شرح كامل لآلية تنفيذ التصنيف الأمريكي ومدى تأثيره على التجارة والتحويلات المالية في اليمن
تاريخ النشر: 19th, February 2024 GMT
نقدم هنا شرح كامل لآلية عمل التصنيف الأمريكي ودرجة تأثيره على التجارة والتحويلات المالية في اليمن، والتي يبحث الكثير عنها هذا الايام.
وكشف مكتب مراقبة الأصول الأجنبية في وزارة الخزانة الأمريكية عن تفاصيل قرار تصنيف حركة أنصار الله (الحوثيين) كجماعة إرهابية عالمية محددة بشكل خاص، حيث أوضح المكتب أن الولايات المتحدة أصدرت عدة تراخيص تسمح بالعديد من التعاملات المتعلقة بالحركة، بما في ذلك البيع والشراء ومعاملات الاتصالات والبريد والتحويلات المالية والاستيراد والتصدير والأعمال الدبلوماسية، الأمر الذي يؤكد أن قرار التصنيف لم يتضمن في الواقع أي عقوبات جديدة وأنه جاء فارغا من محتواه.
وبحسب تقرير للمكتب رصده “الميدان اليمني” فإن الولايات المتحدة أصدرت ترخيصا (رقم 22) تابعا لقرار التصنيف “يسمح بالمعاملات المتعلقة بأنصار الله والتي تكون في العادة عرضية وضرورية لتوفير المواد الغذائية وبعض السلع الزراعية الأخرى والأدوية والأجهزة الطبية وقطع الغيار والمكونات للأجهزة الطبية وتحديثات البرامج للأجهزة الطبية، بما في ذلك عمليات البيع”.وأوضح التقرير أنه تم إصدار ترخيص آخر رقم 23 “يجيز المعاملات المتعلقة بأنصار الله فيما يتعلق بالاتصالات والبريد وبعض الاتصالات عبر الإنترنت”.
وبحسب التقرير فإن ترخيصا إضافيا رقم 24 “يسمح بالمعاملات المتعلقة بأنصار الله والتي تكون حوادث عادية وضرورية للتحويلات المالية الشخصية وغير التجارية إلى أو من فرد غير محظور في اليمن”.ويجيز ترخيص آخر رقم 25 “المعاملات المتعلقة بأنصار الله فيما يتعلق بتوفير (بما في ذلك بيع) المنتجات النفطية المكررة في اليمن”.
ويسمح الترخيص رقم 26 أيضا “ببعض المعاملات المتعلقة بأنصار الله والتي تحدث عادة والضرورية للعمليات أو استيراد وتصدير البضائع أو عبور الركاب عبر الموانئ والمطارات في اليمن” بحسب التقرير.وأوضح مكتب مراقبة الأصول الأجنبية أنه تم إصدار ترخيص آخر رقم 28 “يسمح بالمعاملات التي يشارك فيها أنصار الله في الأعمال الرسمية للبعثات الدبلوماسية أو القنصلية لدول ثالثة في اليمن”.
وأضاف أن “المنظمات غير الحكومية والمنظمات الدولية والشركات التجارية ليست محظورة بشكل عام من استيراد الإمدادات الإنسانية إلى البلاد” وأنه “يسمح للمنظمات غير الحكومية العاملة في اليمن بالمشاركة في أنشطة لدعم المشاريع الإنسانية لتلبية الاحتياجات الإنسانية الأساسية في اليمن، بما في ذلك مشاريع التنمية غير التجارية التي يستفيد منها المدنيون بشكل مباشر. ويشمل ذلك، على سبيل المثال لا الحصر، إصلاح وإعادة بناء المستشفيات والعيادات الصحية والبنية التحتية الخاضعة لسيطرة أنصار الله”.
وقال التقرير إن التصنيف “لا يعتبر أي وكالة إدارية يمنية أو مؤسسة حاكمة مزعومة أو فعلية في حد ذاتها محظورة بسبب الدور القيادي الذي يلعبه أحد أعضاء أنصار الله فيها” وإنه “يمكن للمنظمات إجراء معاملات مع البنك المركزي اليمني في صنعاء أو البنوك اليمنية الأخرى التي تخضع أو قد تبدو وكأنها خاضعة لسيطرة أنصار الله، والتي تكون عادة معاملات ضرورية للنشاط المصرح به ضمن شروط التراخيص العامة الموضحة”.
وأوضح التقرير أن قرار التصنيف يجعل “جميع ممتلكات ومصالح أنصار الله الموجودة في الولايات المتحدة أو في حوزة أو سيطرة أشخاص أمريكيين اعتبارًا من 16 فبراير 2024، محظورة ويجب إبلاغ مكتب مراقبة الأصول الأجنبية بها” لكنه أكد أن “دولة اليمن لا تخضع للعقوبات نتيجة تصنيف أنصار الله، ولا توجد مناطق جغرافية محددة داخل اليمن”.
وبحسب هذه المعلومات فإن قرار التصنيف الأمريكي لا يتضمن بالفعل أي عقوبات جديدة على حركة “أنصار الله” فقرارات مجلس الأمن السابقة بشأن اليمن قد تضمنت الحظر على قيادات الحركة وكذلك الحظر على السلاح، وهو ما يجعل القرار “فارغا من محتواه” بحسب تعبير محللين.
مرتبطالمصدر: الميدان اليمني
كلمات دلالية: التصنيف الامريكي الحوالات المالية اليمن صنعاء أنصار الله فی قرار التصنیف بما فی ذلک فی الیمن
إقرأ أيضاً:
من المبعوث الأمريكي الخاص إلى اليمن إلى كبير المسؤولين في مكتب شؤون الشرق الأدنى .... دلالات تغيير صفة ليندركينغ على الملف اليمني
فجأة ومن دون إعلان مسبق، تغيرت صفة تيم ليندركينغ من "المبعوث الأمريكي الخاص إلى اليمن" إلى "كبير المسؤولين في مكتب شؤون الشرق الأدنى" بوزارة الخارجية الأمريكية، في تحول يثير تساؤلات حول دلالاته السياسية، وكيف تنظر واشنطن للملف اليمني في المرحلة المقبلة.
عند تعيين ليندركينغ مبعوثا خاصا في فبراير 2021، اعتُبرت الخطوة مؤشرا واضحا على أن إدارة بايدن تولي أولوية لإنهاء الحرب في اليمن، انسجاما مع وعودها الانتخابية، لا سيما وأنها المرة الأولى التي تعيّن فيها واشنطن مبعوثا خاصا لليمن منذ اندلاع النزاع في 2014.
في الفترة الماضية، كان ملاحظا تغير صفة ليندركينغ في البيانات التي تنشرها وزارة الخارجية الأمريكية والسفارة الأمريكية في اليمن، وآخرها ما ورد في بيان لقاء جمعه في 10 مايو الجاري بالسفير اليمني الجديد لدى واشنطن عبدالوهاب الحجري.
يُذكر أن موقع مكتب شؤون الشرق الأدنى بوزارة الخارجية الأمريكية يدرج تيم ليندركينغ حاليا كـ"كبير المسؤولين" في المكتب، مع تاريخ تولّيه هذا المنصب محددًا بـ20 يناير 2025، وهو اليوم الذي تولّى فيه دونالد ترمب ولايته الثانية رسميا. ورغم غياب أي إعلان رسمي بإلغاء منصب المبعوث الخاص أو تعيينه في موقعه الجديد، إلا أن سيرته الذاتية على الموقع تشير إلى أن دوره السابق كمبعوث خاص لليمن أصبح من الماضي، ما يعزز فرضية أن الإدارة الجديدة أعادت ترتيب أدواتها في التعاطي مع الملف اليمني دون ضجيج سياسي أو إعلامي.
وقد أثار هذا التغيير غير المُعلن رسميا تساؤلات حول مغزاه، وانعكاساته على مسار السلام المتعثر في اليمن.
1- تراجع أولوية الملف اليمني:
يعكس هذا التحوّل في صفة تيم على الأرجح تراجع مستوى الاهتمام الأمريكي المباشر بالملف اليمني مقارنة بعهد بايدن، ويتماشى مع تركيز ترمب على أزمة الملاحة البحرية التي استدعت تدخلا عسكريا أمريكيا، توقف مؤخرا بعد الاتفاق مع الحوثي.
2- دمج الملف اليمني ضمن مقاربة إقليمية أوسع:
قبل تعيينه مبعوثا خاصا، عمل ليندركينغ في مكتب شؤون الشرق الأدنى، ويتمتع بخبرة طويلة في شؤون المنطقة، وبالتالي فإن عودته إلى هذا المكتب تعني أن الملف اليمني لن يُعالج بمعزل عن القضايا الإقليمية، بل سيُربط بملفات ذات صلة، من بينها أزمة البحر الأحمر والتي تم حلها بالاتفاق مع الحوثي وقد يكون ضمن النقاش الجاري بين واشنطن وطهران بشأن البرنامج النووي الإيراني في مسقط والذي يسعى الأمريكيون لحسمه سريعا ثم مناقشة الملفات الأخرى المرتبطة بالدور الإيراني في المنطقة مثل دعم الحوثيين في وقت لاحقا.
هذه الأولويات، تعني تقليص الزخم الذي كانت تضطلع به الوساطة الأمريكية المباشرة في اليمن خلال السنوات الماضية.
3. نهاية مرحلة "المبعوث الخاص":
لعب ليندركينغ دورا بارزا في الوساطات الأمريكية، خاصة في الوصول إلى هدنة أبريل 2022 التي لا تزال قائمة حتى اليوم، وتمثل أبرز اختراق دبلوماسي منذ سنوات. وكان وجود مبعوث خاص يعني انخراطا أمريكيا فاعلا ومباشرا في تفاصيل النزاع، من خلال زيارات ميدانية ولقاءات مع أطراف الصراع وتنسيق مع الأمم المتحدة.
ولذلك، فإن عدم تعيين بديل حتى الآن يفتح الباب لاحتمال أن تكون واشنطن قد تخلت عن آلية التمثيل الخاص والانتقال إلى نهج أقل انخراطا مباشرا، أو أكثر اعتمادا على القنوات الدبلوماسية التقليدية.
4- دور مستمر ولكن أقل تركيزا:
رغم تغيير صفته، لا يعني ذلك أن تيم ليندركينغ خرج من المشهد اليمني نهائيًا، بل ما يزال في موقع المسؤولية للسياسة الأمريكية في الشرق الأوسط، وقد يواصل التأثير على السياسات المتعلقة باليمن ولكن بشكل غير حصري.
في المجمل، يعكس تغيير صفة ليندركينغ تحوّلا في مقاربة واشنطن للملف اليمني من التركيز المباشر والضغوط الدبلوماسية المكثفة، إلى دمج الملف ضمن أولويات إقليمية أكثر تعقيدا وتشابكا. ويأتي ذلك في ظل جمود المسار الأممي، وفشل الجهود الدولية والإقليمية في فرض تسوية شاملة، ما يدفع واشنطن إلى إعادة ترتيب أدواتها وتعويلها أكثر على النفوذ غير المباشر، بدلا من الانخراط العلني والمباشر.