هل يجوز تكرار سورة واحدة بعد الفاتحة في الصلاة.. أمين الإفتاء يجيب
تاريخ النشر: 1st, February 2024 GMT
تلقت صفحة دار الإفتاء الرسمية عبر الفيس بوك سؤالا يقول صاحبه فيه "هل تكرار نفس السورة في ركعات الصلاة يؤثر على صحتها ؟".
وأجاب الشيخ عويضة عثمان، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، خلال خدمة البث المباشر ، أن سيدنا عمر كان يحب سورة يوسف وكان يكررها فى صلاة الفجر، منوها بأن تكرار ما يحفظ من القرآن ولو فى كل ركعة لا حرج فيه شرعا.
وأشار إلى أن صحابي جليل كان يصلي بسورة الإخلاص فى كل ركعة، وعندما شكاه البعض لرسول الله، فقال يا رسول الله: إنى أحبها، فقال النبي: "إن الله يخبرك أنه يحبك كما أحببتها".
سبب تكرار الحمد لله رب العالمين كل يوم في 17 ركعة
قال الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية السابق عضو هيئة كبار العلماء، إنه في بعض الأحيان يمل الناس النعم وكأنهم يشتاقون إلى النقم- اللهم سلم؛ ولذلك عودنا ربنا أن نكرر في كل يوم في سبع عشرة ركعة الحمد لله رب العالمين؛ ولذلك فإن من حافظ على صلاته تعود الشكر لله رب العالمين، {وتعاونوا على البر والتقوى}.
وأضاف الدكتور علي جمعة عبر صفحته على فيس بوك: أوصانا الله ورسوله في كتابه سبحانه وتعالى، وما تركه لنا رسول الله ﷺ من خير وأثر أن نتعاون على البر والتقوى، وأن نبتعد عن الإثم والعدوان، قال تعالى: {وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان واتقوا الله إن الله شديد العقاب} ، أمرنا أن نتعاون على البر والتقوى، وأن نبتعد عن الاشتراك على الإثم والعدوان، وجعل هذا من ملامح التقوى، وتوعدنا، وهددنا، وحذرنا بأن الله سبحانه وتعالى شديد العقاب يمهل ولا يهمل.
وتابع علي جمعة: النواس بن سمعان رضي الله تعالى عنه يسأل رسول الله ﷺ : يا رسول الله ما البر والإثم؟ -حتى نتعاون على البر ونترك الإثم- فقال له ﷺ وقد أوتي جوامع الكلم: «البر حسن الخلق، والإثم ما حاك في صدرك وخفت أن يطلع عليه الناس» البر حسن الخلق، إذن فلابد أن نتعاون على حسن الخلق، حسن الخلق يقول فيه رسول الله ﷺ: «التبسم في وجه أخيك صدقة»، ويقول ﷺ: «اتق الله حيثما كنت، وأتبع السيئة الحسنة تمحها، وخالق الناس بخلق حسن»، ويقول ﷺ: «أحسن الحسن الخلق الحسن»، ويقول ﷺ: «إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق»، ويقول ﷺ: «إياك وكرائم أموالهم، وعليك بحسن الخلق» وكان ﷺ كان خلقه القرآن، كان رحيما رفيقا؛ لأن القرآن يبدأ رسالته {بسم الله الرحمن الرحيم} ، ويقول في شأنه: {وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين} ، ويقول في شأنه: {وإنك لعلى خلق عظيم} ، «البر لا يبلى، والذنب لا ينسى، والديان سبحانه وتعالى لا يموت، افعل ما شئت؛ فكما تدين تدان» «البر لا يبلى» لا ينسى، لا ينتهي؛ فإن كلمة الخير تهز هذه الأكوان هزا.
وأكمل: الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر صدقة، ولا تحقرن من المعروف شيئا، حتى ولو أن تلق أخاك بوجه طلق، تعاونوا على البر والتقوى {ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكن البر من آمن بالله واليوم الآخر والملائكة والكتاب والنبيين} إيمان، ثم يتلوه عمل ينبثق عن هذا الإيمان {وآتى المال على حبه} {وأقام الصلاة وآتى الزكاة} ، {وآتى المال على حبه} إذن عمل ارتبط بعقيدة.
كان الإمام الشافعي يحب سورة العصر {والعصر * إن الإنسان لفي خسر * إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر} ، التعاون على البر والتقوى، وكان يقول: «إن كثيرا من الناس يغفل عن هذه الآية، ولا يعرف معناها»، وكان يقول: «لو لم ينزل من القرآن إلا هذه السورة لكفى فقد جمع الله فيها كل شيء» {وتواصوا بالحق} لا تتواصوا بالباطل {وتواصوا بالصبر} على ذلك الحق؛ فإن «أحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قل» فما بالك لو كثر!
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: دار الإفتاء الشيخ عويضة عثمان سورة الفاتحة الصلاة على البر والتقوى نتعاون على رسول الله حسن الخلق علی جمعة
إقرأ أيضاً:
هل يجوز الإحرام لعمرتين في نفس الوقت؟ دار الإفتاء تحسم الأمر
ورد إلى دار الإفتاء المصرية، سؤال يقول (أحرمتُ بعمرة وقبل أن أُتِمَّ مناسكها أحرمتُ بعمرةٍ أخرى عليها، فهل أكون مُحْرِمًا بعمرتين، أم إحداهما تكون لغوًا؟
وقالت دار الإفتاء في إجابتها على السؤال، إن مِن أفضل العبادات التي يَتقرَّب بها العبدُ إلى ربِّه العُمْرَة، ففيها تكفير للذنوب واستجابة الدعوات؛ لما اتفق عليه الشيخان مِن حديث أبي هريرة رضي الله عنه أنَّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «العُمْرَة إلى العُمْرَة كفارة لما بينهما، والحج المبرور ليس له جزاء إلَّا الجنة».
قال الإمام النَّووي في شرحه على "صحيح مسلم" (9/ 117-118، ط. دار إحياء التراث): [قوله صلى الله عليه وسلم (العُمْرَة إلى العُمْرَة كفارة لما بينهما) هذا ظاهر في فضيلة العُمْرَة، وأنها مكفرة للخطايا الواقعة بين العمرتين] اهـ.
وذكرت دار الإفتاء أنه يدخل الشخص في النُّسُك -حَجًّا أو عمرة- بالإحرام، والمراد بالإحرام عند جمهور الفقهاء: نيَّة الدخول في العُمْرَة.
وتابعت: هو -أي: الإحرام- ركن من أركان العُمْرَة عند جمهور الفقهاء من المالكية والشافعية والحنابلة، وشرط لصحة النُّسُك عند الحنفية.
وذكرت دار الإفتاء، أن الأصل في الإحرام أن يكون بعُمرَةٍ واحدةٍ، أمَّا مَن أحرم بعمرتين، أي: نوى الإحرام بعمرتين، أو أحرم بإحداهما وقَبْل أداء أي نُسُكٍ أحرم بأخرى، فقد اختلف الفقهاء في مدى كونه مُحْرِمًا بعمرتين، أو مُحْرِمًا بإحداهما وتلغى الأخرى.
فذهب جمهور الفقهاء من المالكية والشافعية والحنابلة ومحمد بن الحسن من الحنفية إلى أنَّ مَن أحرم بعمرتين معًا يلزم بإحداهما وتصير الأخرى لغوًا، وإذا أحرم بأحدهما وأَدْخَل الأخرى عليها فالثانية لغوٌ؛ وذلك لأنَّه إذا أحرم بعبادتين لا يمكنه الـمُضِي فيهما جميعًا، فلا ينعقد إحرامه بهما جميعا، كما لو أحرم بصلاتين أو صومين، وانفرد المالكية بكراهة الإحرام بالعُمْرَة على العُمْرَة.
وذهب الإمامان أبو حنيفة وأبو يوسف إلى أَنَّ مَن أحرم بعمرتين معًا لزمتاه ويصير مُحْرِمًا بعمرتين، ويصير رافضًا لإحداهما، وعليه لرفضها دم، مع وجوب قضاءها.
ومُدْرَك الإمامين أبي حنيفة وأبي يوسف -كما أفادته عبارة شمس الأئمة السرخسي في "المبسوط" (4/ 115)- أَنَّ التنافي يكون في أداء الأفعال، وهو غير متصل بالإحرام فلا يمنع ذلك مِن انعقاد الإحرامين لأنَّه لا تنافي بينهما.
والأَوْلَى بالاختيار هو ما ذهب إليه جمهور الفقهاء بانعقاد إحدى العُمْرَتين حال الإحرام بهما معًا، وجعل الثانية لغوًا، كما أنَّ مَن أحرم بعُمْرة وأَدْخَل الثانية عليها تصير الثانية لغوًا؛ لأنَّه إذا أحرم بعبادتين معًا أو بعبادة ثم إدخال مثلها عليها قبل الانتهاء منها، لا يمكنه الـمُضِي فيهما جميعًا، فلا ينعقد إحرامه بهما جميعًا، كما لو أحرم بصلاتين أو صومين، ولما فيه مِن رفع الحرج والتيسير على المكلفين، قال تعالى: ﴿يُرِيدُ اللهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ﴾ [البقرة: 185]، وقال تعالى: ﴿وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ﴾ [الحج: 78].
وعن أَبي هريرة رضي الله عنه أنَّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «إنَّمَا بُعِثْتُمْ مُيَسِّرِينَ وَلَم تُبْعَثُوا مُعَسِّرِينَ» أخرجه البخاري.
والذي ننصح به في هذا الشأن هو أن يجتهد المكلف في أداء العبادة التي بدأها ولا يدخل غيرها عليها إلا بعد انتهائه منها، فمن المقرر أن "المشغول لا يُشغَل"، كما في "المنثور في القواعد" للإمام بدر الدين الزَّرْكَشِي (3/ 174، ط. أوقاف الكويت).
وبناءً على ما سبق وفي واقعة السؤال: فإحرامُك بالعُمْرَة ثم الإحرام بالأُخْرَى عليها قبل إتمام مناسك الأولى يجعل الثانية لغوًا، ومعنى كونها لغوًا، أي: غير منعقدة، فالمشغول لا يُشْغَل، وإذا رَغبتَ في تكرار العمرة فيمكنك الإحرام بعمرة ثانية وأداؤها بعد انتهائك مِن العمرة الأولى، لا أن تُدْخِل غيرها عليها.