بغداد اليوم – بغداد 

طرح الخبير في الشأن الاقتصادي نبيل المرسومي، اليوم الخميس (1 شباط 2024)، تساؤلًا عن الخطر الاكبر المحدق بالعراق، واذ كان يكمن في القصف الامريكي أو بيع النفط بعملة غير الدولار؟ 

ويقول المرسومي في تدوينة تابعتها "بغداد اليوم"، إنه "في عام 1973 وافق ملك السعودية فيصل على قبول الدولار كعملة وحيدة لشراء النفط مقابل تقديم امريكا الحماية العسكرية لحقول النفط السعودية.

. وفي عام ١٩٧٥ وافقت دول الاوبك الاخرى على تسعير النفط بالدولار فقط وقد نجحت امريكا بهذه الصفقة بربط الدولار بالنفط بدلا من الذهب".

الدولار بدلًا عن الذهب

واوضح الخبير بالشأن الاقتصادي أن "هذه الصفقة اجبرت جميع الدول المستوردة للنفط على تكوين امدادات ثابتة من الدولار لشراء النفط "، مضيفا "لذلك اضطرت هذه الدول الى تصدير السلع الى امريكا وبالمقابل تقدم لهم امريكا الدولارات التي لن تكلفها سوى تكلفة طباعتها". 

واضاف المرسومي "من هنا بدأ نظام جديد يبقي على الهيمنة الامريكية على النظام المالي العالمي واسمه البترو دولار "، مبينا أن "الدولارات تخرج من امريكا وأي شيء تحتاجه امريكا يأتي اليها وبالنتيجة اصبحت الولايات المتحدة غنية جدا". 

واشار الى أن " تلك العملية لم تؤد الى التضخم لان دول العالم بحاجة مستمرة الى دولارات لشراء النفط والمشاركة في التجارة الدولية ولذلك ظلت تلك الدولارات خارج امريكا، وبعد ربط الدولار بالنفط اصبح بإمكان امريكا انفاق المزيد من الاموال على قواتها العسكرية التي اصبحت الاولى في العالم ". 

وتابع المرسومي "في عام 2000 اعلن العراق بداية ربط مبيعات النفط العراقية باليورو بدلا من الدولار مما دفع مع عوامل أخرى الولايات المتحدة الى اسقاط نظام صدام حسين بالقوة العسكرية"، مشيرا الى انه "في عام 2011 حاول معمر القذافي انشاء عملة ذهبية في افريقيا تسمى الدينار الذهبي ونجح في تكوين كتلة من البلدان الافريقية لكن الامريكان اسقطوا النظام الليبي وقتلوا القذافي لان بيع الدولة حتى وان كانت صغيرة لها لنفطها بغير الدولار سيسبب زعزعة قوة الدولار". 

النفط يدعم الدولار 

وبين أنه "حاليا لا يوجد اي شيء يدعم الدولار سوى النفط وأن امريكا لن تتردد عن استخدام قوتها العسكرية لسحق اي خطر على الدولار وإن ارتباط النفط بالدولار والمحافظة عليه لأطول وقت هو اولوية امريكية "، مبينا "أن تسعيرة النفط بالدولار لا يرتبط فقط بخامات النفط القياسية التي تسعر بالدولار وهما خام برنت وخام غرب تكساس ولكن لان تجارة النفط هي الأكبر في العالم اذ انها لا تقتصر على تبادل النفط في الأسواق السلعية فقط وانما لان هناك تجارة كبيرة جدا في البراميل الورقية تبلغ اكثر من عشرات اضعاف التبادل الحقيقي وخاصة في بورصة نيويورك وبورصة لندن من خلال المضاربة بعقود المستقبليات اذ أن بورصة نيويورك تتعامل بحوالي 3 مليارات عقد سنويا تصل قيمتها في المتوسط الى 1000 ترليون دولار ". 

ونوه بأن "الدعوات الى بيع النفط العراقي بغير عملة الدولار تفتقد الى الواقعية وتنم عن فهم خاطئ لأساسيات تسعير النفط في السوق العالمية ولأنها ستعرض العراق الى ردود أفعال أمريكية عنيفة جدا لان التخلي عن الدولار يعد خط احمر امريكي كونه سيهدد مكانة الدولار العالمية الذي يشكل حاليا 60% من الاحتياطيات النقدية العالمية وسيقوض الأهمية الاقتصادية للولايات المتحدة على الصعيد العالمي".

وبعد تفاقم أزمة الدولار والعقوبات التي فرضتها واشنطن على عدد من المصارف العراقية، تسعى البلاد الى  الانتقال لمرحلة جديدة من التعاملات النقدية، تارة النفط مقابل السلع وتارة اخرى الشراء بعملة الدول المصدرة لتلك السلع ومنها (الين) عملة الصين. 

المصدر: وكالة بغداد اليوم

كلمات دلالية: فی عام

إقرأ أيضاً:

توترات إقليمية متصاعدة.. واشنطن تستعد لإخلاء موظفيها من العراق والبحرين والكويت

السفارة الأميركية في بغداد (أرشيفية - رويترز)

كشف مسؤول أمني عراقي ومصدر أميركي، الأربعاء، عن استعداد السفارة الأميركية في بغداد لبدء عملية إخلاء منظّمة لموظفيها بسبب تزايد التهديدات الأمنية في المنطقة. وجاءت هذه الخطوة بالتزامن مع تحذير رسمي إيراني باستهداف القواعد الأميركية في حال فشل المحادثات النووية أو اندلاع مواجهة مع واشنطن.

وأفادت وكالة "أسوشييتد برس" بأن وزارة الخارجية الأميركية سمحت لمغادرة الموظفين غير الأساسيين وأفراد عائلاتهم من كل من البحرين والكويت، كما أكد مسؤول أميركي لـ"رويترز" أن أفراد عائلات العسكريين الأميركيين في البحرين يحق لهم المغادرة مؤقتاً بسبب تصاعد التوترات.

من جانبها أعلنت البحرية الأمريكية عن حالة التأهب القصوى في قاعدتها بالبحرين.

وكان وزير الدفاع الإيراني محمد رضا آشتياني (المعروف باسم عزيز ناصر زادة) قد صرّح في وقت سابق من اليوم بأن طهران ستستهدف القواعد الأميركية في المنطقة إذا فشلت المحادثات النووية أو إذا اندلع صراع مع واشنطن، في تصعيد واضح للخطاب الإيراني.

مقالات مشابهة

  • مصدر أمني:تحشيد عسكري في القواعد الأمريكية بالعراق
  • السوكني: التشكيلات العسكرية التي زرناها في طرابلس حريصة على استمرار حالة الاستقرار  
  • توترات إقليمية متصاعدة.. واشنطن تستعد لإخلاء موظفيها من العراق والبحرين والكويت
  • إيران تهدد باستهداف جميع القواعد الأمريكية في حال فرض الحرب عليها
  • تصعيد ناري من طهران.. إيران تتوعد بقصف القواعد الأمريكية في الخليج
  • العراق يسيطر على إنتاجه الزائد من النفط بخفض 50 ألف برميل يومياً
  • بعد وعيد ضرب القواعد الأمريكية.. عراقجي: إيران لا تريد سلاحا نوويا
  • إيران تهدد بضرب القواعد الأمريكية بحال اندلع صراع.. بنك أهداف
  • طهران تهدد بضرب القواعد الأمريكية
  • الدفاع الإيراني يهدد بضرب القواعد الأمريكية في المنطقة