7 أزمات مالية عالمية في 200 عام.. كتاب جديد لـ هارولد جيمس
تاريخ النشر: 3rd, February 2024 GMT
يقدم المؤرخ الاقتصادي البارز هارولد جيمس، تاريخًا جديدًا للأزمات المالية في كتابه الجديد «سبعة أزمات» وكيف أدى بعضها إلى ازدهار العولمة فيما دفع البعض الآخر إلى تراجعها وتباعد الدول، وذلك من خلال استعراض المائتي عام الماضية من العولمة ونقاط تحولها.
يقدم الكتاب تحليلًا قيمًا وجذابًا لهذه الأزمات الاقتصادية، على الرغم من أن هدفه الواضح هو جذب كل من الجمهورين العام والمتخصص، كما يسلط الضوء على أحدث فترة لدينا من حالة عدم اليقين الاقتصادي ويقدم وجهة نظر مثيرة للاهتمام عن الانهيارات من خلال تعريفها على أنها إما انهيار الطلب أو انهيار العرض، وسيستمتع بهذا الكتاب القراء الذين يرغبون في معرفة المزيد عن أوجه التشابه والاختلاف بين حوادث الانهيار، وتداعيات كل منها، وتأثير عمليات الإغلاق بسبب الجائحة على التنمية الاقتصادية الدولية.
كذلك تُعد السير الذاتية للاقتصاديين، ودورهم في الشؤون العملية، سمة فريدة من سمات هذا الكتاب الذي يميزه عن الكتب الأخرى في هذا المجال مما يجعله يستحق القراءة.
يستعرض الكتاب- وفق موقع أرقام- 7 انهيارات اقتصادية، في أواخر أربعينيات القرن التاسع عشر، وصدمات سوق الأوراق المالية المتزامنة عام 1873، وسنوات الحرب العالمية الأولى، وعصر الكساد الكبير، وفترة السبعينيات، والأزمة المالية العالمية في الفترة ما بين 2007 و2008، ومؤخراً أزمة جائحة كورونا.
ويجيب جيمس عن كيف دفعت بعض هذه الأزمات الأسواق في نهاية المطاف في اتجاه المزيد من التكامل الحدودي بين أسواق العمل والسلع ورأس المال؟، في حين أدت عوامل أخرى إلى تراجع كبير في العولمة.
ويخلُص إلى تحديد نوعين من الأزمات. بعضها ناجم عن النقص في العرض- مثل أحداث الحرب العالمية الأولى والصدمات النفطية في السبعينيات - والتي أدت إلى ازدهار العولمة، مع توسع الأسواق وابتكار المنتجين لزيادة العرض، وعلى النقيض من ذلك، أدت الأزمات الناجمة عن الطلب، مثل تلك التي تسببت في أزمة الكساد الأعظم والأزمة المالية العالمية في الفترة 2007 و2008، عموما إلى انكماش التجارة الدولية، وبالتبعية إلى تراجع العولمة.
قضى "جيمس"، أستاذ الدراسات الأوروبية في جامعة برينستون الأمريكية، حياته المهنية في دراسة التاريخ الاقتصادي. وهو مؤلف غزير الإنتاج وهو أيضًا المؤرخ الرسمي لصندوق النقد الدولي، عند قراءة رواياته عن كل من هذه الحوادث، نجد أنه كانت هناك أحداث وقعت في الأسواق الخارجية أدت إلى حوادث في الأسواق المحلية.
كان هناك أيضًا روابط وثيقة بين الممولين من القطاع الخاص والحكومات التي توترت في نهاية المطاف عندما انهارت المصالح التجارية للممول وتسببت في ضرر لمالية الحكومة ومواطنيها، في رواية، أدى الكساد العظيم إلى تفكيك العولمة حتى بعد الحرب العالمية الثانية لعدة أسباب:
أولاً، أدت التكنولوجيا، لا سيما في أمريكا، إلى زيادة الإنتاج بطريقة جعلت التجارة الدولية أقل أهمية من الاستهلاك المحلي.
ثانيًا، ساهمت الحرب العالمية الثانية في ازدهار الإنتاج المحلي للعديد من البلدان حيث كانت التجارة العالمية محدودة خلال الحرب بينما كان الطلب مرتفعًا.
ثالثًا، سنت الحكومات سياسات حمائية مثل التعريفات الجمركية التي جعلت السلع الأجنبية أقل قدرة على المنافسة وقيود الهجرة التي عزلت العمال المنزليين عن المنافسة التي رفعت الأجور. في الفصل الأول، يوضح "جيمس" أن انهيار أربعينيات القرن التاسع عشر في أوروبا كان بسبب المجاعة وسوء التغذية والمرض والثورة.
ونتيجة لذلك، أدرك قادة الأعمال والحكومات أن العولمة ضرورية لبناء اقتصادات مترابطة مقاومة لصدمات العرض. واكتسبت البنوك المركزية والممولون المزيد من النفوذ خلال هذه الفترة حيث كانت هناك حاجة إلى مصادر جديدة لرأس المال لتمويل مشاريع جديدة. كما حفزت الحكومات الإنتاج المحلي وكذلك التجارة مع الأسواق الخارجية.
كان التأثير النهائي لهذا الترابط هو التأثير الانكماشي على الأسعار إلى جانب الأدوات المالية الجديدة التي تم تطويرها لتمويل مشاريع البنية التحتية الكبيرة مثل السكك الحديدية.
اقرأ أيضاً«معلومات الوزراء» يستعرض الأزمات الاقتصادية العالمية وتأثيرها على الدول المتقدمة والناشئة
خبير اقتصادي: الدولة تعاملت بحرفية شديدة في إدارة الأزمات الاقتصادية العالمية
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: جائحة كورونا أزمة جائحة كورونا الأزمات الاقتصادية العولمة الأزمة المالية العالمية الحرب العالمیة
إقرأ أيضاً:
الهجوم الإسرائيلي على إيران يهزّ الأسواق العالمية: الذهب والنفط يحلقان، والبورصات تنهار
تسبّب الهجوم العسكري الإسرائيلي على إيران في تقلبات حادّة في الأسواق العالمية، حيث دفعت المخاطر الجيوسياسية المتصاعدة المستثمرين نحو الملاذات الآمنة مثل الذهب والنفط، بينما شهدت بورصة إسطنبول وسوق العملات المشفرة انخفاضاً ملحوظاً.
أسعار قياسية للذهب والنفط
في أعقاب الهجوم الذي شنته إسرائيل على منشآت نووية إيرانية في ساعات الليل، ارتفع سعر برميل نفط برنت بنسبة تجاوزت 7% ليصل إلى 78.50 دولاراً، وهو أعلى مستوى له منذ 27 يناير. كما قفز سعر خام غرب تكساس (WTI) بنسبة 7.86% ليبلغ 73.39 دولاراً.
وتزامناً مع ذلك، ارتفع سعر أونصة الذهب بنسبة 1.3% ليصل إلى 3430 دولاراً، بينما تجاوز سعر غرام الذهب في السوق التركي 4380 ليرة، محققاً أعلى مستوى له في التاريخ.
تراجع حاد في البورصات والعملات المشفرة
افتتح مؤشر BIST 100 في بورصة إسطنبول تداولاته بانخفاض حاد بلغ 3.71% ليصل إلى 9167 نقطة، كما تراجع مؤشر البنوك بنسبة تجاوزت 5%. وعلى النقيض، حققت أسهم الصناعات الدفاعية مكاسب تجاوزت 3% بفضل تصاعد التوترات الجيوسياسية.
أما في الأسواق العالمية، فقد تراجعت العقود الآجلة لمؤشري S&P 500 وNasdaq 100 بنسبة 1.55% تقريباً، بينما سجلت الأسواق الآسيوية تراجعاً بمتوسط 0.4%. وانخفض العائد على سندات الخزانة الأمريكية لأجل 10 سنوات 3 نقاط أساس ليبلغ 4.33%.
في سوق العملات المشفرة، شهدت الأصول الكبرى مثل “بيتكوين” و”إيثريوم” تراجعات، نتيجة لجوء المستثمرين إلى الأصول الآمنة، ما عزز من قوة الدولار مقابل العملات الأخرى، إذ ارتفع الدولار مقابل الين إلى 143.63، وخسر الليرة التركية 0.2% من قيمتها ليصل سعر صرف الدولار إلى 39.4324 ليرة.
خبير: العالم يعيش على حافة الأزمات
وفي تصريح لصحيفة محلية، قال أستاذ الاقتصاد في جامعة إسطنبول، البروفيسور سيفر شنر:
أسعار الذهب في تركيا – 14 يونيو 2025
السبت 14 يونيو 2025“يجب أن يكون العالم مستعداً دوماً للمخاطر الجيوسياسية. فمنذ بداية الجائحة، نعيش سلسلة من الأزمات العالمية التي لا تزال مستمرة. التطورات الأخيرة قد تمتد لفترة طويلة، والرد الإيراني سيلعب دوراً محورياً في تشكيل مستقبل الاقتصاد العالمي.”
وأضاف شنر أن “إغلاق مضيق هرمز أو المجال الجوي من بين السيناريوهات المطروحة، وإذا لم تتدخل أمريكا بشكل مباشر، فقد لا تتطور الأمور إلى أزمة أعمق. لكنّ تأثير ذلك على الإنتاج العالمي لا يمكن تجاهله. وعلى الرغم من كل ذلك، باتت الاقتصادات، خاصة تركيا، أكثر قدرة على الصمود في وجه هذه الصدمات.”