سلط نائب الرئيس التنفيذي لمعهد دول الخليج العربية بواشنطن، النائب السابق لمبعوث التحالف الدولي لهزيمة تنظيم الدولة، ويليام بيل، الضوء على مستقبل تطبيع الدول العربية مع إسرائيل بعد حرب غزة، مشيرا إلى أن الخسائر المروعة التي خلفتها الحرب، التي أسفرت حتى الآن عن مقتل أكثر من 27 ألف شخص وتدمير 60% من البنية الأساسية لغزة، ترغم دول الخليج على تعديل مواقفها السابقة على نحو كبير، وإن لم تتخل عن منطق التطبيع من حيث الأصل.

وذكر بيل، في تحليل نشره موقع المعهد وترجمه "الخليج الجديد"، أن ضغط خسائر الحرب على دول الخليج لا يعني تقويض مبدأ تطبيع العلاقات مع إسرائيل من حيث الأصل، بل تعديله، مشيرا إلى أن دولا مثل السعودية اتخذت خطوات للنأي بنفسها عن إسرائيل، إذ شدد مسؤولو المملكة من لهجتهم، وأوضحوا أنهم سيصرون على إيجاد طريق ذي مصداقية لإقامة دولة للفلسطينيين قبل تطبيع العلاقات مع إسرائيل أو المشاركة في إعادة إعمار غزة.

وفي أوائل ديسمبر/كانون الأول 2023، رعت الإمارات العربية المتحدة، بصفتها العضو العربي في مجلس الأمن الدولي، قراراً عارضته كل من إسرائيل والولايات المتحدة، يدعو إلى وقف إطلاق النار في غزة، واستخدمت الولايات المتحدة حق النقض ضد هذا الإجراء.

وأوضحت سفيرة الإمارات لدى الأمم المتحدة، لانا نسيبة، أن حرب غزة بالنسبة لأبوظبي تمثل "نقطة تحول"، مؤكدة أن أي خارطة طريق لما بعد الحرب دون حل الدولتين "ليست المسار الذي وقعنا عليه باتفاقيات إبراهيم".

وتحدث المستشار الدبلوماسي للرئيس الإماراتي، أنور قرقاش، مؤخرًا عن ضرورة إنهاء الاحتلال الإسرائيلي، وانتقد رد فعل إسرائيل غير المتناسب في غزة، وأكد دعم الإمارات للدولة الفلسطينية.

وبالإضافة إلى الخطاب المتشدد، والتحركات في الأمم المتحدة، وإيماءات التضامن العامة، مثل الاجتماعات مع كبار المسؤولين الفلسطينيين والمساعدات الإنسانية الكبيرة، تفيد التقارير بأن السعودية، إلى جانب 4 دول عربية أخرى، تقترح خطة دبلوماسية طموحة تركز على فترة ما بعد حرب غزة والتطلعات السياسية الفلسطينية.

وبينما لاتزال هذه الخطة قيد التطوير، جرت مشاركة نسخة منها مع الولايات المتحدة، لحشد الدعم لها، ويدعو عنصرها الأساسي إلى إيجاد طريق إلى دولة فلسطينية مقابل اعتراف السعودية بإسرائيل. كما تدعو الخطة الدول العربية إلى تدريب قوات الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية وإحياء السلطة الفلسطينية كقوة سياسية.

اقرأ أيضاً

السعودية مستعدة لقبول "التزام سياسي" من إسرائيل بإقامة دولة فلسطينية مقابل التطبيع

ويشير بيل، في هذا الصدد، إلى أن إسرائيل رفضت الخطة "حتى الآن"، إذ أعلن رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، أنه يعارض قيام أي دولة فلسطينية، ومع ذلك فلايزال مبدأ تطبيع الدول العربية لعلاقاتها مع إسرائيل واضحا.

فالإمارات كررت التأكيد على أن تطبيعها مع إسرائيل يمثل خيارًا استراتيجيًا وستتغلب حتى على العقبات الرئيسية التي تواجهه، ومنها حرب غزة، كما أن الجهود السعودية لإبقاء الباب مفتوحا أمام التطبيع، حتى مع تكثيف المملكة للمناورة الدبلوماسية وشحذ خطابها، توضح أن الصفقة الضمنية لدول الخليج لا تزال جذابة، وهي: التطبيع مع إسرائيل مقابل علاقات أفضل ومزيد من النفوذ مع الولايات المتحدة، ما يسمح لتلك الدول بالحصول على التزامات أمنية معززة وتحسين الوصول إلى التكنولوجيا وأنظمة الدفاع الأمريكية.

وساعدت الرغبة المعلنة في مواصلة التطبيع ولي العهد السعودي الأمير، محمد بن سلمان، في تحسين العلاقات بشكل كبير مع الإدارة المترددة في واشنطن والكونجرس المتشكك، بل والمعادي للمملكة في كثير من الأحيان، حتى أن بعض المحللين يصرون على أن بن سلمان حصل بالفعل على الكثير مما يريده فيما يتعلق بتحسين العلاقات مع واشنطن حتى لو أضعفت الحرب أو أخرت احتمالات التوصل إلى اتفاق لتطبيع علاقات السعودية مع إسرائيل.

لكن بيل يلفت إلى أن مبدأ التطبيع لا يزال قائما لدى الدول الخليجية، لكن حرب غزة غيرت حدوده الخارجية وآفاقه في ضوء التأثير المتجدد للقضية الفلسطينية بدول الخليج، إذ أدت الحرب إلى إعادة تقييم حساب التكلفة والعائد لتطبيع العلاقات، والثمن الذي ستحصل عليه إسرائيل، وخاصة مقابل صفقة مع السعودية.

وفيما يتعلق بالآفاق، يبدو أن الإمارات والبحرين تعملان على خفض توقعات التطبيع على المدى القصير، فقد حذرت الإمارات مؤخراً من أن حرب غزة "تسببت في تراجع العلاقات ويمكن أن تؤدي إلى سلام بارد يقتصر على مستوى العلاقات الحكومية"، كما خفضت البحرين مستوى العلاقات مع إسرائيل، بما يضمن عدم وجود سفير إسرائيلي في البحرين ولا سفير بحريني في إسرائيل.

ويرى بيل أن دول الخليج، التي طبعت علاقاتها مع إسرائيل أو تسعى إلى ذلك، أصبحت ترى، أن احتمالات إقامة "علاقة كاملة ودافئة" مع إسرائيل تتقلص وترتفع تكاليفها المحتملة، في المستقبل المنظور على الأقل، خاصة أن الدمار المروع في غزة وعدد القتلى سيظل في الوعي العام للعالم العربي على الأرجح، ما يمنع أي استئناف سريع لزخم التطبيع.

تأثير حرب غزة

ويعزز من ذلك أن استطلاعات الرأي في دول الخليج والمنطقة الأوسع أظهرت، قبل فترة طويلة من الحرب، مستويات ضعيفة من الدعم الشعبي لتطبيع العلاقات مع إسرائيل.

أما استطلاعات الرأي منذ بدء الحرب فتظهر أن الدعم الشعبي العربي للتطبيع انخفض إلى الهاوية، بما في ذلك شعب السعودية، ما أكد عودة تأثير الصراع الإسرائيلي الفلسطيني على سياسة المنطقة. ويُظهر هذا الاستطلاع أيضًا ارتفاع الدعم لخيار المقاومة الفلسطينية المسلحة والانخفاض الكبير في تأييد أي دولة تتمتع بعلاقات جيدة مع إسرائيل.

 وأشارت استطلاعات الرأي من الباروميتر العربي إلى أن الولايات المتحدة ستواجه مشكلة في توسيع اتفاقيات إبراهيم، نظراً لتأثير حرب غزة على المشاعر العربية تجاه إسرائيل والتطبيع والولايات المتحدة.

اقرأ أيضاً

محلل إسرائيلي: على نتنياهو قبول إدارة السلطة الفلسطينية غزة للفوز بالتطبيع السعودي 

وإضافة لهذا الرأي العام المحدد بدقة حول الحرب وآفاق العلاقات مع إسرائيل، كانت هناك احتجاجات منتظمة في شوارع مختلف العواصم العربية، بما في ذلك البحرين. وتدرك حكومات الخليج تمامًا هذه الآراء السلبية القوية وواسعة النطاق حول التطبيع مع إسرائيل، ولديها حساسية للرأي العام الذي تبذل قصارى جهدها لمحاولة تشكيله، إذ يفضل الأمراء عمومًا العمل في سياقات تتمتع فيها تحركاتهم الاستراتيجية البارزة بدرجة معينة من الدعم العام، حسبما يرى بيل.

ومن المرجح أن يكون الحكم الصادر في 26 يناير/كانون الثاني الماضي عن محكمة العدل الدولية والذي يأمر إسرائيل "باتخاذ جميع التدابير التي في وسعها لمنع ارتكاب الأعمال المشمولة في اتفاقية الإبادة الجماعية"، أمراً يعزز وجهات النظر العامة التي عبرت عنها الاستطلاعات.

ارتفاع ثمن التطبيع

وإزاء ذلك، يرى بيل أن الحقائق على الأرض في غزة، والتي تعززها الديناميكيات السياسية الإسرائيلية الداخلية وخطابات وزراء اليمين المتطرف في الائتلاف الحكومي، تجعل من الصعب رؤية كيف تخطط إسرائيل لإنهاء الحرب بطريقة يمكن أن تساعد في اختصار الوقت.

ومن دون تغيير سيناريو الحرب إلى نوع ما من الدبلوماسية، فإن مشهد القتلى والدمار في غزة سيستمر في الظهور بالمنطقة، ما يؤكد على استمرار الأهمية المتجددة للصراع الإسرائيلي الفلسطيني كعامل في تشكيل عملية صنع القرار في حكومات الخليج.

ويعني ذلك أيضًا، بحسب بيل، أن الثمن الدبلوماسي الذي ستدفعه إسرائيل مقابل التطبيع قد ارتفع، فبينما كان منطق التطبيع في الماضي هو أن دافع الثمن هو الولايات المتحدة وحاصد الفائدة هو إسرائيل، فإن منطقه اليوم يقوم على ضرورة تقديم إسرائيل "تنازلات مكلفة سياسياً" تتعلق بالدولة الفلسطينية.

ويرجح بيل أن تقلص المفاوضات من "حجم" هذه المطالب، لكنها "ستظل تلوح في الأفق طالما ظلت الظروف المروعة في غزة هي محور التركيز"، حسب تقديره.

اقرأ أيضاً

وزير الطاقة الإسرائيلي: التطبيع مع السعودية وارد دون حل الدولتين

المصدر | وليام بيل/معهد دول الخليج العربية بواشنطن - ترجمة وتحرير الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: التطبيع إسرائيل غزة الخليج الإمارات السعودية اليمين المتطرف العلاقات مع إسرائیل الولایات المتحدة تطبیع العلاقات دول الخلیج حرب غزة إلى أن فی غزة

إقرأ أيضاً:

غطرسة القوة في مواجهة منطق التاريخ

 

تواصل إسرائيل، وحكومتها بقيادة نتنياهو، التصرّف كأنها الحاكم الإمبريالي لمنطقة الشرق الأوسط بأكملها، وتستند في ذلك إلى دعم وتواطؤ أمريكيين مطلقين، وإلى دعم واسع من دولٍ غربية عديدة، وصمت كثيرين على جرائمها.

لم تكتف إسرائيل بحرب الإبادة الجماعية والتجويع التي تشنّها على قطاع غزّة بغرض تطهيره عرقياً، ولا بحرب التوسّع الاستعماري الاستيطاني الإحلالي على الضفة الغربية لضمّها بالكامل وتهويدها. ولم تكتف بالهجوم على لبنان واحتلال أجزاء واسعة من جنوبه، ولا بتوسيع احتلالها الأراضي السورية، ومواصلة قصف مدن وقرى سورية، بل أيضاً نفذت حلمها القديم والمزمن بشن حرب مفتوحة على إيران، على أمل كسر أي مقاومةٍ لمخطّط هيمنتها الإمبريالية على المنطقة عسكرياً واستخبارياً وسياسياً واقتصادياً.

من المبكر الحكم على ما ستؤول إليه المغامرة الإسرائيلية العسكرية الجارية ضد إيران، بعد أن حملت مفاجآت كثيرة، منها هشاشة المناعة ضد الأذرع الاستخبارية الإسرائيلية التي تستفيد بكل تأكيد من دعم استخباري أمريكي وغربي، وربما من بعض دول المنطقة، وتستغل إسرائيل كل ذلك الدعم لتصوير نفسها القوة العظمى الجبارة التي لا تُقهر. وهي صورة اهتزّت بشدة مع رد الفعل الإيراني وفشل منظومات الدفاع الجوي الإسرائيلية والأمريكية في ايقاف الصواريخ الإيرانية التي انهمرت بدقةٍ لا سابق لها، وفي موجات متتابعة، على تل أبيب وجميع مناطق الكيان الإسرائيلي. ومؤكّد أن إسرائيل سعت إلى تطوير قدراتها التكنولوجية والعلمية منذ نشأتها، كما وضعت الولايات المتحدة قدراتها العسكرية والعلمية تحت تصرّفها، وهي لا تخفي اعتبارها إسرائيل الحليف الاستراتيجي الأول عالمياً، بل والسند الأكبر لحماية مصالحها في المنطقة.

وكما أظهر العدوان الهمجي على غزّة، فإن الدعم الأمريكي لإسرائيل مفتوح ومطلق، بغضّ النظر عمّن يجلس في مقاعد الحكم في الإدارة الأمريكية. ولا يمكن لأي عاقل أو موضوعي أن يدّعي أن إسرائيل كانت ستستطيع تنفيذ هجومها على إيران من دون الدعم والإسناد والموافقة من واشنطن. والأغرب من ذلك اندفاع حكومات أوروبية إلى دعم ما سمّته “حقّ إسرائيل في الدفاع عن نفسها”، وهي تُرسل طائراتها لتقصف وتقتل وتدمر في إيران، وقبل أن تردّ عليها إيران بأي شكل. ولم نسمع أيا من هذه الدول تتحدّث عن حق الفلسطينيين بالدفاع عن أنفسهم في غزّة حتى بعد تعرّضهم للإبادة الجماعية، وبعد قتل إسرائيل عشرين ألف طفل منهم، وقتل وجرح أكثر من 10% من أهالي القطاع. غير أن ما فشلت إسرائيل وحكّامها في قراءته وفهمه هو التاريخ ومساراته. والأمر لا يقتصر على الحكام بل يمتد إلى الجمهور الإسرائيلي الذي قال 64% منه في استطلاع للرأي أخيراً أن لا وجود للأبرياء في قطاع غزّة، أي أن الأطفال والنساء وذوي الإعاقة وجميع المدنيين أهداف مشروعة لآلة القتل الإسرائيلية.

وفي خضم الضربات والإنجازات العسكرية والاستخبارية الأولى، غاب الوعي الموضوعي الإسرائيلي، وهذه ليست أول مرّة في تاريخ الكيان الإسرائيلي، إذ شهدناه بعد عدوان 1967، ولم يوقظ إسرائيل من هيجانها المتغطرس سوى حرب أكتوبر (1973)، كما توقظها موجات الصواريخ اليوم، وبعد اتضاح حجم المبالغة في إنجازاتها الأولى.

إسرائيل مغرمةٌ بتصوير نفسها في صورتين متناقضتين، اولاهما صورة الضحية المضطهدة والمستهدفة، حتى وهي تشنّ الاعتداءات على الآخرين وتبطش بهم، هي قادرة على استحضار حالات الاضطهاد التي تعرّض لها اليهود في أوروبا من الهولوكوست الفاشي واللاسامية والبوغرومات لتأكيد ذلك. والثانية صورة القوة العظمى الجبّارة كلية القدرات، والقادرة على إلحاق الهزيمة والإذلال بأعدائها. هي”ديفيد” و”جالوت” في الوقت نفسه، وهي مالكةٌ الحقيقة في كل الأحوال.

نسي حكّام إسرائيل ما حذّر منه بعض قادتها، أن إسرائيل أصبحت، في نظر معظم شعوب العالم، كياناً منبوذاً موصوماً بارتكاب جرائم الحرب ضد الإنسانية، ويتجاهلون ما كتبه المعلق في صحيفة نيويورك تايمز توماس فريدمان عن أن إسرائيل تنحدر نحو هاوية العزلة. ولكن الأهم من البعد الأخلاقي والمعنوي الذي لا يعبأ به رئيس الوزراء الإسرائيلي، نتنياهو، الاعتبارات الاستراتيجية في تحديد موازين القوى، لحقائق الجغرافيا والديمغرافيا وتاريخ الشعوب ومعتقداتها.

هل تظن إسرائيل حقاً أنها تستطيع أن تحكم منطقة تضم أكثر من 500 مليون إنسان وعلى امتداد بقعة جغرافية مترامية الأطراف؟ وهل تعتقد أنها تستطيع إلحاق الهزيمة بدول ضخمة ذات عناد أيديولوجي وعقائدي عميق، وهي التي لم تستطع قهر قوة مقاومة صغيرة نسبياً بعد 22 شهراً من عدوانها على قطاع غزّة، رغم قتلها وجرحها عشرات الآلاف من سكّانه، وتدميرها أكثر من 90 % من بيوتهم ومؤسّساتهم.

ألم تتعلّم من تجارب قوى الإمبريالية الكبرى التي كانت أكبر منها وأضخم منها بعشرات المرّات؟ هل نسيت أن فرنسا هزمت في فيتنام ثم هزمت في الجزائر حتى انكفأت عن أطماعها الاستعمارية؟ وهل نسيت ماذا حلّ بالولايات المتحدة، حليفتها الكبرى، في فيتنام، الصغيرة بقدراتها والكبيرة بإرادة التحرّر لشعبها؟ أم هل نسيت ما جرى في العراق بعد احتلاله؟ وكيف هربت القوات الأمريكية من أفغانستان مجلّلة بمهانة لا ينفك الرئيس الأمريكي ترامب يذكرها؟ هل حققت الاغتيالات يوماً نصراً لأحد، ولو كانت تحقق ذلك، لانتهت الحرب في قطاع غزّة منذ زمن، ولما حدث “7 أكتوبر” نفسه؟

يعبث نتنياهو اليوم ليس فقط بدول المنطقة، ويتلاعب بالتوازنات الاستراتيجية خدمة لمصالحه قبل كل شيء، ولكن أيضاً خدمة لأيديولوجيته العنصرية المتطرّفة، ولكنه يعبث أيضاً بمستقبل الإسرائيليين أنفسهم، وباستقرار المنطقة بأسرها. وهناك حقيقة لم يستطع نتنياهو وحكومته تجاوزها، ولن يستطيعوا تجاوزها، أن الشعب الفلسطيني لم يرضخ ولن يستسلم لمشروع الاستعمار الاستيطاني الإحلالي، رغم كل ما تعرّض له من مجازر ونكبة وقمع واحتلال وتمييز واضطهاد عنصري على امتداد مائة عام. ولذلك يستمر فشل السياسات الإسرائيلية ويتكرّر صدامها الحتمي بشعوب المنطقة. ولعل نتنياهو يحتاج من يذكّره بما قالته رئيسة وزراء إسرائيل السابقة غولدا مائير، عندما أجبرها وزير خارجية أمريكا، كيسنجر، على وقف إطلاق النار خلال حرب اكتوبر 1973: “ما أصغرنا أمام الكبار وما أضعفنا أمام الأقوياء”.

يستطيع الصغير أن ينام ويحلم بأنه أصبح عملاقاً، ولكنه سيستيقظ عاجلاً أم آجلا، وسيكتشف أنه، كما كان، صغيراً.

 

كاتب وسياسي فلسطيني

مقالات مشابهة

  • واشنطن: مستعدون لإجراء محادثات مع إيران وعرضنا لا يزال قائما
  • الخليج بين حجرَي رحى
  • الاستهداف الأميركي لإيران وعامل الحسم في العلاقات الدولية
  • مجلة أمريكية: ما المخاطر المترتبة على اليمن ودول الخليج جراء توسع الحرب الإسرائيلية الإيرانية؟ (ترجمة خاصة)
  • العميد بن عامر يعلق على طلب الكيان من الخليج بدفع فاتورة الحرب
  • غطرسة القوة في مواجهة منطق التاريخ
  • مسئول أمريكي: إسرائيل تخاطر بنفاد مخزونها من صواريخ القبة الحديدية
  • إسرائيل تستفز العرب.. وزير مالية الاحتلال يطالب الخليج بدفع تكاليف الحرب ضد إيران
  • “اسرائيل” تطالب دول الخليج وفي مقدمتها السعودية بدفع تكاليف الحرب على إيران
  • التواصل أو التطبيع مع الخونة اللئام