تقرير: الذكاء الاصطناعي يُشكل مستقبل السفر والسياحة
تاريخ النشر: 5th, February 2024 GMT
سلط تقرير حديث صادر عن المجلس العالمي للسفر والسياحة (WTTC) وMicrosoft الضوء على القوة التحويلية للذكاء الاصطناعي في قطاع السفر والسياحة، مما يشير إلى ضرورة الالتزام بمستقبل رقمي لاستمرار الصناعة.
وأكد المجلس العالمي، في بيان اليوم، على الأهمية الكبيرة للذكاء الاصطناعي في إحداث ثورة في هذا القطاع، موضحا: "يمكن لهذه التقنية المساعدة في وضع التوصيات الشخصية واستراتيجيات التسويق من خلال تحليل بيانات المسافر، وتحسين استراتيجيات التسعير من خلال التعديلات المستمرة وتقديم استجابات فورية وتفاعلات دقيقة عبر روبوتات الدردشة المتطورة التي تعمل بالذكاء الاصطناعي.
وسلط التقرير الضوء أيضًا على قدرات الذكاء الاصطناعي التي تمتد إلى التنبؤ بأنماط الطلب المستقبلية، وتخصيص الموارد بكفاءة، وتوفير رؤى قيمة للحكومات وأصحاب المصلحة في مجال السفر والسياحة، يمكن أن تكون هذه المساهمة محورية في تعزيز الاستدامة من خلال الإدارة الفعالة للموارد من خلال مراقبة التأثيرات البيئية وتقليلها، مما يضمن وجود قطاع أكثر مسؤولية واستدامة.
وقالت جوليا سيمبسون، الرئيس والمدير التنفيذي للمجلس: "بينما نتنقل في مشهد السفر والسياحة المتطور باستمرار، يظهر الذكاء الاصطناعي كمحفز للتغيير الإيجابي، وتوضح القدرات التحويلية التي تم تسليط الضوء عليها في هذا التقرير أن الذكاء الاصطناعي ليس مجرد تقدم تكنولوجي، بل هو أداة استراتيجية يمكنها تقييم تجربة العملاء، ودفع التحسينات المستدامة، وإنشاء نماذج تسعير في الوقت المناسب".
وعلى الرغم من الأمثلة المتزايدة لتطبيقات الذكاء الاصطناعي في السفر والسياحة، يكشف التقرير أن هذا القطاع يتخلف عن الصناعات الأخرى التي تساعد المستهلك في الاعتماد على الذكاء الاصطناعي، حيث يقول التقرير: إن طفرة الذكاء الاصطناعي في مختلف القطاعات في العام الماضي أصبحت الآن قوة ذات تأثير، ويجب على قطاع السفر والسياحة أن يتحرك الآن للاستفادة من تأثيره، ويجب ان يتم حث شركات السفر والسياحة على تبني الذكاء الاصطناعي كأولوية استراتيجية، والاستثمار بكثافة في المواهب لتعزيز التعاون بين البشر والذكاء الاصطناعي.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: السفر الصناعة السياحة الذكاء الاصطناعي الذکاء الاصطناعی السفر والسیاحة الاصطناعی فی من خلال
إقرأ أيضاً:
هل يُعلن الذكاء الاصطناعي نهاية الفأرة ولوحة المفاتيح؟
مع تسارع تطور تقنيات الذكاء الاصطناعي، أصبح بإمكان المستخدم تنفيذ مهام معقدة عبر الأوامر الصوتية فقط، من حجز تذاكر السفر وحتى التنقل بين نوافذ المتصفح. غير أن هذا التقدم اللافت يثير سؤالًا جوهريًا: هل يمكن للذكاء الاصطناعي أن يستغني بالفعل عن لوحة المفاتيح والفأرة؟ يبدو أن الإجابة تكمن في ما يُعرف بـ"الخطوة الأخيرة" تلك اللحظة الحاسمة التي تتطلب تأكيدًا نهائيًا بكلمة مرور أو نقرة زر، حيث يعود زمام التحكم إلى الإنسان.
حدود الثقة
رؤية مساعد ذكي مثل Gemini من Google وهو يحجز تذاكر مباراة في ملعب أنفيلد أو يملأ بيانات شخصية في نموذج على موقع ويب، قد تبدو أقرب إلى السحر الرقمي. لكن عندما يتعلق الأمر بلحظة إدخال كلمة المرور، فإن معظم المستخدمين يتراجعون خطوة إلى الوراء. في بيئة عمل مفتوحة، يصعب تخيل أحدهم يملي كلمة سر بصوت مرتفع أمام زملائه. في تلك اللحظة الدقيقة، تعود اليد البشرية إلى لوحة المفاتيح كضمان أخير للخصوصية والسيطرة.
اقرأ أيضاً..Opera Neon.. متصفح ذكي يُنفّذ المهام بدلاً عنك
الخطوة الأخيرة
رغم ما وصلت إليه المساعدات الذكية من كفاءة، إلا أن كثيرًا من العمليات لا تزال تتعثر عند نهايتها. إدخال كلمة مرور، تأكيد عملية دفع، أو اتخاذ قرار حساس — كلها لحظات تتطلب لمسة بشرية نهائية. هذه المعضلة تُعرف بين الخبراء بمشكلة "الميل الأخير"، وهي العقبة التي تؤخر الوصول إلى أتمتة كاملة وسلسة للتجربة الرقمية.
سباق الشركات نحو تجاوز العجز
تحاول شركات التكنولوجيا الكبرى كسر هذا الحاجز عبر مشاريع طموحة. كشفت Google عن Project Astra وProject Mariner، وهي مبادرات تهدف إلى إلغاء الحاجة للنقر أو الكتابة يدويًا وذلك بحسب تقرير نشره موقع Digital Trends. في المقابل، يعمل مساعد Claude من شركة Anthropic على تنفيذ الأوامر من خلال الرؤية والتحكم الذكي، حيث يراقب المحتوى ويتفاعل كما لو كان مستخدمًا بشريًا.
أما Apple فتعوّل على تقنية تتبع العين في نظارة Vision Pro، لتتيح للمستخدم التنقل والتفاعل بمجرد النظر. بينما تراهن Meta على السوار العصبي EMG، الذي يترجم الإشارات الكهربائية من المعصم إلى أوامر رقمية دقيقة، في محاولة لصياغة مستقبل دون لمس فعلي.
ثورة سطحية
رغم هذا الزخم، ما يتم تقديمه حتى الآن لا يبدو كاستبدال حقيقي للأدوات التقليدية، بل أقرب إلى إعادة صياغة شكلية لها. لوحة المفاتيح أصبحت افتراضية، والمؤشر تحوّل إلى عنصر يتحكم به بالبصر أو الإيماءات، لكن جوهر التفاعل بقي على حاله. هذه التقنية تحاكي الوظائف التقليدية بواجهات جديدة دون أن تتجاوزها كليًا.
الطموح يصطدم بالواقع
تجدر الإشارة إلى أن معظم هذه التقنيات لا تزال إما في طور التطوير أو محصورة في أجهزة باهظة الثمن ومحدودة الانتشار. كما أن المطورين لم يتبنّوا بعد واجهات تتيح الاعتماد الكامل على الأوامر الصوتية أو التفاعل بالإشارات داخل التطبيقات الشائعة، ما يجعل الانتقال الكامل بعيدًا عن أدوات الإدخال التقليدية حلمًا مؤجلًا في الوقت الراهن.
الذكاء الاصطناعي.. شريك لا بديل
في نهاية المطاف، لا يبدو أن الذكاء الاصطناعي سيقضي على لوحة المفاتيح أو الفأرة في القريب العاجل. هو بالتأكيد يقلل من اعتمادية المستخدم عليهما، ويقدّم بدائل ذكية وسريعة، لكنه لا يلغي الحاجة إلى التحكم اليدوي، خاصة في المواقف التي تتطلب دقة أو خصوصية أو مسؤولية مباشرة. ربما نصل يومًا إلى تجربة صوتية كاملة تتفاعل مع نظراتنا وحركاتنا، لكن حتى ذلك الحين، سنبقى نضغط الأزرار ونحرّك المؤشرات بحذر وثقة.
إسلام العبادي(أبوظبي)