نجح السعوديون والأرجنتينيون فهل ننجح نحن؟
تاريخ النشر: 17th, February 2024 GMT
استيقظ الأرجنتينيون صباح أحد الأيام على اتفاق تجار الدواجن والبيض على رفع سعر البيض مرة واحدة، إذ عقدوا اتفاقهم دون أن يفكروا لحظة واحدة أن هناك من لا يستطيع الحصول على قوت يومه، وأن هناك من يكد النهار والليل ليسد رمق أطفال جياع.
ولكن الشعب الارجنتيني كان أكثر حيلة وذكاء، فقد كان المواطن يذهب إلى الـ”سوبر ماركت”، وعندما يجد سعرالبيض مرتفعاً يعيده إلى مكانه، وكانت هذه حال جميع الأرجنتينيين، فقد اتفقوا على فكرة “اتركوه يفسد”.
فماذا حدث بعد ذلك؟
بعد أيام، وكالعادة تأتي سيارة التوزيع الخاصة بشركة الدواجن لتنزيل الكميات الجديدة من البيض، لكنهم فوجئوا بأن أصحاب المحال يرفضون أي كميات جديدة، فاعاد التجار الكميات إلى مستودعاتهم، وقالوا لنصبر أياماً قليلة لعل وعسى أن يعود المواطنون لشراء البيض.
انتظر التجار أياماً وانتظر الشعب ومرت الأيام، وتورط التجار”الجشعون”، فتكدس البيض في الثلاجات والمخازن والمستودعات، والبقالات دون وجود مشترٍ، فيما استمر الدجاج في المزارع بإنتاج البيض، وأصحاب محال التموين لم يطلبوا أي كمية، فالبيض الموجود لديهم بالأسعار الجديدة ما زال على الرفوف.
لم تنته القصة هنا، إذ بعد أيام اتفق التجارعلى بيع البيض بسعره السابق قبل الارتفاع، لكن الشعب الأرجنتيني الأبّي رفض أن يشتريه مرة أخرى، وذلك لكي يتأدب التجار ولا يعودوا لمثلها، فعاد التجار وخفضوا سعره مرة أخرى، وهل انتهت القصة هنا؟
كلا، لم يشتر الشعب البيض، فانزعج التجار كثيرا، لأن الخسائر تتراكم، وأخيراً اتفق التجارعلى أن يبيعوا البيض بربع سعره قبل الارتفاع، مع تقديم اعتذار رسمي للشعب في الصحف بعدم تكرار ما حدث.هنا انتهت القصة، وأصبح الشعب الأرجنتيني الواعي فائزاً في معركته مع التجار، وان يشتري البيض بخصم 75 في المئة من سعره الأصلي، وهنيئا لذلك الشعب، المتفق فكريا، العارف لمصلحته، فلقد فاز بالمعركة على التجار الجشعين.
هذا الوضع مشابه الى حد ما لما حدث في السعودية عام 2013، فقد دعا بعض السعوديين الى حملة اسمها “خلوها تخيس” وهم يقصدون ان يمتنع الجميع عن شراء الطماطم بعد زيادة سعرها، ويمكن لنا في الكويت تطبيق النهج نفسه على جميع السلع الاستهلاكية، فنمتنع عن شراء السلعة مرتفعة الثمن مما يجبر البائع على تخفيض أسعاره.
ثم من غير المعقول ان بلداً مثل الكويت يطل على البحر يرتفع فيه سعر السمك، فالمفروض ان يكون البحر سخياً بعطائه، والسعر منخفضاً.
من حين لآخر يتحجج تجار الكويت وغرفة التجارة بالتكلفة، وتتطابق مصالحهم، وجهودهم ضعيفة في مواجهة الاحتكار، فترتفع الأسعار، ويجنوا المكاسب.
لنفعل مثل الأرجنتينيين والسعوديين عند ارتفاع سعر سلعة ما.
أصلا ما حدث هو نظرية في الاقتصاد تقول: “إذا قل الطلب انخفض السعر”.
أحمد الدواس – السياسة الكويتية
المصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
أول دفعة من لاجئي جنوب أفريقيا البيض تصل الولايات المتحدة
وصلت أول مجموعة مكوّنة من 49 من اللاجئين البيض في جنوب أفريقيا متجهين إلى الولايات المتحدة، بعد حصولهم على وضع لاجئ بموجب خطة طرحتها إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، تهدف إلى استقبال ما وصفته بـ"البيض المضطهدين" في جنوب القارة الأفريقية.
وبحسب ما نقلته وكالة رويترز، فقد أقلت طائرة مستأجرة من مطار جوهانسبرغ عائلات من الأقلية الأفريكانية -وهم بيض جنوب أفريقيا من أصول هولندية بالأساس- وهبطت في مطار دالاس الدولي قرب العاصمة واشنطن.
وتعتزم الجهات الراعية إعادة توطينهم في ولايات مثل تكساس ومينيسوتا وألاباما وداكوتا الجنوبية.
إحياء خطة مثيرة للجدلالخطة التي يتم تنفيذها اليوم طُرحت لأول مرة عام 2018 خلال إدارة ترامب الأولى، حين دعا الرئيس الأميركي إلى التحقيق في مزاعم عن "اضطهاد المزارعين البيض" في جنوب أفريقيا، وبأنهم يتعرضون للقتل والتمييز ضمن سياسات إصلاح الأراضي.
وكان الرئيس الأميركي قد صرّح للصحفيين، في وقت سابق من يوم الإثنين، بأنه يعترف بالأفريكانرز كلاجئين "بسبب ما يحدث ضدهم من إبادة جماعية"، على حد تعبيره.
وأضاف أن "قتل المزارعين البيض مستمر في جنوب إفريقيا منذ نهاية نظام الفصل العنصري"، مشيرا إلى نيته مناقشة القضية مع قيادة جنوب أفريقيا خلال الأسبوع المقبل.
إعلانورغم أن وزارة الخارجية الأميركية لم تعترف رسميا بهذه السياسة، فإن منظمات محافظة وكنائس إنجيلية ومانحين مقربين من التيار اليميني واصلوا دعمها بوسائل خاصة.
وقدّمت منظمة دينية تُدعى "فرونتلاين فلوشيب" الدعم القانوني والإداري للرحلة، بالتعاون مع محامين أميركيين مختصين بقضايا الهجرة واللجوء.
وقال اللاجئون الجدد إنهم قدموا طلبات لجوء استنادا إلى ما وصفوه بـ"التمييز العنصري والعنف المستهدف" بسبب لون بشرتهم في بلد يغلب عليه السكان السود، معتبرين ما يواجهونه "اضطهادا صامتا" نادرا ما تتناوله وسائل الإعلام الدولية.
لكن حكومة جنوب أفريقيا نفت هذه المزاعم ووصفتها بأنها إشاعات تروّج لها جهات ذات نزعة عنصرية، مؤكدة أن العنف في البلاد لا يستهدف عرقا معينا، وأن سياسات الدولة تستند إلى مبدأ المساواة رغم التحديات الأمنية والاقتصادية التي تواجهها.
وقال المتحدث باسم وزارة خارجية جنوب أفريقيا، كلويو نغلايا، "الادعاءات المتعلقة باضطهاد البيض في جنوب أفريقيا لا أساس لها من الصحة، ونعتبر هذا الأمر تدخلا سياسيا مقنّعًا".