الوحدة نيوز/ متابعات:

هل كانت الولايات المتحدة الأمريكية تعتقد أن تدخُّلها العسكري في اليمن يمكن أن ينهي الاضطرابات في البحر الأحمر؟

هكذا بدأت جريدة عمان في افتتاحيتها التي جاءت تحت عنوان ” المأزق الأمريكي البريطاني في اليمن”.

وقالت الصحيفة: إن كانت تحليلاتها للمشهد سياسيا وعسكريا أوصلتها إلى هذه القناعة فهذا يعني أنها لا تفهم التشابكات الثقافية في منطقة الشرق الأوسط رغم السنوات الطولية التي قضتها في المنطقة.

وتفيد الصحيفة أن اليمن التي خاضت صراعا داميا خلال السنوات الماضية وقتل من أبنائها عشرات الآلاف وشهدت أحد أكبر المجاعات في تاريخ جزيرة العرب لم تتعرض لخطوط التجارة في البحر الأحمر، رغم أنها كانت تستطيع ولو عند الحد الأدنى الذي كان يمكن أن يلفت نظر العالم إلى القضية اليمنية ويسهم في الدفع بالحرب نحو هدنة طويلة كما هي عليه اليوم.

وأضافت: لكن الجرائم والمجازر التاريخية التي ما زال جيش الاحتلال الإسرائيلي يرتكبها بحق الشعب الفلسطيني حرّكت العالم أجمع بما في ذلك الشعب اليمني الذي وجد نفسه ممسكًا بورقة يمكن أن تشكّل ضغطًا عالميًا للتحرك نحو وقف الحرب ووقف الإبادة الجماعية التي يتعرض لها الفلسطينيون في غزة، ولم يتأخّر اليمن بعد أن فشلت كل المساعي لوقف المجاز، وجرّب أن يستخدم الورقة التي يملكها علّ العالم يستشعر أن ثمة نتائج كارثة وأثمانًا باهظة على الجميع أن يتشارك فيها فيما لو استمرت هذه الحرب الإجرامية على غزة، وعندها يمكن للداعمين الكبار للكيان الصهيوني أن يوقفوا إسرائيل عند حدها.

وقالت انصار الله الذين يسيطرون  على صنعاء والكثير من المدن اليمنية: إنها ستمنع أي سفينة متجهة إلى إسرائيل أو على علاقة بإسرائيل ما لم تتوقف حرب الإبادة.

ورغم صعوبة هذا الموقف على العالم أجمع إلا أنه ليس موقفًا عبثيًا يهدف إلى خلط الأوراق، ولكنه موقف ينطلق من مبررات سياسية وثقافية ودينية، وأيضا لمن أراد التوسع من قيم عربية تاريخية وحديثة تتمثل في إغاثة الملهوف وفي التضامن العربي، وموقف عالمي في العمل على وقف الإبادة الجماعية إن كان ثمة وسيلة لوقفها.

ووفقا للصحيفة: هذه المبادئ من شأنها أن تجلب لليمن ولليمنيين الكثير من المتاعب والكوارث.. ولكن أهل اليمن يعتقدون، أيضا، أن ثقافتهم ودينهم ومكانتهم التاريخية تحتم عليهم ما داموا يملكون وسيلة لدعم حق الفلسطينيين في الحياة ألا يدخروا جهدا في المساعدة حتى لو نالهم بعض مما ينال أهل غزة.

وتابعت: لذلك كان على الولايات المتحدة وبريطانيا أن تفهما كل هذه الخلفيات المهمة قبل أن تتورط في اليمن وتمهد الطريق لتوسيع الحرب إلى خارج نطاق غزة الجغرافي وتدفع بسياسة «توحيد ساحات» المقاومة في العراق وفي سوريا وفي لبنان إضافة إلى اليمن الذي بات الآن في قلب مشهد المقاومة.

وشنت أمريكا وبريطانيا فجر الجمعة الماضي ضربات قوية على أهداف يمنية وكانت النتيجة أن اعتبر اليمن متمثلا في حركة أنصار الله أن كل المصالح الأمريكية والبريطانية ومصالح دول أخرى بينها دول عربية أهداف قابلة للاستهداف المباشر.. وهذا ما حدث أمس عندما تم استهداف سفينة شحن أمريكية بصاروخ باليستي.

وتقول الصحيفة: لكن أثر التدخل الأمريكي والبريطاني في اليمن لن يتوقف عند استمرار استهداف السفن التي تبحر في البحر الأحمر، إنه أعمق من ذلك بكثير حيث يمكن أن تبرز متغيرات جيوسياسية في المنطقة تقود إلى تحولات كبرى تسهم في تعميق الصراعات في المنطقة.

ويؤكد منتقدو التدخل الأمريكي والبريطاني في اليمن بأن الرد العسكري قد يؤدي إلى تفاقم الوضع بدلًا من تخفيفه؛ فالاعتماد على القوة العسكرية، بدلا من الحلول الدبلوماسية، أو معالجة أصل القضية وهو وقف إطلاق النار في غزة، يُنظر إليه باعتباره حافزًا محتملًا لحرب إقليمية أوسع نطاقا.. ويستشهد هؤلاء بالنفس الطويل الذي ظهرت به جماعة أنصار الله في مواجهة الحرب الماضية ما يشير إلى أن المزيد من العمل العسكري قد لا يكون حلا حقيقيا وجذريا للقضية.

واختتمت الصحيفة افتتاحيتها قائلة: لو استمعت الولايات المتحدة للنصيحة العمانية في التعامل مع أزمة البحر الأحمر وقررت الدفع نحو وقف الحرب في غزة وإدخال المساعدات الإنسانية لجنبت نفسها غرقا جديدا في اليمن خاصة أنها في سنة الانتخابات التي تتجنب فيها خوض صراعات عسكرية.

 

المصدر: الوحدة نيوز

كلمات دلالية: الامم المتحدة الجزائر الحديدة الدكتور عبدالعزيز المقالح السودان الصين العالم العربي العدوان العدوان على اليمن المجلس السياسي الأعلى المجلس السياسي الاعلى الوحدة نيوز الولايات المتحدة الامريكية اليمن امريكا ايران تونس روسيا سوريا شهداء تعز صنعاء عاصم السادة عبدالعزيز بن حبتور عبدالله صبري فلسطين لبنان ليفربول مجلس الشورى مجلس الوزراء مصر نائب رئيس المجلس السياسي نبيل الصوفي البحر الأحمر فی الیمن یمکن أن

إقرأ أيضاً:

الجبير يربط أمن البحر الأحمر باستقرار اليمن.. محاولة لإعادة إنتاج الرواية ’’الصهيونية-الأمريكية’’ أم تهرب سعودي من استحقاقات السلام؟

يمانيون / تحليل

تصريحات وزير الشؤون الخارجية للملكة العربية السعودية عادل الجبير في القمة العربية التي انطلقت أعمالها اليوم السبت 19 ذو القعدة 1446هـ الموافق 17 مايو 2025م في العاصمة العراقية بغداد، والتي ربط فيها أمن الممرات الملاحية في البحر الأحمر بتحقيق الاستقرار في اليمن، تأتي في توقيت حساس من عمر الحرب والصراع الإقليمي التي يديرها النظام الأمريكي.. هذه التصريحات تفتح الباب لقراءة أعمق لما تسعى إليه الرياض في المرحلة المقبلة.

 

من الناحية الدبلوماسية، يبدو تصريح الجبير وكأنه دعوة للسلام، إذ يربط الأمن البحري بالاستقرار السياسي. لكن في الواقع، فإن هذا الطرح يحمل نبرة مشروطة، تضع عبء تحقيق الأمن على طرف واحد – هو اليمن – بينما تتجاهل العدوان الصهيوني على غزة الذي يمثل السبب الحقيقي في الموقف اليمني، خصوصا وأن هذه القضية -العدوان على غزة- غابة تماما من خطابات قيادات المثلث الخليجي “السعودية وقطر والإمارات”.

 

اللافت أن الشرط الذي أشار إليه الجبير ونصه: “لا أمن في البحر الأحمر دون إنهاء تهديدات الحوثيين”، يتقاطع بشكل مباشر مع الرواية التي تبنّتها كل من إسرائيل والولايات المتحدة وبريطانيا في الفترة الأخيرة، خاصة خلال عملياتهم العسكرية ضد اليمن بذريعة حماية الملاحة.

 

هذا التماهي في الخارجية السعودية يعكس ما يمكن اعتباره محاولة سعودية لإعادة تدوير الموقف الصهيوأمريكي بغطاء عربي، في ظل تراجع الحضور الأمريكي المباشر بعد الفشل العسكري والسياسي.

الفشل في تحقيق “ردع بحري” ضد اليمن، والاضطرار الأميركي إلى الدخول في مفاوضات وقف إطلاق النار، كشف حدود القوة للولايات المتحدة وبريطانيا في هذا الملف، وأعطى اليمن موقعًا تفاوضيًا أقوى.

هنا، يُفهم من تصريح الجبير كمحاولة لإعادة تموضع السعودية في هذا الملف، عبر نقل الضغوط من واشنطن إلى العواصم العربية، ومحاولة تصوير الأزمة كأزمة “استقرار يمني” بدلاً من كونها نتيجة تدخل و”عدوان خارجي”.

وبدل أن تبادر السعودية بدور واضح للتعامل مع السبب الرئيسي للحصار المفروض على السفن الإسرائيلية بشكل مباشر، يفتح الجبير بابًا جديدًا من الشروط. هذا ليس طرحًا لحل، بقدر ما هو تعليق للمسار السياسي على مشجب الأمن البحري، وكأن الرياض تقول: “لن يتحقق السلام قبل أن يتحقق أمننا البحري”، بينما الأصح دبلوماسيًا هو: “لن يتحقق الأمن البحري دون سلام حقيقي وشامل”.

تحمل تصريحات الجبير رسالة ضغط سياسية موجهة لليمن، مفادها أن الانخراط في المفاوضات المستقبلية سيكون مشروطًا بمحددات أمنية إقليمية، وليس فقط بمطالب داخلية يمنية.. وهذا يعزز قناعة أن السعودية لم تحسم بعد خيار التحول من طرف في الحرب إلى طرف في السلام، كما أنها تشير إلى أن الرياض تسعى لخلق غطاء سياسي جديد للتماهي مع شروط العدو الصهيوني أمريكي، ولو على حساب غزة والفظائع التي ترتكب بحق الالاف من النساء والأطفال.

مقالات مشابهة

  • صحيفة Globes الصهيونية: “إسرائيل” تُعيد إنتاج الفشل السعودي في اليمن
  • غسان حسن محمد.. شاعر التهويدة التي لم تُنِم. والوليد الذي لم تمنحه الحياة فرصة البكاء
  • متخصص: يجب فهم الكتالوج الخاص بك لمعرفة الأشياء التي يمكن التحدث عنها ..فيديو
  • عائلات الأسرى الإسرائيليين .. نتنياهو هو “ملاك الموت” الذي يقبض أرواح الأسرى
  • الجبير يربط أمن البحر الأحمر باستقرار اليمن.. محاولة لإعادة إنتاج الرواية ’’الصهيونية-الأمريكية’’ أم تهرب سعودي من استحقاقات السلام؟
  • روسيا تفجر مفاجأة وتكشف الأسباب الحقيقية التي دفعت ’’ترامب’’ للاتفاق مع اليمن (تفاصيل خطيرة)
  • الرئيس الفلسطيني يدعو خلال القمة العربية ببغداد لتبني خطة عربية لإنهاء الحرب في غزة
  • الرئيس الفلسطيني يدعو لتبني خطة عربية لإنهاء الحرب في غزة
  • "عربات جدعون": هل يمكن لخطة إسرائيل لاحتلال قطاع غزة أن تقضي على حركة حماس؟
  • ماهي الأدوار المهمة التي يمكن أن يلعبها الإعلام في السودان في فترة ما بعد الحرب