الرؤية- إبراهيم الهادي

عندما تطئ قدمك في قلب قارة آسيا وتحديدا في جمهورية أوزباكستان، تتملكك الحيرة من أين تبدأ، هل بسرد أسماء علمائها وما فاضت به عقولهم وقد أسهموا بشكل كبير في التطور الذي يشهده العالم اليوم، أو تتحدث عن الطبيعة الساحرة والمناخ الجميل الجاذب للزوار، أم أنك تتحدث عن المعالم التاريخية التي تستقطب الزوار من مختلف دول العالم، حيث المناظر الخلابة البديعة على ضفاف النهر وهي تتدفق بالعلوم الإنسانية بين نهري سيرداريا وأموداريا، فأوزبكستان منبع علوم الرياضيات والهندسة وحساب المثلثات، والجبر والكيمياء والفلك والمساحة التطبيقية والمعادن والصيدلة والطب والفنون والجغرافيا.

أاوزباكستان حاضنة العلماء ومنبع العلوم الطبيعية والإنسانية، كشفت بعلمائها عن أسرار الطبيعة والمجرات والكواكب السابحة في الكون على مر العصور، منهم الخوارزمي والفرغانى والبيروني وابن سينا والبخاري والزمخشري والتشاغميني وميرضياء أولوغبك وميرزا اولوغبيك ومسلم والقوشتشى وغيرهم.

وفي أوزباكستان يمكنك مشاهدة الأنهار العذبة والتطور الذي تشهده من قمم الجبال الجليدية، حيث الحدائق والبساتين الخضراء والمتنزهات، إضافة إلى التلفريك والتزلج على الجليد والكثير من الصناعات الترفيهية التي تتوزع في ربوع طشقند وسمرقند وبخارى وخوارزم وغيرها من المناطق الجميلة.

وإضافة إلى ما تزخر بها مدنها التاريخية من آثار ومتاحف وقلاع وحصون وطبيعة خلابة امتزجت مع التطور، فقد أولت حكومة أوزباكستان مؤخرا اهتماما كبيرا بالسياحة وأصبحت ترحب بضيوفها من شتى أنحاء العالم للتعرف عن قرب على الآثار التاريخية واكتشاف ومعرفة كيف تطور العالم من خلال علماء هذه الدولة، وما انبثق عنهم من علوم وازدهار علمي وثقافي، إذ بإمكان العمانيين الذهاب إلى أوزباكستان بدون تأشيرة سياحة لمدة لا تتجاوز العشرة أيام.

مكتبة البيروني

وتعد مكتبة البيروني أيقونة معمارية فريدة حيث تعبر عن العلاقات المتينة وأواصر الصداقة بين سلطنة عمان وجمهورية أوزبكستان، تلك العلاقة التي تتجسد في التعاون المستمر في مختلف المجالات والتي من بينها المجالات الثقافية التي توجت بافتتاح مكتبة أبي الريحان البيروني التابعة لمعهد الدراسات الشرقية في العاصمة الأوزبكية طشقند.

وأقيمت بدعم من جلالة السلطان قابوس بن سعيد- طيب الله ثراه- وافتتحها حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه- في شهر مارس 2018.

وتضم المكتبة أربعين ألف وثيقة تاريخية وستة وعشرين ألف مخطوطة على مساحة عشرة آلاف متر مربع، وهدفت إلى تقديم الدعم للمؤسسات العلمية المهتمة بحفظ التراث والعلوم والمعارف الإسلامية والعربية، وعلى أن تكون مخطوطات البيروني وكتاباته التاريخية متاحة للطلاب والباحثين لكي يتمكنوا من التعرف على تاريخ وثقافة شعوب آسيا الوسطى والعالم الإسلام، ويعود تاريخ بعض المخطوطات إلى أكثر من ألف سنة وقد تم إدراجها في سجل التراث العالمي في اليونسكو نظرا لأهميتها التاريخية الفريدة.

ويأتي تشييد المبنى لمكتبة البيروني تعبيرا عن تقدير سلطنة عمان للإسهامات العلمية التي قدمها علماء المسلمين على مدى عقود طويلة في الحقول العلمية المختلفة، والتي شكلت القاعدة الصلبة لعدد كبير من العلوم الأساسية في مجالات الطب والفلك والهندسة والرياضيات وغيرها الكثير من العلوم الانسانية.

معالم أوزباكستان السياحية

أبرز المعالم السياحية في أوزباكستان تتمثل في مجمع ريجستان وضريح الأمير تيمور وقبر تامرلان في ضريح غوري الأمير وضريح شاه زنده ومرصد أولوغبيك ومسجد بيبي خانوم وقصر رحمانوف وحديقة أوغام تشاتكال الوطنية والتلفريك ومدرسة بارك خان، وهي من أقدم المدارس في أوزباكستان، وتضم إحدى المكتبات المختصة بالمخطوطات في العالم وبها أندر نسخ القرأن الكريم والكتب الإسلامية، إضافة إلى الكثير من المعالم السياحية والتراثية والثقافية في طشقند وسمرقند وبخارى وخوارزم وغيرها من المدن في أوزباكستان، لتستحق أوزباكستان لقب عاصمة العلوم الإنسانية بعد أن أسهمت في تطوير الحضارة العالمية بعلمائها وعلومها وازدهارها الثقافي وبمخرجاتها العلمية في التطور والتقدم الذي يشهده العالم اليوم.



 

 

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

كلمات دلالية: فی أوزباکستان

إقرأ أيضاً:

بالصور.. جلالة السلطان والرئيس الإيراني يعقدان جلسة مباحثات رسمية تستعرض عُمق العلاقة التاريخية

 

جلسة ثنائية خاصة بين جلالة السلطان والرئيس مسعود بزشكيان

مراسم استقبال رسميّة تكريمًا للرئيس الإيراني بقصر العلم العامر

كوكبة من الخيالة السُّلطانية تصطف ترحيبًا بضيف البلاد الكبير

المدفعية تُطلق 21 طلقة تحية لفخامة الرئيس الإيراني

السيد شهاب في مقدمة مستقبلي الرئيس الإيراني بالمطار السلطاني الخاص

 

 

مسقط- العُمانية

 

عقد حضرةُ صاحبِ الجلالةِ السُّلطان هيثم بن طارق المعظّم- حفظهُ اللهُ ورعاهُ- وفخامةُ الرئيس الدكتور مسعود بزشكيان رئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية جلسة مباحثات رسمية بضيافة قصر العلم العامر.

وفي مستهل الجلسة جدّد جلالته ترحيبه بفخامة الرئيس ووفده آملًا لهم طيب الإقامة، فيما عبّر فخامة الرئيس عن خالص شكره وتقديره لجلالةِ السُّلطان المعظّم على حفاوة الاستقبال وحسن الوفادة.


 

كما جرى خلال الجلسة استعراض عمق العلاقة التاريخية التي تجمع البلدين الصديقين، وتبادل وجهات النظر حول المستجدات الراهنة في المنطقة والسعي في تعزيز الشراكة العُمانية الإيرانية لاسيما في مجالات الصناعة والتجارة والتعليم، إضافة إلى تعزيز التعاون في الأنشطة اللوجستية والصحية بما يخدم مصلحة الشعبين الصديقين.

عقب ذلك عقد جلالة السُّلطان المعظّم وفخامة الرئيس الإيراني جلسة ثنائيّة خاصّة.


 

حضر جلسة المباحثات من الجانب العُماني، صاحب السّمو السّيد فهد بن محمود آل سعيد نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء، وصاحب السّمو السّيد شهاب بن طارق آل سعيد نائب رئيس الوزراء لشؤون الدفاع، وصاحب السّمو السّيد ذي يزن بن هيثم آل سعيد وزير الثقافة والرياضة والشباب، ومعالي السّيد خالد بن هلال البوسعيدي وزير ديوان البلاط السُّلطاني، ومعالي الفريق أول سلطان بن محمد النعماني وزير المكتب السُّلطاني، ومعالي السّيد حمود بن فيصل البوسعيدي وزير الداخلية، ومعالي السّيد بدر بن حمد البوسعيدي وزير الخارجية (رئيس بعثة الشرف)، ومعالي سلطان بن سالم الحبسي وزير المالية، ومعالي الدكتور حمد بن سعيد العوفي رئيس المكتب الخاص، ومعالي قيس بن محمد اليوسف وزير التجارة والصناعة وترويج الاستثمار (رئيس الجانب العُماني في اللجنة العُمانية الإيرانية المشتركة)، وسعادة السفير إبراهيم بن أحمد المعيني سفير سلطنة عُمان المعتمد لدى الجمهورية الإسلامية الإيرانية.

فيما حضرها من الجانب الإيراني: معالي سيد عباس عراقجي وزير الشؤون الخارجية، ومعالي محسن حاجي ميرزابي رئيس مكتب فخامة الرئيس، ومعالي سيد محمد أتابك وزير الصناعة والمعادن والتجارة رئيس الجانب الإيراني للجنة المشتركة للتعاون الاقتصادي بين سلطنة عُمان والجمهورية الإسلامية الإيرانية، ومعالي العميد الركن طيار عزيز نصيرزاده وزير الدفاع وإسناد القوات المسلحة، ومعالي أمين حسين رحيمي وزير العدل، ومعالي أحمد ميدري وزير التعاونيات والعمل والرعاية الاجتماعية، وسعادة غلام حسين زراعي نائب رئيس مجلس الشورى الإسلامي، ومعالي محمد رضا فرزين محافظ البنك المركزي الإيراني، وسعادة موسى فرهنك سفير الجمهورية الإسلامية الإيرانية المعتمد لدى سلطنة عُمان، وعدد من المسؤولين في الحكومة الإيرانية.

وفي وقت سابق من مساء أمس، أُجريت مراسمُ استقبال رسميّة تكريمًا لفخامة الرئيس الدكتور مسعود بزشكيان رئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية، بقصر العلم العامر بمناسبة زيارة فخامته الرسمية إلى سلطنة عُمان.


 

ولدى وصول الموكب الرسمي لفخامة الرئيس رواق الترحيب بالساحة الخارجية لقصر العلم العامر اصطفت كوكبة من الخيالة السُّلطانية ترحيبًا بضيف البلاد الكبير، وبعد وصول السّيارة المُقلّة لفخامتِه إلى ساحة قصر العلم العامر، استقبل حضرةُ صاحبِ الجلالةِ السُّلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظهُ اللهُ ورعاهُ- فخامةَ الرئيس، مُرحّبًا به ضيفًا عزيزًا في سلطنة عُمان، متمنّيًا له ولوفده المُرافق زيارة طيبة مكللة بالنجاح. ثم اصطحب جلالته فخامة الضّيف إلى منصّة الشّرف، حيث عُزف السّلامُ الوطنيّ الإيراني، وأطلقت المدفعيّة 21 طلقةً تحيّةً لفخامتِه.


 

بعدها صافح جلالة السُّلطان المعظم الوفد الرسميّ المُرافق لفخامةِ الضيف، فيما صافح فخامة الرئيس مُستقْبلِيه من الجانب العُماني؛ حيث كان في الاستقبال عددٌ من أصحاب السُّموّ وأصحاب المعالي الوزراء وعددٌ من القادة العسكريين.





 

وكان فخامة الرئيس الدكتور مسعود بزشكيان رئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية قد وصل إلى البلاد مساء أمس في زيارة رسميّة لسلطنة عُمان تستغرق يومين، وكان صاحب السّمو السّيد شهاب بن طارق آل سعيد نائب رئيس الوزراء لشؤون الدفاع في مقدّمة مستقبلي فخامة الضّيف والوفد المرافق له لدى وصولهم المطار السُّلطاني الخاصّ؛ حيث رحّب سموه بفخامة الرئيس متمنّيًا له ولوفده المرافق زيارة طيبة وموفقة.




 

كما كان في الاستقبال معالي السّيد بدر بن حمد البوسعيدي وزير الخارجية (رئيس بعثة الشرف)، وسعادة السفير إبراهيم بن أحمد المعيني سفير سلطنة عُمان المعتمد لدى الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وسعادة السفير موسى فرهنك سفير الجمهورية الإسلامية الإيرانية المعتمد لدى سلطنة عُمان وأعضاء السفارة الإيرانية بمسقط وبعثة الشرف المرافقة لفخامة الضيف.




















 

مقالات مشابهة

  • العابد: سنعمل على استجلاب الكفاءات العلمية من الخارج  
  • توماس باراك: بتاريخ 13 أيار اتخذ الرئيس دونالد ترامب قراراً جريئاً برفع العقوبات عن سوريا أم الحضارات
  • السرقة العلمية تفجر قضية جديدة بجامعة ابن زهر والقضاء يدخل على الخط
  • خلال لقاء رئيس مجلس الدوما.. العليمي: العلاقات التاريخية «اليمنية- الروسية» تعود جذورها إلى قرابة مائة عام
  • أحمد كريمة: التنجيم والتنبؤات بالزلازل وغيرها خرافات وشعوذة
  • بنسعيد: مونديال 2030 مشروع حضاري يجسد الرؤية الملكية ويكرّس مكانة المغرب كجسر بين الحضارات
  • الدكتورة سميرة إسلام.. سيرة حياة حافلة بالعطاء والريادة العلمية
  • بالصور.. جلالة السلطان والرئيس الإيراني يعقدان جلسة مباحثات رسمية تستعرض عُمق العلاقة التاريخية
  • مقبرة بيزنطية مكتشفة في معرة النعمان تعيد إحياء الذاكرة التاريخية للمدينة
  • علي عمّار: على الحكومة أن تلتفت إلى الأزمات المعيشية وغيرها