خبير استراتيجي: هجمات إسرائيل على جنوب لبنان تزداد عمقاً
تاريخ النشر: 15th, February 2024 GMT
أكد العميد يوسف الجدم، خبير عسكري واستراتيجي، أن توسيع إسرائيل لأهدافها يقابله توسع نسبي لحزب الله ولكن ليس بنفس الحجم والقوة لعدم امتلاكه نفس الإمكانات، وقوات الاحتلال تحاول الوصول للهدف أينما وجد.
حزب الله يستهدف التجهيزات التجسسية في موقع المرج الرئيس البرازيلي: إسرائيل تنتهك كل قرارات الأمم المتحدة
وتابع “الجدم” خلال تصريحاته عبر فضائية “القاهرة الإخبارية”، اليوم الخميس، أن القوات الإسرائيلية لا تراعي إن كانت هناك بناية أو تواجد للمدنيين بغزة أو أي منطقة يقصفونها، بذريعة تواجد مسؤولين أو قيادات من حزب الله أو حماس بالبناية المستهدف قصفها.
وأشار إلى أنَّ الكثير من الهجمات الإسرائيلية على المواقع المدنية لملاحقة المسؤولين او القيادات بالمقاومة، تفشل في تحقيق أهدافها، مقابل أرواح تزهق لعائلات بأكملها.
وواصل الجدم أنه في الوقت الحالي هناك استهداف لعمق أكبر نسبياً من قوات الاحتلال التي تشن هجمات على جنوب لبنان، وذلك عند المقارنة مع بداية التوترات، لتطول الهجمات ضواحي ببيروت.
حزب الله يستهدف التجهيزات التجسسية في موقع المرج
وفي سياق آخر، أعلنت المقاومة الإسلامية في لبنان "حزب الله"، عن استهداف التجهيزات التجسسية في موقع المرج بالأسلحة المناسبة وأصابوها إصابة مباشرة.
وقال حزب الله في بيان له: دعمًا لشعبنا الفلسطيني الصامد في قطاع غزة وإسنادًا لمقاومته الباسلة والشريفة، استهدف مجاهدو المقاومة الإسلامية عند الساعة 01:18 من بعد ظهر يوم الخميس 15-02-2024 التجهيزات التجسسية في موقع المرج بالأسلحة المناسبة وأصابوها إصابة مباشرة.
وسبق وأن أعلن الجيش الإسرائيلي، أمس الأربعاء، عن بدء شن موجة هجمات واسعة على الأراضي اللبنانية باستخدام الطائرات.
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، دانيال هاغاري، على منصة "إيكس": "بدأت طائرات الجيش الإسرائيلي موجة واسعة من الهجمات في الأراضي اللبنانية".
وأشار المتحدث إلى أن الجيش الإسرائيلي سيقدم المزيد من التفاصيل لاحقا.
وكان الجيش الإسرائيلي، قد ذكر أن الصواريخ التي أطلقت من لبنان في وقت سابق صباح اليوم الأربعاء، استهدفت مقر قيادته في الشمال والواقع بمدينة "صفد".
وأضاف الجيش، في بيان صحفي، أن صواريخ أطلقت على رشقات متتالية من لبنان على نتوعا، والمناره، وعلى قاعدة الجيش في شمال إسرائيل، مشيرا إلى أنه يقوم بالرد على المناطق التي أطلقت منها الصواريخ.
وأوضحت نجمة داود الحمراء أن امرأة قتلت وأصيب 8 جنود على الأقل في الهجوم.
وأفادت تقارير كذلك بأن الصواريخ استهدفت "جبل الخليل".
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: حزب الله إسرائيل القوات الإسرائيلية قوات الاحتلال الجیش الإسرائیلی حزب الله
إقرأ أيضاً:
ما أسباب سعي إيران لترميم نفوذها في المنطقة رغم كل الضغوط الأميركية والإسرائيلية؟
كان لافتاً الموقف الإيراني الذي يمضي في التشدد بالنسبة إلى لبنان و”حزب الله” وسلاحه، بالتزامن مع ميل للتقارب مع كل من المملكة العربية السعودية، ومصر، بهدف المساعدة للتخفيف من الضغوط القصوى الأميركية- والإسرائيلية على إيران و”حزب الله” تحديداً في لبنان. لكن بماذا تفكر ايران بهذه المرحلة؟
إيران بحسب مصادر ديبلوماسية، تريد أن تنفذ سياسة ترميم نفوذها بعد الضربات التي تلقتها في هذا المجال. وتريد إعادة منظومتها وبناء نفوذها في المنطقة، بعد الحرب التي تعرض لها محورها منذ أكثر من سنتين. وتريد أن يستمر مردود دفع الأموال للعودة إلى منظومتها داخل البيئة الشيعية.
وتفيد هذه المصادر، أن الترميم للنفوذ الذي تريده إيران، وتأمل أنها تستطيع تحقيقه، هو على قواعد وأسس جديدة مختلفة. إيران بحسب المصادر الديبلوماسية، لا تريد حرباً، وخيارها عدم المواجهة، لكن إذا فُرضت عليها المواجهة، وإذا توسعت المعركة سيتم قلب المعادلة كلها، أي عبر دخول كل الجبهات في الإقليم في هذه المواجهة. لذلك يأتي “الترميم” على أسس مختلفة، وهي تتمثل بأمرين: الأول: الاعتراف بالواقع الجديد، والتعامل معه. والثاني: الحفاظ على وجود جماعات إيران وقرارها، على أن يكون السلاح قابل للحل عبر المعادلة السياسية في الداخل، وتكريس موقع لها، في الداخل. أي تكريس موقع ل”حزب الله” في الداخل، مقابل سلاحه. وهذا يشكل جزءاً من الترميم.
وأوضحت المصادر الديبلوماسية، أن المنحى التي تعتقد إيران أنها قابلة للسير به يبدأ إقليميًا من العلاقة المتجددة مع المملكة العربية السعودية. وهي جدية معها في العلاقة، لا سيما وأن الرياض قادرة على التخفيف من حدة الضغوط الأميركية، كما ترى إيران. ويتخلل ذلك، إثبات إيران انفتاحها على جيرانها من الدول العربية، ما ينعكس على كل المحيط.
وبالتالي، يريد الإيراني خلق مساحة مشتركة مع السعودية، وتعزيزها. وتدرك إيران أنها حالياً ليست في موقع فائض قوة، فهي تسير بواقعية مع المملكة، وبدلاً من الصراع يمكن بناء هذه المساحة المشتركة.
وأوضحت المصادر، أن لا مشكلة إيرانية مع مبدأ التطبيع مع اسرائيل، وأن مصر والأردن ذهبتا إلى ذلك. لكن هي ترى أن لبنان يسير إليه، وفق الشروط الإسرائيلية. وهذا تعتبره إيران أسوأ بكثير من أية دولة دخلت السلام. وهي تعتقد أن الإمارات العربية المتحدة، التي تمثل الرئة الاقتصادية لإيران، لا تريد طهران أن تتحول إلى تهديد أمني إسرائيلي لها، بينما هناك فارقاً مع دول “المحور الإيراني” في ذلك، حيث توجد شروط للسلام، في مقدمها الاحتفاظ بدور إيران وحصتها في الإقليم، وفي الدول المعنية بذلك.
منذ سنوات كانت إيران قد طرحت تسوية، على أن يحصل عليها تعديلات مع الزمن، في اتجاه التوصل إلى اتفاق عدم اعتداء. والأغلب أن ما كانت تطرحه هو اتفاق يشبه اتفاق نيسان 1996. على أن تكون مدة الاختبار لنجاحه عشر سنوات، ويتضمن ترسيماً لمزارع شبعا. وكان ثمة بحث أميركي -إيراني في المسألة وان بصورة غير مباشرة، وكان “حزب الله” في هذا الجو. وكانت هناك أجواء في 2007 حول مباحثات سورية- إسرائيلية، والإيراني في جوها أيضاً. كل النفوذ الذي تسعى إيران لتحقيقه حتى الآن، وفقاً للمصادر، وعلى الرغم من السعي الأميركي- الإسرائيلي لإضعاف نفوذها، هو بهدف حفظ موقع لها في المنطقة في إطار التسوية الكبرى التي ستأتي يوماً ما.
لذلك لا تزال إيران تضغط على لبنان للإبقاء على نفوذها فيه. ويضغط الأميركيون على السلطة لحصر السلاح بيد الدولة .