حراك صامت داخل الساحة السنيّة... والعين على الاستحقاق البلدي
تاريخ النشر: 12th, January 2024 GMT
كتب علي ضاحي في" الديار": تكشف اوساط سنية بيروتية عن حراك بيروتي صامت عنوانه "إنماء بيروت"، ولكن مضمونه انتخابي وسياسي واستقطابي. وهذا الحراك يخوضه نواب بيروت من جهة، ومن جهة ثانية شخصيات سياسية سنية ومتمولة ومنهم الوزير السابق محمد شقير، الذي يسعى وفق الاوساط في الآونة الاخيرة الى عقد لقاءات سياسية وشعبية وحزبية عنوانها الانماء وهدفها التحضير لخوض الانتخابات البلدية ان جرت في موعدها المؤجل في 31 ايار 2024.
وبرز في الايام الماضية عودة الحراك الى الساحة السنية البيروتية من بوابة تشكيل تكتلات نيابية جديدة، واللافت فيها تنوعها المناطقي. حيث اجتمع في مكتب النائب نبيل بدر عدد من النواب يشكلون عن لقاء "الاعتدال الوطني"، الذي حضر منه وليد البعريني ومحمد سليمان وسجيع عطية واعضاء من "اللقاء النيابي المستقل" و "كتلة صيدا" ونواب من "التغييريين"، بالاضافة الى عبد الرحمن البزري ونعمت افرام.
وتكشف اوساط نيابية مشاركة في اللقاء، ان هذا التكتل هدفه الوصول الى تحالف نيابي وسطي وجامع يضم بين 16 و20 نائباً والطموح ان يتوسع، وان هذا التكتل ليس له لا صبغة سنية او طائفية، وهو ليس موجهاً ضد احد وهدفه التحالف على اكبر عدد من الملفات من الرئاسة الى الرؤية السياسية والاقتصادية، وصولاً الى السياسة الخارجية ومقاربة ملفات لبنان من زواية التكامل لا التنافر مع "الحضن العربي".
في المقابل، ترى اوساط سنية بيروتية، ان اللقاء قد يعتبر في وجه تكتل "التوافق الوطني"، الذي يضم كرامي الى نائبي "المشاريع" عدنان طرابلسي وطه ناجي كل من النائبين محمد يحيى وحسن مراد. ويضم تكتل بدر بالاضافة اليه، كل من وليد البعريني ومحمد سليمان احمد الخير وعبد العزيز الصمد (نكهة حريرية) وعبد الرحمن البزري وعماد الحوت ("الجماعة الاسلامية") ليصبح العدد 7 نواب سُنّة وكانوا 8 مع النائبة حليمة القعقور، وطموح المؤسسين ان يزيد عدد النواب السنة فيه على 7 الحاليين.
وتكشف الاوساط ان النائبة القعقور رغم اجتماعها معهم خرجت من التكتل في اليوم الثاني. كما تكشف ان عددا من افراد التكتل هم في الاساس اصدقاء وتجمعهم علاقات عائلية و "غدوات وعشوات"، واعلانهم عن ولادة تكتل لا يغير في توافقهم على عدد من القضايا السياسية، لا سيما تصويتهم المشترك "المبهم" في جلسات انتخاب الرئيس الـ13 الماضية!
وترى الاوساط ان الوقت كفيل بقياس مدى مناعة هذا التكتل وغرضه وقدرته على الصمود في وجه التحديات، وخصوصاً ملف رئاسة الجمهورية اذا فتح الملف جدياً وعلى مصراعيه!
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
السيدة ذات الخواتم.. شاهد صامت على كارثة فيزوف المدمرة| إيه الحكاية؟
تُعد "السيدة ذات الخواتم" واحدة من أكثر الاكتشافات إثارة في مدينة هيركولانيوم الرومانية القديمة، والتي طمرها ثوران جبل فيزوف الكارثي عام 79 ميلاديًا، وكما هو حال جارتها الأشهر بومبي، فقد حُفظت هيركولانيوم تحت طبقات سميكة من المواد البركانية، مما وفر للعلماء نافذة فريدة للتعرف على تفاصيل الحياة اليومية والموت المفاجئ في الإمبراطورية الرومانية، وذلك وفقًا لما نشره موقع صحيفة (greekreporter).
عُثر على بقايا "السيدة ذات الخواتم" عام 1982، أثناء الحفريات الأثرية التي كشفت عن هياكل عظمية لحوالي 300 شخص على طول الواجهة البحرية للمدينة، تم تسميتها بهذا اللقب نظرًا لكمية الخواتم الذهبية والمجوهرات التي كانت لا تزال تزيّن جسدها عند اكتشافها، مما يُشير إلى أنها كانت امرأة ذات مكانة اجتماعية مرموقة، ربما من النخبة الرومانية الثرية.
مأوى تحوّل إلى فخ قاتلفي لحظة الكارثة، سعى سكان هيركولانيوم إلى الاحتماء في المراكب الحجرية على الشاطئ، على أمل النجاة من الثوران، لكنهم واجهوا تدفقات بركانية فتاتية بلغت حرارتها نحو 500 درجة مئوية، ما أدى إلى موتهم على الفور واحتراق أجسادهم بشكل شبه كامل، وعلى عكس بومبي، حيث دفن الرماد الجثث وحافظ على ملامحها، فإن ضحايا هيركولانيوم تعرضوا لحرارة شديدة أدت إلى تفحم المواد العضوية، تاركة وراءها هياكل عظمية محترقة.
محاولات نجاة أم تشبث بالمكانة؟وبحسب موقع صحيفة (greekreporter ) فقد تكون "السيدة ذات الخواتم" قد حاولت الفرار بثروتها، أو اعتقدت بإمكانية النجاة، حيث رأى بعض علماء الآثار أن مجوهراتها دليلاً على الرغبة في الحفاظ على المقتنيات الثمينة، أو قد تكون مجرد تمسك رمزي بمظاهر المكانة الاجتماعية حتى في لحظات النهاية.
ماذا تقول عظامها؟بناءً على تحليل هيكلها العظمي، يُقدر أن عمرها وقت الوفاة كان بين 45 و50 عامًا، ورغم وجود دلائل على التهاب مفاصل بسيط مرتبط بمنتصف العمر، فإنها كانت تتمتع بصحة جيدة نسبيًا، هذا يعزز من الصورة العامة عن نمط الحياة الذي عاشته، والذي اتسم بالراحة والوفرة.
انعكاس للحياة الرومانية الطبقيةتُقدم قصة هذه السيدة لمحةً نادرة عن سلوك الطبقات العليا في لحظات الأزمة، فحتى وسط الفوضى والموت، ظلت الزينة والمجوهرات حاضرة، شاهدة على براعة الحرفيين الرومان، وعلى البعد الرمزي العميق للذهب والمكانة في المجتمع الروماني.
هيركولانيوم.. مدينة ثرية أقل شهرة من بومبيكانت هيركولانيوم مدينة مزدهرة تقع على طول خليج نابولي، أقل شهرة من بومبي، لكنها لا تقل أهمية منها من الناحية الأثرية، وتُظهر المكتشفات فيها من (منازل فاخرة، وكتب، وأدوات) تفاصيل دقيقة عن الحياة الرومانية.
ومن أبرز الاكتشافات الحديثة في هيركولانيوم، مخطوطة يونانية قديمة تضررت أثناء الكارثة، نجح فريق من الطلاب المدعومين بالذكاء الاصطناعي في فك رموز أكثر من 2000 حرف منها، مما يعكس التقدم المتسارع في توظيف التكنولوجيا لخدمة علم الآثار.