يواصل السفير الإيراني لدى ميليشيا الحوثي في اليمن، علي محمد رضائي، أداء دور محوري في توجيه العمليات العسكرية التي تنفذها الجماعة، خاصة تلك المرتبطة باستهداف السفن التجارية في البحر الأحمر، وإطلاق الطائرات المسيّرة والصواريخ الباليستية تجاه المدن الإسرائيلية.

وكشفت مصادر مطلعة أن رضائي، الذي تم تعيينه رسميًا في صنعاء في أغسطس 2024، بعد وفاة السفير السابق حسن إيرلو، لا يقتصر نشاطه على التمثيل الدبلوماسي، بل يضطلع بأدوار عسكرية واستخباراتية حساسة، تشمل التنسيق المباشر بين الحرس الثوري الإيراني والحوثيين، وتفعيل غرف عمليات مشتركة تضم خبراء من حزب الله اللبناني.

وبحسب ما نقله الإعلامي فارس الحميري عبر صفحته في منصة "إكس"، فقد كشف مصدر خاص عن تحركات مريبة قام بها السفير الإيراني في ظل التوترات المتصاعدة بين إيران وإسرائيل. وجاء في التصريح أن السفير علي محمد رضائي غادر العاصمة اليمنية صنعاء قبل أيام، مستخدمًا وسائل تمويهية، وتوجه إلى محافظة الحديدة الساحلية الواقعة على البحر الأحمر، حيث لا يزال متواجدًا حتى اليوم.

وأضاف: أنه وخلال تواجده في الحديدة، عقد رضائي سلسلة اجتماعات مكثفة مع قيادات من المنطقة العسكرية الخامسة التابعة للحوثيين، بالإضافة إلى قادة من قوات البحرية والدفاع الساحلي، كما انضم إلى بعض هذه الاجتماعات خبيران إيرانيان، بالإضافة إلى قيادات عسكرية حوثية من خارج نطاق المنطقة الخامسة، في مؤشر على تشكيل مركز قيادة مشترك لتنسيق العمليات البحرية.

 ووفقًا للمصدر، فإن رضائي يعد من الأهداف الإيرانية عالية الأهمية المدرجة في بنك أهداف إسرائيل، إلى جانب عدد من الخبراء الإيرانيين المتواجدين في اليمن، نظرًا لدورهم المحوري في دعم وتسليح الحوثيين. ومنذ تعيينه، لعب رضائي دورًا رئيسيًا في إعادة هيكلة الدعم اللوجستي والعسكري للجماعة، بعدما كان مشرفًا مباشرا على هذا الدعم من خارج اليمن خلال فترة السفير الراحل حسن إيرلو.

ويؤكد مراقبون أن هذه التحركات تأتي في وقت بالغ الحساسية، حيث تسعى طهران إلى إعادة تفعيل الورقة الحوثية كأداة رئيسية في مشروعها الإقليمي، خاصة بعد الضربات المتلاحقة التي تلقاها حزب الله في الجنوب اللبناني خلال الاشتباكات الأخيرة مع الجيش الإسرائيلي.

ويشير المراقبون إلى أن إيران تعمل على تعزيز نفوذ الحوثيين كذراع هجومية متقدمة، في ظل تنامي العزلة الدولية على طهران، والضغوط العسكرية المتزايدة على حلفائها في سوريا ولبنان.

ويُعتقد أن السفير رضائي، من خلال موقعه داخل اليمن، يعمل على تنظيم وتوسيع العمليات العسكرية البحرية والجوية للحوثيين، والتي تشكل تهديدًا مباشرًا لأمن الملاحة في البحر الأحمر، كما تسعى طهران لإبراز الحوثيين كأداة ضغط استراتيجية على الساحة الدولية في أي مفاوضات مستقبلية بشأن الملف النووي أو النفوذ الإقليمي.

كما أن الرجل وبحسب تقارير غربية، يقوم بدور تنسيقي محوري في تهريب تقنيات الصواريخ والمسيّرات الإيرانية إلى اليمن، ويشرف على تكييفها ميدانيًا بما يتناسب مع بيئة العمليات الحوثية. كما يتولى، بالتعاون مع خبراء من "حزب الله" اللبناني، عقد لقاءات دورية لتدريب وتأهيل المشغلين الحوثيين على أنظمة متطورة، تم مؤخرًا استخدامها في هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وضد أهداف عسكرية ومدنية في العمق الإسرائيلي.

ويعد وجود رضائي في محافظة الحديدة، التي تشهد هجمات حوثية متكررة على السفن التجارية الدولية، مؤشرًا واضحًا على الطابع المنظم والمركزي لهذه العمليات، والتي لم تعد تندرج ضمن ردود فعل عشوائية بل ضمن استراتيجية إيرانية موجهة لفرض النفوذ والسيطرة على واحد من أهم الممرات المائية العالمية.

وتأتي هذه المعلومات في وقت تتكثف فيه الدعوات الدولية إلى تجفيف منابع الدعم الإيراني للحوثيين، وتوسيع نطاق العقوبات المفروضة على شبكات التهريب والتدريب التي يديرها الحرس الثوري بالتعاون مع وكلائه الإقليميين، وعلى رأسهم جماعة الحوثي.

المصدر: نيوزيمن

كلمات دلالية: البحر الأحمر

إقرأ أيضاً:

سفير بريطانيا في اليمن: ملتزمون بدعم أمن اليمن وحرية الملاحة في البحر الأحمر

أشادت سفيرة بريطانيا لدى اليمن، عبدالشريف، بجهود الحكومة اليمنية في مكافحة تهريب الأسلحة الموجهة لميليشيا الحوثي، مؤكدًا استمرار دعم المملكة المتحدة لأمن اليمن واستقراره، وحرصها على حماية حرية الملاحة في البحر الأحمر.

جاء ذلك في تصريح للسفيرة على منصة "إكس" (تويتر سابقًا)، عقب لقائها بمعالي وزير الدفاع اليمني الفريق الركن محسن الداعري، حيث وصفت اللقاء بـ"البنّاء"، مشيرًة إلى أنها ناقشت مع الوزير أحدث التطورات المتعلقة بعمليات اعتراض شحنات الأسلحة الموجهة للحوثيين.

وقال عبدالشريف في تغريدته: "كالعادة، كان لقاء بنّاء مع معالي وزير الدفاع الدكتور محسن الداعري، حيث هنأته بمناسبة حصوله مؤخرًا على درجة الدكتوراه"، مضيفًا: "تناولنا خلال النقاش عمليات الاعتراض الناجحة لشحنات الأسلحة الموجهة للحوثيين، وجددت تأكيد التزام المملكة المتحدة بحرية الملاحة في البحر الأحمر ودعمها لأمن اليمن واستقراره".

ويأتي هذا اللقاء في ظل تصاعد المخاوف الدولية من استمرار عمليات تهريب الأسلحة الإيرانية إلى ميليشيا الحوثي، والتي تمثل تهديدًا مباشرًا للملاحة الدولية في البحر الأحمر ومضيق باب المندب، إلى جانب إطالة أمد النزاع في اليمن وتفاقم الأزمة الإنسانية.

وتلعب بريطانيا دورًا دبلوماسيًا بارزًا في الملف اليمني، كونها إحدى الدول الراعية للعملية السياسية ضمن مجموعة الدول الخمس (الخماسية الدولية)، إلى جانب الولايات المتحدة والسعودية والإمارات وسلطنة عمان، كما تساهم بشكل فعال في دعم جهود التهدئة والعودة إلى طاولة المفاوضات.

وكانت المقاومة الوطنية أعلنت، خلال الأسابيع الماضية، تنفيذ عمليات بحرية بالتعاون مع شركاء إقليميين ودوليين، تم خلالها ضبط شحنات أسلحة متطورة إيرانية الصنع كانت في طريقها إلى ميليشيا الحوثي، في خرق واضح لحظر التسليح المفروض من قبل مجلس الأمن الدولي.

وتؤكد الحكومة اليمنية أن استمرار تدفق الأسلحة للحوثيين يهدد فرص تحقيق السلام ويؤجج التصعيد العسكري، مشيرة إلى أن هذه الأسلحة تُستخدم في استهداف المدنيين والبنية التحتية والمنشآت الحيوية، فضلاً عن استهداف السفن التجارية والإغاثية في البحر الأحمر، ما يستدعي موقفًا دوليًا أكثر صرامة تجاه الداعمين العسكريين للجماعة.

مقالات مشابهة

  • الرئيس الإيراني: لاعتداءات التي تعرضت لها إيران لم تكن هجمات صهيونية
  • سفير بريطانيا في اليمن: ملتزمون بدعم أمن اليمن وحرية الملاحة في البحر الأحمر
  • السفير الإيراني زار العميد كرنيب.. وبحث في الأوضاع العامة
  • بعد تصريحات عراقجي.. تكليف الامانة العامة في الخارجية باستدعاء السفير الإيراني لدى لبنان
  • مصرع 7 إثيوبيين في البحر الاحمر قبالة سواحل اليمن
  • صحيفة أمريكية: حرب سرية لاختراق اليمن و”الصمت الصنعاني” أربك الاستخبارات
  • الحديدة.. مدينة تذكُر أنها كانت شيئاً ما
  • الزوجة القاتلة التي أنهت حياة 11 رجلاً.. قصة كلثوم أكبري التي هزت المجتمع الإيراني
  • مخزومي: لاستدعاء السفير الإيراني ووضع حد للتعدي الديبلوماسي
  • مراد: كفى وقاحة إيرانية... آن أوان قطع العلاقات وطرد السفير فورًا