مقتل وزير محلي في قصف مخبز بشرق أوكرانيا
تاريخ النشر: 5th, February 2024 GMT
سرايا - أفادت السلطات المحلية بأن 3 على الأقل من ممثلي روسيا كانوا بين ضحايا القصف الأوكراني لمخبز، السبت، في ليسيتشانسك بشرق أوكرانيا. وجاء هذا تزامناً مع غارة جديدة شنتها القوات الروسية على خيرسون في الجنوب الروسي، وتصاعد التوتر بين باريس وموسكو على خلفية مقتل اثنين من العاملين الفرنسيين في المجال الإنساني بالقرب من خط المواجهة.
وقد ندد الكرملين في وقت سابق، الاثنين، بالقصف الذي نُسب إلى الجيش الأوكراني، وخلّف 28 قتيلاً، وفق المصادر الروسية، ووصفه بأنه «عمل إرهابي وحشي». وكتب المسؤول المحلي ليونيد باسيتشنيك على «تلغرام»: «قُتل وزير حالات الطوارئ في جمهورية لوغانسك الشعبية الكولونيل أوليكسي بوتيليشتشنكو خلال القصف الوحشي للمخبز». وكان بوتيليشتشنكو قد قاتل ضمن المجموعات المسلحة التي تقودها وتدعمها موسكو في منطقة دونباس الأوكرانية منذ عام 2014، وفق المصدر نفسه.
كذلك، قُتل «اثنان من أعضاء المجلس البلدي» على ما أشار إليه رئيس بلدية ليسيتشانسك المعيّن من موسكو إدوارد ساخننكو على «تلغرام»، لكنّ المسؤولَيْن لم يوضحا سبب وجود هؤلاء المسؤولين هناك ولا هوية الضحايا الآخرين.
وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف للصحافة إن «الضربات على مخبز هي عمل إرهابي وحشي»، متهماً كييف «بمواصلة الضربات ضد البنية التحتية المدنية»، وشدد على أن «عدد الضحايا دليل أيضاً على وحشية» هذا الهجوم، مؤكداً أن الجيش الروسي سيواصل عمليته في أوكرانيا «لمنع» سقوط ضحايا جدد.
واتهمت السلطات الروسية، السبت، الجيش الأوكراني بتنفيذ قصف استهدف مخبزاً في ليسيتشانسك، ما أسفر عن مقتل 28 شخصاً على الأقل. ولم ترد كييف حتى الآن على هذه الاتهامات.
ومن جهتها، لا تزال روسيا تنفي ضرب أهداف مدنية في أوكرانيا، رغم أن مدناً مثل ماريوبول أو باخموت تعرضت للدمار منذ بداية الحرب. وسقطت ليسيتشانسك في منطقة لوغانسك، في أيدي القوات الروسية في صيف 2022 بعد معركة عنيفة. وقبل الهجوم الروسي في أوكرانيا، كان عدد سكان ليسيتشانسك نحو 111 ألف نسمة. لم تتحرك الجبهة في شرق أوكرانيا منذ أشهر، لكن المعارك مستمرة، وتكثف القصف على الجانبين هذا الشتاء.
4 قتلى بخيرسون
ميدانياً أيضاً، قال مسؤولون محليون إن 4 أشخاص قضوا، وأصيب شخص آخر على الأقل في هجوم بالمدفعية الروسية على مدينة خيرسون بجنوب أوكرانيا، الاثنين. وقال مدعون عبر منصة «تلغرام» إن امرأة تبلغ من العمر 66 عاماً قُتلت أيضاً أثناء الهجوم، وتوفي رجل آخر في المستشفى متأثراً بجراحه.
وتتعرض خيرسون والمناطق المحيطة بها لقصف روسي منتظم، وتواجه عدداً من الإنذارات الجوية على مدار اليوم. وتستهدف القوات الروسية مدينة خيرسون من الأراضي المحتلة على الضفة الشرقية لنهر دنيبرو الرئيسي الذي يقسم المنطقة.
باريس لاستدعاء السفير الروسي
في غضون ذلك، ومع اقتراب زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى أوكرانيا، ترفع فرنسا نبرتها تجاه روسيا، متهمة إياها بقيادة حملة تضليل متصاعدة، والمسؤولية عن مقتل اثنين من العاملين الفرنسيين في المجال الإنساني بالقرب من خط المواجهة. وتصاعدت التوترات بين البلدين بشأن أوكرانيا في الأسابيع الأخيرة، حيث انتقدت موسكو «الجنون العسكري» الفرنسي بعد تعهّدها بتسليم شحنات أسلحة جديدة إلى كييف.
وعلى الجانب الفرنسي، أفاد مصدر دبلوماسي بأنّه «سيجري استدعاء» السفير الروسي لدى فرنسا أليكسي ميشكوف، الاثنين، إلى وزارة الخارجية الفرنسية. ووفق المصدر نفسه، فإنّ وزارة الخارجية ستجدّد إدانتها للغارات الروسية التي أسفرت عن مقتل عاملَين فرنسيَين في المجال الإنساني في أوكرانيا، الخميس الماضي، كما «ستندّد بعودة المعلومات المضلّلة التي تستهدف فرنسا».
وأفادت الخارجية الفرنسية، الجمعة، بأنّ العاملَين الفرنسيين لقيا حتفهما، الخميس، خلال قصف على بيريسلاف، وهي بلدة أوكرانية صغيرة تقع على الضفة الشمالية لنهر دنيبرو بالقرب من الخطوط الأمامية، كما أبلغت عن إصابة 3 مواطنين فرنسيين آخرين بجروح، وندّدت باريس بعمل «وحشي» من قبل موسكو، بينما فتحت النيابة العامة المتخصّصة في مكافحة الإرهاب تحقيقاً، مساء الجمعة.
وتأتي هذه التطورات بعد فترة وجيزة من المناوشات بين باريس وموسكو في مجال المعلومات، فقد أفادت وزارة الدفاع الروسية الشهر الماضي بأنها «قضت» على نحو 60 مقاتلاً، معظمهم من «المرتزقة الفرنسيين»، في غارة ليل 16 - 17 يناير (كانون الثاني) في خاركيف شمال شرقي أوكرانيا، غير أنّ باريس نفت هذه المعلومات على الفور.
الشرق الأوسط
المصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية
كلمات دلالية: فی أوکرانیا
إقرأ أيضاً:
موسكو: بوتين ناقش مع الأميركيين 4 وثائق إضافية بشأن أوكرانيا
قال مستشار الرئاسة الروسية للشؤون الخارجية يوري أوشاكوف، إن الرئيس فلاديمير بوتين وممثلي الرئيس الأميركي دونالد ترامب، ناقشوا 4 وثائق إضافية تتعلق بحل القضية الأوكرانية، إلى جانب خطة ترامب الأساسية.
وأوضح أوشاكوف أن موسكو تلقت سابقا وثيقة من الرئيس الأميركي تضم 27 بندا من أجل إيجاد حل للمسألة الأوكرانية، ثم تلقت 4 وثائق إضافية جرى بحثها مع ويتكوف.
وأضاف أن بلاده قامت بدراسة هذه الوثيقة، إلا أنهم لم يعملوا على أي صيغة محددة بخصوصها ولم يجروا أي مفاوضات مع الأميركيين حول هذا الموضوع.
جاء ذلك في تصريحات صحفية عقب اجتماع بوتين مع ستيف ويتكوف المبعوث الخاص للرئيس ترامب وصهره جاريد كوشنر في موسكو، لبحث جهود إنهاء الحرب بأوكرانيا.
وأشار أوشاكوف إلى أن الاجتماع كان مفيدا وبناء ومثمرا للغاية، واستمر 5 ساعات، ووفر فرصة لمناقشة أعمق لإمكانيات العمل المشترك لإيجاد حل سلمي طويل الأمد للأزمة الأوكرانية.
وأفاد بأنهم ناقشوا محتوى المشاريع والوثائق التي سبق أن قدّمها الجانب الأميركي إلى موسكو، وقال "لم نناقش مقترحات أميركية محددة، بل جوهر ما تتضمنه هذه الوثائق، وتمكنا من الاتفاق على بعض القضايا، وأكد الرئيس ذلك لمحاوريه".
وبحسب المستشار الروسي فإن بوتين أعرب عن "آراء انتقادية وحتى سلبية" بشأن عدد من المقترحات، لكن الأطراف "أعلنت استعدادها لمواصلة العمل معا لتحقيق حل سلمي طويل الأمد في أوكرانيا".
وأوضح فيما يخص عقد اجتماع بين بوتين وترامب، أن هذا الأمر متعلق بعمل مساعدي الرئيسين وباقي ممثليهما، لافتا إلى أنهم اتفقوا على مواصلة الاتصالات مع المساعدين والممثلين الآخرين، بمن فيهم ويتكوف وكوشنر.
قبول نقاط ورفض أخرى
كما أكد المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، اليوم الأربعاء، أن بوتين وافق على بعض المقترحات الأميركية لإنهاء الحرب في أوكرانيا ورفض أخرى، مضيفا أن روسيا مستعدة للقاء مفاوضين أميركيين مهما استغرق الأمر للتوصل إلى اتفاق.
إعلانواعتبر بيسكوف، في حديثه للصحفيين، أنه سيكون من الخطأ القول إن بوتين رفض المقترحات الأميركية، مؤكدا أنه "جرى أمس تبادل مباشر لوجهات النظر للمرة الأولى" وتم قبول بعض النقاط ورفض أخرى، مشيرا إلى أن هذه "عملية عادية من أجل التوصل لتوافق".
وأضاف أن العمل يجري حاليا على مستوى الخبراء، وعلى هذا المستوى، يجب التوصل إلى نتائج محددة تُشكل أساسا لاتصالات تُجرى على أعلى المستويات.
اتهامات بالتظاهر
من جهتهم، اتهم مسؤولون أوكرانيون وأوروبيون الرئيس بوتين، اليوم الأربعاء، بالتظاهر بالاهتمام بجهود السلام، بعد مرور 5 ساعات من المحادثات مع مبعوثين أميركيين في الكرملين، دون أن تسفر عن حدوث أي انفراجة.
وقالت وزيرة الخارجية البريطانية إيفيت كوبر، إن على الرئيس الروسي أن "يوقف التهديدات وإراقة الدماء وأن يكون مستعدا للجلوس على طاولة المفاوضات وأن يدعم السلام العادل والدائم".
كما حث وزير الخارجية الأوكراني أندريه سيبيها، بوتين على "التوقف عن إضاعة وقت العالم".
وتعكس التصريحات حالة التوتر الشديد والفجوة الكبيرة التي لا تزال قائمة بين روسيا من ناحية، وأوكرانيا وحلفائها الأوروبيين من ناحية أخرى، بشأن كيفية إنهاء الحرب التي بدأت قبل 4 أعوام.
يذكر أنه تم الكشف عن مجموعة مُسربة تضم 28 مقترحا أميركيا للسلام في نوفمبر/تشرين الثاني، مما أثار قلق مسؤولين أوكرانيين وأوروبيين قالوا إن بعض البنود تستجيب بشكل كبير لمطالب موسكو خاصة مسألة منع أوكرانيا من الانضمام لحلف شمال الأطلسي (ناتو) مستقبلا.
وترفض روسيا بشكل قاطع انضمام أوكرانيا إلى الحلف، معتبرة أنه يشكّل تهديدا لأمنها، في حين ترى كييف أن الانضمام إلى الناتو هو الضمانة الأهم لردع الكرملين عن شنّ هجوم جديد عليها.