لماذا رفضت الحركة المدنية استكمال المشاركة في الحوار الوطني؟.. (خاص)
تاريخ النشر: 28th, January 2024 GMT
أعلنت الحركة المدنية الديمقراطية، موقفها من استمرار المشاركة في الحوار الوطني، وذلك بعد دعوة الرئيس عبدالفتاح السيسي لاستكمال المرحلة الثانية، مؤكدة إنهاء مشاركتها في الحوار بقرار نهائي، وذلك لعدم تنفيذ التوصيات الصادرة عن مطالب الحركة في الجولة الأولى من الحوار، وفي مقدمتها تغيير قانون الانتخابات، والإفراج عن المحبوسين احتياطيا.
المرحلة الثانية من الحوار الوطني
من جانبه، قال الكاتب الصحفي خالد داوود، المتحدث باسم الحركة المدنية الديمقراطية، إن الاجتماع الذي عقدته الحركة، جاء في سياق مناقشة عدد من القضايا السياسية الداخلية، وفي مقدمتها مشاركة الحركة في المرحلة الثانية من الحوار، وذلك بعد دعوة الرئيس لاستكمال المرحلة الثانية منه، مشيرًا إلى أن قرار إنهاء المشاركة مع انتهاء الجولة الأولى من الحوار، كان تعبيرًا عن معظم آراء الحاضرين، مؤكدًا أنه من غير المقبول استمرار المشاركة في الحوار كما كان في المرحلة الأولى منه.
وأضاف في تصريح خاص لـ "الفجر"، أن جميع الأطراف الحاضرين أكدوا على ضرورة تنفيذ التوصيات التي تم التوصل إليها في المرحلة الأولى من الحوار قبل أن يتم الدعوة لاستكمال الحوار في المرحلة الثانية، مشيرًا إلى أنه تم الاتفاق على أن يكون الموضوع محل الدراسة، وتم الاتفاق على تشكيل لجنة لصياغة بيان يوضح موقف الحركة من مختلف القضايا السياسية الداخلية بما في ذلك الدعوة للحوار الوطني.
مطالب الحركة لاستكمال المشاركة
ولفت خالد داوود، إلى أن المطلب الرئيسي لاستكمال المشاركة في الحوار الوطني هو تنفيذ التوصيات التي قررتها الحركة منذ انطلاق الحوار بإدخال تعديلات تشريعية تتعلق بتبني نظام القائمة النسبية بدلًا من القائمة المطلقة في الانتخابات، وإخلاء سبيل المحبوسين وإلغاء الحبس الاحتياطي، مؤكدًا أن جميعها مطالب نرى أنه آن الأوان لتنفيذها، موضحًا أن اجتماع أمس كان لمعرفة الآراء واتخاذ خطوات ملموسة على أرض الواقع
وأوضح المتحدث باسم الحركة المدنية الديمقراطية، أن المشكلة الرئيسية في المرحلة الأولى أنه لم يكن بالحجم الكافي للحوار بقدر ما كان جلسات استماع، كل طرف يعبر فيها عن رأيه في عدد قليل من الدقائق لا يتجاوز الـ 4 دقائق، مؤكدًا أنه لم يكن هناك مجال واسع للحوار بالطريقة التي كنا نتصورها رغم كافة الإجراءات التي اتخذناها.
واستكمل قائلا: كان يوجد أعداد كبيرة جدًا من المتحدثين من قبيل تسجيل المواقف، وليس من قبيل التقدم باقتراحات ملموسة، وهذا ما أدى إلى إطالة أمد الجلسات، وفي النهاية اضطررنا لعمل ورش عمل مصغرة لكي نستطيع الخروج بتوصيات.
وأردف، كان من المفترض أن ننتهي من الحوار بعد المرحلة الأولى وقبل الانتخابات الرئاسية على اعتبار أن التوصيات التي ستصدر عنه ستكون بمثابة برنامج عمل للرئيس الذي سيتولى المسئولية وهو حاليًا الرئيس عبدالفتاح السيسي، موضحا أن معظم المشاركين عبروا عن رأيهم وأن الحوار في المرحلة الأولى لم يكن بشكل مُجدي، وإذا تم دعوتهم الحوار في جولة ثانية فسيكون أول مطلب الحركة هو تنفيذ التوصيات الصادرة في المرحلة الأولى.
قرار عدم المشاركة نهائي
فيما قال طلعت خليل، الأمين العام لحزب المحافظين، إن قرار الحركة بعدم المشاركة في المرحلة الثانية من الحوار الوطني هو قرار نهائي، وأرجع أسباب ذلك إلى أن الحركة شاركت في المرحلة الأولى بكل قوة، وقامت بتقديم أوراقها وتوصياتها، إلا أن هذه التوصيات لم تُنفذ، وبالتالي أصبح الحوار كأنه مجرد حوار من طرف واحد.
وأوضح في تصريح خاص لـ "الفجر"، قائلًا: أحزاب الحركة المدنية الديمقراطية مكتملة وعددهم 12 حزب شاركوا في الحوار بقوة، وكان لديها تفاعل من خلال مجلس الأمناء، ولجان الحوار الـ 19 لجنة.
وأضاف: كنا نطالب بتغيير قانون الانتخابات بالقائمة النسبية بدلًا من المطلقة، والإفراج عن كافة مسجونين الرأي، مستطردًا: نحن مؤمنين بالحوار ولسنا ضده، ولكن بهذا الشكل فلا توجد نتائج ملموسة بالنسبة إلينا، وقد وقفنا عند هذه المرحلة، ولكن إذا تم رفع التوصيات إلى الرئيس وتنفيذ ما طالبنا به سيُعاد النظر في قرار المشاركة مرة أخرى.
تحول الحوار إلى جلسات استماع
وفي سياق متصل، أشارت الدكتورة كريمة الحفناوي، القيادية بالحزب الاشتراكي المصري، إلى أن سبب إنهاء مشاركة الحركة المدنية الديمقراطية في المرحلة الثانية من الحوار الوطني، جاء بناءًا على إجماع معظم القيادات بالحركة، لعدم تنفيذ ما طالبت به خلال المرحلة الأولى.
وقالت "الحفناوي" في تصريح خاص لـ "الفجر"، إن الحوار في المرحلة الأولى تحول إلى جلسة استماع، ولم تخرج التوصيات كما كانت، وهناك توصيات لم تخرج على الإطلاق، لافته إلى أنه لم يصدر قرار واحد بشأن التوصيات أو القوانين التي قيل أنه سيصدر قرار بشأنها، ولم تكن لجان مصغرة بل كانت جلسات عامة تحولت إلى جلسات استماع ولن يؤخذ برأي المعارضة في أي منها.
واختتمت قائلة: حتى الآن لم يتم الإفراج عن ما طالبنا بالإفراج عنهم ولم يقترفوا جرائم إرهاب، وتعديل مدة الحبس الاحتياطي، مشيرة إلى أنه لا يمكن للحركة استمرار المناقشة دون رفع التوصيات وتنفيذها.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: الحركة المدنية الديمقراطية الحوار الوطني المرحلة الثانية من الحوار الوطني استكمال الحوار الوطني المشاركة في الحوار الوطني الحرکة المدنیة الدیمقراطیة المرحلة الثانیة من الحوار فی المرحلة الثانیة المشارکة فی الحوار فی المرحلة الأولى تنفیذ التوصیات الحوار الوطنی الأولى من الحوار فی إلى أن
إقرأ أيضاً:
انتهاكات الاحتلال في غزة تهدد المرحلة الثانية من اتفاق الهدنة
رغم مرور أكثر من شهر ونصف الشهر على وقف إطلاق النار في غزة، يواصل الاحتلال الإسرائيلي خرق الاتفاق، مستهدفًا المدنيين والمباني، ومانعًا دخول المساعدات الإنسانية. وفي ظل تعنت الاحتلال بشأن مقاتلي رفح، تتواصل جهود مصر ووسطاء دوليين لحفظ الهدنة والانتقال للمرحلة الثانية من الاتفاق، وسط تحذيرات من انهيار الهدنة وتصاعد التوتر في القطاع.
ووصل عدد الشهداء نتيجة قصف جيش الاحتلال إلى نحو 348 شهيدًا، إضافة إلى نحو 889 مصابًا منذ العاشر من أكتوبر الماضي، بحسب آخر إحصاء. والغالبية الساحقة من الضحايا كانوا من المدنيين، بينهم أطفال ونساء لم يحمل معظمهم السلاح قط، كما طال القصف المباني والأحياء وتحولت إلى أنقاض، ما يعكس حجم الدمار الذي حل بالقطاع.
لم يقتصر إخلال الاحتلال بتعهده بوقف إطلاق النار على القصف المستمر وقتل المدنيين، بل امتد أيضًا إلى منع إدخال المساعدات الغذائية والدوائية للقطاع. فقد اشترط دخول 600 شاحنة يوميًا، لكنه سمح بأقل من 200 شاحنة فقط، مع رفض أنواع معينة من الأغذية الطازجة وأدوية حيوية للمرضى المصابين بأمراض خطيرة، إضافة إلى عدم إدخال العدد الكافي من المخيمات، مما زاد من معاناة السكان خاصة مع دخول فصل الشتاء وهطول الأمطار.
بالإضافة إلى ذلك، وسع الاحتلال «الخط الأصفر» ليتيح لنفسه ممارسة جرائمه على مساحة واسعة من غزة، مطاردًا السكان بذرائع مختلفة، في سلوك مماثل لما يقوم به في لبنان وسوريا والضفة الغربية. وقد سمح هذا التوسع للاحتلال بالتصرف دون أي قيود، مستغلاً الأوضاع الإنسانية الصعبة لتعزيز السيطرة والإجبار على الانصياع، وهو نهج متكرر يكرره الاحتلال في مناطق النزاع المحيطة بغزة.
كما لم يلتزم الاحتلال ببنود اتفاق وقف إطلاق النار المتعلقة بفتح معبر رفح لإدخال المساعدات وإخراج المرضى للعلاج، وكذلك إعادة العالقين بعد انتهاء علاجهم في مصر وخارجها. هذا الإخلال انعكس على حياة المدنيين بشكل مباشر، حيث بقي الكثيرون محرومين من الخدمات الأساسية والدوائية، بينما استمرت القيود على الحركة والتنقل، مما زاد من تفاقم الوضع الإنساني في القطاع، وسط غياب أي رقابة دولية فعالة على تلك الانتهاكات.
أمام التعنت الإسرائيلي الواضح، تسعى مصر بالتنسيق مع الوسطاء الدوليين من قطر وتركيا والولايات المتحدة للحفاظ على قرار وقف إطلاق النار ومنع انهياره، خاصة في ظل ضغوط أصوات إسرائيلية متطرفة تسعى لإعادة الحرب لما كانت عليه قبل العاشر من أكتوبر. وتهدف القاهرة إلى الدفع نحو المرحلة الثانية من القرار، مع تكثيف الضغوط الدولية والإقليمية لإعادة الاستقرار إلى قطاع غزة وحل أزمة المقاتلين الفلسطينيين العالقين في الأنفاق عبر ضمانات آمنة لخروجهم.
عرضت مصر بالتنسيق مع حركة حماس مجموعة من الأفكار والترتيبات لتجاوز أزمة المقاتلين العالقين، إلا أن تعنت الاحتلال الإسرائيلي يصعب الوصول إلى حل سريع. فالاحتلال يرى أن الوقت في صالحه، مع نفاد الطعام والموارد المتاحة لهؤلاء المقاتلين، مما يجعلهم عرضة للوفاة أو دفعهم للاستسلام تحت ضغط الجوع والعطش، في حين ترفض القاهرة والحركة التنازل عن حقوقهم الإنسانية والسياسية.
وفي مواجهة التشدد الإسرائيلي، أعلنت حركة الجهاد الإسلامي أن «مصطلح الاستسلام ليس في قاموسها»، مؤكدة على موقفها الرافض لأي شروط للاستسلام أو التسليم للتحقيق قبل الإفراج. كما أكدت بقية الفصائل الفلسطينية تمسكها بحقوق المقاتلين ورفضها للرضوخ لمطالب الاحتلال، بما يعكس وحدة موقفها في مواجهة الضغوط ومحاولات الاحتلال استغلال الوضع الإنساني لإجبارهم على الاستسلام.
في هذا الإطار، التقى اللواء حسن رشاد، رئيس جهاز المخابرات العامة المصرية، بوفد حركة حماس لمناقشة مستقبل اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، والاطلاع على مطالب الحركة. وركز اللقاء على تذليل العقبات التي تحول دون تنفيذ المرحلة الثانية من الاتفاق، بما يحفظ حقوق الشعب الفلسطيني ويمكّنه من التمسك بأرضه، مع تعزيز ضمانات الاستقرار ورفع المعاناة الإنسانية في القطاع.
غادر وفد حركة حماس القاهرة يوم الجمعة الماضي عائدًا إلى الدوحة دون التوصل إلى اتفاق بشأن حل أزمة مقاتلي رفح العالقين في الأنفاق، وفشل أيضًا في مباحثات الانتقال إلى المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار، بعد رفض إسرائيل مقترحات الوسطاء وإصرارها على استسلام المقاتلين العالقين الذين يتراوح عددهم بين 60 و80 مقاتلًا. واعتبرت حماس ملاحقة جيش الاحتلال لهؤلاء المقاتلين «خرقًا واضحًا» للاتفاق، محذرة من أن هذه الخروقات تهدد استقرار الهدنة وتزيد من التوتر في القطاع.
كما رفض وفد حماس فتح باب النقاش حول مستقبل إدارة غزة وتشكيل ما يعرف بلجنة كفاءات مستقلة لإدارة مؤقتة للقطاع، جراء التعنت الإسرائيلي. وجددت الحركة رفضها لأي مطلب يقتضي خروج مقاتليها إلى السجون الإسرائيلية، معتبرة ذلك خرقًا لقرار وقف إطلاق النار، وطالبت الوسطاء بضرورة إيجاد حل عاجل لأزمة العالقين لضمان التزام الاحتلال ببنود الهدنة وحماية الاستقرار الإنساني والسياسي في القطاع.
وأعلن جيش الاحتلال يوم الجمعة الماضي وفاة 9 من مقاتلي حماس العالقين في أنفاق رفح، ما يرفع عدد الوفيات بينهم إلى أكثر من 30، وفق بعض التقارير. وتشير حركة حماس إلى أن عدد المقاتلين العالقين يتراوح بين 60 و80 مقاتلًا، يعانون من نقص شديد في الطعام والشراب، وبعضهم مصاب ويحتاج إلى علاج، كما انقطع الاتصال بينهم وبين إدارة الحركة منذ أسابيع، ما يزيد من المخاوف بشأن تدهور أوضاعهم الإنسانية.
وادعى الاحتلال أن المقاتلين لم يكونوا داخل الأنفاق وقت توقيع اتفاق وقف إطلاق النار، بل كانوا يتحركون ويجهزون أنفسهم لعمليات ضد الجيش، معتبرًا أن تحركاتهم جاءت بعد الاتفاق. في المقابل، تحاول حكومة نتنياهو التنصل من تعهداتها بالهدنة التي أعلنها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وتم التوقيع عليها بحضور دول ضامنة على رأسها الولايات المتحدة وتركيا وقطر ومصر، فيما حذرت القاهرة عبر وزير الخارجية بدر عبد العاطي من انهيار الهدنة وتزايد العقبات أمام الانتقال للمرحلة الثانية من الاتفاق.
وحذرت تقارير عبرية من نفاد صبر الولايات المتحدة تجاه ممارسات حكومة نتنياهو، التي تماطل في تنفيذ المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار وتستخدم ذرائع واهية، ما يزيد من الغضب الدولي ويضع واشنطن في موقف حرج أمام المجتمع الدولي. ويأتي ذلك في ظل حرص مصر على توقيع الاتفاق بحضور نحو 40 زعيمًا عالميًا لضمان الالتزام به، مع محاولة القاهرة تفادي أي تنصل إسرائيلي يحرم القطاع من الاستقرار ويحبط جهود الوسطاء الدوليين.
اقرأ أيضاًعشرات المستوطنين يقتحمون باحات الأقصى واعتقال 16 فلسطينيا
الاحتلال يواصل خرق اتفاق وقف إطلاق النار بقصف مناطق بقطاع غزة
جرائم الإبادة.. من غزة إلى الضفة