عالم الخياطة والتطريز يحتاج إلى شغف كبير، وإصرار يحاكي ذلك الشغف، وهذا ما نجده مع الشخصية التي نحاورها فقد وجدت نفسها بعدما بدأت رحلة الدخول إلى هواية جديدة، لم تكن تعلم أنها تستطيع إحداث فرق كبير بلمسة يد.

كانت بداية تجربتها بسيطة مع التطريز، ولكنها كانت النقطة التي غيرت حياتها تماما. فلم يكن الهدف فقط تزيين الأقمشة، بل كانت السعادة والتحدي في ابتكار أفكار جديدة وتحويلها إلى واقع بديع.

في عام 2019، حصلت على آلة الخياطة الأولى ولم يمر وقت طويل حتى أصبحت مدمنة، وبدأت بقطع بسيطة مثل المفارش وأغطية الوسائد، ولكن سرعان ما وصلت إلى تصميم الملابس المعقدة وحتى فساتين السهرة. ولم يكتف قلبها بالخياطة فحسب، بل أن شغفها بالتطريز أضاف لمسة من السحر على تصاميمها. وبدأت بتطريز الأزياء بأنماط تقليدية وأشكال فريدة، مما جعل تصاميمها تبرز بشكل رائع وتلقى إعجابا كبيرا.

حققت عزيزة المعمرية نجاحا كبيرا وانتشارا واسعا في مجال الخياطة والتطريز، حيث باتت تصاميمها محط إعجاب واعتراف الجميع، وتميزت تصاميمها بالأصالة والجمال والدقة في التفاصيل، مما جعلها ذات طابع فني وجمالي راقي. وبفضل إصرارها تمكنت من الانطلاق إلى صناعة أزياء الممثلين في المسرح، وأصبح مشروعها الصغير لتصميم الأزياء يحظى باهتمام العديد من الفتيات اللاتي يتقدمن بطلباتهن للحصول على قطع مميزة من تصميمها.

(((عمان))) تلتقي عزيزة المعمرية لتسلط الضوء على رحلتها في عالم الخياطة والتطريز، ولمعرفة سر إبداعها ومهاراتها ونقل تجربتها في عالم الموضة والإبداع..

• ما الذي جذبك للعمل في مجال الخياطة والتطريز؟

- كان الدافع الأول هو الفضول والرغبة بتجربة هواية جديدة، بدأت بتعلم التطريز بالتجربة ومن اليوتيوب، وبعدها أخذت أول آلة خياطة في عام ٢٠١٩، وكنت في حالة أشبه بالإدمان لتجربتها وخياطة كل شيء تقريبا. أحب القدرة التي تمنحني إياها على خياطة أي قطعة أريدها بأي شكل أريد. كما أن التطريز في البداية كان - نوعا ما ولازال- نشاط استرخائي لتصفية ذهني.

• كيف بدأت رحلتك في تصميم الملابس؟

- بدأت بخياطة القطع البسيطة مثل المفارش وأغطية الوسائد وبتقليد القطع المتوفرة حولي، بعدها انتقلت لخياطة القطع الملبوسة البسيطة والخالية من التعقيد، ثم مرحلة القطع المعقدة بتفاصيل أكثر ودمج الألوان والخامات. الآن أستطيع خياطة الملابس والفساتين اليومية والعبايات وفساتين السهرة بما يتناسب مع ذوقي الشخصي.

• ما هي المهارات التي تعتقدين أنها أهم لتكوني خياطة محترفة وموهوبة؟

- أعتقد بأن المعرفة النظرية بالأجزاء والمراحل المختلفة للخياطة مهمة جدا ومن الممكن أن تختصر وقتا وجهدا كبيرين.

• ما هو الجانب الأكثر تحديا في عملك؟

- الوقت، فبعض القطع تحتاج لوقت كبير جدا للتنفيذ.

• كيف تبدأين في تصميم وتنفيذ ثياب الممثلين في المسرح؟

- أزياء المسرح قصة ممتعة ومختلفة تماما عما سواه من الأزياء، فتبدأ بقراءة النص وفهم الأبعاد النفسية والاجتماعية لكل شخصية لتحديد الانطباع المأخوذ من كل زي، وحضور البروفات قبل وبعد التصميم، ثم التنفيذ والتعديل أو التغيير والإضافات لآخر لحظة قبل العرض، لتخرج الأزياء متوائمة مع كل شخصية وتبرز أبعادها وأدوارها بصريا وكذلك تتوافق مع الإضاءات والحركات الإخراجية المسرحية.

• ما هي أكثر تجربة مميزة أو تحد واجهتك في حياتك المهنية في هذا المجال؟

- تصميم بعض الأزياء المسرحية من مسرحية "قرن الجارية" لفرقة الدن المسرحية، وذلك بسبب عمق النص ولأنها كانت أول تجربة لي في مجال المسرح.

• كيف تبدأين في رسم الزخارف وتطريز تصاميمك الخاصة؟

- هي غالبا ما تكون نتيجة رسومات متفرقة ودمج أعمال ببعضها البعض، ودائما ما أحتفظ بمفكرة صغيرة لرسم الأنماط التي تخطر في بالي أو التي تلهمني إياها الطبيعة والناس من حولي.

• هل لديك مثال محدد من تصميمك الخاص الذي تعتبرينه تحفة فنية؟

- أحب جدا مجموعة المناديل المطرزة.

• كيف تتطور أفكارك في تصميم الملابس والزخارف؟

- بالتجربة وتطبيق التقنيات الجديدة في كل مرة، وتلهمني الفنون الأخرى كالتصميم المعماري، والفنون التشكيلية وغيرها. كما أبحث عن طرق لتطبيقها على الملابس وإمكانية محاكاة بعض الزخارف والأنماط الموجودة في الطبيعة، ناهيك عن الاطلاع على أعمال المصممين والفنانين الآخرين الذي يتيح لي أفق أوسع.

• ما مدى تأثرك بالتراث العماني وهل هو الذي يؤثر في تصاميمك أم هناك من تأثرت به أو تسيرين على خطاه؟

- أحب التراث العماني ويلهمني جدا، وأعتقد أن بيئتنا العمانية غنية وتفيض بالفن والإلهام بكل تجلياته. وتعجبني قدرة المرأة العمانية على صنع هذه اللوحات الفنية المتحركة منذ القدم بأقل الموارد والإمكانات ولكن بالكثير من الألوان والتفاصيل. وحقيقة أجده من واجبي تجاه هذا الموروث الأصيل الحفاظ عليه وتطويره بما يتناسب مع الوقت الحالي بل وتصديره إلى العالم بأبهى حله. وقد تكون البيئة والتراث العماني هي مصدر إلهامي الأول وتحديدا الأزياء العمانية الزاهية والمتنوعة.

• ما هي أكبر تحدياتك في مجال الخياطة وتصميم الملابس؟

- توفر الأقمشة ذات الجودة العالية والمتنوعة قد يكون التحدي الأبرز.

• ماذا عن المشاريع أو المبادرات التي ترغبين في تحقيقها في المستقبل في هذا المجال؟

- أود الاهتمام بالأزياء العمانية وصناعتها والقصص المرتبطة بها بما يسمح بتعزيز الوعي تجاهها محليا وعالميا.

كما أنني مؤخرا بدأت في التخصص في نمط معين من الخياطة والتصميم وهو المتعلق بالتصاميم المخصصة أو الخاصة بهوية معينة (المؤسسات أو الافراد) والتي تتمثل بتصاميم خاصة في الشكل والقماش وأن تكون عملية لصاحبها بما تتناسب مع احتياجاته شخصيا وتتوافق مع هويته البصرية (bespoke / custom fashion designer).

• كيف يمكن للنساء اللواتي يرغبن في الانضمام إلى مجال الخياطة وتصميم الملابس أن يتعلمن من تجربتك؟

- التصميم يمكن أن يكون بمعرفة الأساسيات ولا يشترط المعرفة بالخياطة، يمكن للواحدة منا أن تصمم وثم تترك التنفيذ لطرف آخر ولكن المعرفة بالخياطة وتقنياتها المختلفة يتيح أفق أوسع بالخيارات والامكانات لإخراج القطعة النهائية بالشكل والقياسات المطلوبة. وأنصح بالبدء بالأعمال البسيطة والتي لا تطلب تعقيد أو جهد، ودائما التدرج مهم.

• هل لديك أية نصائح للشابات الطموحات اللواتي يرغبن في تحقيق النجاح في مجال الخياطة وتصميم الملابس؟

- الاهتمام بالأصالة في التصميم والجودة أكثر من الاهتمام بالكمية.

صور

Kholoud al-fazari -

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الخیاطة والتطریز فی مجال الخیاطة

إقرأ أيضاً:

مجدي شاكر: ما حدث في اللوفر كارثة… وآن الأوان لعودة آثارنا إلى بيتها الآمن

في تطور صادم يعصف بواحد من أهم المتاحف العالمية، كشفت صحيفة لو فيجارو الفرنسية أن قسم الآثار المصرية داخل متحف اللوفر تعرض في 27 نوفمبر الماضي لفيضان بمياه ملوثة، ما أدى إلى تلف واسع لعدد من القطع والوثائق الأثرية النادرة. 

وتأتي هذه الكارثة بعد أسابيع قليلة من واقعة سرقة مجوهرات التاج الفرنسي، لتضيف فصلًا جديدًا من الاضطرابات التي يواجهها المتحف.

وبحسب ما نشرته الصحيفة، وصل تدفق المياه إلى مكتبة الآثار المصرية داخل المتحف، مسببًا دمارًا كبيرًا لقرابة 400 كتاب قديم، بعضها فقد نهائيًا، فضلًا عن تسرب المياه إلى غرفة التحكم الكهربائية في حادث كاد يشعل حريقًا ضخمًا. 

ورغم تحذيرات إدارة الآثار المصرية داخل المتحف منذ فترة من مخاطر أعطال محتملة في الأنابيب الممتدة أعلى الأرشيف، لم يُتخذ أي إجراء وقائي، لتؤكد تقارير لاحقة أن خللًا في شبكة الأنابيب وصمامًا معلوم العطل كانا وراء هذا التسرب المفاجئ.

الفيضانات الملوثة دمرت مئات الكتب النادرة… وتحذيرات سابقة تجاهلتها إدارة المتحف


قال كبير الآثريين مجدي شاكر في تصريحات خاصة لموقع صدى البلد "المعروف إن متحف باريس، وخصوصًا متحف اللوفر، بيضم واحدة من أكبر مجموعات الآثار المصرية، حوالي 55 ألف قطعة".
 

وأكد شاكر أن من أبرز هذه القطع لوحة الأبراج الفلكية الشهيرة الخاصة بمعبد دندرة، قائلاً: “دي واحدة من أهم القطع اللي تم نقلها بعد الحملة الفرنسية مباشرة،  واللوحة دي دمروها بالديناميت وقتها وخدوها، وده كان في عهد محمد علي”.
وأضاف شاكر أن ما حدث يمكن اعتباره «كارثة كبيرة»، خاصة أن المتحف كان دائمًا يقدم نفسه كحامي للحضارة المصرية، موضحًا: "كانوا دايمًا بيقولوا إنهم بيحموا التراث، لكن اللي حصل إن القطعة اتسرقت في شهر، ودلوقتي بتغرق في شهر".

وشدد على أن ما جرى يفتح بابًا لموقف مصري قوي، قائلاً: “ده يفتح فرصة إن مصر تقول لهم: إحنا عايزين آثارنا، عندنا هتكون أأمن من عندكم، لأنها عندكم بتتسرق وبقت عرضة للغرق”.

وأوضح مجدي شاكر أن المتحف يضم أيضًا قطعًا تعد من روائع الفن المصري القديم، قائلاً: “من أهم القطع عندهم تمثال الكاتب الجالس،  ده واحد من أعظم أعمال النحت في مصر القديمة، وبيرجع للأسرة الخامسة حوالي 2400 قبل الميلاد، ومصنوع من الحجر الجيري، والعينين مطعمتين بشكل يجعله كأنه حي”.

وأضاف شاكر أن من بين المعروضات المميزة أيضًا تمثال الملك أمنحوتب الثالث واقفًا بين الإلهة سخمت والإلهة حتحور، موضحًا: “ده تمثال مهم جدًا من الأسرة الثامنة عشرة، وبيظهر فيه الملك واقف في حضرة الإلهتين بشكل بيوثق مكانته وقوته في الفترة دي”.

وأشار الخبير الأثري إلى وجود لوحة ميرنبتاح الشهيرة، التي تُعرف بـ"لوحة اللهب" أو “لوحة النصر”، قائلاً: “دي قطعة استثنائية لأنها بتتضمن نصوص مهمة جدًا عن انتصارات الملك في ليبيا وكنعان، وبتعتبر وثيقة تاريخية مفيش زيها”.

وتابع شاكر حديثه عن القطع البارزة داخل المتحف، مضيفًا: “وفيه كمان تمثال حورمحب من الأسرة 18، وناووس الملكة كاويتب المصنوع من الحجر الجيري، بالإضافة لتمثال رمسيس الثاني وتمثال أبو الهول من تانيس… واحد من أكبر تماثيل أبي الهول الموجودة خارج مصر ومصنوع من الجرانيت الوردي”.

موأكد أن هناك برديات مصرية نادرة داخل المتحف، مشددًا: “اللوفر بيضم برديات دينية وطبية وقضائية في منتهى الندرة… ودي كنوز حقيقية مش مجرد قطع أثرية”
 

وختم شاكر تصريحاته بالتأكيد على أهمية قطعة الزودياك الخاصة بمعبد دندرة، قائلاً: “لكن يفضل الأهم والأخطر هو الزودياك، دائرة الأبراج الفلكية المسروقة من معبد دندرة دي قطعة ما تتعوضش وهي اللي دايمًا بتكون محور أي نقاش عن استرداد آثارنا”.
واختتم شاكر تصريحاته بالتعبير عن أمله في وجود تحرك رسمي، مؤكدًا: “نتمنى يكون في مبادرة من مصر، ونتابع الموضوع في إطار واضح.”.

طباعة شارك متحف اللوفر المتاحف العالمية الوثائق الأثرية النادرة سرقة مجوهرات التاج الفرنسي الآثار المصرية

مقالات مشابهة

  • متحف الفن الإسلامي يختتم فعاليات ورشة تصميم وتفصيل الأزياء
  • وداعا للفوضى.. كيف تعيد ترتيب خزانتك لفصل الشتاء؟
  • مدبولي: مصر تتوسع في البرامج التي تستهدف تحقيق الأمن الغذائي
  • دورة لتعليم الخياطة وأشغال التريكو تحت شعار علمني حرفة بأبو حمص
  • الأزياء والحرف اليدوية تبرز الثقافة الفلبينية ضمن مبادرة "انسجام عالمي 2"
  • أحمد بهنسي يكشف كواليس طلاقه من بوسي: الأكاذيب دمرت حياتي
  • مجدي شاكر: ما حدث في اللوفر كارثة… وآن الأوان لعودة آثارنا إلى بيتها الآمن
  • تشكيك إسرائيلي بمسألة تحقيق إنجاز في معركة الوعي أمام الفلسطينيين
  • صالون نفرتيتي الثقافي .. "الدماطي ": مصر غنية بمتاحفها وكنوزها أثرية لا تُقدر بثمن
  • أخبار التكنولوجيا | صور رسمية لهواتف سامسونج Galaxy S26 تؤكد أكبر إعادة تصميم.. مقاضاة يوتيوبر شهير بعد خنق روبوت في بث مباشر