هل نرى الله يوم القيامة كما قال النبي في الحديث «إِنَّكُمْ سَتَرَوْنَ رَبَّكُمْ عِيَانًا»
تاريخ النشر: 1st, February 2024 GMT
أجابت دار الإفتاء المصرية عن سؤال ورد اليها عبر موقعها الرسمي مضمونة:"هل حديث النبي عليه السلام: «إِنَّكُمْ سَتَرَوْنَ رَبَّكُمْ عِيَانًا» يفيد رؤية المؤمنين لله يوم القيامة؟ وكيف تكون هذه الرؤية؟".
لترد دار الإفتاء موضحة: أنه ورد عن جرير بن عبد الله رضي الله عنه أنه قال: قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «إِنَّكُمْ سَتَرَوْنَ رَبَّكُمْ عِيَانًا» رواه البخاري في "صحيحه"، وعنه أيضًا قال: كنا عند النبي صلى الله عليه وآله وسلم فنظر إلى القمر ليلة، يعني البدر، فقال: «إِنَّكُمْ سَتَرَوْنَ رَبَّكُمْ كَمَا تَرَوْنَ هَذَا الْقَمَرَ، لَا تَضَامُّونَ فِي رُؤْيَتِهِ، فَإِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ لَا تُغْلَبُوا عَلَى صَلَاةٍ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا فَافْعَلُوا» ثُمَّ قَرَأَ: «﴿وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ﴾ [ق: 39]» متفق عليه.
ووجه الدلالة من الحديثين واضح في إثبات رؤية المؤمنين لله تعالى في الآخرة وهو معتقد أهل السنة والجماعة؛ قال الملا علي القاري في "مرقاة المفاتيح" (9/ 619-620، ط. دار الفكر): [قال النووي: اعلم أن مذهب أهل السنة قاطبة أن رؤية الله تعالى ممكنة غير مستحيلة عقلًا، وأجمعوا أيضًا على وقوعها في الآخرة؛ أي: نقلًا، وأن المؤمنين يرون الله تعالى دون الكافرين.. وقد تظاهرت أدلة الكتاب والسنة وإجماع الصحابة، فمن بعدهم من سلف الأمة على إثبات رؤية الله تعالى في الآخرة للمؤمنين، ورواها نحو عشرين صحابيًا رضي الله تعالى عنهم عن رسول الله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم، وآيات القرآن فيها مشهورة] اهـ.
وقال العلامة ابن القيم في "حادي الأرواح" (ص: 205، ط. دار الكتب العلمية): [وأما الأحاديث عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأصحابه الدالة على الرؤية فمتواترة] اهـ.
ومعنى رؤية الله تعالى في الآخرة: انكشافه لعباده المؤمنين في الآخرة انكشافًا تامًا، ولا يلزم من رؤيته تعالى إثبات جهة -تعالى الله عن ذلك علوًّا كبيرًا- بل يراه المؤمنون لا في جهة كما يعلمون أنه لا في جهة؛ يقول الدكتور محمد البوطي في "كبرى اليقينيات الكونية" (ص: 171، ط. دار الفكر المعاصر): [على الرغم من أن الله تعالى ليس جسمًا ولا هو متحيز في جهة من الجهات، فإن من الممكن أن ينكشف لعباده انكشاف القمر ليلة البدر كما ورد في الأحاديث الصحيحة، وأن يروا ذاته رؤية حقيقية لا شبهة فيها، وستحصل هذه الرؤية إن شاء الله بدون الشرائط التي لا بد منها للرؤية] اهـ.
والذي عليه أهل السنة والجماعة أنها: قوة يجعلها الله تعالى في خلقه، لا يشترط فيها اتصال الأشعة، ولا مقابلة المرئي ولا غير ذلك، فإن الرؤية نوع من الإدراك يخلقه الله تعالى متى شاء ولأي شيء شاء.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: علیه وآله وسلم الله تعالى فی الآخرة صلى الله تعالى فی
إقرأ أيضاً:
ذكرى خالدة
#ذكرى_خالدة
بقلم/ مروى الشوابكة
الحمد لله الذي خلق فسوى، وقدّر فهدى، له ملك السموات والأرض وما بينهما وما تحت الثرى، الرحمن على العرش استوى، وعلى الملك احتوى، والصلاة والسلام على نبي الرحمة، من سعى ودعا لأن يعمّ الأمن والسلام في بلاد الإسلام أجمع، صلوات ربي وسلامه عليه، وعلى أصحابه ومن سار على نهجه إلى يوم الدين وبعد:
فقد خلدت بلادنا في هذا اليوم الأحد الموافق للخامس والعشرين من الشهر الخامس من سنة ستٍ وأربعين وتسعِمائة بعد الألف، ذكرى وطنية غالية، لها مكانتها التاريخية في تاريخ المملكة الأردنية الهاشمية، إنها ذكرى حصول بلدنا الغالي على استقلاله، فإننا نذكر ونثمّن جهود الملك عبد الله الأول ابن الحسين -رحمه الله تعالى-، في تأسيس هذه الدّولة العظيمة، والذي عمل بجدّ واجتهاد لتأسيسها وبنائها، ووضع الأسس للتنمية والاستقرار، وقاد النّضال من أجل الاستقلال عن بريطانيا، ونجح في تحقيقه.
مقالات ذات صلة أبو زهري ينفي موافقة “حماس” على الإفراج عن أسرى “إسرائيليين” مقابل هدنة لشهرين 2025/05/18كما عمل على بناء البنية التحتيّة للبلاد، وتطوير الاقتصاد والتّعليم والصّحة فيها، مما أتاح للبلاد فرصة التّقدّم والازدهار.
هذا وقد ترك -رحمه الله تعالى- إرثاً وطنيّاً كبيراً، فبعد أن حقّقّ الاستقلال الوطني للأردن، عمل على تعزيز الوحدة الوطنيّة، وتجميع الأردنيين حول هدف مشترك واحد.
ففي هذا اليوم، علينا أن نستلهم من إرثه الوطني العظيم، لنستمر في بناء الأردن وتطويره.
وبعد جهوده العظيمة، علينا أن نكون أوفياء محبين لوطننا العزيز، وحب الوطن هو شعور عميق يملأ قلوبنا، ويجعلنا نفاخر بترابها وسمائها.
ويقول الشاعر:
وطني لو شغلت بالخلد عنه
نازعتني إليه في الخلد نفسي
فحبّ الوطن فرض علينا، ولازم من لوازم الإيمان، الذي لا يختلف عليه أحد.
الوطن هو الأرض التي نعشق ترابها، والسّماء التي ننظر إليها بكلّ حبّ وانتماء وإخلاص، والشعور بالارتباط به، يمنحنا الشموخ والاعتزاز به وبتاريخه العريق وثقافته.
وهذا يحيلنا إلى التضحية من أجله، والعمل على رفعة شأنه، وأن نظلّ يداً واحدةً، وصفاً واحداً، في وجه أيّ رياح عاتية غاشمة.
وأن نسعى جاهدين، لتعزيز الوحدة الوطنيّة بكلّ مكوناتها، بالثوابت الدينيّة، وأن نسهم في بناء مجتمع متماسك، ونعمل على تقدمه وازدهاره.
وأنبّه إلى ضرورة الاجتماع، ونبذ الفرقة والاختلاف، فالجماعة هي أساس القوّة والوحدة، أما الفرقة؛ فتؤدي إلى الضعف والانقسام.
أدام الله تعالى عزّ مملكتنا وشموخها وإبائها، تحت ظل الراية الهاشميّة العريقة.
أخيرا؛ (وما بكم من نعمة فمن الله)، والحمد لله رب العالمين.