في تطور يندرج في إطار تصعيد جماعة "أنصار الله" (الحوثيون) في اليمن، نفّذت الميلشيا مناورة عسكرية لما يسمي بـ"اللواء "141" مشاة، وذلك في المنطقة العسكرية السادسة بمحور البقع، في محافظة صعدة شمالي اليمن، في خطوة وصفت باستعراض قوة بعد الغارات الجوية التي نفّذتها الولايات المتحدة وبريطانيا.

ونقلت وكالة "بلومبرج" في تقرير ترجمه "الخليج الجديد"، أن التدريبات العسكرية التي حملت عنوان "جاهزون لمعركة الفتح الموعود والجهاد المقدس"، شملت "إطلاق النار الحي بالدبابات والمدفعية، واستخدام الطائرات بدون طيار، وأسلحة أخرى ضد أهداف تحمل علم إسرائيل".

وتعليقا على المناورة، ذكرت الوكالة أنّ نجاح الضربات الأمريكية والبريطانية في اليمن "بعيدٌ جداً، لأنّ فرص أن يفقد اليمنيون كل قُدراتهم على الضربات الصاروخية بين عشيةٍ وضحاها أمرٌ مُستبعد، فالكثير من تلك القدرات مُتحرّك، ويصعب استهدافه".

وتأتي هذه المناورة بعد ضربات نفذتها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، ضد عشرات الأهداف العسكرية التابعة للحوثيين في اليمن، بهدف ما تسميانه إضعاف قدرات جماعة الحوثي على شن هجمات في البحر الأحمر، وذلك ردا على الهجمات التي يشنها المتمردون على السفن التجارية في البحر الأحمر.

واستهدف القصف "قاعدة الديلمي الجوية"، وشمالي العاصمة صنعاء، ومحيط مطار الحُديدة الدولي غربا، و"معسكر كهلان" في صعدة شمالا، و"مطار عبس" بمحافظة حجة شمال غربي البلاد، ومنطقة "الجَند" شمالي محافظة تعز جنوبا.

#بالفيديو | مشاهد من مناورة القوات المسلحة اليمنية بعنوان "الفتح الموعود والجهاد المقدس" في المنطقة العسكرية السادسة محور البقع.#اليمن #طوفان_الأقصى pic.twitter.com/FB8ehMWi9O

— قناة الميادين (@AlMayadeenNews) January 13, 2024

اقرأ أيضاً

ن.تايمز: الحوثيون يحتفظون بثلاث أرباع قدرتهم على إطلاق الصواريخ

كما أفادت وسائل إعلام تابعة للحوثيين بأن الضربات استهدفت "مطار تعز" و"معسكر اللواء 22" بمديرية التعزية شمال تعز.

من جانبها، نقلت صحيفة "نيويورك تايمز" في تقرير ترجمه "الخليج الجديد"، عن مسؤولَين أمريكيين، أنّ القُدرات الهجومية للقوات اليمنية لا تزال أغلبيتها سليمة.

وقال المسؤولان الأمريكيان، إنّ العثور على أهداف القوات اليمينة أكثر صعوبة مما ظنّته الولايات المتحدة.

وقدّر المسؤولان أنّ الضربات الأمريكية والبريطانية، والتي وصلت إلى 60 ضربة بين صاروخية وطائرة من دون طيّار، ألحقت أضراراً بنحو 20 إلى 30% فقط من القدرات الهجومية للقوات اليمنية.

ولفتا إلى أنّ أغلبية القدرات الهجومية اليمينة يتمّ تركيبها على منصّات متنقلة، يُمكن نقلها أو إخفاؤها بسهولةٍ عالية.

وفي السياق ذاته، صرّح مسؤول بريطاني، بأنّ قادة أنصار الله في اليمن "عرفوا منذ فترةٍ طويلة كيفية القيام بإخفاء الأصول العسكرية الأكثر قيمة عن السعودية التي قصفت اليمن بغاراتٍ جوّية لأعوام".

اقرأ أيضاً

هل توقف أمريكا الحوثيين؟.. الإجابة في نقاط قوتهم وضعفهم

يشار إلى أن الضربات الأمريكية البريطانية، هي الأولى من الولايات المتحدة على الأراضي اليمنية منذ عام 2016، وأول مرة تهاجم فيها الحوثيين المتحالفين مع إيران بهذا النطاق.

ويأتي هذا الهجوم بعد أسبوع على تحذير وجهته 12 دولة بقيادة الولايات المتحدة للحوثيين من أنهم سيواجهون عواقب في حال مواصلة استهداف السفن التجارية في البحر الأحمر، أحد أهم الممرات المائية للتجارة العالمية.

وتعد أزمة البحر الأحمر جزءا من التداعيات الإقليمية العنيفة للحرب التي تخوضها إسرائيل ضد حركة "حماس" في قطاع غزة.

وتضامنا مع قطاع غزة، الذي يتعرض منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي لحرب إسرائيلية بدعم أمريكي، يستهدف الحوثيون بصواريخ ومسيّرات سفن شحن في البحر الأحمر تملكها أو تشغلها شركات إسرائيلية أو تنقل بضائع من إسرائيل وإليها.

وتسببت الهجمات التي ينفذها الحوثيون في تعطيل حركة التجارة الدولية وأجبرت بعض السفن على قطع الطريق الأطول حول جنوب القارة الأفريقية مما زاد من تكلفة ووقت نقل السلع وأجج مخاوف من موجة جديدة من ارتفاع التضخم عالميا وتعطيل التعافي الاقتصادي العالمي بعرقلة سلاسل الإمداد.

وأمام ذلك، نشرت الولايات المتحدة سفنا حربية وشكلت تحالفا دوليا في ديسمبر/كانون الأول الماضي لحماية حركة الملاحة البحرية في المنطقة التي يمر عبرها 12% من التجارة العالمية.

اقرأ أيضاً

صور أقمار اصطناعية تظهر مواقع الحوثيين قبل وبعد الهجمات الأمريكية

المصدر | بلومبرج ونيويورك تايمز - ترجمة وتحرير الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: اليمن الحوثيون ضربات أمريكية البحر الأحمر باب المندب مناورة عسكرية الولایات المتحدة فی البحر الأحمر فی الیمن

إقرأ أيضاً:

الحوثيون في صدارة المتهمين.. أكثر من 580 انتهاكًا خطيرًا ضد أطفال اليمن في 2024

كشف تقرير حديث صادر عن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، عن تحركات للتحقيق من 583 انتهاكًا جسيمًا طال 504 أطفال خلال العام 2024، بالإضافة إلى 204 انتهاكات تعود إلى أعوام سابقة، مشيرًا إلى أن الجزء الأكبر من هذه الانتهاكات نُسب إلى ميليشيا الحوثي المدعومة من إيران.

وخلال التقرير أطلقت الأمم المتحدة تحذيرًا جديدًا بشأن تصاعد وتيرة الانتهاكات الخطيرة التي يتعرض لها الأطفال في اليمن. حيث سلط التقرير على انتهاكات تشمل القتل والتشويه، وتجنيد الأطفال، والعنف الجنسي، والاختطاف، واستهداف المدارس والمستشفيات، إضافة إلى منع المساعدات الإنسانية عن الأطفال.

ودعا غوتيريش كافة أطراف النزاع في اليمن إلى السماح للأمم المتحدة بالوصول الفوري وغير المشروط للأطفال المحتجزين، والإفراج عنهم دون تأخير، والعمل على إعادة إدماجهم في المجتمع بدعم من منظمات الأمم المتحدة.

كما شدد على ضرورة أن تشمل أي عملية سياسية قادمة، تحت رعاية الأمم المتحدة، بنودًا واضحة لحماية الأطفال، مشيدًا في الوقت نفسه باعتماد "بروتوكول تسليم الأطفال المرتبطين بالقوات والجماعات المسلحة" الذي من شأنه نقل هؤلاء الأطفال إلى الجهات المدنية المختصة بحمايتهم وتأهيلهم.

التقرير يأتي ضمن سلسلة سنوية تصدرها الأمم المتحدة بشأن الأطفال والنزاعات المسلحة حول العالم، ويُبرز أن العام 2024 سجل أعلى عدد من الانتهاكات الجسيمة ضد الأطفال في النزاعات المسلحة عالميًا خلال ثلاثة عقود تقريبًا، وهو ما وصفته الممثلة الخاصة للأمين العام المعنية بالأطفال والنزاعات المسلحة، فيرجينيا غامبا، بأنه "تدهور غير مسبوق في حماية الطفولة وسط النزاعات".

وأضافت غامبا: "تحوّلت البيوت والشوارع في اليمن إلى ساحات قتال بفعل الهجمات الصاروخية العشوائية والقصف العنيف، في ظل استخدام واسع النطاق للأسلحة المتفجرة داخل المناطق المأهولة، مما زاد من أعداد الضحايا في صفوف الأطفال بشكل مقلق".

وأكدت أن الأسلحة المتفجرة وحدها كانت سببًا في نحو ربع الإصابات والوفيات بين الأطفال، كما شكّلت الألغام الأرضية ومخلفات الحرب خطرًا دائمًا يهدد المجتمعات المدنية ويعيق جهود الإغاثة والعودة الآمنة للنازحين.

ودعت غامبا في ختام تصريحها المجتمع الدولي إلى تعزيز التزامه بمبدأ حماية الطفولة، قائلة: "يجب إنهاء الحرب على الأطفال فورًا. على أطراف النزاعات الالتزام بالقانون الإنساني الدولي، وتحديدًا مبادئ الإنسانية، التمييز، التناسب، والضرورة".

وأصدر مكتب الممثل الخاص للأمين العام بالتعاون مع منظمة اليونيسف مذكرة توجيهية جديدة لتوثيق الانتهاكات المتعلقة بمنع وصول المساعدات الإنسانية للأطفال، وهي ظاهرة آخذة بالاتساع بحسب الأمم المتحدة، وتشكل تهديدًا مباشرًا لحياة الأطفال الذين يعتمدون على هذه المساعدات للبقاء. 

مقالات مشابهة

  • كم كلفت الضربة الأمريكية التي أنهت الحرب بين إيران والاحتلال؟ (أرقام)
  • هشام الحلبي: الضربة الأمريكية مجرد استعراض للقوة
  • الاقتصاد العالمي و الضربة العسكرية الأمريكية على المفاعلات النووية الإيرانية
  • الولايات المتحدة تحذر من مستوى تهديد مرتفع بعد الضربات الأمريكية ضد إيران
  • الحوثيون: مستعدون لاستهداف السفن والبوارج الأمريكية في البحر الأحمر
  • الحوثيون في صدارة المتهمين.. أكثر من 580 انتهاكًا خطيرًا ضد أطفال اليمن في 2024
  • وزير خارجية إيران: الضربة الأمريكية ستكون لها عواقب وخيمة
  • الحوثيون يهددون بضرب السفن الأمريكية في البحر الأحمر
  • الحوثيون يهدّدون باستهداف السفن الأمريكية في البحر الأحمر
  • الحوثيون يهددون باستهداف السفن الأميركية إذا دعمت إسرائيل