رصد- تاق برس- شهدت جلسة مجلس الأمن الدولي، بعد الإحاطة التي قدمها مدعي عام المحكمة الجنائية الدولية، كريم خان، حول الوضع في دارفور، إنقساماً دولياً واضحاً حول الموقف من التحقيقات التي تجريها المحكمة، في الجرائم المرتكبة في دارفور خلال الحرب المشتعلة منذ أبريل الماضي.

وأكدت دول في مقدمتها الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا واليابان عن دعمها لتحقيقات المدعي العام، بينما انتقدت أو أعلنت عن تحفظاتها على عمل المحكمة كل من الصين وروسيا والجزائر والسودان.

وأعربت اليابان عن القلق للمدى “الكارثي” الذي وصل إليه النزاع في السودان وتداعياته الإنسانية “المأساوية” بما في ذلك الاعتداءات الجنسية والتهجير المكثف للسكان، ودعت طرفي النزاع إلى احترام حقوق المدنيين، وجددت حرصها على ضرورة تحقيق العدالة ورحبت بتحقيات مكتب المدعي العام بموجب القرار 1593، وطالبت بالتعاون مع المحكمة لتعاظم دورها مع استمرار الصراعات في العالم وإزدياد عمليات الافلات من العقاب.

وعبرت سويسرا عن الأسف لعدم وجود حل في الافق للصراع في السودان مع إزدياد التصعيد الذي تضرر منه ملايين الاشخاص بما في ذلك العنف الجنسي والجنساني والموجه للأطفال وجرائم الحرب والجرائم ضد الانسانية، وطالبت بوضع حد للقتال في السودان  التعاون منعاً للافلات من العقاب لأن ذلك ما سمح بتكرار الجرائم المرتكبة في دارفور لعدم محاسبة الذين ارتكبوا مثل هذه الجرائم في السابق.

 

 

وأوضحت الولايات المتحدة أنه  ولعشرين سنة يتلقى مجلس الأمن تقارير مشابهة عن العنف حيث اعتمد الرئيس السوداني السابق العقاب الجماعي ولا يزال الضحايا هم أنفسهم والمرتكبين هم أنفسهم كذلك. ونفس قوات الدعم السريع والقوات المسلحة التي ترتكب انتهاكات لحقوق الانسان في الخرطوم ودارفور وتدمر البنية التحتية، بجانب

 

استهداف المجموعات غير العربية خصوصا قبيلة المساليت، حيث سقط سقط الالاف في الجنينة فيما هرب الكثيرون وغطت الشوارع جثث ما لم يتمكنوا من الفرار، وقالت إن ما تتعرض له الفتيات من عمليات اغتصاب يعتبر وصمة عار.

 

ورحبت الولايات المتحدة بالخطوات التي اتخذت لتفعيل المساءلة من خلال الزايارات الميدانية وتواصل المدعي العام مع منظمات المجتمع المدني، ودعت الاسرة الدولية إلى الاستجابة بسرعة  لوضع حد للعنف ومعالجة الازمة الانسانية.

 

وقالت الصين إن الازمة الراهنة كانت قائمة قبل احالة المسألة للمحكمة الجنائية ويجب أن تبقي المحكمة على موضوعيتها وتحترم سيادة السودان بشكل كامل، وإن استقرار السودان هو الضمان الوحيد لوقف هذه الإنتهاكات، وأشارت إلى المساعي التي تبذلها الايقاد والاتحاد الافريقي لوضع حد للحرب.

 

ودعت الصين المحكمة إلى العمل على بسط الاستقرار في دارفورلأن للإقليم تاريخاً حافلاً بالنزاعات وأن هذا النزاع فاقم من تلك النزاعات ويجب ان العمل على عدم تأجيج الخلافات، وطالبت الصين المحكمة الدولية بالعمل،  وفقا للقانون وتجنب التسيس

 

ورحبت بريطانيا بالمحاكمات التي تجري في قضية دارفور وقالت إن السلطات السودانية لم تتعاون مع المحكمة فيما بتعلق بعمر البشير وعبد الرحيم محمد حسين واحمد هارون، وجدد بريطانيا دعمها لدور المحكمة الجنائية في قضية دارفور.

 

الجزائر: لا يجب فصل العدالة عن الإستقرار

 

فيما شددت الجزائر على أهمية العدالة والمساءلة، قالت إن اقامة العدالة الانتقالية لا يجب فصلها عن الاستقرار، ولا بد من اعادة المؤسسات العدلية السودانية للعمل، ويجب دراسة اتفاق جوبا في ذلك الخصوص، ودعت إلى إعطاء دور أكبر للاتحاد الافريقي، وأعربت عن القلقل من تردي الوضع في دارفور وزيادة حدة الاشتباكات، ونددت بوجود أطراف خارجية تذكي النزاع ما يطيح بأي أمل في التسوية.

 

روسيا تطالب بسحب قضية دارفور من المحكمة

 

هاجمت روسيا بشدة ” ما تسمى” بالمحكمة الجنائية، وطالبتها بالتوقف عن ما وصفتها بالاحاطات الإعلامية الفارغة التي لا جديد فيها فيما يخص قضية دارفور التي قال إنها لم تفعل شيئا حيالها طوال العشرين عاما الماضية، وأقترحت سحبها منها كما حدث مع قضية يبيا، التي قالت إن حلف شمال الاطلسي قد دمرها “مستغلا المحكمة التي اصبحت عبارة عن ذر يضغط عليه الشركاء الغربيون متى ما ارادوا، وانها تغض الطرف الانتقائي كما يحدث في غزة”

 

وقالت روسيا أيضا إن المحكمة أصبحت لعبة تحركها الدول الغربية، و يجب مساعدة السودان بدون هذه الجهة التي تتظاهر بانها تقيم العدل بينما هي آداة للتدخل الخارجي في البلدان، وأضافت أن احالة هذه الحالات الى المحكمة خطأ.

 

فرنسا تدين الجيش والدعم السريع معاً

 

أدانت فرنسا انتهاكات القوات المسلحة وقوات الدعم السريع معاً، ودعت كل الدول الخارجية إلى التوقف عن دعم اطراف الحرب ، ودعت الجميع إلى التعاون مع المحكمة والإلتزام باتفاق جوبا، وشددت فرنسا على هذه المحاكمات مهمة للناجين وذويهم، ولمكافحة الافلات من العقاب.

 

مندوب السودان يدعو المدعي العام إلى زيارة الجنينة

 

دعا السودان مدعي عام المحكمة الجنائية الدولية إلى زيارة الجنينة لمشاهدة ما تعرض له السكان من عمليات قتل جماعي على يد قوات الدعم السريع، ونفى السودان ما جاء في تقرير المدعي العام بعدم تعاون السلطات في الخرطوم مع المحكمة الجنائية، وقال إن السودان منذ سقوط النظام السابق يتعاون مع المحكمة.

 

ودافع السودان عن هجمات القوات المسلحة التي قال إنها تقوم بدور دفاعي في وجه انتهاكات قوات الدعم السريع لحقوق السكان المدنيين واحتلالها منازلهم ومرافقهم الحيوية ونهبها أسواقهم، وحرقها مراكز الإيواء.

 

واتهم السودان أيضا قوات الدعم السريع بتجنيد الأطفال وجلب مرتزقة من دول أفريية

 

المصدر: تاق برس

كلمات دلالية: قوات الدعم السریع المحکمة الجنائیة المدعی العام فی السودان مع المحکمة فی دارفور

إقرأ أيضاً:

العنف الجنسي في السودان.. خطر دائم على المواطنين في ظل الحرب

حذّرت منظمة أطباء بلا حدود، يوم الأربعاء، من أن العنف الجنسي يُشكّل "خطراً شبه دائم" على النساء والفتيات في إقليم دارفور، غرب السودان، مطالبة باتخاذ إجراءات عاجلة للتصدي لهذا الوضع. اعلان

ومنذ اندلاع الحرب في أبريل/نيسان 2023 بين الجيش السوداني بقيادة عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي)، سُجلت حالات عنف جنسي "فظيعة ووحشية"، وفقاً لما صرّحت به كلير سان فيليبو، منسقة الطوارئ في المنظمة.

 وأفادت المنظمة بأنها قدمت العلاج لـ659 ناجية من العنف الجنسي في ولاية جنوب دارفور، بين يناير/كانون الثاني 2024 ومارس/آذار 2025، وذكرت أن 86% منهن تعرّضن للاغتصاب، وكانت ثلث هؤلاء الناجيات دون سن الثامنة عشرة، وبعضهن لا تتجاوز أعمارهن الخامسة.

 وقالت سان فيليبو: "لا تشعر النساء والفتيات بالأمان في أي مكان"، مشيرة إلى أنهن يتعرضن للهجوم داخل منازلهن، أثناء محاولتهن الفرار من مناطق القتال، وخلال بحثهن عن الغذاء أو الحطب، أو أثناء العمل في الحقول.

Relatedالكوليرا تعصف بالسودان: 172 حالة وفاة خلال أسبوع وسط انهيار صحيالسودان مأساة لا تنتهي: آلاف النازحين يصلون شمال دارفور هربًا من قوات حميدتي تصعيد دامٍ في دارفور وكردفان: الجيش السوداني يكثّف غاراته الجوية والدعم السريع يردّ بمسيّرات

 كما يتعرض الرجال والفتيان أيضاً للعنف الجنسي، وإن بنسبة أقل، إذ تشكل النساء والفتيات 94% من الناجين، بحسب المنظمة. وفي مستشفى منطقة طويلة، التي تقع على بُعد 60 كيلومتراً غرب مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور المحاصرة، تم علاج 48 ناجية بين يناير/كانون الثاني ومطلع مايو/أيار، غالبيتهن فَررن من هجوم شنّته قوات الدعم السريع على مخيم زمزم للنازحين، وهو الهجوم الذي أودى بحياة ما لا يقل عن 200 مدني، وأجبر أكثر من 400 ألف شخص على الفرار.

 أما في شرق تشاد، حيث لجأ أكثر من 800 ألف سوداني، فقد عالجت منظمة أطباء بلا حدود 44 ناجياً منذ يناير/كانون الثاني، كان نصفهم من الأطفال. وروت فتاة تبلغ من العمر 17 عاماً أنها تعرّضت لاغتصاب جماعي على يد عناصر من قوات الدعم السريع، وقالت: "أردت أن أفقد ذاكرتي بعد ذلك".

 من جهتها، قالت روث كوفمان، المسؤولة عن الطوارئ الطبية في المنظمة، إن الوصول إلى الرعاية الصحية لا يزال "غير كافٍ"، وأضافت: "كما هو الحال مع جميع الخدمات الإنسانية والطبية في السودان، لا بد من تعزيز هذا الدعم بشكل عاجل".

 ورغم توجيه الاتهامات إلى طرفي النزاع بارتكاب فظائع، فإن قوات الدعم السريع تُحمّل المسؤولية عن ممارسة عنف جنسي ممنهج. وكانت منظمة العفو الدولية قد وثّقت، في أبريل/نيسان، وجود حالات من العبودية الجنسية.

انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة

مقالات مشابهة

  • قوات الدعم السريع ترتكب جريمة ضد الأمم المتحدة في السودان
  • أين اختفت المحكمة الجنائية الدولية؟
  • بكاء وصور أجساد تحترق في جلسة مجلس الأمن الدولي
  • باكستان تدعو مجلس الأمن الدولي إلى التحرك فورا لوقف الإبادة الجماعية في غزة
  • قرار مرتقب لاعتقالهما: سموتريتش وبن غفير على طاولة الجنائية الدولية
  • "أطباء السودان" تتهم الدعم السريع باعتقال 178 شخصا بشرق دارفور
  • العنف الجنسي في السودان.. خطر دائم على المواطنين في ظل الحرب
  • بن جامع يُلقي كلمة حول الوضع في فلسطين في مجلس الأمن الدولي
  • بن جامع يلقي كلمة حول الوضع في فلسطين في مجلس الأمن الدولي
  • مدعي الجنائية الدولية أعد مذكرتي اعتقال بحق بن غفير وسموتريتش