شفق نيوز/ وصف الخبير الاقتصادي نبيل المرسومي، يوم الثلاثاء، العقوبات التي فرضتها وزارة الخزانة الأمريكية على شركة "فلاي بغداد" للطيران، بأنها "إنذار اقتصادي أمريكي للعراق".

وقال المرسومي في بيان ورد لوكالة شفق نيوز "يتمتع كل من رئيس الولايات المتحدة والكونغرس بسلطة إصدار عقوبات، إذ يسمح قانون السلطات الاقتصادية الطارئة الدولية لعام 1977 للرئيس بفعل ذلك بسهولة كبيرة وقد دفعت واشنطن بالأمم المتحدة إلى فرض عقوبات على جماعات وأشخاص في 180 دولة".

وبين أن الولايات المتحدة تتبنى أربعة أساليب في عقوباتها الاقتصادية، وهي:

1.   التجميد: مصادرة أصول الدولة الموجودة بالخارج وتجميد حسابات مؤسسات الدولة والأفراد المتهمين بالضلوع في صناعة القرارات التي تتقاطع مع المصالح الأمريكية.

2.   القيود المالية: الاستبعاد من نظام التحويل المالي (سويفت) لإرسال الأموال عبر العالم، والذي  يستخدم من قبل عدة آلاف من المؤسسات المالية في أكثر من 200 دولة. وتم استخدام هذه العقوبة من قبل ضد إيران وروسيا بعد حربها ضد أوكرانيا.

3.   الاستبعاد من مقاصة الدولار: حظر المعاملات المالية التي تنطوي على استخدام الدولارات الأمريكية ومعاقبة أي شركة غربية تتعامل مع شركات الدولة التي تتعرض للعقاب.

4.   منع الوصول لأسواق الديون العالمية: وهو إجراء من شأنه الحرمان من التمويل لتنمية الاقتصاد وقد ترتفع تكلفة الاقتراض في البلاد وقد تنخفض قيمة العملة الوطنية.

وأشار المرسومي إلى أنه إذا ما توسعت العمليات العسكرية في العراق فمن الممكن أن يتعرض العراق للعقوبات الآتية:

1. التوقف عن تسليم الدولار إلى العراق إذ أن القوانين الأمريكية مثل قانون "معاقبة أعداء أمريكا" تتيح لها عدم تسليم الدولار إلى بعض الدول مما سيخفض كثيراً من سعر صرف الدينار العراقي مقابل الدولار وقد نشهد انهياراً كبيراً للدينار العراقي يؤدي بالنتيجة إلى تضخم جامح سيذكرنا بالحصار الأمريكي على العراق. وقد يتم تجميد احتياطات العراق النقدية في البنوك الأمريكية وقد يمتد الأمر إلى استثمارات العراقي الكبيرة في سندات الخزانة الأمريكية التي تبلغ نحو 34 مليار دولار.

2. الامتناع عن التعامل مع البنك المركزي العراقي وهو ما يؤدي إلى فقدان ثقة العالم به ويدفعهم إلى التوقف عن التعامل مع البنك المركزي العراقي لأسباب فنية تتعلق بالمعايير النقدية العالمية أو لأسباب تتعلق بالخشية من فرض عقوبات أمريكية على الجهة التي تعامل مع البنك المركزي العراقي.

3. فرض عقوبات على المصارف العراقية وشركات التحويل المالي مما يربك الوضع الاقتصادي ويحد من تمويل التجارة الخارجية.

4. منع العراق من استخدام نظام التحويل المالي (سويفت) الذي يخضع في جانب كبير منه للنفوذ الأمريكي.

5. إيقاف برامج الإقراض والإعمار والمساعدات الفنية التي يقدمها صندوق النقد الدولي والبنك الدولي للعراق إذ أن هاتين المنظمتين تتحكم بهما الولايات المتحدة.

6. التوقف عن منح العراق الاستثناء الخاص باستيراد الغاز والكهرباء من إيران ما سيؤدي إلى انهيار المنظمة الكهربائية فيه.

7. ستؤثر العقوبات الأمريكية المحتملة كثيراً في قطاع النفط إذ ربما ستوقف الولايات المتحدة استيراداتها من العراق التي تصل إلى 400 ألف برميل يومياً وربما ستتطور العقوبات إلى فرض عقوبات أمريكية على الجهات التي تشتري النفط العراقي الذي يشكل 93% من الإيرادات العامة، فضلاً عن امتناع ناقلات النفط الأجنبية من تحميل ونقل النفط العراقي إلى الأسواق العالمية خشية تعرضها للعقوبات الأمريكية وستفعل الشيء نفسه شركات التأمين على شحنات العراق النفطية المتجهة للخارج.

8. التأثير السلبي على البيئة الاستثمارية في العراق والمتمثل بإضعاف ثقة المستثمرين وبشكل خاص ما يتعلق بالشركات العاملة في مجال النفط  الأمريكية منها والأجنبية مما سيكون له انعكاس على قدرة العراق في الإنتاج والتصدير وعلى مشاريع تطوير الحقول النفطية وخاصة تلك المتعلقة باستثمار الغاز المصاحب التي يعول العراق عليها من أجل خفض استيراداته من الغاز الذي هو المصدر الوحيد لتوليد الكهرباء في العراق، فضلاً عن تأثيراتها السلبية على البرامج الاقتصادية الحكومية في البناء والإعمار.

ويوم أمس الاثنين، أعلنت وزارة الخزانة الأمريكية عن إدراج شركة الطيران العراقية "فلاي بغداد" ومديرها التنفيذي، على لائحة العقوبات، لتقديم المساعدة إلى الحرس الثوري الإيراني "فيلق القدس" والمجموعات الوكيلة له في العراق، وسوريا، ولبنان.

وذكرت الخزانة في بيان ترجمته وكالة شفق نيوز، أن "شركة (فلاي بغداد) ولسنوات عدة، دعمت عمليات فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني ووكلائه من خلال توصيل العتاد والأفراد في جميع أنحاء المنطقة".

وأضافت أن "رحلات الشركة قامت بتسليم شحنات أسلحة إلى مطار دمشق الدولي في سوريا، لنقلها إلى أعضاء الحرس الثوري الإيراني، فيلق القدس والميليشيات المتحالفة مع إيران على الأرض في سوريا، بما في ذلك الحرس الجمهوري العربي السوري، وحزب الله اللبناني، وكتائب حزب الله العراقية".

وبحسب الخزانة الأمريكية، سلمت شركة "فلاي بغداد" لهذه الجماعات العاملة في سوريا مجموعة من الأسلحة، بما في ذلك صواريخ فتح وذو الفقار والفجر إيرانية الصنع، بالإضافة إلى بنادق AK-47 وRPG-7 وقنابل يدوية ورشاشات أخرى.

وعلى إثر ذلك، باشر البنك المركزي العراقي، اليوم الثلاثاء، بتجميد حسابات شركة "فلاي بغداد" للنقل الجوي.

وقال مصدر مطلع لوكالة شفق نيوز، بأن "البنك قام بتجميد حسابات الشركة في ثلاثة مصارف رئيسية استجابة لعقوبات الخزانة الأمريكية"، دون ذكر مزيد من التفاصيل.

المصدر: شفق نيوز

كلمات دلالية: العراق هاكان فيدان تركيا محمد شياع السوداني انتخابات مجالس المحافظات بغداد ديالى نينوى ذي قار ميسان اقليم كوردستان السليمانية اربيل نيجيرفان بارزاني إقليم كوردستان العراق بغداد اربيل تركيا اسعار الدولار روسيا ايران يفغيني بريغوجين اوكرانيا امريكا كرة اليد كرة القدم المنتخب الاولمبي العراقي المنتخب العراقي بطولة الجمهورية الكورد الفيليون الكورد الفيليون خانقين البطاقة الوطنية مطالبات العراق بغداد ذي قار ديالى حادث سير الكورد الفيليون مجلة فيلي عاشوراء شهر تموز مندلي العراق الخزانة الامريكية فلاي بغداد عقوبات اقتصادية البنک المرکزی العراقی الخزانة الأمریکیة الولایات المتحدة فرض عقوبات فلای بغداد فی العراق شفق نیوز

إقرأ أيضاً:

الرئيس العراقي يستقبل مصطفى مدبولي ويؤكد عمق العلاقات التاريخية بين بغداد والقاهرة

استقبل الرئيس العراقي الدكتور عبد اللطيف جمال رشيد، اليوم الإثنين، الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، على هامش مشاركته في مؤتمر الأمم المتحدة الرابع لتمويل التنمية، الذي تستضيفه مقاطعة إشبيلية الإسبانية في الفترة من 30 يونيو حتى 3 يوليو 2025.

وفي مستهل اللقاء، أعرب الرئيس العراقي عن ترحيبه الكبير بمشاركة مصر الفعالة في المؤتمر الأممي، كما رحب بلقاء الدكتور مصطفى مدبولي، ناقلًا تحياته إلى الرئيس عبد الفتاح السيسي، ومشيدًا بعمق العلاقات التاريخية المتجذرة بين مصر والعراق، والتي تمتد جذورها إلى عصور طويلة من التفاهم والتعاون المشترك.

وزير الخارجية مع مدير وكالة الطاقة الذرية سبل تهدئة الملف النووي الإيراني مدبولي من مؤتمر الأمم المتحدة: لا سلام في الشرق الأوسط دون حصول الفلسطينيين على حقوقهم المشروعة الرئيس العراقي: نُرحب بالتنسيق مع مصر لإرساء الاستقرار والسلام في المنطقة

وخلال اللقاء، تطرق الرئيس العراقي إلى الأحداث المتلاحقة في منطقة الشرق الأوسط، مؤكدًا أهمية التنسيق المشترك بين العراق ومصر لمواجهة التحديات الراهنة، والعمل سويًا من أجل تعزيز الأمن والاستقرار ونشر السلام في المنطقة.

كما شدد على أهمية دعم الشعب الفلسطيني، وضرورة رفع المعاناة عنه وتقديم جميع أشكال الدعم الإنساني الممكنة، مؤكدًا أهمية إعادة إعمار المناطق المتضررة، خاصة في ظل ما يمر به الفلسطينيون من ظروف إنسانية صعبة.

مدبولي يؤكد التزام مصر بدعم فلسطين والتعاون العربي المشترك

من جانبه، أعرب الدكتور مصطفى مدبولي عن تقديره الكبير لحفاوة الاستقبال، مؤكدًا أن العلاقات المصرية العراقية تشهد تطورًا ملحوظًا في ظل حرص القيادة السياسية في كلا البلدين على دفع التعاون الثنائي إلى آفاق أرحب في مختلف المجالات.

كما تقدم مدبولي بالتهنئة إلى العراق على النجاح الكبير في استضافة القمة العربية الأخيرة، مثمنًا الدور العراقي الفاعل في دعم القضايا العربية وتعزيز العمل العربي المشترك.

وبشأن القضية الفلسطينية، جدد رئيس مجلس الوزراء التأكيد على الموقف المصري الثابت تجاه حقوق الشعب الفلسطيني، مشددًا على ضرورة إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، مع الرفض التام لأي محاولات لتهجير الفلسطينيين من أراضيهم.

 

تعزيز التعاون المصري العراقي في دعم الاستقرار الإقليمي

وفي ختام اللقاء، أكد مدبولي استمرار التعاون بين مصر والعراق في دعم الاستقرار الإقليمي، والتنسيق المشترك إزاء القضايا التي تهم المنطقة، بما يُعزز من فرص السلام والتنمية الشاملة في العالم العربي.

مقالات مشابهة

  • نائب إطاري: سيادة البلد تتحقق بإخراج القوات الأمريكية من العراق
  • الرئيس العراقي يستقبل مصطفى مدبولي ويؤكد عمق العلاقات التاريخية بين بغداد والقاهرة
  • الرئيس العراقي يؤكد عمق العلاقات مع مصر.. ومدبولي يشيد بدور بغداد في دعم القضية الفلسطينية
  • تقرير اقتصادي يسعرض أبرز التحولات التي طرأت على خارطة التمويل الدولي لليمن ويحذر من تبعات تقليص الدعم الخارجي
  • خبير اقتصادي:البيئة الاستثمارية في العراق طاردة لرأس المال الأجنبي بسبب الفساد والسلاح المنفلت
  • الخارجية الأمريكية:الحشد أكبر تهديد أمني للعراق
  • خبير يشخص ثغرات الاقتصاد العراقي ويصف الأرقام الحكومية بـالإعلامية فقط
  • تصفية شركات استثمارية للعراق مع الأردن
  • الحكيم: الانتخابات هي المسار الآمن للعراق
  • الحكيم يكشف عن رسالة بغداد لإدارة ترامب ويوجه نداء للشباب العراقي