اتهمت أوكرانيا جارتها الروسية بخرق الهدنة المؤقتة التي أعلنتها موسكو بمناسبة الذكرى الثمانين لانتصار الاتحاد السوفياتي على ألمانيا النازية، ووصفتها بأنها "خدعة سياسية مكررة".

وقال أندريه سيبيها، نائب وزير الخارجية الأوكراني، في بيان نشره مساء الخميس عبر منصة "إكس"، إن الهجمات الروسية لم تتوقف منذ دخول الهدنة حيز التنفيذ في منتصف ليل 7 – 8 مايو/أيار الجاري، مشيرا إلى أن الجيش الأوكراني سجل 734 انتهاكا خلال أقل من 24 ساعة.

وأكد سيبيها أن روسيا استخدمت في هذه الانتهاكات 16 قنبلة موجهة و176 طائرة مسيرة هجومية، فيما ردت القوات الأوكرانية على جميع هذه الهجمات، وأبلغت الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي بالتفاصيل.

وأضاف المسؤول الأوكراني "كما كان متوقعا، فإن هدنة بوتين المرتبطة بالاستعراض العسكري في موسكو لم تكن إلا خدعة، ولن نسمح له بخداع أحد".

وأكد مجددا استعداد بلاده للدخول في هدنة حقيقية تستمر 30 يوما، شرط أن تلتزم روسيا بها بوضوح.

كذلك، قالت القوات المسلحة الأوكرانية، اليوم الجمعة، إن روسيا شنت خلال الـ24 ساعة الماضية هجمات متعددة، تضمنت إطلاق صواريخ وإلقاء قنابل من الجو وشن غارات على مواقع على طول خط المواجهة.

إعلان

وتأتي هذه التصريحات في ظل احتفالات موسكو بيوم النصر، حيث تنظم روسيا عرضا عسكريا ضخما في الساحة الحمراء بحضور عدد من زعماء الدول الحليفة، وسط إجراءات أمنية مشددة وهجمات متكررة على مناطق حدودية بينها بيلغورود.

 روسيا نظمت اليوم استعراضا عسكريا ضخما في موسكو بذكرى الانتصار على النازية (رويترز) هجوم أوكراني على بيلغورود

بالمقابل، أعلن حاكم منطقة بيلغورود الروسية الحدودية أن طائرة مسيرة أوكرانية هاجمت مبنى حكومي في المدينة صباح الجمعة، دون أن يسفر الهجوم عن وقوع إصابات.

ونشرت قناة الحاكم الرسمية على تيلغرام الحادث، ليصبح بذلك جزءا من سلسلة هجمات عبر الحدود استهدفت عمق الأراضي الروسية خلال الأسابيع الأخيرة.

وكان الكرملين قد أعلن مطلع الأسبوع عن هدنة تستمر لثلاثة أيام بمناسبة الذكرى الثمانين ليوم النصر على النازية. ووصف المتحدث باسم الرئاسة الروسية هذه الخطوة بأنها "بادرة إنسانية"، وأكد أن القوات الروسية "تلتزم بالهدنة وترد فقط على الهجمات الأوكرانية".

لكن كييف اعتبرت إعلان وقف إطلاق النار مجرد "غطاء سياسي" لتجميل صورة روسيا أمام زعماء الدول الحليفة الذين حضروا العرض العسكري في موسكو، أبرزهم الرئيس الصيني شي جين بينغ.

اعتقال مجريين بتهمة التجسس

كذلك، أعلنت السلطات الأوكرانية – الجمعة – أنها ألقت القبض على مواطنين مجريين اثنين في منطقة زاكارباتيا غرب البلاد، بتهمة تنفيذ أنشطة تجسس لصالح الاستخبارات العسكرية المجرية.

وقال جهاز الأمن الأوكراني في بيان: "للمرة الأولى في تاريخ أوكرانيا، كشف جهاز الأمن عن شبكة استخبارات عسكرية مجرية كانت تقوم بأنشطة تجسس على حساب دولتنا"، مؤكدا أنه تم توقيف رجل يبلغ من العمر 40 عاما وامرأة، وهما عسكريان سابقان.

وأوضح البيان أن المعتقلين كانا يعملان تحت إشراف مباشر من ضابط في الاستخبارات المجرية، وقد تم تكليفهما بجمع معلومات حساسة، من بينها مواقع أنظمة الدفاع الجوي الأوكرانية، بالإضافة إلى تقييم الاتجاهات السياسية والاجتماعية للسكان المحليين، و"تصورهم لاحتمال دخول قوات مجرية إلى المنطقة".

إعلان

ووفقا للتحقيقات، تلقى الرجل المجري أموالا من الضابط المسؤول، وحاول تجنيد شخصين آخرين كمخبرين ضمن الشبكة. وتواجه المجموعة عقوبة السجن مدى الحياة بموجب القوانين الأوكرانية المتعلقة بالتجسس.

في المقابل، شكك وزير الخارجية المجري بيتر سيارتو في الرواية الأوكرانية، وصرح من بودابست قائلا: "أدعو الجميع إلى توخي الحذر إزاء هذه الدعاية الأوكرانية".

وأضاف: "إذا حصلنا على أي تفاصيل أو معلومات رسمية، فسنكون قادرين على التعامل مع هذا الأمر، ولكن حتى ذلك الحين، ينبغي التعامل معه كدعاية".

المستشار الألماني الجديد فريدريش ميرتس حذر روسيا من عقوبات إذا لم تبدأ محادثات سلام جادة لإنهاء الحرب مع أوكرانيا (رويترز) تهديد بعقوبات إضافية

وفي تطور متصل، حذر المستشار الألماني الجديد فريدريش ميرتس، خلال زيارته الأولى إلى بروكسل، من أن روسيا قد تواجه عقوبات جديدة في حال لم تبدأ محادثات سلام "جادة وذات مصداقية".

وأكد ميرتس أن ألمانيا والاتحاد الأوروبي يدعمان خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب الداعية لوقف إطلاق نار لمدة 30 يوما.

وقال المستشار الألماني الجديد: "ندعو روسيا لبدء مسار تفاوضي حقيقي لإحلال السلام. وإذا لم يحدث ذلك، فإن أوروبا والولايات المتحدة لن تتردد في فرض عقوبات إضافية".

كما شدد ميرتس على أن برلين لن توافق على إصدار ديون أوروبية مشتركة لتمويل الإنفاق الدفاعي، رغم استعدادها لزيادة المساعدات العسكرية لأوكرانيا.

ومنذ 24 فبراير/ شباط 2022، تشن روسيا هجوما عسكريا على أوكرانيا وتشترط لإنهائه تخلي كييف عن الانضمام لكيانات عسكرية غربية، وهو ما تعتبره كييف تدخلا في شؤونها.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات

إقرأ أيضاً:

ترامب: لا نية لتغيير النظام في إيران.. ووقف إطلاق النار لا يزال قائمًا رغم الانتهاكات

أكد الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الثلاثاء، أنه لا يسعى إلى تغيير النظام الإيراني، محذرًا من أن مثل هذا التحرك قد يؤدي إلى "فوضى"، مشددًا في الوقت ذاته على استمرار وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران، رغم سلسلة من الخروقات التي وقعت مؤخرًا من الجانبين.

وفي تصريحات أدلى بها للصحفيين على متن الطائرة الرئاسية الأميركية "إير فورس وان" خلال توجهه إلى قمة حلف شمال الأطلسي في لاهاي، جدد ترامب تأكيده أن "إيران لن تمتلك سلاحًا نوويًا أبدًا"، موضحًا أن نظيره الروسي فلاديمير بوتين اتصل به مؤخرًا عارضًا المساعدة في التعامل مع الملف الإيراني.

تهدئة بعد التصعيد

وأشار ترامب إلى أن إسرائيل وافقت على وقف التصعيد، مؤكدًا أن الطائرات الإسرائيلية التي كانت متجهة نحو إيران "لأداء تحية ودية"، حسب وصفه، قد عادت أدراجها دون تنفيذ أي هجوم. وكتب في منشور على منصة "تروث سوشيال":

"جميع الطائرات ستعود، ولن يُصاب أحد بأذى".

كما شدد في منشور لاحق على أن إيران "لن تعيد بناء منشآتها النووية أبدًا"، في إشارة إلى الضربات الأميركية الأخيرة التي استهدفت منشآت نووية رئيسية في فوردو ونطنز وأصفهان.

تصعيد متبادل رغم وقف النار

وعلى الرغم من إعلان وقف إطلاق النار، أكدت إسرائيل، الثلاثاء، أنها قصفت منشأة رادار قرب طهران، ردًا على ما وصفته بانتهاك إيراني للهدنة. ووفق مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، فإن القرار بالرد جاء بعد مشاورات مع ترامب، الذي طلب من تل أبيب "التهدئة".

في المقابل، أعلن الجيش الإسرائيلي أن صفارات الإنذار دوت في مناطق شمال البلاد، بما في ذلك الجليل وحيفا، محذرًا من إطلاق صواريخ إيرانية جديدة، وهو ما نفته طهران رسميًا، عبر الجيش ومجلس الأمن القومي.

تهديدات متبادلة وتوتر قائم

رئيس الأركان الإسرائيلي إيال زامير صرّح بأن إسرائيل "سترد بقوة على الانتهاكات الإيرانية"، بينما أكد وزير الدفاع يسرائيل كاتس أنه أصدر أوامر للجيش بمواصلة الضربات، قائلًا في بيان مقتضب:

"سنواصل ضرب طهران ردًا على انتهاك وقف إطلاق النار".

من جهتها، ردت إيران بشن هجمات صاروخية وبواسطة مسيّرات استهدفت مواقع إسرائيلية، ما فاقم التوتر رغم دخول الهدنة حيز التنفيذ.

واشنطن تتدخل عسكريًا ثم تدعو للتهدئة

وكانت الولايات المتحدة قد نفّذت، السبت الماضي، هجمات جوية دقيقة استهدفت ثلاث منشآت نووية إيرانية كبرى، في إطار تصعيد غير مسبوق. لكن طهران ردّت على الضربات الأميركية بقصف مواقع عسكرية أميركية في العراق وقطر، دون تسجيل إصابات.

وفي خضم التصعيد، أعلن ترامب فجأة وقفًا لإطلاق النار، ليؤكد لاحقًا أنه غير راضٍ عن سلوك كلا الجانبين، وبالأخص إسرائيل، قائلًا:

"إسرائيل انسحبت فورًا بعد موافقتها على الاتفاق، وعليها أن تهدأ".

وأكد مجددًا عزمه على منع مزيد من التصعيد، داعيًا إسرائيل إلى وقف الضربات، ومشددًا على أن الحل العسكري لا ينبغي أن يكون الخيار الأول.

 

مقالات مشابهة

  • مكتبة الملك عبد العزيز العامة تعزز حضور المعرفة العربية والإسلامية وتوثق تاريخها
  • إسقاط 78 مسيرة روسية خلال الليل 3 قتلى بينهم طفل بمدينة سومي الأوكرانية .. وإصابة شخصين بموسكو
  • الرئيس عون اتصل بالشرع معزيًا وأكد تضامن لبنان مع عائلات ضحايا تفجير الكنيسة
  • ترامب: لا نية لتغيير النظام في إيران.. ووقف إطلاق النار لا يزال قائمًا رغم الانتهاكات
  • هل تعتبر الوفاة الناشئة عن حادثة البئر الإرتوازي إصابية؟
  • ترامب يعلن التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل
  • روسيا تخشى توماهوك الأمريكي.. اللواء مرزوق يكشف سر تخوف موسكو وتفوق الصواريخ الأمريكية
  • أوكرانيا تهدد برد مكثف يشمل العمق الروسي بعد هجمات موسكو الأخيرة
  • خلال عقد واحد.. 148 ألف لاجئ غادروا كوردستان وتسجيل مئات الضحايا
  • زيلينسكي يتهم موسكو بمخالفة اتفاق تبادل القتلى الأخير.. أرسلوا جثثا روسية