النظام».
وأمام هذا التأزم انتقل الوضع في الشرق الأوسط من مرحلة الحذر والترقب إلى مرحلة المواجهة الحقيقية، وكانت المواجهات الأمريكية والإسرائيلية مع اليمن أحدث فصول تلك المواجهات التي اعتبرها البعض إرهاصات لمواجهات أكبر وأوسع وأخطر فيما لو استمرت وذهبت إلى المسار الأصعب.
ومرة أخرى برز دور سلطنة عمان المحوري في نزع فتيل النار؛ فبعد أيام من نجاحها في جمع الولايات المتحدة وإيران إلى طاولة التفاوض حول الملف النووي بعد انقطاع دام ثماني سنوات تقريبا، نجحت وساطة جديدة في الوصول إلى تفاهم بين أمريكا وجماعة «أنصار الله» في اليمن فيما يمكن أن يكون «سلاما موضعيا» في منطقة تتنازعها أدوات الحرب وأوهام الردع. ويقضي التفاهم مبدئيا بوقف الضربات الجوية الأمريكية على «أنصار الله»، مقابل التزام هؤلاء بوقف استهداف السفن الأمريكية في البحر الأحمر وباب المندب.
ومن غير الواضح ما إذا كان هذا التفاهم يمكن أن يصمد أو يتداعى في ظل السياسة الأمريكية التي يصعب التنبؤ بسلوكها فإن الأمر يعكس تحوّلًا في البنية النفسية والعسكرية للنزاع في المنطقة وأنّ ما كان مستحيلا بات اليوم ممكنا.
وأثبتت الضربات الجوية الأمريكية على صنعاء محدودية تأثيرها في تفكيك البنية القتالية لأنصار الله، بل على العكس فإن الضربات التي كان لها تأثير إنساني خطير جدا أعطى «أنصار الله» مبررا منطقيا للانتقام والإصرار على مواصلة إسناد غزة ومواصلة استهداف النقل البحري في البحر الأحمر والذي وإن كان تأثيره رمزيا إلا أنه دفع بالمجتمع الدولي إلى حافة أزمة شحن بحرية واقتصادية حيث ارتفعت أقساط التأمين، وأعيد توجيه طرق التجارة نحو مسارات أطول وأكثر تكلفة، وانكمشت تدفقات البضائع نحو موانئ قناة السويس والبحر الأبيض المتوسط.
في هذا المشهد الصعب كانت الدبلوماسية العمانية تتحرك لتثبت للجميع أن الحسم بالقوة ما هو إلا أحد الأوهام التي تسيطر على الفعل السياسي في منطقة الشرق الأوسط. فعلى العكس من المقاربات السابقة في المنطقة والتي حاولت فرض ترتيبات أمنية من أعلى، تبنّت مسقط أسلوب التفاوض من قاعدة التفاهمات المشتركة. لم تأتِ المبادرة من موقع استعلاء إقليمي، بل من موقع ثقة تاريخية اكتسبتها عُمان في علاقاتها الهادئة مع كل الأطراف، من واشنطن إلى طهران، ومن أنصار الله إلى المجلس الرئاسي الذي يمثل الشرعية في اليمن.
وتتجاوز الأهمية الجيوسياسية لوساطة سلطنة عمان توقيتها وتزامنها مع وساطة أخرى أكثر أهمية بين أمريكا وإيران؛ فهي أولًا تعيد الاعتبار للدور الخليجي الذي بدا مؤخرا أنه لا يريد التمحور حول التصعيد العسكري، وثانيًا، تثبت أن مناطق النفوذ في الشرق الأوسط لا يُعاد ترسيمها بالصواريخ، بل بالحوار البعيد عن الأضواء. وثالثا، ترسل إشارة مبطنة للغرب: أن أدوات «الردع عن بعد» لم تعد قادرة وحدها على ضمان أمن الممرات أو تهدئة الصراعات. ورابعا، تثبت للولايات المتحدة وبشكل خاص لليمين المتشدد أن علاقة سلطنة عُمان بأنصار الله يمكن أن يكون لها فائدة استراتيجية لهم في لحظات الحقيقة.
وفي ظل التحديات البنيوية التي تواجه النظام الإقليمي في الشرق الأوسط تكتسب هذه التجربة العُمانية قيمة استراتيجية حيث تطرح نموذجا بديلا للخروج من الأزمات وإعادة تعريف كيفية إدارة التوازنات في عصر لم يعد يسمح باستراتيجيات الغلبة.
قد لا يكون الاتفاق بين واشنطن وأنصار الله نهاية للصراع في اليمن، لكنه قد يكون بداية لنهاية استراتيجية الإنكار المتبادل، وبداية اعتراف بأن الطريق إلى الاستقرار يمر من ممرات ضيقة، تحتاج لصوت العقل أكثر من ضجيج الطائرات.