أعلن شركاء حقل تمار عن استثمار في توسيع القدرة الإنتاجية لتوفير المزيد من الغاز لمصر وسيكون لهذا الإجراء تأثير على تعزيز علاقة تل أبيب مع القاهرة، وفقا لموقع كالكاليست المتخصص بالاقتصاد الإسرائيلي.

يأتي ذلك وسط توتر إقليمي متصاعد، حيث يشن الجيش الإسرائيلي منذ أكتوبر/تشرين الأول المنصرم حربا مدمرة ضد قطاع غزة، مما أشعل فتيل التوتر في جبهات أخرى مثل جنوب لبنان والبحر الأحمر.

ويقول تقرير للكاتب عدائيل إيتان موسكي إن هذا الإجراء سيتيح للمستثمرين آفاقا إيجابية، لكنه قد يضر بالأمن الطاقي وبفائض الغاز الذي سيبقى في إسرائيل كما سيضر بالمنافسة داخل السوق المحلي.

ويضيف أن إعلانات مختلفة من جانب الشركاء في حقل الغاز الطبيعي تمار صدرت خلال الأيام الأخيرة تظهر أنه بالرغم من الحرب، فإن صادرات الغاز إلى مصر ستشهد ارتفاعا في السنوات القادمة.

ووفق الكاتب، يحمل هذا الإجراء إمكانية كبيرة لسياسة إسرائيل الخارجية وأيضا للبورصة المحلية، لكنه يعيد النقاش حول الفائض من الغاز الطبيعي الذي سيبقى في إسرائيل والضرر المحتمل للمنافسة بين حقول الغاز على السوق المحلي، وكذلك هو خطوة أولى نحو سلسلة من القرارات المرتقبة لمستقبل قطاع الطاقة الإسرائيلي المتوقع اتخاذها قريبًا.

ويذكر الكاتب أن الشركاء في حقل تمار أعلنوا قبل أيام عن استثمار بقيمة 24 مليون دولار لزيادة الإنتاج، وينضم هذا الإعلان إلى إعلان آخر من الشركاء يشير إلى أنه اعتبارا من يوليو/تموز 2025 ستزيد الصادرات إلى مصر بنحو 4 مليارات متر مكعب إضافية، مقارنة بنحو ملياري متر مكعب فقط.

كما ينضم هذا الإعلان إلى إعلان آخر صدر خلال ديسمبر/كانون الأول 2022  بشأن مد خط أنابيب نقل بطول 150 كيلومترا من حقل تمار إلى منصة تمار بجانب شواطئ عسقلان، وتبلغ تكلفة وضع هذا الأنبوب نحو 673 مليون دولار.

وسيسمح التوسع الجديد الذي تم تبنيه بعد الموافقة من وزارة الطاقة بزيادة القدرة الإنتاجية من تمار إلى نحو 16 مليار متر مكعب سنويا، وفق الكاتب.

وذكر الكاتب أنه في حالة تم تنفيذ الإعلان، سيصدر حقل تمار الغاز إلى مصر بمقدار نحو 6 مليارات متر مكعب سنويا، وهو أقل قليلا من نصف الكمية التي استهلكتها إسرائيل من الغاز الطبيعي في 2023.

وأفاد الكاتب بأن تمار ليس الحقل الوحيد الذي يصدر إلى مصر، ففي 2022 صدر حقل لفيتان 4.95 مليارات متر مكعب إلى مصر و2.73 إلى الأردن بينما صدر حقل تمار 1.57 مليار متر مكعب، والغالبية العظمى من الصادرات من تمار كانت مُخصصة لمصر.

ويشير الكاتب إلى أن التصدير لكلا البلدين يملك تأثيرات مهمة على العلاقات السياسية مع البلدين، حيث أُوقف إنتاج الغاز من حقل تمار، بسبب قرب المنصة من قطاع غزة.

ويضيف الكاتب أنه من أجل توفير الغاز الطبيعي للسوق المحلي الإسرائيلي -في ظل الحرب- تم تقليص تصدير الغاز إلى مصر بنحو 80%.

عقب بداية الحرب في غزة تم تقليص تصدير الغاز إلى مصر بنحو 80% لتوفيره للسوق المحلية بإسرائيل (رويترز)

وينقل الكاتب عن الدكتور عميت مور، المدير التنفيذي لشركة إيكو إنرجي للاستشارات الاقتصادية الإستراتيجية والمحاضر في جامعة رايخمان، قوله "يعاني السوق المصري من نقص في الغاز الطبيعي وهو ما قاد إلى انقطاعات مقصودة للكهرباء عبر البلاد وتقليل صادرات الغاز الطبيعي المسال من إسرائيل".

وأضاف أن "الصادرات الإسرائيلية لمصر تسهم ليس فقط في توفير الكهرباء للبلاد، بل أيضا بإيراداتها وذلك في ظل الأزمة الاقتصادية التي تمر بها".

وأوضح الكاتب أن جزءا من الغاز الطبيعي المبيع لمصر ذهب إلى مرافق تسييل الغاز، ومن هناك بِيعَ لأوروبا، مما يساعد البلاد على التعامل مع الأزمة الاقتصادية من خلال إدخال عملة أجنبية، ففي عام 2022 حققت صادرات الغاز الطبيعي من مصر للبلاد نحو 8.4 مليارات دولار.

ويرى مور أن الأردن أيضا لديه اعتماد كبير على الغاز الإسرائيلي، ويقول "في الأردن نحو 70% من الكهرباء تُنتج من الغاز الطبيعي المستورد من لفيتان، مما يعني اعتماد الأردن الكبير على سوق الطاقة الإسرائيلي".

ويقول غلعاد بن تسبي، محلل الطاقة الإسرائيلي "السوق المصري يشتري الغاز بأسعار أعلى من السوق المحلي وبأي كمية تستطيع إسرائيل توفيرها، وهذا الأمر استمر حتى خلال الحرب".

لكن الكاتب يشير، من ناحية أخرى، إلى أن سوق الطاقة قلق من أن توسيع تصاريح التصدير قد يؤدي إلى حدوث نقص بالداخل الإسرائيلي في السنوات القادمة، أو على الأقل ارتفاع الأسعار بسبب تراجع حدة المنافسة في السوق المحلي.

وحذر رئيس قسم الميزانيات في وزارة المالية يوغاف غردوس، العام الماضي من أن زيادة التصدير "قد تعرض الأمن الطاقي لإسرائيل للخطر".

 

وأشار الكاتب إلى أن هناك مشكلة أخرى تمكن في توسيع تصاريح التصدير أيضا من حقل لفيتان، التي تُناقش في هذه الأيام، والتي تطرح السؤال ليس فقط كم كمية الغاز المعد للتصدير، بل أيضًا كيف سيُباع الغاز.

ومن بين الخيارات التي تم تقديرها -حسب الكاتب- هو إمكانية إنشاء منشأة تسييل الغاز في عرض البحر، بدلا من توسيع الأنابيب نحو الدول المجاورة.

وتتيح هذا الخيار -وفق الكاتب- استخدام السفن والتقليل من الاعتماد على دولتين فقط "مصر والأردن"، لكن التكلفة المرتفعة تقف عائقا أمام إقراره.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: من الغاز الطبیعی الغاز إلى مصر السوق المحلی صادرات الغاز الکاتب أن حقل تمار متر مکعب إلى أن

إقرأ أيضاً:

نقيب الصحفيين يعبّر عن انزعاجه من صدور حكم بالحبس ضد الكاتب الصحفي محمد الباز

عبر خالد البلشي، نقيب الصحفيين، عن انزعاجه من صدور حكم بالحبس اليوم، ضد الكاتب الصحفي محمد الباز في قضية تتعلق بالنشر.

وأكد البلشي على موقف نقابة الصحفيين الثابت الرافض لتوقيع عقوبات سالبة للحرية في قضايا النشر، تنفيذًا لنص المادة 71 من الدستور، والمادة 29 من قانون تنظيم الصحافة والإعلام، والتي جاءت أحكامها مطابقةً لنصوص الدستور.

وأشار البلشي إلى أن حكم الحبس الصادر بحق رئيس مجلس إدارة "الدستور" يؤكد أهمية مطالب النقابة المتكررة خلال العامين الماضيين، والتي دعمتها مخرجات المؤتمر العام السادس للنقابة، بضرورة الإسراع في إصدار قانون يمنع العقوبات السالبة للحرية في قضايا النشر، باعتباره قانونًا مكملًا للدستور. موضحًا أن النقابة أعدت مشروع قانون في هذا الصدد داعيا جميع الأطراف للعمل على إقراره.

وشدد نقيب الصحفيين على تقديره للشاعر الكبير الراحل أحمد فؤاد نجم، مؤكدا على ضرورة الفصل بين نقد الشخصيات العامة وتوجيه الإساءة لها، داعيًا الزملاء الصحفيين إلى الالتزام بالقواعد المهنية وميثاق الشرف الصحفي عند تناولهم للحياة الشخصية للمواطنين أو الشخصيات العامة.

وأكد البلشي أن رفض النقابة للحبس في قضايا النشر ليس حكرًا على آراء بعينها، ولا تمييزًا للصحفيين، بل يمتد ليشمل جميع المواطنين، انسجامًا مع موقفها الثابت واحترامًا لنصوص الدستور. كما دعا منظمات المجتمع المدني إلى دعم مطالب النقابة وترسيخ مبدأ منع الحبس في قضايا النشر عبر ممارسة تؤكد هذا الحق.

وشدد نقيب الصحفيين على أن رفض الحبس في قضايا النشر  لا يُقصد به تحصين المتهمين في قضايا النشر ( صحفيين أو مواطنين) من المحاسبة، لكنه حماية للحق في التعبير وصونا للدستور، مشيرًا إلى وجود سبل قانونية ونقابية تكفل حماية حقوق المواطنين والمجتمع من أي انتهاكات عبر النشر، دون اللجوء إلى الحبس.

مقالات مشابهة

  • "حقك تعرف".. الكاتب الصحفي عادل حمودة يطلق قناته الرسمية على يوتيوب
  • نقيب الصحفيين يعبّر عن انزعاجه من صدور حكم بالحبس ضد الكاتب الصحفي محمد الباز
  • مظاهرات متواصلة بمدن أوروبية تنديدا بالحرب الإسرائيلية على غزة
  • "ممارسات غير إنسانية".. الأصوات المعارضة للحرب على غزة تعلو في صفوف الجيش الإسرائيلي
  • إن بي سي: معارضة الحرب تتصاعد بصفوف الجيش الإسرائيلي
  • رسميًّا.. موعد تطبيق زيادة أسعار الغاز الطبيعي للمنازل
  • 60 شهيدًا في غزة اليوم.. وارتفاع حصيلة ضحايا الحرب الإسرائيلية إلى 54381 شهيدًا منذ أكتوبر 2023
  • الأمم المتحدة: الكارثة الإنسانية في غزة بلغت أسوأ مراحلها منذ بداية الحرب الإسرائيلية
  • شركة المثلجات "بن آند جيري" تصف الحرب الإسرائيلية على غزة بـ"الإبادة"
  • عقاب جماعي للمدنيين... لافروف يدين الغارات الإسرائيلية على غزة