كيف سترد واشنطن على هجوم القاعدة الأميركية بالأردن؟
تاريخ النشر: 29th, January 2024 GMT
#سواليف
رفع مقتل 3 #جنود #أميركيين، أمس الأحد، في #قاعدة_عسكرية بالأردن، إجمالي #الخسائر_العسكرية الأميركية في المنطقة منذ بدء عملية #طوفان_الأقصى في السابع من أكتوبر/تشرين الأول إلى خمسة أشخاص، إذ سبق أن فقدت البحرية الأميركية جنديين خلال عملية ضبط أسلحة مهربة إلى #اليمن.
وأبرز الهجوم الذي تعرضت له القاعدة الأميركية في شمال شرق الأردن، فشل الهدف الأميركي الساعي لعدم اتساع نطاق #الحرب على غزة جغرافيا.
وتشدد إدارة الرئيس جو #بايدن منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول على فعل ما في وسعها لمنع اتساع نطاق الحرب الجارية على قطاع غزة، وفي سبيل ذلك أرسل بايدن حاملتي طائرات “جيرالد فورد” و”داويت أيزنهاور” إلى شرق البحر المتوسط، إضافة إلى نشر أكثر من 20 قطعة بحرية، وتعزيز أسراب القوات الجوية في الشرق الأوسط، بهدف ردع أي أطراف تفكر في التدخل.
مقالات ذات صلة مشاهد جديدة لمعتقلين فلسطينيين بحالة مزرية قرب حدود غزة / فيديو 2024/01/29إلا أن زيادة الوجود العسكري الأميركي في المنطقة لم يساهم في زيادة استقرار المنطقة بعيدا عن ساحة قطاع غزة، بل على العكس ساهم في زيادة التوتر، خاصة بعدما قررت جماعة الحوثيين التي تحكم أجزاء من اليمن عرقلة الملاحة البحرية المتجهة إلى إسرائيل حتى يتم وقف العدوان على غزة. ودفع ذلك للتدخل الأميركي عسكريا وشن هجمات جوية مؤخرا على أهداف عسكرية للحوثيين داخل اليمن.
هجوم ليس الأول
إعلان فصائل عراقية تطلق على نفسها ” #المقاومة_الإسلامية في #العراق”، وهي تحالف من الجماعات المسلحة المدعومة من إيران، مسؤوليتها عن الهجوم؛ لم يكن مفاجئا. ووصفت الفصائل الهجوم بأنه انتقام للوجود العسكري الأميركي في المنطقة، ولعدد #الشهداء الفلسطينيين في غزة؛ حيث استشهد أكثر من 25 ألف شخص حتى الآن.
جدير بالذكر أن القواعد الأميركية داخل #العراق و #سوريا تعرضت لأكثر من 151 هجوما منذ 19 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، ولم ترد واشنطن بهجمات مضادة على كل تلك الهجمات. ودفعت واشنطن بأن ردها هو رسالة “لعدم الرغبة في التصعيد”.
ويرى عدد من الخبراء ممن تحدثت إليهم الجزيرة نت، أن هناك تفاهما صامتا وإدراكا للخطوط الحمراء بين واشنطن وطهران (والجماعات المسلحة التابعة لها)، في ساحة المواجهة بينهما في العراق وسوريا.
ولا يعرف بعد السبب الحقيقي وراء شن الهجوم داخل الأردن تحديدا، وهو الهجوم الذي لا يملك الرئيس بايدن، في عام انتخابات، ترف تجاهله أو عدم الرد عسكريا عليه.
ويرى آدم وينشتاين، نائب مدير برنامج الشرق الأوسط في معهد كوينسي بواشنطن، أنه كان من الواضح دائما أن وجود القوات الأميركية المتناثرة في العراق وسوريا يشكل خطرا لجر الولايات المتحدة إلى صراع أكبر في مثل هذه المنطقة التي لا يمكن التنبؤ بها.
وأضاف في حديث للجزيرة نت أنه “لهذا السبب لطالما دافعت عن إعادة التفكير في الموقف العسكري الأميركي في العراق، منذ أن دعوت لاستكشاف كيف يمكن لواشنطن إجراء انسحاب تدريجي للقوات وإعادة تقييم لأهداف هذا الوجود، خاصة مع تزايد مخاطر إثارة صراع أوسع، سواء عن قصد أو عن غير قصد”.
مفاجأة موقع #الهجوم
من جهته، عبّر ديفيد دي روش، المسؤول السابق بالبنتاغون والمحاضر بكلية الدفاع الوطني بواشنطن، للجزيرة نت، عن مفاجأته لوقوع الهجوم داخل #الأراضي_الأردنية. وقال دي روش إنه من المحتمل جدا أن تكون الطائرة بدون طيار التي هاجمت القوات في الأردن موجهة إلى هدف في سوريا وأخطأت.
وأضاف: “وبالنظر إلى أن إيران تفضل العمل من خلال شبكة من الوكلاء الذين لا يقيدون أنشطتهم بشكل عام، فلا ينبغي أن يفاجئنا أنهم سيهاجمون القوات الأميركية في بلد محايد سابقا”.
واعتبر أن “الشيء الوحيد الذي لم يفاجئني هو أن الوكلاء الإيرانيين تمكنوا أخيرا من قتل أميركيين، لقد تعرضت القوات الأميركية في العراق وسوريا للهجوم لأكثر من 170 مرة من قبل وكلاء إيرانيين في الأشهر القليلة الماضية وكان من المحتم أن يحالفهم الحظ ويخترقوا الدفاعات الأميركية عاجلا أم آجلا”.
من جانبه، وفي حديث للجزيرة نت، قال تشارلز دان، المسؤول السابق بالبيت الأبيض ووزارة الخارجية الأميركية، والخبير حاليا بالمعهد العربي بواشنطن، إن “الهجوم مفاجئ إلى حد ما، بالنظر إلى أن الأردن حتى الآن لم يكن موضوعا لهجمات من قبل المليشيات المتحالفة مع إيران في سوريا أو العراق. يوسع هذا الهجوم الأخير دائرة البلدان المتأثرة مباشرة بالقتال أو المشاركة فيه ويعمق خطر نشوب صراع أوسع، مع تورط الولايات المتحدة بشكل مباشر على جبهات متعددة”.
طريقتان للرد
دي روش أشار إلى أنه على إدارة بايدن أن ترد بقوة على هذا الهجوم، وقال للجزيرة نت: “لدى بايدن طريقتان للقيام بذلك. الأولى بتوسيع قائمة أهدافهم في سوريا. في الماضي، كانت الغالبية العظمى من الضربات الانتقامية الأميركية موجهة ضد المباني أو مخازن الأسلحة. أعتقد أن قائمة الأهداف قد تتوسع الآن لتشمل قيادة المليشيات، وربما أفراد الحرس الثوري الإيراني الذين يزودون المليشيات بالأسلحة والاستخبارات والتدريب والتوجيه العملياتي”.
والطريقة الثانية، بحسب الخبير العسكري الأميركي، هي بالتصعيد أفقيا، أي توجيه الهجمات ضد القوات الإيرانية ووكلائها خارج العراق وسوريا. ويمكن أن يشمل ذلك سفن الاستخبارات الإيرانية التي تعمل في بحر العرب.
وعن طبيعة رد بايدن، قال المسؤول السابق في البيت الأبيض تشارلز دان: “أتوقع من الإدارة، التي ألقت باللوم في الهجوم على المليشيات المدعومة من إيران التي تعمل من سوريا أو العراق، أن ترد بسرعة وبشكل مباشر بضربات ضد أهداف المليشيات وحتى المنشآت الإيرانية في البلدين”.
وجادل الرئيس السابق دونالد ترامب بأن “ضعف واستسلام” الرئيس بايدن هو المسؤول عن الهجوم المميت بطائرة مسيّرة في الأردن الذي أسفر عن مقتل 3 من أفراد الجيش الأميركي.
وقال ترامب في منشور على موقع “تروث سوشيال” الذي يملكه: “لم يكن هذا الهجوم ليحدث أبدا لو كنت رئيسا، تماما مثل هجوم حماس المدعومة من إيران على إسرائيل لم يكن ليحدث أبدا، والحرب في أوكرانيا لم تكن لتحدث أبدا، وكنا سنحظى الآن بالسلام في جميع أنحاء العالم. بدلا من ذلك، نحن على شفا حرب عالمية ثالثة”.
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: سواليف جنود أميركيين قاعدة عسكرية الخسائر العسكرية طوفان الأقصى اليمن الحرب بايدن المقاومة الإسلامية العراق الشهداء العراق سوريا الهجوم الأراضي الأردنية العسکری الأمیرکی العراق وسوریا الأمیرکیة فی للجزیرة نت فی العراق لم یکن
إقرأ أيضاً:
من نجم في الزمالك إلى متهم بالإرهاب.. القصة الكاملة لـ محمد المصري منفذ هجوم كولورادو
في حادث هزّ المجتمع الأميركي وأثار جدلاً واسعًا، ألقت السلطات الأمريكية القبض على المصري محمد صبري سليمان المصري (45 عامًا) بعد تنفيذه لهجوم بزجاجات حارقة استهدف مظاهرة مؤيدة لإسرائيل في مدينة كولورادو.
الحادثة التي خلّفت ستة جرحى، بينهم حالات حرجة، لاقت تفاعلًا كبيرًا من الإعلام الأميركي والدولي، وسط تساؤلات حول الدوافع، والخلفيات الشخصية للمتهم. وبينما وصف مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI) الهجوم بأنه "عمل إرهابي بدوافع سياسية"، كشف أقارب المصري عن صورة مختلفة لشخصية كان يبدو عليها الهدوء والاتزان.
من المحلة إلى كولورادو.. قصة حياة محمد المصريمحمد صبري سليمان المصري، من مواليد قرية المعتمدية التابعة لمدينة المحلة الكبرى بمحافظة الغربية، هو متزوج وأب لخمسة أطفال. بحسب ما أفاد به عمّه أسامة فرج، فقد كان محمد في شبابه لاعب كرة يد بارزًا، انضم إلى فريق الزمالك ومنتخب مصر في التسعينيات. لاحقًا، اتجه للعمل في مجال المحاسبة، وهي المهنة التي رافقته حتى بعد سفره لإحدى الدول العربية، ثم إلى الولايات المتحدة.
أوضح فرج أن محمد حصل على تأشيرة سياحية من السفارة الأميركية قبل أن يحصل لاحقًا على إقامة أميركية من خلال حكم قضائي، مشيرًا إلى أن تواصله مع العائلة كان مستمرًا وطبيعيًا، ولم يُبدِ أي نية للقيام بأي أعمال عدوانية وآخر مكالمة معه كانت قبل عشرين يومًا فقط، وكان خلالها يبدو طبيعيًا تمامًا.
دوافع محتملة.. التأثر بما يحدث في غزةرغم غياب المؤشرات العلنية على نية تنفيذ عمل عدائي، أشار عمّ المتهم إلى أن محمد كان متعاطفًا بشكل كبير مع القضية الفلسطينية، خصوصًا مع ما وصفه بـ"الإبادة الجماعية في قطاع غزة". وتوقع أن يكون الهجوم نابعًا من رد فعل عاطفي، وليس من خطة منظمة.
ووفقًا لما نقلته وسائل الإعلام الأمريكية، فإن المتهم هتف أثناء الهجوم بعبارات مثل "حرروا فلسطين" و"انهوا الصهاينة"، فيما اعتبره المحققون دافعًا سياسيا مرتبطًا بالصراع الدائر في الشرق الأوسط.
تفاصيل الهجوم.. زجاجات حارقة وصراخ شعاراتنفذ المصري هجومه على مظاهرة داعمة لإسرائيل في مدينة كولورادو باستخدام حاويتين مليئتين بمواد قابلة للاشتعال، مما تسبب في إصابة ستة أشخاص، بعضهم بحالة حرجة، وتم نقل الضحايا إلى المستشفى على الفور.
وأثناء الهجوم، أظهر المصري شعارات داعمة لفلسطين وصرخ بعبارات مناهضة لإسرائيل، مما دفع مكتب التحقيقات الفيدرالي إلى فتح تحقيق تحت عنوان "الإرهاب المحلي".
الوضع القانوني المعقد للمصري في أميركاالمتهم دخل الولايات المتحدة في أغسطس 2022 بتأشيرة سياحية من نوع B2، والتي سمحت له بالبقاء لستة أشهر، انتهت في فبراير 2023. وذكرت التقارير أنه قدّم طلب لجوء بعد انتهاء تأشيرته، لكن لم يتم البت في طلبه حتى وقوع الحادث.
وتشير المعلومات إلى أن تصريح العمل الخاص به انتهى أيضًا في مارس الماضي، مما جعله في وضع إقامة غير قانوني.
تنقلات مهنية وحياتية قبل الحادثعمل محمد في عدة وظائف بعد وصوله إلى الولايات المتحدة، منها في شركة تأمين ورعاية صحية، وسائقًا في شركة للنقل الذكي، بالإضافة إلى مهام محاسبية.
وانتقل مع أسرته مؤخرًا إلى منزل مكوّن من طابقين في شرق كولورادو، في ما بدا وكأنه بداية جديدة لعائلته في أميركا.
كذلك ذكرت مصادر أنه هاجر إلى أميركا بعد أن فشلت ابنته، رغم مجموعها العالي، في الالتحاق بكلية الطب بمصر، ما دفعه لمحاولة تحقيق حلمها في الخارج.
تهم ثقيلة وعقوبات مشددةأعلن مكتب المدعي العام في كولورادو توجيه 16 تهمة إلى محمد المصري، أبرزها "القتل من الدرجة الأولى" و"استخدام أدوات حارقة بهدف الإيذاء"، وهي تهم قد تقوده إلى السجن المؤبد أو إلى مئات السنوات خلف القضبان، في حال إدانته.
جدل بين الدوافع والواقعيبقى هجوم كولورادو واحدًا من الحوادث التي تسلط الضوء على تعقيدات الاندماج والهجرة والدوافع السياسية في بيئة متوترة عالميًا. وبينما يراه البعض "إرهابيًا"، يراه أقاربه إنسانًا بسيطًا تحركه مشاعره تجاه معاناة شعب غزة. وما بين الرؤية القانونية والرؤية الإنسانية، تظل التحقيقات سيدة الموقف، حتى تكشف الحقيقة الكاملة.