مشروع مؤجل لايكفيه 70 دولارا لبرميل النفط.. القصة الكاملة لمصير سلّم الرواتب
تاريخ النشر: 12th, January 2024 GMT
بغداد اليوم-بغداد
لايزال ملف تعديل سلم الرواتب في العراق، حكاية الساعة في اوساط الموظفين والاوساط البرلمانية، وسط تحوله الى "كرة نار" تتقاذفها الاطراف المختلفة، وتدعي اطراف اخرى الاهتمام بها بالرغم من كونها ليست من مسؤوليتهم.
وخلال الايام القليلة الماضية، تداولت اوساط الموظفين تطمينات واعلانات عن قرب تطبيق سلم الرواتب الجديد في العام 2024، بالرغم من الهدوء الذي يعم اروقة الحكومة التي لاتشير الى اي تحركات بهذا الصدد، الا ان هذه الدعاية ربما جاءت مرتبطة باعلانات تصدر عن اعضاء في مجلس النواب بهذا الشأن، ومن بينها قول رئيس اللجنة المالية النيابية عطوان العطواني قبل ايام انه "ماضون بخطوات تعديل سلم رواتب موظفي الدولة بما يحقق العدالة"، مشيرا الى ان "الحد الادنى من الرواتب سيكون 425 الف دينار".
ولكن جميع المؤشرات الحكومية لاتدل على وجود مثل هذا التوجه، من بينها وزارة المالية التي اكدت ان قرار تطبيق سلم الرواتب ليس قرارها بل هو امر مناط باللجنة المشكلة لهذا الصدد وتحديدا لجنة الأمر الديواني رقم (24) لسنة 2022.
وهذا ما أكده باقي النواب، حيث يشير عضو اللجنة المالية معين الكاظمي في تصريح متلفز تابعته "بغداد اليوم"، إلى أن "مسألة تعديل سلم الرواتب لاعلاقة لها بالبرلمان وهي مسؤولية اللجنة المشكلة من قبل الحكومة بهذا الصدد، والقرار الاخير للحكومة في تطبيق السلم في حال توفرت التخصيصات المالية بعد دراسة الامر.
من جانبه اكد النائب عامر عبد الجبار، ان حل مسألة سلم الرواتب تتطلب طريقين، الاول توفير الاموال لرفع رواتب الموظفين اصحاب الرواتب القليلة في بعض الوزارات وهذا امر مكلف، حيث انه في الوقت الحالي اذا انخفض سعر برميل النفط الى 56 دولارا فسيكون هناك عجز بالرواتب لاتتمكن الحكومة من دفعها، وفي حال تطبيق سلم الرواتب سيكون العجز اخطر، حيث ان انخفاض البرميل الى 70 دولارا سيؤدي الى عجز بالرواتب.
واشار الى ان الطريق الثاني لتعديل سلم الرواتب هو ماسبق ان طرحه محمد شياع السوداني عندما كان نائبا، وهو ان يتم تقليل مخصصات ورواتب الدرجات العليا، وهو ماسيوفر 500 مليون دولار، واستخدامها لرفع الرواتب المتدنية.
وتظهر جميع المؤشرات الحكومية والنيابية الى صعوبة اقرار سلم الرواتب، وعلى سبيل المثال كان السوداني قد اكد في اكتوبر الماضي ان توحيد سلم رواتب الموظفين يتطلب إلغاء 34 نوعاً من المخصصات، فيما قال نواب ان تعديل سلم الرواتب يتطلب اضافة 16 تريليون دينار عراقي.
ولغاية تشرين الثاني 2023 كانت رواتب الموظفين قد بلغت لوحدها اكثر من 50 تريليون دينار بحسبما تظهر بيانات وزارة المالية، مايعني انه خلال عام تبلغ كلفة رواتب الموظفين نحو 55 تريليلون دينار، وبذلك فان اضافة 16 تريليون دينار لتعديل سلم رواتب الموظفين، سيرفع كلفة الرواتب الى اكثر من 70 تريليون دينار.
المصدر: وكالة بغداد اليوم
كلمات دلالية: تعدیل سلم الرواتب رواتب الموظفین تریلیون دینار
إقرأ أيضاً:
تراجع النفط إلى 65 دولارا عبء على المنتجين
1 يونيو، 2025
بغداد/المسلة: تتسبب رسوم الرئيس الأميركي دونالد ترامب الجمركية ودعوته إلى مواصلة استخراج النفط وقرار “أوبك بلاس” زيادة حصص الإنتاج إلى تراجع أسعار الخام بشكل غير مسبوق منذ وباء كوفيد.
وبينما يعد الأمر إيجابيا بالنسبة للمستهلكين إلا أنه ليس كذلك بالنسبة للمنتجين، بحسب محللين.
ويبلغ حاليا سعر برميل خام برنت بحر الشمال المرجعي على المستوى الدولي أقل من 65 دولارا، أي أقل بكثير من عتبة 120 دولارا التي بلغها في 2022 بعد غزو روسيا التي تعد منتجا رئيسيا للنفط، لأوكرانيا.
وساهم انخفاض أسعار النفط في تراجع عالمي في معدلات التضخم بينما دعم النمو في بلدان تعتمد على استيراد الخام، على غرار معظم أجزاء أوروبا.
وعلى سبيل المثال، تراجع مؤشر أسعار المستهلك في الولايات المتحدة بنسبة 11,8 في المئة من عام لآخر في نيسان/أبريل.
وقال خبير الاقتصاد لدى “مركز أبحاث الاقتصاد والأعمال” البريطاني Cebr بوشبن سينغ إن تراجع أسعار الخام “يزيد مستوى الدخل المتاح” الذي ينفقه المستهلكون على “الكماليات” مثل الترفيه والسياحة.
وتراجع سعر برميل خام برنت بأكثر من عشرة دولارات مقارنة مع ما كان عليه قبل عام، ما أدى إلى تراجع كلفة مختلف أنواع الوقود المشتقة مباشرة من النفط.
وقال سينغ لفرانس برس إن ذلك يساعد في خفض تكاليف النقل والتصنيع التي يمكن أن تساعد، على الأمد المتوسط، في خفض أسعار السلع الاستهلاكية بشكل أكبر.
لكنه لفت إلى أنه بينما يعد تراجع أسعار الخام نتيجة جزئية لسياسات ترامب التجارية، فإن توقع التأثير الصافي على التضخم يبقى صعبا في ظل زيادات محتملة في تكاليف مدخلات أخرى، مثل المعادن.
وأضاف سينغ أنه في الوقت ذاته، “يمكن للنفط الأقل ثمنا أن يجعل مصادر الطاقة المتجددة أقل تنافسية، ما يؤدي في نهاية المطاف إلى تباطؤ الاستثمار في التكنولوجيا النظيفة”.
– منتجو النفط –
وقال المسؤول عن استراتيجية السلع الأساسية لدى “بنك ساكسو” أوله هانسن إنه مع تراجع الأسعار فإن الجهات الخاسرة بلا شك هي البلدان المنتجة للنفط “خصوصا المنتجين ذوي التكلفة العالية المجبرين بناء على الأسعار الحالية الأقل على تخفيف الإنتاج في الأشهر المقبلة”.
وقال المحلل لدى “رايستاد إنرجي” خورخي ليون إن بلوغ سعر برميل النفط 60 دولارا أو أقل “لن يكون أمرا رائعا بالنسبة لمنتجي النفط الصخري” أيضا.
وأوضح لفرانس برس أن “تراجع أسعار النفط سيضر بالتنمية لديهم”.
وأعلنت بعض الشركات التي تستخرج النفط والغاز الصخريين بالفعل عن خفض الاستثمار في حوض برميان الواقع بين تكساس ونيو مكسيكو.
أما بالنسبة لتحالف أوبك بلاس النفطي بقيادة السعودية وروسيا، فتتباين القدرة على التكيف مع الأسعار المنخفضة بشكل كبير.
ويشير ليون إلى أن السعودية والإمارات العربية المتحدة والكويت لديها احتياطات نقدية تتيح لها الاستدانة بسهولة لتمويل مشاريع اقتصادية متنوعة.
وتوقع هانسن أن “الرابحين على المدى الطويل من المرجح أن يكونوا كبار منتجي أوبك بلاس، خصوصا في الشرق الأوسط، في وقت يستعيد هؤلاء حصصا في السوق خسروها منذ العام 2022 عندما شرعوا في خفض طوعي للإنتاج”.
بدأت المجموعة التي تضم 22 بلدا سلسلة إجراءات لخفض الإنتاج عام 2022 لدعم أسعار الخام، لكن السعودية وروسيا وستة بلدان أخرى منضوية في التحالف فاجأت الأسواق مؤخرا عبر زيادة الإنتاج.
وأعلنت البلدان المنضوية في التحالف السبت عن زيادات ضخمة في إنتاج الخام لشهر تموز/يوليو مع 411 ألف برميل يوميا.
ويفيد محللون بأن الزيادات هدفت على الأرجح إلى معاقبة أعضاء أوبك الذين فشلوا في الإيفاء بحصصهم، لكنها تأتي بعد ضغوط من ترامب لخفض الأسعار.
ويؤثر الأمر مباشرة على بلدان مثل إيران وفنزويلا اللتين يعتمد اقتصاداهما بشكل كبير على عائدات النفط.
كما تضر بيئة حيث الأسعار منخفضة بنيجيريا التي تعد قدرتها على الاستدانة أكثر محدودية، على غرار أعضاء آخرين في أوبك بلاس، بحسب الخبراء.
لكن غويانا غير المنضوية في أوبك والتي سجّلت مزيدا من النمو في السنوات الأخيرة بفضل اكتشاف النفط، تواجه خطر تباطؤ اقتصادها.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post Author زينSee author's posts