“مجموعة كلمات” تطلق كتاب “عندما عانقت السماء” لـ “موزة آل مكتوم “
تاريخ النشر: 6th, February 2024 GMT
أطلقت مجموعة “كلمات للنشر” ضمن فعاليات مهرجان طيران الإمارات للادآب كتاب الشيخة موزة بنت مروان آل مكتوم بعنوان “عندما عانقت السماء” والذي يؤرخ لمسيرة المرأة في عالم الطيران ويحتفي بـالمبدعات اللاتي حفرن أسماءهن في سجلات من صنعوا عالم الطيران وفتحن الطريق أمام غيرهن من النساء الطموحات.
يقع الكتاب في أربعة أقسام، يتناول الأول النساء والمحاولات الأولى للطيران باستخدام المناطيد والنماذج البدائية للطائرات، ويركز هذا الجزء على جرأة وشجاعة النساء في دخول عالم جديد من المغامرة والمخاطرة والاستكشاف وكيفية كسر الحواجز النمطية التي كانت تحول دون مشاركتهن في أحد أكثر المجالات دهشةً وغرابةً في ذلك الوقت.
ويستحضر القسم الثاني من الكتاب، أسماء أبرز نساء العالم اللاتي حققن أرقاماً قياسية ومنجزات بارزة في عالم الطيران في بلدانهن، وكيف ساهمت هذه المنجزات في إلهام الفتيات والنساء حول العالم لاستكشاف عالم الطيران واحترافه.
أما القسم الثالث، فيسلط الضوء على شراكة المرأة العربية في عالم الطيران الحديث بكافة تخصصاته ويؤرخ لرائدات الطيران العربيات اللاتي حققن إنجازات غير مسبوقة وتركن بصمات ألهمت الأجيال من الفتيات إلى حقيقة أن إمكانيات المرأة العربية وطاقاتها غيرمحدودة.
وفي القسم الرابع من الكتاب، تقدم الشيخة موزة آل مكتوم للقارئ، النساء اللاتي وصلن للفضاء في إشارة إلى أن الطيران لم يكن سوى بداية مشوار المرأة في استكشاف العالم وأبعاده.
ويدعوالكتاب بأقسامه الأربعة وبطريقة ملهمة غير مباشرة، الأطفال والشباب والفتيات إلى الإيمان بالحلم وتحريره من قواعد الجغرافيا والمساحات، والعمل المتواصل من أجل تطوير المهارات والقدرات.
وحول إطلاق الكتاب، عبرت الشيخة موزة آل مكتوم، عن سعادتها بالعمل مع “مجموعة كلمات” مشيرةً إلى أن نتائج عمل المجموعة التي تجلت في الشكل النهائي لإصدار الكتاب إلى جانب جهد المجموعة في التعريف به ونشره، تظهر الحرفية العالية للفريق الذي أشرف على العمل وقام به.
وأكدت أن الغاية من الكتاب لم تكن مجرد توثيق أسماء النساء اللاتي كسرن حواجز الممكن واحترفن الطيران ووصلن إلى الفضاء، بل توجيه رسالة للأطفال والشباب العرب والفتيات بشكل خاص مفادها أن حدود المنجزات هي بحدود الإيمان بالقدرات والثقة بالطاقات، وأن التاريخ يعلمنا أن لا مستحيل أمام الإرادة والإصرار”.
وقالت: “يجسد هذا الكتاب حلماً شخصياً، منذ الطفولة أردت أن أكون طياراً وأن أكتشف العالم من أعلى نقطة وأن أكون على تماس دائم مع إبداعات الخالق سبحانه وجمال ما خلق.. في هذا الكتاب أوجه دعوة لكل من يقرأه لأن يتبع حلمه لا توجد أحلام مستحيلة، بل أحلام لم نعمل على تحقيقها بالجهد الكافي، وأتمنى أن يترك كتابي أثراً ليس على صعيد الحلم بمجال الطيران فقط، بل على كل طموح وفي المجالات كافة”.
من جانبها قالت مريم العبيدلي المديرة العامة لمجموعة كلمات: “يسر كلمات إطلاق الإصدار الأول للشيخة موزة آل مكتوم والذي يقدم محطات هامة من مسيرة المرأة التاريخية نحوالشراكة في المجالات غير التقليدية ويوضح أن المرأة كانت حاضرة في عالم الطيران منذالبدايات، وهو ما يؤكد أن الظروف الخارجية لا تشكل عائقاً أمام أحلام الشباب إذا توافرت الإرادة الداخلية”.وام
المصدر: جريدة الوطن
كلمات دلالية: فی عالم الطیران
إقرأ أيضاً:
السرد والبوكر وشهرزاد
لا يمكن التعجب من تكرار فوز وتكريم المرأة ساردة في جائزة أو مجموعة جوائز عالمية وإقليمية ومحلية خصصت للسرد، بل العجب كل العجب أن تنأى المرأة عن هذه الحرفة إلى الصمت أو أن تلهى عنها انشغالا بالحياة والتزاماتها، أو بمجرد الاكتفاء بتلقي سرد الآخرين، لا نقول منذ شهرزاد وحسب، بل قبلها بكثير كانت المرأة وما زالت هي الراوي في قصص الجدة وصوت الأمهات وحكايات النساء مع جلسات الضحى وأسمار المساء، وما رمزية السرد التي هي الحياة في«ألف ليلة وليلة» إلا استمرار وتأكيد لارتباط السرد بالمرأة، ممثلة في شهرزاد التي أنقذت حياتها وحياة الأخريات بنسج خيوط القصص وحكايات الليل معالجة النزعة الانتقامية لدى شهريار الغارق في انشغاله بعدائيته وخصومته للمرأة بألفة السرد وانجذاب المتلقي لعصب الحكاية المعلق في حبكتها المسلمة إياه للتشويق منتظرا نهايتها حتى لو كلفه الانتظار تأجيل قرار الموت مقابل الحياة، صنعت منه خلقا جديدا يأنس بالسرد وسيلة للحياة عبر المرأة ممثلة في الراوي السارد «شهرزاد».
فازت الكاتبة الهندية والناشطة في مجال حقوق المرأة بانو مشتاق، مساء الثلاثاء الماضي، بجائزة بوكر الأدبية الدولية عن مجموعتها القصصية «مصباح القلب» التي تتناول الحياة اليومية لنساء مسلمات في جنوب الهند، تروي بانو في المجموعة القصصية التي كُتبت بالكانادية، اللغة المحلية في جنوب الهند، جوانب من حياة العديد من نساء الهند اللواتي يعانين من التوترات الأسرية والمجتمعية، المجموعة هي أول كتاب باللغة الكانادية يحصل على هذه الجائزة الدولية المرموقة التي تم تقديمها في حفل أقيم في لندن.
ومع الاحتفاء بفوز الكاتبة الهندية لا ينبغي إغفال استعادة النساء مجدهن السردي في هذه المسابقة وغيرها من المحافل الدولية، مع تكرار أسماء لكاتبات ساردات من مختلف أرجاء العالم، فما الذي حال دون ذلك من قبل؟ أ كانت النساء تعيش السرد أكثر مما تكتبه؟ أم كُنَّ يتقصدن تخزين أكبر معدل ممكن من السرد قبل توثيقة على شكل قصة أو رواية؟ هل عظم المخزون - خصوصا مع ما يعيشه العالم اليوم من أزمات وتحديات وكوارث، تتحمل النساء آلامها وتعاني مشقتها مضاعفة - حتى قررت أخيرا كتابتها ونشرها لتتشاركها والآخرين كعادتها لكن توثيقا؟ يعزز ذلك معرفة المدة التي نشرت خلالها الفائزة بجائزة البوكر قصصها بين عامي 1990 و2023، إذ احتاجت مجموعتها الفائزة إلى ثلاثة عقود من الصبر والمثابرة من الكاتبة في التأليف والنشر، ثم من المترجمة في اختيارها من المنشور اثنتي عشرة قصة، بعيدا عن بريق الجوائز وصخب المنصات، كما أنها تطلبت تمازجا مع المجتمع عبر تلبس شخوصه المقهورين والمهمشين من المسكوت عنهم في الكتابات الاستهلاكية العابرة، الكاتبة التي تعمل كمحامية وناشطة نسوية، ألفت ست مجموعات قصصية، ورواية واحدة، ومجموعة مقالات، وديوان شعر، جميعها بلغة الكانادا، قالت عند حصولها على الجائزة «أقبل هذا الشرف العظيم ليس كفرد، بل كصوت يقف مع العديد من الآخرين» واصفة فوزها بأنه «لحظة لا تصدّق» وبحسب منظمي الجائزة، فقد تعرّض الكتاب للرقابة من جانب الدوائر المحافظة في الهند، وتم تجنّبه من قبل الجوائز الأدبية الكبرى في البلاد، وقد استبق رئيس لجنة التحكيم ماكس بورتر الإعلان عن فوز مشتاق بالإشادة «بالكتب التي تتحدّى السلطات من السودان إلى أوكرانيا والصين وإريتريا وإيران وتركيا، في كل مكان»، ولا ننسى الاحتفاء بالترجمة كذلك إذ وصف بعض النقاد الترجمة قائلين: «إن القصص الفائزة تمثل انتصارًا ليس فقط للأدب المكتوب بالكانادا، بل أيضًا للترجمة بوصفها مقاومة ثقافية، فمن خلال شراكتها مع المترجمة ديبا بهاستي، فتحت بانو مشتاق نافذة جديدة لحكايات النساء المسلمات في جنوب الهند، وجعلت منها أدبًا عالميًا ذا صوت واضح وقوي»
جائزة بوكر الدولية هي جائزة أدبية كانت تُمنح كل عامين لكنّها منذ 2016 تُمنح سنويا للروايات المترجمة إلى الإنجليزية، وقد فازت بها الروائية العمانية جوخة الحارثي عام 2019 عن روايتها «سيدات القمر» كأول رواية مترجمة عن العربية.
ختاما: فوز بانو مشتاق بالبوكر أعاد للمجاميع القصصية ألقها، ولكتاب القصة طمأنينتهم بعد عقود من تكريس فكرة تفوق الرواية على باقي فنون النثر والشعر معا، كما أنه أعاد شغف الالتفات للمجتمع في يومياته المشحونة بالتوتر، المسكونة بالسرد والدراما، المغذية كل الفنون بكافة أشكالها بطاقات من التعبير والإبداع، وفي شخوصه البسطاء حاملي عبء الحياة بكل ما فيها من ثوابت ومتغيرات، وأحلام ورؤى، وفي وظيفة الكاتب والمثقف لنقل رسالة المستضعفين للعالم دون التسليم باليأس عند عتبات إغلاق الأبواب، وإقصاء الأصوات.
حصة البادية أكاديمية وشاعرة عمانية