قيادي إسلامي جزائري لـ عربي21: لا عزاء لعربي أو مسلم في جوع فلسطينيي غزة
تاريخ النشر: 23rd, January 2024 GMT
أكد رئيس جبهة العدالة والتنمية الجزائرية الشيخ عبد الله جاب الله، أن زحف الجوع على سكان قطاع غزة وهم يواجهون جرائم الاحتلال الصهيوني للشهر الرابع على التوالي، يتحمل مسؤوليتها بعد الاحتلال وأعوانه العرب والمسلمون عامة وفي المقدمة منهم مصر، صاحبة المنفذ البري الوحيد على قطاع غزة.
وأعرب جاب الله في تصريحات خاصة لـ "عربي21" عن أسفه للأنباء التي تتحدث عن جوع الفلسطينيين في قطاع غزة، وهم يواجهون أبشع احتلال نيابة عن الأمة جميعا.
وقال: "لا حول ولا قوة إلا بالله، المطلوب لوقف هذا الجوع الزاحف على قطاع غزة عامة وعلى وسطه وشماله تحديدا تقع على عاتق مصر صاحبة المعبر البري الذي تصطف على أبوابه عشرات الشاحنات المحملة بالمساعدات الإنسانية الضرورية دون أن يسمح لها بالدخول، لكن للأسف الشديد القرار المصري قرار مسلوب ولا سيادة له على أرضه".
واعتبر جاب الله أن ما يعانيه الفلسطينيون من أذى تقع مسؤوليته في رقاب الحكام العرب والمسلمين بالدرجة الأولى.
وقال: "كل أذى يلحق هؤلاء الناس مهما كان صغيرا فوزره في أعناق النخب النافذة المسيطرة على القرار في بلداننا العربية والإسلامية، فهؤلاء شركاء فيما مس القوم في غزة".
وأضاف: "كان الأمل في الجيش المصري الذي يملك القرار لفتح معبر رفح، وهذا لم يحدث للأسف.. لكن أيضا الشعب المصري له مسؤولية لفتح المعبر لإدخال ما يحتاجه الفلسطينيون للبقاء على قيد الحياة".
وعما إذا كان للجزائر التي عانت أبشع استعمار في التاريخ الحديث والمعاصر، أن تقف إلى جانب الشعب الفلسطيني، وهي دولة غنية وقادرة على الفعل، قال جاب الله: "التعاطف العام حاصل.. لكن للأسف حتى هم قرارهم رهين بجامعة الدول العربية وبمنظمة المؤتمر الإسلامي.. ولو أخذت مصر موقفا قويا لدعمتها الجزائر".
وأضاف: "العقيدة التي يقوم عليها الحكمم في الجزائر أنها تؤيد القرارات الداخلية لأي دولة تحت شعار عدم التدخل في الشؤون الداخلية، وهذا موقف غير مبرر ومخالف لشرع الله.. الله يأمر بالاستجابة لاستغاثات المستضعفين".
واعتبر جاب الله أن ما يعيشه الفلسطينيون من ويلات بسبب الاحتلال هو ثمرة لسياسات استعمارية قديمة، وقال: "للأسف نحن نجني أمر تقصير سابق في بيان مخاطر العلمانية.. النخب الحاكمة تعلمنت، وابتعدت تماما عن دينها فحل محل الفهم القرآني للدين الفهم الكنسي، وصارت دولة الكيان أقرب إليهم من المقاومة ومن حماس، ولذلك هم يتواطؤون معها في السر والعلن..".
وأضاف: "لقد بيّن العلماء أن جهاد الدفع فرض عين وقع على كل مسلم له القدرة والقرب، وهذا أضحى معلوما، ومن أهم وسائل الجهاد الجهاد بالمال.. لكن من يسمح بدخول المال والمواد المختلفة هي مصر.. ومصر قرارها بيد دولة الكيان".
وتابع: "نحن خضعنا للاستعمار الاستيطاني لعقود طويلة وقبل أن يضطر للمغادرة جزأ بلادنا، 57 دولة، ومكن للتغريب، وسلم الحكم إلى النخب المتغربة، واستمر الضخ العلماني عبر الإعلام ومناهج التربية والتعليم، وربطنا اقتصاديا به، وزرع دولة الكيان من أجل الحفاظ على هذه النتائج التي حققها الغرب، ونحن الآن نتلظى بنيرانها.. وقد قصّر العلماء والمفكرون في تبيان مخاطر التيارات العلمانية، وترسيخ التعاون والتكافل، والتصدي للاستعمار الثقافي والأمني والعسكري.. فتم فتح الباب أمام النخب العلمانية لتشيع هذه الثقافة"، وفق تعبيره.
وأعلن المكتب الإعلامي الحكومي بغزة، في بيان صحفي له أمس الإثنين عن نفاد كميات الطحين ومشتقاته والأرز والمعلبات التي كانت متبقية في محافظة شمال قطاع غزة منذ قبل حرب الإبادة الجماعية على غزة، وهذا الأمر يؤكد بدء وقوع مجاعة حقيقية يواجهها 400,000 مواطن من أبناء شعبنا الفلسطيني مازالوا متواجدين في المحافظة.
وذكر المكتب الإعلامي، أن "الاحتلال أجبر سكان محافظة شمال غزة على طحن أعلاف الحيوانات والحبوب بدلاً من القمح المفقود، وأصبحوا يواجهون مجاعة حقيقية في ظل استمرار العدوان وفي ظل تشديد الاحتلال للحصار على شعبنا الفلسطيني".
وأضاف: "تتعرض كل من محافظة شمال غزة ومحافظة غزة إلى حصار شديد ومطبق بالتزامن مع استمرار حرب الإبادة الجماعية التي يشنها جيش الاحتلال "الإسرائيلي"، حيث يمنع الاحتلال وصول أية مساعدات إلى تلك المحافظتين منذ بدء الحرب الوحشية، وتم تسجيل عشرات حالات الإعدام والقتل الميداني التي نفذها جيش الاحتلال لعشرات الشهداء حاولوا الحصول على الغذاء بمحافظتي غزة وشمال غزة".
وحمل الاحتلال "الإسرائيلي" كامل المسئولية عن المجاعة في محافظة شمال قطاع غزة، كما وحمّل المجتمع الدولي والإدارة الأمريكية والرئيس بايدن شخصياً المسؤولية أيضاً تجاه هذه الجريمة التي قال بأنها "تخالف القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني وتخالف كل الاتفاقيات والمعاهدات الدولية التي تضمن حق الحصول على الغذاء لأي إنسان، حيث منحوا الاحتلال الضوء الأخضر لارتكاب هذه الجرائم، ورفضوا وقف هذه الحرب الوحشية على قطاع غزة".
وناشد المكتب كل دول العالم الحر والمنظمات الدولية المختلفة بالعمل الجاد والفوري والعاجل من أجل إدخال المساعدات التموينية والإمدادات الغذائية لجميع أبناء الشعب الفلسطيني وخاصة في محافظة شمال غزة ومحافظة غزة.
كما طالب كل العالم بوقف حرب الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، ووقف شلال الدم ووقف قتل واستهداف المدنيين والأطفال والنساء.
ومنذ 108 أيام يشن الجيش الإسرائيلي حربا مدمرة علي قطاع غزة، خلفت حتى الاثنين "25 ألفا و295 شهيدا و63 ألف إصابة معظمهم أطفال ونساء"، وفق السلطات الفلسطينية، وتسببت بـ"دمار هائل وكارثة إنسانية غير مسبوقة"، بحسب الأمم المتحدة.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية الجوع غزة الاحتلال الفلسطينيين احتلال فلسطين غزة مواقف جوع المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة من هنا وهناك سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة محافظة شمال جاب الله قطاع غزة شمال غزة
إقرأ أيضاً:
الاحتلال يخلي قسرا مستشفى العودة وينذر مناطق بشمالي قطاع غزة
أصدر جيش الاحتلال الإسرائيلي الليلة "أوامر إخلاء" جديدة للمواطنين في مناطق شمالي قطاع غزة، في حين باشر بإجلاء مستشفى العودة قسرا، وقد استشهد الخميس 70 فلسطينيا في قصف إسرائيلي.
وذكرت مصادر محلية أن الاحتلال أصدر "أوامر إخلاء" للمواطنين في جباليا البلد والعطاطرة والشجاعية والدرج والزيتون، مطالبا إياهم بالنزوح عن منازلهم وخيامهم فورا.
إخلاء مستشفى العودةكما أعلنت إدارة مستشفى العودة شمالي القطاع أن الاحتلال باشر في الإخلاء القسري للمرضى والطواقم الطبية من المستشفى.
وقالت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة إن هذا الإجراء يعد استمرارا لجرائم وانتهاكات الاحتلال بحق المنظومة الصحية في القطاع.
وناشدت وزارة الصحة كل الجهات المعنية توفير الحماية للمنظومة الصحية في قطاع غزة وفق ما كفلته القوانين الدولية والإنسانية.
وفي السياق، أعلن المدير العام لوزارة الصحة بغزة منير البرش أن إسرائيل حرمت نحو 400 ألف فلسطيني شمال القطاع من الخدمات الصحية بعد إخراجها مستشفى العودة من الخدمة قسرا، وهو آخر صرح طبي كان يعمل في المنطقة.
والخميس، قال البرش في حديث للأناضول إن الاحتلال الإسرائيلي أجبر الطواقم الطبية والمرضى في المستشفى على الخروج منه.
إعلانومستشفى العودة من المؤسسات الطبية الخاصة التي تقدم خدماتها في قطاع غزة، وله فرعان، أحدهما وسط القطاع والآخر بمخيم جباليا (شمال)، ورغم الإمكانيات المحدودة بسبب الحصار الإسرائيلي والإبادة فإنه يواصل تقديم الرعاية للمرضى والمصابين بشكل محدود.
وأضاف البرش أن إسرائيل سبق أن أخرجت مستشفيي كمال عدوان والإندونيسي من الخدمة.
وفي وقت سابق الخميس، أعلنت إدارة مستشفى العودة أن الجيش الإسرائيلي فجّر روبوتات مفخخة في محيط المبنى، وأطلق النار بشكل كثيف على مرافقه، قبل أن يصدر أمرا بإخلائه.
وسبق أن أفاد المستشفى بأنه كان يضم 97 شخصا -بينهم 13 مريضا ومصابا- و84 من الكوادر الطبية.
ووفق مصادر طبية للأناضول، فإن إخلاء مستشفى العودة يعني خروج جميع مستشفيات شمال القطاع من الخدمة، وذلك نتيجة الاستهداف الإسرائيلي المباشر والحصار المتواصل.
والأربعاء، قالت وزارة الصحة في غزة إن 22 مستشفى من أصل 38 بالقطاع خرجت من الخدمة بفعل الاستهدافات الإسرائيلية، وسط انهيار شبه كامل في النظام الصحي.
ومنذ بدئه حرب الإبادة على القطاع في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 عمد الجيش الإسرائيلي إلى استهداف مستشفيات غزة ومنظومتها الصحية، وأخرج معظمها من الخدمة، مما عرّض حياة المرضى والجرحى للخطر.
وقالت وزارة الصحة في قطاع غزة إن 70 فلسطينيا استُشهدوا في غارات شنها جيش الاحتلال الإسرائيلي على القطاع منذ فجر الخميس، 30 منهم بمدينة غزة (شمال).
واستشهد 3986 فلسطينيا وأصيب 11 ألفا و451 منذ 18 مارس/آذار الماضي.
وبذلك، يرتفع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 إلى 54 ألفا و249 شهيدا و123 ألفا و492 مصابا.
يشار إلى أن إسرائيل ترتكب بدعم أميركي مطلق منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 حرب إبادة جماعية في غزة خلفت أكثر من 177 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح -معظمهم أطفال ونساء- وما يزيد على 11 ألف مفقود.
إعلان