من المعروف أن أبرز صفات الأطفال القلب الأبيض الذى لا يحمل كرهًا ولا غلًا ولا حقدًا نحو أى أحد، ويكون نقيًا ولا يوجد بداخله الشوائب الموجودة داخل قلوب الكبار. وهذا من أجمل الأشياء فى الأطفال. ومن المؤسف هذه الآونة تحول كل هذا النقاء إلى عنف وكره وحقد يسود بين الأطفال بشكل غير طبيعى. ترجع هذه التغيرات التى طرأت على الأطفال إلى الثقافة التربوية السائدة فى المجتمع فى الوقت الحالى.
الانحدار الأخلاقى الذى أصاب أغلب الناس من أهم الأسباب التى ساعدت فى انتشار هذه الظاهرة البشعة. فالطفل يشاهد أسرته تحمل أشكالًا وألوانًا من الأحقاد للآخرين، مما يجعل الصغير يتشبع بهذه الصفة من والديه، بل ويطلب من الطفل أن يكون بذات هذه الأخلاق فى التعامل مع زملائه بالمدرسة أو أصدقائه بالنادى، وكلنا يسمع آباء وأمهات يحرضون الأطفال فى حال وقوع أى مشكلة لهم بالمدرسة بالضرب والتعدى على الآخرين، وليس الأمر ينتهى عند هذا الحد، بل يطلب منهم التوجه إلى معلم الفصل ويسبق زميله بالشكوى مدعيًا قيامه بضربه، وبذلك تكون المصيبة أكبر، حيث إنه لم يحرضه على العنف فقط وإنما على الكذب والافتراء أيضاً. وتصبح هذه هى القاعدة التى يسير عليها الطفل فى أى مكان طوال حياته.
عندما نعود بالذاكرة إلى الماضى نجد أن الأهالى لا تتدخل فى أى مشكلة تخص الأطفال إلا فى أضيق الحدود، وكان هذا التدخل يكون بطريقة سلمية جدًا ألا وهى المصالحة بين الطفلين، لإيمانهم بالمثل الشعبى الجميل «قاضى الأطفال شنق نفسه»، لأن الطفل بطبيعته لا يحمل بداخله الشر ويغضب سريعًا وبعد 5 دقائق يلهو مع صديقه الذى كان ينازعه.
بعض الأسر اعتادت نشر خطاب الكراهية الذى دائمًا ما تلقيه أمام أطفالهم، فلا يسمح للولد الذكر بالعودة مهزومًا أو معنفًا من أحد وإلا بذلك يكون ضعيفًا، لدرجة أن بعض الأهل يشعرون بالسرور كون أحد أبنائهم يعنّف من فى صفه.
وقد تتخذ بعض الأسر إجراءات للضغط على الطفل الضعيف المسالم لدفعه إلى أن يكون عنيفًا مع الأطفال الآخرين.
وهناك رأى لأحد الاخصائيين النفسيين يرى أن أسلوب التربية الذى يثير مشاعر الخوف وانعدام الأمن فى مواقف التفاعل، يترتب عليه تعرض الطفل لمشكلات نفسية أو سلوكية، أو تأخر فى نواح مختلفة من النمو. ومن هذه المشكلات السلوكية السرقة التى تعنى استحواذ الطفل على ما ليس له. وشدّد على أهمية تعليم الطفل الحفاظ على حقه دون اللجوء إلى تعليمه القوة والطغيان كون ذلك سينقلب على الأسرة.
.. وللحديث بقية.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: خطاب الكراهية إطلالة
إقرأ أيضاً:
بحضور سفراء ودبلوماسيين.. سفارة نيبال تحتفل باليوم العالمي للشاي في القاهرة
فى إطار الاحتفال باليوم العالمى للشاى، استضافت مكتبة مصر العامة الرئيسية بالجيزة، اليوم الأربعاء، احتفالية ثقافية وفنية فريدة بعنوان "شاى وكاريكاتير"، بحضور سفير نيبال بالقاهرة سوشيل كومار، والسفير رضا الطايفى مدير صندوق مكتبات مصر العامة، بالإضافة إلى سفيرى سريلانكا وميانمار والمستشار الثقافى الصينى ودبلوماسى من سفارة ماليزيا، إلى جانب نخبة من فنانى الكاريكاتير، والصحفيين.
وقال سفير نيبال خلال كلمته: إن الشاى ليس مجرد مشروب، لكنه رمز للصداقة والضيافة ومصدر للإيجابية والدفء والتواصل والوحدة، ولغة تجمع الناس عبر الثقافات والقارات والأجيال.
وأضاف، يعود إنتاج الشاى فى نيبال إلى منتصف القرن التاسع عشر، لكن فى العقود الأخيرة فقط برزت نيبال على الخريطة العالمية من خلال الشاى عالى الجودة، العطرى والحرفى، حيث يحظى الشاى النيبالى بإعجاب دولى لطابعه ونكهاته المميزة.
وتابع السفير: تنتج نيبال نوعين رئيسيين من الشاى: الشاى الأورثودوكسى، الذى يُزرع فى تلال شرق نيبال على ارتفاعات تزيد عن 1000 متر ويُصنع يدويًا ويشتهر بنكهاته الزهرية، ويصدر هذا النوع فى الغالب إلى الولايات المتحدة واليابان وأوروبا الغربية.
وأضاف: وشاى CTC الذى يُزرع فى السهول الجنوبية، وهو قوى ومنعش وبنكهة مالتية، ويُستهلك على نطاق واسع فى السوق المحلية.
وتابع: بالنسبة لمجتمعات زراعة الشاى فى شرق نيبال، يعتبر الشاى أسلوب حياة متجذر فى الثقافة والهوية المحلية، خاصةً بالنسبة للمزارعين الصغار، الشاى يمثل شريان حياة اقتصادى، يوفر لهم الدخل والفخر.
تضمن احتفال اليوم، افتتاح معرض كاريكاتير يضم 65 عملًا فنيًا لنحو 60 فنانًا من 25 دولة عربية وأجنبية، حيث تعكس هذه الأعمال النابضة بالحياة متعة شرب الشاى وجمال ثقافته، من خلال رسومات الكاريكاتير المرحة.
بينما تصور هذه الأعمال الفنية الرائعة ثقافات شاى مختلفة حول العالم، فإنها تحمل أيضًا رسالة مركزية تتردد فى كل مكان، رسالة مفادها أن الاستمتاع بكوب شاى مع الأصدقاء والزملاء وأحبائنا هو من أروع نعم الحياة.
ووجه السفير، الشكر لمدير مكتبات مصر العامة السفير رضا الطايفى على دعمه الذى جعل هذا الحدث ممكنًا، مضيفًا، نيابة عن سفارة نيبال أعبّر عن خالص امتنانى لك وعائلة المكتبة بأسرها على تضامنكم وتعاونكم.
كما وجه الشكر، إلى الفنان فوزى مرسى صاحب فكرة الاحتفالية لابتكار فكرة هذا الحدث، وتنسيق مجموعة أعمال الكاريكاتير من حول العالم، ودعمه لهذه المبادرة بإخلاص من البداية حتى التنفيذ، مضيفًا، لم يكن هذا الاحتفال ليرى النور لولا تفانيه وحماسه.
ومن جانبه، أوضح الفنان فوزى مرسى أن هذه الفعالية تعد الأولى من نوعها التى تحتفى بثقافة الشاى من خلال فن الكاريكاتير، مؤكدًا، أن الشاى ليس مجرد مشروب، بل طقس يومى يحمل رسائل ود ومحبة، ولغة عالمية توحد الشعوب.
سلطت الاحتفالية، الضوء على ثقافة الشاى النيبالية العريقة، حيث يتحول كوب الشاى إلى جسر للتواصل بين الناس سواء فى البيوت أو الممرات الجبلية.