البرنامج الوطنى للاستدامة المالية بسلطنة عُمان يكشف عن خطة طموحة للتطوير لتحقيق المستهدفات الوطنية لرؤية «عُمان 2040»
تاريخ النشر: 2nd, February 2024 GMT
برنامج «استدامة» برنامج وطني أُطلق بتوجيهات سامية لضمان الانتقال من مرحلة التوازن المالى إلى الاستدامة
كشف البرنامج الوطنى للاستدامة المالية وتطوير القطاع المالى «استدامة» فى سلطنة عُمان عن خطة تطوير القطاع المالى بشقيه المصرفى وسوق رأس المال، حيث تتضمن الخطة أكثر من 74 مبادرة مع خطط تنفيذية تعتمد على 6 ركائز أساسية، تدعمها 4 ممكنات، بالإضافة إلى 10 مؤشرات استراتيجية لقياس الأداء.
تحقيق أهداف رؤية عُمان 2040
وتهدف خطة تطوير القطاع المالى فى سلطنة عُمان إلى توجيه الموارد المالية بفاعلية وتعزيز دورها فى تحقيق الأهداف التنموية والاقتصادية والاستثمارية الطموحة لرؤية «عمان 2040»، علاوةً على تعزيز فرص الحصول على التمويل، وسيعمل البرنامج الوطنى «استدامة» مع الجهات ذات العلاقة لتنفيذ هذه المبادرات ضمن إطار الخطة الخمسية العاشرة، بهدف التركيز على تحسن وضع المالية العامة للدولة واستدامة أثرها.
وقال ناصر بن خميس الجشمى، أمين عام وزارة المالية والمشرف العام على البرنامج الوطنى «استدامة»: يأتى الإعلان عن خطة تطوير القطاع المالى استكمالًا لجهود الحكومة نظرا للنتائج الإيجابية المتحققة جراء الالتزام بتنفيذ الخطة المالية متوسطة المدى (2020 - 2024)، التى أدت إلى انخفاض متوسط سعر التعادل النفطى فى الميزانية العامة للدولة، وانخفاض حجم الدين العام مصحوبا بارتفاع التصنيف الائتمانى.
وأشار «الجشمى» إلى أن الحكومة مستمرة فى تحسين الأوضاع المالية وتطوير القطاع المالي، فقد اُعتمد البرنامج الوطنى للاستدامة المالية وتطوير القطاع المالى «استدامة» بتوجيهات سامية لمدة ثلاث سنوات، ابتداءً من 2023 ليكون ممكنًا رئيسيًا فى تحقيق مستهدفات رؤية «عمان 2040».
التوجه نحو المشاريع التنموية ذات العوائد الاستثمارية
وأضاف أمين عام وزارة المالية: إن مرحلة الاستدامة المالية، ستمكن فى توجيه الموارد المالية بفاعلية نحو المشاريع التنموية ذات العوائد الاستثمارية، لتعزيز التنمية الاقتصادية وسيعمل البرنامج مع الجهات المنفذة من القطاعين العام والخاص على خلق قطاع مالى متطور وحيوى يساهم فى الناتج المحلى الإجمالي.
وقال عبدالله بن سالم السالمى الرئيس التنفيذى للهيئة العامة لسوق المال: إن الهيئة قامت خلال الفترة الماضية بترخيص 9 منصات من التمويل الجماعي، تم تفعيل 4 منها، وبلغت المبالغ التى تم تمويلها من هذه المنصات نحو 2.9 مليون ريال عمانى بنهاية عام 2023، ومشيرا إلى أن أغلب المبالغ كانت موجهة إلى المؤسسات الصغيرة والمتوسطة.
وأوضح خلال الجلسة الحوارية ضمن اللقاء الإعلامى للكشف عن تفاصيل البرنامج الوطنى «استدامة»، أن حجم التمويل الذى قدمه سوق رأس المال للأعمال فى سلطنة عمان فى عام 2022 بلغ ما يقارب 2 مليار ريال عماني، وهو ما يعادل 4 أمثال التمويل المقدم من القطاع المصرفي، ومثلت أدوات الدين ما نسبته 39%، متوقعا أن أداء القطاع سيكون أفضل فى عام 2023 بسبب تعدد الإصدارات وأحجامها لا سيما اكتتابى أبراج وأوكيو.
وأشار عبدالله السالمى أن مستويات التعمين فى قطاع التعمين تعد جيدة، حيث تعدت 80%، مؤكدا أن الجهود مستمرة لإيجاد فرص وظيفية للكوادر الوطنية، فى ظل ما يتمتع به القطاع من فرص واعدة سواء كانت مباشرة وغير مباشرة.
المركزى العمانى يعمل على تعزيز المنتجات التمويلية
وقال طاهر بن سالم العمرى الرئيس التنفيذى للبنك المركزى العُماني: إن المنتجات التمويلية فى سلطنة عمان متنوعة ومتاحة، مؤكدا أن دور البنك المركزى العمانى يكمن فى تعزيز توفير هذه المنتجات بأفضل الطرق. وأشار سعادته إلى أن البنك المركزى العمانى قد أصدر منتجا واحدا متعلقا بأدوات إدارة السيولة فى قطاع الصيرفة الإسلامية، ويسعى إلى إطلاق 5 منتجات فى هذا الصدد خلال العام الجارى.
تعزيز مشاركة القطاع المالى الخاص لتوفير خيارات تمويلية
واستعرض محمود بن عبدالله العوينى، مدير إدارة البرنامج الوطنى للاستدامة المالية وتطوير القطاع المالى عددا من الأهداف التى سيعمل عليها البرنامج التى تمثلت فى استكمال المبادرات المرتبطة بتحسين المؤشرات المالية العامة للدولة، وتطوير منظومة القطاع المالى لتمكين الأفراد والمؤسسات من القيام بأدوارهم فى مسارات التنمية المختلفة. إضافة إلى ذلك، يهدف البرنامج إلى تعزيز مشاركة القطاع المالى الخاص لتوفير خيارات تمويلية موجهة لمختلف الفئات كالمؤسسات الصغيرة والمتوسطة، ورواد الأعمال والمستثمرين، والشركات الناشئة، وقطاعات التنويع الاقتصادي.
وأوضح العوينى أن محاور عمل البرنامج شملت 6 ركائز استراتيجية، كتوفير الخيارات التمويلية للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة، وتوجيه التمويل للقطاعات المستهدفة، وتطوير منظومة التمويل الأخضر المستدام، وتفعيل دور سوق رأس المال، وتعزيز الجاذبية للاستثمارات الأجنبية، وتفعيل دور قطاع التأمين. وشملت محاور البرنامج 4 ممكنات وهي: التقنية المالية، القوانين والتشريعات، الثقافة المالية، وتطوير الكوادر البشرية.
البرنامج يواجه مجموعة من التحديات
وفى مرحلة الدراسة حدد البرنامج مجموعة من التحديات كان من أهمها محدودية الخدمات والمنتجات التمويلية التى تتناسب مع الفئات المختلفة حيث إن فرص التمويل كانت تتركز على فئات تقليدية بدلًا من توجيهها إلى قطاعات التنويع الاقتصادى المستهدفة والمؤسسات الناشئة. إضافة إلى ذلك، تدنى مستويات السيولة فى سوق رأس المال وبالتالى تحجيم دوره كخيار تمويلى مساند للتنمية الاقتصادية، وتضمنت التحديات غياب مقومات الحصول على فرص استثمارية جديدة مرتبطة بالتقنيات المالية والتمويل الأخضر المستدام، إضافة إلى محدودية الكوادر البشرية الوطنية المتخصصة والمؤهلة فى القطاع المالى على المستويات القيادية.
واستنادًا إلى الدراسة التفصيلية التى قام بها فريق عمل البرنامج، تم تنفيذ عدد من مبادرات المكاسب السريعة فى عام 2023، بهدف حل بعض التحديات الملموسة وتم وضع أهداف ومؤشرات أداء واضحة قابلة للتطبيق بهدف تطوير القطاع المالى ورصد تحسيناته إضافة إلى اقتراح مبادرات وبرامج تصحيحية تتبع أفضل الممارسات العالمية، بهدف تحسين كفاءة وفاعلية القطاع.
وهدفت هذه الإجراءات إلى تعزيز استدامة القطاع المالى وتحسين الأداء العام بناء على استراتيجيات مستدامة وفعّالة، وتعد خطة تطوير القطاع المالى خطوة مهمة نحو المستقبل المالى لسلطنة عمان، ستتضافر من خلالها الجهود بين مختلف الجهات المشاركة لتحقيق الأهداف الوطنية لرؤية «عمان 2040».
مبادرة صانعى السوق ومزودى السيولة
وخلال الفترة الماضية استكمل برنامج استدامة عددًا من المبادرات مع الجهات ذات العلاقة من أهمها مبادرة صانعى السوق ومزودى السيولة، حيث عمل البرنامج بالتعاون مع الهيئة العامة لسوق المال وبورصة مسقط على إصدار لوائح صانع السوق ومزود السيولة وتم ترخيص شركتين هما المتحدة للأوراق المالية وأوبار كابيتال للقيام بدور صانع السوق ومزود السيولة وبدأ النشاط الفعلى لمزود السيولة فى منتصف يناير 2024، والذى بدوره سيعزز السيولة ويزيد من جاذبية السوق مما سيساهم فى ترقية بورصة مسقط لتكون من الأسواق الناشئة حسب التصنيفات العالمية.
مبادرات التمويل الأخضر/ المستدام
كما تم خلال الفترة الماضية استكمال مبادرة مبادرات التمويل الأخضر/ المستدام، حيث عمل البرنامج الوطنى «استدامة» على توحيد الجهود لضمان جاهزية البيئة التشريعية والتنظيمية فى سلطنة عمان لتمكين القطاعين العام والخاص من الحصول على التمويل الأخضر بأقل التكاليف الممكنة، وذلك من خلال إصدار إطار عمل مرجعى للتمويل السيادى المستدام من قبل وزارة المالية، وتدشين الدليل الاسترشادى ومنصة إفصاح الحوكمة الثلاثية للشركات المدرجة من قبل بورصة مسقط.
كما استكمل البرنامج مبادرة إيجاد قانون الإعسار؛ لوضع إطار تنظيمى ممنهج لحالات الإعسار المتزايدة لدى الأفراد الطبيعيين ووضع نظام يوازن بين حقوق الدائنين والمدينين.
ونتيجة للجهود الحثيثة من قبل فريق عمل البرنامج الوطنى «استدامة» وبالتعاون مع المجلس الأعلى للقضاء والبنك المركزى العمانى ووزارة التنمية الاجتماعية، تم الانتهاء من صياغة مسودة قانون الإعسار للأفراد مع اللائحة التنفيذية على أمل أن يتم اعتمادها حسب ما هو متبع من خطوات فى إجراءات الدورة التشريعية.
برنامج «استدامة» لضمان الانتقال من مرحلة التوازن المالى إلى الاستدامة المالية
ويعتبر برنامج «استدامة» برنامجا وطنيا أُطلق بتوجيهات سامية لضمان الانتقال من مرحلة التوازن المالى إلى الاستدامة المالية. ويهدف البرنامج إلى تمكين القطاع المالى بشقيه القطاع المصرفى وسوق رأس المال من خلال تطوير منظومة التمويل والفرص الاستثمارية لتحقيق المستهدفات الوطنية لرؤية «عمان 2040»، تحقيقًا للتكامل بين السياسات المالية والنقدية والاقتصادية، كما يشمل البرنامج مبادرات تُنفذ بالتعاون مع الجهات ذات العلاقة فى نطاق الخطة الخمسية العاشرة لتلبية متطلبات الفترة الحالية.
ارتفعت مساهمة الأنشطة غير النفطية فى الناتج المحلى الإجمالى
وفى سياق متصل، كشفت البيانات الصادرة عن المركز الوطنى للإحصاء والمعلومات ارتفعت مساهمة الأنشطة غير النفطية فى الناتج المحلى الإجمالى بالأسعار الجارية لسلطنة عمان لتتجاوز 8 مليارات ريال عُمانى وبنسبة 4.6% فى الربع الثالث من العام 2023م، مقارنة بـ 7.65 مليار ريال عُمانى فى الربع الثالث من 2022. فى حين بلغ إجمالى مساهمة الأنشطة غير النفطية بالأسعار الجارية لسلطنة عمان حتى نهاية الربع الثالث من العام الماضى 21.7 مليار ريال عماني.
وأوضحت ان إجمالى مساهمة الأنشطة الصناعية بلغت 1.86 مليار ريال عُمانى مقارنة 2.2 مليار ريال عُمانى فى الربع الثالث من 2022م، فى حين صعدت مساهمة أنشطة الزراعة والحراجة وصيد الأسماك إلى 202.2 مليون ريال عُمانى وبنسبة 5.3%، كما ارتفعت مساهمة الأنشطة الخدمية إلى 5.93 مليار ريال عُمانى وبنسبة 12.9% فى الربع الثالث من عام 2023م مقارنة بـ 5.25 مليار ريال عمانى فى الربع الثالث من العام السابق.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: ة المالية وتطوير القطاع المالى استدامة المالیة وتطویر القطاع التمویل الأخضر عمل البرنامج سلطنة عمان فى سلطنة ع إضافة إلى رأس المال مع الجهات عمان 2040 تحقیق ا عام 2023
إقرأ أيضاً:
853 مليون ريال حجم استثمار القطاع السياحي بالدقم
العمانية: بلغ إجمالي حجم الاستثمار الملتزم به في القطاع السياحي بالمنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم بنهاية العام الماضي أكثر من 853 مليون ريال عُماني.
وتضم قائمة الاستثمارات السياحية بالدقم 21 فندقًا، و10 شقق فندقية، بالإضافة إلى مشروع سياحي متعدد المرافق يضم فنادق وفِللًا وشققًا فندقية.
وتعكس هذه الأرقام نمو الطلب على الخدمات السياحية بالمنطقة وارتفاع أعداد السياح والزوار، وبيئة الأعمال النشطة، والتسهيلات والحوافز التي تقدمها الهيئة العامة للمناطق الاقتصادية الخاصة والمناطق الحرة، وإدارة المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم.
وأشارت الإحصاءات الصادرة عن إدارة المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم إلى أن إجمالي المشروعات السياحية المكتملة بلغ بنهاية العام الماضي 16 مشروعًا، منها 11 مشروعًا قيد الإنشاء، و5 مشروعات لم تبدأ الأعمال الإنشائية.
وقال المهندس أحمد بن علي عكعاك، الرئيس التنفيذي للمنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم: إن المنطقة تحظى باهتمام سياحي نظرًا لموقعها على بحر العرب المطل على المحيط الهندي، ودرجات الحرارة المعتدلة طوال العام، وتوفر العديد من المرافق والخدمات الداعمة للنمو السياحي، بالإضافة إلى المزارات السياحية العديدة كالشواطئ المتنوعة، وحديقة الصخور، ومتنزه شاطئ الدقم، والحديقة العامة في حي صاي التجاري، التي تُعد أحد المعالم الجديدة بالمنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم، كما يمكن الوصول من خلال الدقم إلى عدد من المزارات السياحية الأخرى مثل بر الحكمان ومحمية المها الطبيعية.
وأضاف في تصريح لوكالة الأنباء العُمانية: إن إدارة المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم تعمل بالتعاون مع الهيئة العامة للمناطق الاقتصادية الخاصة والمناطق الحرة بشكل مستمر على تنظيم العديد من الفعاليات الرياضية والاقتصادية والسياحية لتسليط الضوء على الإمكانيات الاستثمارية والسياحية في المنطقة، وتشجيع المستثمرين على الاستثمار في القطاع السياحي، الذي يُعد أحد القطاعات الاستثمارية الرئيسية بالمنطقة.
وأكد أن استراتيجية المنطقة للفترة (2025 - 2030)، التي تم تدشينها في الربع الأول من العام الجاري، تضمنت عددًا من المحاور الأساسية المتعلقة بتطوير الأنشطة السياحية، ومن أبرزها محور تطوير نمط حياة متوازن، ومحور جذب السياح والشركاء، مشيرًا إلى أن المحور الأول المتعلق بتطوير نمط حياة متوازن يستهدف زيادة جاذبية الدقم لتكون نمط حياة مفضَّلًا من خلال خطة التنمية الحضرية والتجارية والاجتماعية التي تركز على أن تكون الدقم موقعًا جذابًا للزوار والمقيمين والمستثمرين، في حين يركز المحور الثاني المتعلق بجذب السياح والشركاء على تحفيز الاستثمار وضمان بروز الدقم كوجهة سياحية فريدة من نوعها، من خلال مجموعة واسعة من تجارب الزوار، في ظل وجود مزيج متزايد من مناطق الجذب السياحي.
وأشار إلى أن حملة «مرّ علينا»، التي بدأت فعالياتها في المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم خلال الأيام الماضية، تُعد من أبرز الفعاليات السياحية التي تستهدف الترويج للمنطقة وإمكانياتها السياحية، وقد حققت الحملة خلال السنوات الماضية العديد من النتائج الإيجابية، وأسهمت في استقطاب العديد من السياح القادمين إلى محافظة ظفار أو القادمين منها.
وأوضح الرئيس التنفيذي للمنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم أنه من المتوقع أن يشهد العام الجاري نموًّا ملحوظًا، خاصة أن هناك العديد من الفعاليات التي سيتم تنظيمها خلال الحملة، التي تلامس تطلعات زوار المنطقة، مبينًا أن الدقم تقع على بحر مفتوح؛ الأمر الذي أكسبها ميزة سياحية مع توفر مجموعة من الشواطئ في وسط الدقم وفي نفون ورأس مدركة، وتعمل إدارة المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم على تشجيع القطاع الخاص ورواد الأعمال على استثمار الميزات الطبيعية بالمنطقة لتنفيذ العديد من المشروعات السياحية.