«الفريج».. «بيت العيلة» الكبير
تاريخ النشر: 28th, January 2024 GMT
لكبيرة التونسي (أبوظبي)
يختتم «مهرجان الحصن»، الذي تُنظمه دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي، فعالياته اليوم، والتي انطلقت على مدار 10 أيام، تحت شعار «ثقافة أبوظبي وتراثها الغني»، بعروض وأنشطة تراثية وثقافية وترفيهية وفنية، ومشاهد حية لأسلوب عيش الأجداد، والتي ارتبطت بالذاكرة الشعبية الإماراتية، وعبّرت عن قيم الترابط والتراحم والتعاون.
«بيت العيلة»
بين زغاريد الفرح وغناء الأطفال، وصوت بائع الذهب، وتألق الأمهات والجدات في السوق القديم، وجلوس الحرفيات بأزيائهن وأدواتهن التراثية يستعرضن إبداعاتهن، وحركة الباعة ورائحة الطيب، تستحضر فعالية «الفريج» في «مهرجان الحصن»، الصور الشعبية الإماراتية من زمن لوّل، وما رافقها من طقوس وعادات وتقاليد وقيم محبة وترابط مجتمعي، ليصبح «الفريج» بجميع مكوناته بمثابة «بيت العيلة» الكبير، وذلك ضمن مناطق متكاملة تضج بالمشاهد الإنسانية التي تؤصل للموروث الإماراتي وقيمه الراسخة.
تجربة متكاملة
تأخذ منطقة «الفريج» الزوار في جولة إلى قرية أبوظبي التاريخية وسوقها القديم، وتسافر بالحواس عبر الزمن إلى ماضي العاصمة أبوظبي، بروائحه ومشاهده وأصواته، ليتابع الزوار الحرفيين التقليديين، وهم يستعرضون حرفهم ضمن ورشهم الحية المصممة على النمط القديم، ولا يكتفي الزائر بالمشاهدة، ولكن يشارك في أنشطة كانت جزءاً من حياة الأجداد اليومية، مما يسمح لهم بتكوين انطباعات شخصية ضمن تجارب تفاعلية، مع الاستمتاع بالورش التراثية وتعلُّم أسرار الحرف، مما يسهم في انتقال الموروث للأجيال القادمة.
نبض الحياة
عبر أقسام «الفريج» الكثيرة والمتنوعة المتمثلة في السوق، الدكان، الحداد، صناعة الفخار، بيت الخوص، الذي يشهد تجفيف الخوص وصياغته ونسجه، «الهوش والدجاج»، المقهى الشعبي، خض السقا، الشامي، القرقور، الليخ والديين، المنامة، وطقوس الترحيب بالمولود الجديد، ليستمتع الجمهور بصور مجتمعية كانت تشكل أساس حياة الأولين، وتروي قصص حياتهم اليومية وتبرز إبداعاتهم ضمن مشاهد جاذبة تحاكي حياة الماضي بكل جمالياتها.
عرض مسرحي
وشهد العرض المسرحي الخاص باستقبال المولود على المسرح المفتوح، من كتابة شيخة الجابري، وإخراج محمد سعيد السلطي، إقبالاً واسعاً من قبل الزوار، حيث سلّط الضوء على عادات وتقاليد استقبال «قماشة» و«مبارك» لمولودهما «سند»، من خلال خمسة مشاهد حية، ترافقها العديد من الصور المجتمعية الأخرى التي ترتكز على قيم التضامن والتعاون والترابط الأسري.
استقبال المولود
وقال محمد سعيد السلطي مخرج مسرحي، إن المشاهد تسلّط الضوء على طقوس التجهيز لاستقبال المولود وشراء الهدايا التي تقدمها أم العريس لزوجة ابنها، ومشاهد العرض تبدأ من تحول العروس إلى بيت والدتها في آخر أيام الحمل، استعداداً للوضع وإقامة حفل استقبال المولود، ثم العودة إلى بيت زوجها بعد أربعين يوماً، وتتخلل المشاهد صوراً اجتماعية يتفاعل معها الجمهور، وتسرد العديد من التفاصيل التي كانت تشكل جزءاً من حياة الأجداد، كمشهد شراء الذهب، ومشهد سارق الدجاج، وغيرها من الصور الاجتماعية ضمن أجواء نابضة بالحياة.
«حلوم أم العلوم»
وفي هذا العرض المسرحي، تقدم الفنانة مواري عبدالله، دور «حلوم أم العلوم» وهي سيدة فضولية تشكل الاستثناء في «الفريج» ضمن مشاهد كوميدية تفاعلية، حيث تحب نقل أخبار الناس والتجسس عليهم، إلى أن وقعت في يوم من الأيام عينها على «سارق الدجاج» ليتضح بعد فضحه، بأنه زوجها، وعن هذه المشاهد البديعة، قال حبيب الكعبي مدير الإنتاج في جمعية ياس للثقافة والفنون والمسرح «نسلط الضوء على صور من المجتمع ضمن قالب فكاهي ترفيهي يسعد الجمهور ويطلعهم على جانب من حياة الأجداد في السابق، التي كان يسودها التعاون والمحبة والتضامن، من خلال عروض ترسخ التراث وتعززه لدى الأجيال لضمان استمراه وصونه».
سوق الصوغ
يستحضر «سوق الصوغ»، جماليات الأسواق القديمة وما تتضمنه من الأزياء التراثية والأقمشة القديمة والعادات المرتبطة بها التي حافظ عليها الإماراتيون عبر العصور، إضافة إلى العطور والبخور والأدوات التراثية التي تعكس إبداعات الحرفيات ضمن ورش حية تسمح للزوار بالتعلم وتعميق معرفتهم بأهمية الممارسات التقليدية مع تطور الأزياء والاتجاهات السائدة لخطوط الموضة، كالخياطة والأقمشة، والتلي والبادلة والمخور والتولة، والذهب والمجوهرات التقليدية والعطور والدخون والمحلب والحنة والإثمد والبرقع والنقدة، وغيرها من الفنون المرتبطة بالجدات والأمهات، ضمن أجواء نابضة تعكس إيقاع الناس في «الفريج»، وترصد تفاعل الشباب والأطفال مع هذه الحرف.
مسرحية واقعية
قالت الكاتبة شيخة الجابري، مؤلفة العرض المسرحي الخاص بطقوس استقبال المولود، إن المشاركة بعمل إبداعي في «مهرجان الحصن» فرصة حقيقية لتسليط الضوء على عنصر مهم من عناصر تراث إمارة أبوظبي، موضحة أن المسرحية التي كتبتها للعرض بالمهرجان تتميز بالواقعية، وترصد عادات وتقاليد وطقوس استقبال المولود الجديد، وفرحة أهل الفريج الكبيرة باستقباله، بجانب أسرة المولود.
«بنات الحصن»
صور رافقت حياة «الفريج» تزينها الأغاني التراثية الشعبية ابتهاجاً بقدوم المولود الجديد، تؤديها مجموعة من الفتيات يُطلق عليهن «بنات الحصن»، حيث يملأن المكان سعادة ويستقطبن الزوار للتعرف على أصل هذه الأغاني وحضورها في المخيلة الشعبية الإماراتية، ويتجولن في «الفريج» لاقتناء الحلويات من الدكاكين القديمة، في مشاهد تبهج الزوار.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: الفريج الإمارات مهرجان الحصن دائرة الثقافة والسياحة الموروث الإماراتي الموروث التراث الإماراتي الضوء على
إقرأ أيضاً:
خيارات واسعة بتجهيزات الطاقة في معارض سوريا التخصصية أمام الزوار
دمشق-سانا
يجمع العديد من المشاركين في معرض الطاقة والكهرباء والأتمتة الصناعية “سيريا إنيرجي”، على أهمية المعرض كمنصة تسويقية للتعريف بمنتجاتهم و الترويج لها وتلبية احتياجات السوق المحلية والزبائن من التجهيزات اللازمة لاستمرار الأعمال الصناعية والتجارية والخدمية وتطوير الأعمال في ظل ما تشهده البلاد من تقنين وتراجع في إنتاج الطاقة مع استمرار العقوبات.
وفي تصريحات لمراسلي سانا اعتبر مدير شركة “إنجاز للطاقة والتحكم” المهندس طارق عرودكي والموزع الرئيس لشركة ” تشجيانغ تشيساج” المتخصصة بتكنولوجيا الطاقة الجديدة أن تنوع المنتجات في أجنحة الشركات المشاركة يفيد الاقتصاد الوطني والسوق المحلية، مشيراً إلى المنتجات التي تقدمها الشركة الصينية المتضمنة جميع أنواع بطاريات الليثيوم ومحولات تخزين الطاقة من المستوى المنزلي إلى الصناعي بجودة عالية وأسعار منافسة.
من جهته، قال مدير شركة تكنوليد خالد حقي في تصريح مماثل: إن مشاركتنا الأولى في المعارض كانت بعام 2018 وهذه المشاركة الثانية لنا، والانفتاح الذي شهدته سوريا بعد التحرير سينعكس إيجاباً على الوضع الاقتصادي، وهدفنا من المشاركة بمجال حلول الطاقة الكهربائية، هو المساهمة في توفير استهلاك حوامل الطاقة، من خلال تقديم حلول للشركات لمراقبة استهلاك المحطة من الفيول، من خلال مؤشر يعطي معدل استهلاك الطاقة الكهربائية.
وذكر محمد حكواتي من شركة شموط باور أنه يشارك بصناعة المنظمات الكهربائية وروافع جهد نظراً لزيادة الطلب عليها في ظل التقنين الذي تشهده البلاد.
من جهته أوضح مدير مبيعات شموط power للطاقة البديلة مازن مغربي، أن شركته تقدم ضماناً للجودة، لمدة 10 سنوات وكفالة للتبديل، بهدف كسب ثقة الزبون، وتقديم منتج من أفضل النوعيات.
من جانبه قال المدير التنفيذي لشركة الطاقة الخضراء عبد الوهاب الطرح في تصريح لسانا: إن مشاركتنا في المعرض بمنتجات البطاريات ، لواقط شمسية، وانفيرترات وقد لاحظنا تحسناً بالأسعار، بعد سقوط النظام البائد، وتواجدنا بالمعرض فرصة للتعرف على مشاركين من المحافظات الأخرى.
وكانت انطلقت مساء أمس سلسلة معارض سوريا التخصصية لعام 2025 بمشاركة أكثر من 500 شركة محلية وأجنبية، والتي تنظمها مجموعة طيارة للمعارض والمؤتمرات الدولية بالتعاون مع وزارات الأشغال العامة والإسكان والطاقة والاقتصاد والصناعة على أرض مدينة المعارض الجديدة بدمشق.
وتضم سلسلة المعارض المعرض السوري الدولي للبناء والتشييد والبنى التحتية “تكنوبيلد”، ومعرض الطاقة والكهرباء والأتمتة الصناعية “سيريا إنيرجي”، والمعرض الصناعي السوري الدولي “سينكس”.
تابعوا أخبار سانا على