إسرائيل لم تقدم دليلا.. وكالات أممية: وقف تمويل الأونروا كارثي على غزة
تاريخ النشر: 31st, January 2024 GMT
أعلنت الأمم المتحدة أن إسرائيل لم تقدم لها، حتى الآن، ملفا يتضمن اتهاماتها لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، وفي حين قالت واشنطن إن تعليق تمويلها للوكالة مؤقت، حذرت وكالات أممية من عواقب كارثية لوقف تمويل الوكالة على سكان قطاع غزة.
وقال ستيفان دوجاريك، المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، في مؤتمر صحفي بنيويورك الثلاثاء، إن إسرائيل نقلت للأونروا مزاعمها بتورط 12 من موظفي الوكالة في الهجوم الذي شنته حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي والذي أطلقت عليه الحركة طوفان الأقصى.
وأضاف دوجاريك أن تل أبيب لم تقدم -حتى الآن- ملفا خطيا بشأن تلك المزاعم، مشيرا إلى أن إنهاء مهام الموظفين المعنيين والتحقيق الذي تجريه الوكالة تما في ضوء الاتهامات الإسرائيلية.
وذكر المتحدث الأممي أن الأونروا شاركت سابقا لائحة موظفيها مع الدولة المضيفة، كما شاركتها مع إسرائيل، دون أن تعبر الأخيرة عن أي مخاوف بشأنها.
ومنذ أيام تشن حكومة الحرب الإسرائيلية حملة على وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، وتزعم أن حركة حماس تستخدم البنية التحتية للوكالة لشن هجمات.
وعلى الرغم من أن التحقيقات في المزاعم الإسرائيلية لا تزال في بدايتها، فإن الولايات المتحدة ودولا غربية أخرى واليابان أعلنت تعليق مساعداتها للأونروا، وفي المقابل، أكدت إسبانيا وأيرلندا والنرويج أنها لن تقطع المساعدات.
وكانت الوكالة التابعة للأمم المتحدة أعلنت عن إجراءات تشمل فصل الموظفين المعنيين وفتح تحقيق في المزاعم الإسرائيلية، وحذرت من أن قطع التمويل عنها سيؤثر على المدنيين الفلسطينيين.
في غزة.. حصار جماعي يرقى إلى جريمة ضد الإنسانية، بلا ماء للشرب ولا مرافق صحية والطعام شحيح، ودول تستقوي الفلسطينيين توقف تمويل الأونروا في تماه مع الحملة الإسرائيلية | تقرير: فاطمة التريكي #الأخبار#حرب_غزة pic.twitter.com/V7fMsngAAV
— قناة الجزيرة (@AJArabic) January 30, 2024
عواقب كارثيةوفي غضون ذلك، قال رؤساء اللجنة المشتركة لوكالات الأمم المتحدة إن قرارات وقف تمويل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين ستكون لها عواقب كارثية على سكان غزة.
وأضاف المسؤولون الأمميون -في بيان- أن سحب الأموال من الأونروا سيؤدي إلى انهيار النظام الإنساني في غزة.
من جانبها، قالت منسقة الأمم المتحدة للمساعدات في غزة، سيغريد كاس، أمس، إنه لا يمكن لأي منظمة أن تحل محل الأونروا.
وجاءت تصريحات كاس بينما يستعد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش للقاء الدول المانحة.
كما عبر مقرر الأمم المتحدة المعني بالفقر وحقوق الإنسان عن أمله في تراجع الدول التي علقت دعم وكالة الأونروا مواقفها، مشيرا إلى أن الناس في غزة يحتاجون الدعم الذي تقدمه الوكالة.
وكانت منظمة العفو الدولية دعت الدول التي قررت تعليق تمويلها للوكالة الأممية إلى التراجع عن هذا القرار الذي تعتبره ظالما.
تعليق مؤقتوفي غضون ذلك، قالت مندوبة الولايات المتحدة في الأمم المتحدة ليندا توماس غرينفيلد إن وقف التمويل الأميركي لوكالة الأونروا مؤقت، مؤكدة أهمية الوكالة لتقديم المساعدات المنقذة للحياة في غزة.
ورحبت غرينفيلد بتحقيق الأمم المتحدة في المزاعم بشأن مشاركة موظفين في الوكالة في هجمات السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
من جهته، دعا المتحدث باسم الخارجية الأميركية ماثيو ميلر -أمس- الأمم المتحدة للتحقيق في الادعاءات ضد الوكالة الأممية، مشددا على أن عمل الوكالة في غزة لا يمكن الاستغناء عنه ويجب أن يستمر.
وفي الإطار، اتهمت إسرائيل الوكالة الأممية أمس، بأنها "واجهة" لحركة حماس.
وقال المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية إيلون ليفي إن الأونروا "مخترقة بـ3 طرق رئيسية: توظيف إرهابيين على نطاق واسع، والسماح لحماس باستخدام بناها التحتية في أنشطة عسكرية، والاعتماد على حماس في توزيع المساعدات في قطاع غزة".
من جهته، وجه زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لبيد رسالة إلى إحدى اللجان الفرعية التابعة للكونغرس الأميركي ردد فيها مزاعم حكومة نتنياهو عن دعم الوكالة الأممية لما سماه الإرهاب من خلال السماح باستخدام منشآتها من قبل حركة حماس وتورط عدد من موظفيها في هجمات ضد إسرائيل.
ودعا لبيد إلى إيجاد بديل للأونروا، قائلا إنها جزء من المشكلة ولا يمكن أن تكون جزءا من الحل.
وكان وزراء إسرائيليون دعو إلى طرد موظفي أونروا من قطاع غزة.
زيادة المساعداتفي الأثناء، أعرب مجلس الأمن الدولي -أمس- عن قلقه بشأن الوضع الإنساني الخطير والمتدهور على نحو سريع في قطاع غزة.
وأكد المجلس -في بيان- الحاجة الملحة إلى توسيع نطاق تدفق المساعدات الإنسانية إلى المدنيين في القطاع.
وحث مجلس الأمن جميع الأطراف على العمل مع منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية وإعادة الإعمار بشأن غزة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: الأمم المتحدة قطاع غزة فی غزة
إقرأ أيضاً:
ما هي الخطة المدعومة من أمريكا لمساعدات غزة ولماذا ترفضها الأمم المتحدة؟
غزة – تهدف مؤسسة مدعومة من واشنطن إلى بدء العمل في غزة بحلول نهاية مايو للإشراف على نموذج جديد لتوزيع المساعدات، لكن الأمم المتحدة تقول إن الخطة تفتقر للنزاهة والحياد ولن تشارك فيها.
وستشرف مؤسسة إغاثة غزة المدعومة من الولايات المتحدة على توصيل المساعدات في غزة، وأظهر السجل التجاري في جنيف أن المؤسسة أُنشئت في فبراير في سويسرا.
وقال مصدر مطلع على الخطة إن المؤسسة تعتزم العمل مع شركتين أميركيتين خاصتين للأمن واللوجستيات، وهما (يو.جي سولوشنز) و(سيف ريتش سولوشنز). وقال مصدر ثان مطلع على الخطة إن مؤسسة إغاثة غزة تلقت بالفعل تعهدات بأكثر من 100 مليون دولار. ولم يتضح بعد مصدر هذه الأموال.
وقالت دوروثي شيا القائمة بأعمال الممثل الدائم للولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة أمام مجلس الأمن في وقت سابق هذا الشهر إن مسؤولين أميركيين كبارا يعملون مع إسرائيل لتمكين المؤسسة من بدء العمل، وحثت الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة على التعاون. وقالت إسرائيل إنها ستسمح للمؤسسة بأن تباشر عملها من دون المشاركة في إيصال المساعدات.
كيف ستعمل الخطة الجديدة؟قالت مؤسسة إغاثة غزة إن المؤسسة ستنفذ عملياتها في البداية من أربعة مواقع توزيع آمنة، ثلاثة في الجنوب وواحد في وسط غزة، وإنه سيجري “خلال الشهر القادم افتتاح مواقع إضافية، بما في ذلك في شمال غزة”.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يوم الخميس إن بناء مناطق التوزيع الأولى سيكتمل خلال الأيام المقبلة وإن إسرائيل تنوي إقامة مناطق آمنة واسعة جنوب غزة. وأضاف سينتقل السكان الفلسطينيون إلى هناك حفاظا على سلامتهم، بينما نخوض معارك في مناطق أخرى.
وأكدت مؤسسة إغاثة غزة أنها لن تشارك أو تدعم أي شكل من أشكال التهجير القسري للمدنيين، وأنه لا يوجد حد لعدد المواقع التي يمكنها فتحها أو أماكنها. وذكرت في بيان ستستعين مؤسسة إغاثة غزة بمقاولين أمنيين لنقل المساعدات من المعابر الحدودية إلى مواقع التوزيع الآمنة. وبمجرد وصول المساعدات إلى المواقع، سيتم توزيعها مباشرة على سكان غزة بواسطة فرق إنسانية مدنية.
وأعلن مندوب إسرائيل لدى الأمم المتحدة داني دانون أن بعض منظمات الإغاثة وافقت على العمل مع مؤسسة إغاثة غزة. ولم تعرف أسماء هذه المنظمات بعد. وأشارت المؤسسة إلى أنها تضع اللمسات الأخيرة على آليات إيصال المساعدات إلى من لا يستطيعون الوصول إلى مواقع التوزيع. وأضافت أنها لن تشارك أي معلومات شخصية عن متلقي المساعدات مع إسرائيل وأن الجيش الإسرائيلي “لن يكون له وجود في المنطقة المجاورة مباشرة لمواقع التوزيع”.
لماذا لن تتعاون الأمم المتحدة مع نموذج التوزيع الجديد؟تقول الأمم المتحدة إن خطة التوزيع المدعومة من الولايات المتحدة لا تفي بمبادئ المنظمة الراسخة المتمثلة في النزاهة والحياد والاستقلالية. وقال توم فليتشر وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية إنه لا ينبغي إضاعة الوقت على الاقتراح البديل.
وفي إفادة قدمها فليتشر إلى مجلس الأمن، أوضح أن المشكلات في الخطة التي كانت إسرائيل أول من طرحها هي أنها تفرض مزيدا من النزوح. وتعرض آلاف الأشخاص للأذى… وتقصر المساعدات على جزء واحد فقط من غزة ولا تلبي الاحتياجات الماسة الأخرى. وتجعل المساعدات مقترنة بأهداف سياسية وعسكرية. وتجعل التجويع ورقة مساومة.
وتقول الأمم المتحدة إن وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) هي العمود الفقري لعمليات الإغاثة في غزة. إلا أن إسرائيل تتهم الوكالة بالتحريض ضدها، وتتهم موظفيها بالتورط في أنشطة إرهابية. وتعهدت الأمم المتحدة بالتحقيق في جميع هذه الاتهامات.
وتؤكد مؤسسة إغاثة غزة أن العمل مع إسرائيل لإيجاد “حل عملي لا يعد انتهاكا للمبادئ الإنسانية”.
لماذا طرحت خطة بديلة لتوزيع المساعدات؟منعت إسرائيل دخول جميع المساعدات إلى غزة منذ الثاني من مارس متهمة حركة الفصائل الفلسطينية بسرقتها، وهو ما تنفيه الحركة. وتطالب إسرائيل بإطلاق سراح جميع الرهائن الذين جرى اقتيادهم لداخل غزة في هجوم السابع من أكتوبر 2023 على بلدات بجنوب إسرائيل والذي تقول إحصاءات إسرائيلية إنه أسفر عن مقتل 1200 شخص. واندلعت على إثر الهجوم الحرب في قطاع غزة التي قتل فيها 53 ألف شخص.
وفي أوائل أبريل، اقترحت إسرائيل آلية منظمة للمراقبة ودخول المساعدات إلى غزة. لكن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش سرعان ما رفضها وقال إنها تهدد بمزيد من القيود على المساعدات والسيطرة على كل سعرة حرارية وحبة دقيق.
وأقر الرئيس الأميركي دونالد ترامب بأن الكثير من الناس يتضورون جوعا في غزة». ووسط جمود بشأن المقترح الإسرائيلي، دعمت واشنطن مؤسسة إغاثة غزة المنشأة حديثا للإشراف على توزيع المساعدات. وذكرت المؤسسة قبل أيام أنها تسعى إلى بدء العمل في غزة بحلول نهاية مايو أيار. في غضون ذلك، سمحت إسرائيل باستئناف دخول مساعدات محدودة بموجب الآليات القائمة حاليا.
ما هي الآليات الحالية لتوصيل المساعدات؟تقول الأمم المتحدة منذ اندلاع الصراع إن عمليتها الإنسانية في غزة تواجه مشاكل بسبب الحملة العسكرية الإسرائيلية والقيود التي تفرضها إسرائيل على الدخول إلى غزة والعمل في جميع أنحاء القطاع وعمليات نهب من قبل عصابات مسلحة.
لكن الأمم المتحدة أكدت أن نظامها لتوزيع المساعدات فعال وأن الأمر ثبُت بصورة خاصة خلال وقف إطلاق النار الذي استمر شهرين قبل أن تستأنف إسرائيل العمليات العسكرية في منتصف مارس آذار. وكانت إسرائيل تفحص المساعدات وتوافق عليها أولا ثم تُنقل إلى داخل حدود غزة حيث تستلمها الأمم المتحدة وتوزعها.
وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك يوم الاثنين “يمكننا العودة إلى ذلك النظام. لدينا آلية تعمل. لسنا بحاجة إلى إعادة اختراع العجلة”. وأضاف “لسنا بحاجة إلى شريك جديد في عمليات الإغاثة ليملي علينا كيفية أداء عملنا في غزة”.
المصدر: “رويترز”